الرب حنَّان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة
السيدة/ إيمان عبد المسيح مجلع ... قنا، تقول:
ذات يوم كنت بمنزل والدى .. وتوجد هناك صورة كبيرة للقديس كنت أنام بالقرب منها .. فجاءنى فى حلم قائلاً: "هتجيبى بنت اسمها إيرينى .." فاستيقظت من النوم وصرت أعاتبه .. لأن الرب قد أعطانى بنتين من قبل وأنا أريد ولداً .. ثم نمت ثانية فجاءنى القديس مرة أخرى وقال لى: "طيب خلاص متزعليش هتجيبى أرميا !." ولم تمر أيام وكنت حاملاً.
وأثناء الحمل اكتشفت أن الطفل وضعه مقلوب، وأكدت الطبيبة أن الولادة لابد أن تكون قيصرية.. وكان معى زيت بركة من القديس فكنت يومياً ادهن بهذا الزيت وأذهب إلى المزار أتشفع بأبى الحنون أن تكون الولادة طبيعية وسهلة .. وإذا نفذ الزيت آخذ زيتاً آخر من أحد الأباء المحبوبين .. حتى جاء ميعاد الولادة .. وكانت المعجزة لأن الطفل قد عاد إلى وضعه الطبيعى وكانت الولادة سهلة حتى أن الطبيب قال لى: "أنا لم أفعل شيئاً، ده الأنبا مكاريوس.." وجاء أرميا كما وَعَد القديس.
بعد فترة مرض ابنى أرميا وبدأ جسمه يتورم، فذهبت به إلى دكتور أطفال وعرفت أنه مصاب بميكروب فى الكلى ولا بد من علاجه بالكورتيزون وبعض الأدوية المقوية للمناعة .. وذهبت إلى طبيب آخر فأعلمنى بنفس التشخيص .. فذهبنا به إلى مركز الحياة التخصصى بالقاهرة حيث تم تحويله إلى أ.د./ أنسى نجيب أستاذ أمراض الكلى للأطفال، وبعد إجراء التحاليل اللازمة اتضح أن نسبة الزلال مرتفعة جداً وكذلك نسبة الكولسترول، فقرر ضرورة العلاج بالكورتيزون .. وأن الموضوع سيطول لأن الطفل مصاب بمرض (Nephrotic Syndrome) وحالة الكلى سيئة جداً .. وبعد تناوله الدواء ساءت حالته أكثر فأكثر .. حتى تحول منظره إلى شبه ميت. وقد طلبت شفاعة جميع القديسين كما ذهبت إلى المناهرة وتشفعت بأبينا القديس عبد المسيح المناهرى ..
وفى أحد السبوت، وكان يوافق عيد تجليس سيدنا المحبوب الأنبا شاروبيم (أطال الله حياته)، أخذت أرميا إلى الكنيسة المرقسية وكان بلا حراك تماماً .. وبعد انتهاء الحفلة تقدمت إلى سيدنا وأنا أحمل أرميا وكنت أبكى بشدة وشرحت له حالته.. فصلى له وقبَّله ثم أمرنى أن أنزل به إلى مزار القديس وأنذر له نذراً .. فقلت لسيدنا أننى مستعدة لأى نذر فقط أن يعيش أرميا .. ودخلت المزار وأنا منهارة، ووضعت طفلى على الأرض أمام القديس وكان عبارة عن جثة هامدة فكنت أصلى وأصرخ بدموع إلى الله أن يشفى أرميا ببركة صلوات القديس .. وفجأة وجدت "زيتاً" ينساب على زجاج المزار خلف إحدى صور القديس عندما أمسك ابنى بها .. ففرحت جداً واعتبرتها علامة للبركة، وأخذت من ذلك الزيت ودهنت به أرميا واطمئن قلبى .. وطلب أرميا منى أن يتناول كما اعتاد أن يتناول فى كل قداس .. فقلت له أن يلحس الصورة التى فيها يمسك القديس بالقربانة الحمل وبجوارها الكأس المقدسة .. ففعل .. وفى نفس اللحظة وقف أرميا على رجليه وانتصب .. فأخذته بسرعة إلى نيافة الأنبا شاروبيم ففرح به جداً وقبَّله مرة أخرى وقال لى: "متخافيش .. ربنا هيتمجد".. وفى اليوم التالى بدأ أرميا يسترد لونه وشكله الطبيعى.. وطلبت من القديس أن يعطينى علامة أن أرميا سيشفى .. وفتحت كتاب معجزات القديس فقرأت معجزة لطفلة عمرها ثلاث سنوات مريضة بنفس مرض ابنى وتقابلت مع سيدنا الأنبا شاروبيم ثم ذهبت إلى المزار وشفيت بنفس الطريقة فتفاءلت جداً.
بعد ثلاثة أيام أخذ زوجى أرميا لعمل التحاليل .. وجلست أصلى وأتشفع بالقديس .. وغلبنى النعاس فنمت .. فجاءنى القديس فى حلم وقال لى: "هيخف .. هيخف .. هيخف ..!" ولما عاد زوجى مع أرميا كانت المفاجأة أن جميع التحاليل طبيعية جداً وأن أرميا شُفى تماماً .. فذهبنا به إلى القاهرة مرة أخرى وأجرينا له تحاليل جديدة فى نفس مركز الحياة التخصصى وعندما رأى أ.د./ أنسى نجيب التحاليل اندهش جداً وسألنى: "شفاعة مين دى؟!." فسألته كيف عرف إنها شفاعة القديسين" فقال لى: "من المستحيل أن يخف أرميا بهذه السرعة .. هذه معجزة بكل المقاييس"! ثم كتب تقريره المرفق مع هذه المعجزة .. بعد أن عرفته أنها صلوات القديس العظيم الأنبا مكاريوس .. فشكرا لإلهنا الحنون الذى أحبنا إلى المنتهى وشكراً للقديسة البتول الطاهرة شفيعة البشرية السيدة العذراء مريم والقديس العظيم الأنبا مكاريوس الذى تحنن على ابنى، وحبيبى البابا كيرلس والقديس أبونا عبد المسيح المناهرى وليتمجد الرب فى قديسيه.