منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 01 - 2015, 02:54 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الحيَّــة النحاسية _ أغسطينوس

الحيَّــة النحاسية _ أغسطينوس


الحيَّة النحاسية

القديس أغسطينوس








السيد المسيح نزل ومات، وبالموت ذاته حررنا من الموت. لقد قُتل بالموت، فقتل الموت. وكما تعلمون أيها الأخوة أن الموت قد دخل إلى العالم بحسد إبليس. فالكتاب المقدس يقول أن "الله لم يصنع الموت"، "بل ولا يسر بهلاك الأحياء، فإنه خلق كل شيء لكي يكون" (حك 1: 13-14). وماذا يقول في هذا السفر أيضاً؟ يقول "لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم" (حك 2: 24).



والإنسان لم يأتِ منقاداً بالقوة إلى الموت المقدم له بواسطة الشيطان لكي يشرب، فالشيطان لم يكن لديه قوة الإجبار، بل مكر الإقناع. لو لم تكن موافقاً، أيها الإنسان، ما كان قد فعل الشيطان أي شيء. قد قادتك موافقتك أيها الإنسان إلى الموت. من مائت يولد مائتين، والغير مائتين صاروا مائتين. صار كل البشر مائتين من خلال آدم، أما يسوع ابن الله وكلمة الله الذي به خُلق كل شيء، الوحيد المساوي للآب، صار قابلاً للموت لأن "الكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يو 1).


من أجل ذلك، قبل الموت في جسده، وأبطل الموت وعلقه على الصليب، ومن خلال الموت ذاته حرَّر المائتين. ما حدث بشكل رمزي بين القدماء يسترجعه الرب ويقول: "وكما رفع موسى الحيَّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3). أنه سر عظيم وكل من قرأه يعرف ذلك. لنستمع إليه سواء أن كنت لم تقرأه أو ربما نسيت ما كنت قد قرأت أو سمعت.


أصيب شعب إسرائيل في البرية بلدغات الحيَّات "ومات قوم كثيرين من إسرائيل" (عدد 21). فهي كانت ضربة من الله، فهو يوبخهم ويغربلهم حتى يمكنه أرشادهم. وقد تم إظهار هناك رمز عظيم لحدث مستقبلي، والرب ذاته يشهد لذلك في هذا المقطع الإنجيلي حتى لا يفسر أحد بخلاف ما يظهره الحق ذاته بشأنه. إذ أنه قيل لموسى من قبل الرب أن يصنع حيَّة نحاسية ويرفعها على قطعة من الخشب في البرية، وأن ينصح شعب إسرائيل أن كل من لدغته حيَّة عليه أن يُثبّت نظره على الحيَّة النحاسية المرفوعة على الخشبة.


وهذا ما حدث بالفعل: أناس لدغوا، نظروا إليها، ومن ثم تم شفائهم.


ما هي الحيَّات اللاذعة؟
هي الخطايا النابعة من فناء الجسد.


ما هي الحيّة النحاسية المرفوعة؟
هي موت الرب على الصليب.

لقد تم تمثيل الموت بصورة حيَّة، لأنه كان قد صدر من حيَّة.

كانت لدغة الحيَّة قاتلة، وكان موت الرب معطياً للحياة.

لقد ثبَّتوا نظرهم على الحيَّة حتى لا يكون للحيَّة أي قوة.

ماذا يعني هذا؟ لقد ثبتوا نظرهم على الموت حتى لا يكون للموت أي قوة.


لكن موت من؟ موت الحياة - إن جاز التعبير - موت الحياة.

بل يجوز التعبير وبشكل رائع.

هل أتردد في قول ما تكرم الرب وفعله من أجلي؟

أليس المسيح حياً؟ إلا أنه نراه مائتاً على الصليب.

أليس المسيح حياً؟ إلا أنه مع ذلك مات.


لكن في موت المسيح مات الموت، لأن الحياة عند موتها قتلت الموت. ملء الحياة ابادت الموت. لقد ابتلع الموت في جسد المسيح. لذلك نحن أيضاً سوف نغني بانتصار في القيامة: أين غلبتك يا موت؟ أين شوكتك يا موت؟ (1 كو 15).


والآن، أيها الأخوة، في الوقت الحاضر، دعونا ننظر إلى المسيح المصلوب لكي نُشفى من خطايانا، إذ أنه قال: "كما رفع موسى الحيَّة في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية" (يو 3). كما فعل أولئك الذين نظروا إلى الحيَّة النحاسية ولم يهلكوا من لدغاتها، هكذا أيضاً أولئك الذين ينظرون بإيمان إلى موت المسيح يتم شفائهم من لدغات الخطايا. أولئك القدماء نجوا من الموت من أجل الحياة الزمنية، لكن هنا يقول: "بل تكون لهم حياة أبدية"، فهذا هو الفرق بين الصورة المتمثلة رمزياً وبين الحقيقة نفسها. الرمز يُقدم الحياة الزمنية أما الحقيقة نفسها المرموز إليها فتقدم الحياة الأبدية.





"لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" (يو 3). لذلك - بقدر ما يستطيع - يأتي الطبيب لمداواة الإنسان المريض. من لا يريد مراعاة تعليمات الطبيب يقتل نفسه. جاء المخلص إلى العالم. لماذا دعي مخلص العالم إلا لكونه جاء من أجل ذلك، لا لكي يدين العالم؟ إن كنت لا ترغب في أن تخلص بواسطته، سوف تحكم على نفسك. ولماذا أقول ذلك؟ لأنه قال: "الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن - ماذا تتوقع أن يقول إلا أنه قد حكم على نفسه؟ - قد دين" (يو 3).



الدينونة لم تظهر بعد، لكنها أيضاً قد تمت بالفعل. لأن "الرب يعلم الذين هم له" (2 تي 2: 19)، يعلم من هو الذي سوف يثابر حتى الإكليل، ومن سوف يسير نحو اللهيب. هو يعرف الحنطة في البيدر ويعرف أيضاً القش. هو يعرف الحبوب ويعرف الأعشاب. لقد دان بالفعل أولئك الذين لا يؤمنوا.


لماذا حُكِم عليه؟ "لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو 3).




رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2015, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الحيَّــة النحاسية _ أغسطينوس

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حية موسى النحاسية
الحيَّة النحاسية
هو لم يقل فتح الأبواب النحاسية لكن سحق الأبواب النحاسية
ما هي الحية النحاسية؟
الحية النحاسية


الساعة الآن 03:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024