17 - 01 - 2015, 07:18 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
العظة علي الجبل ج52 .. ادخلوا من الباب الضيق....مت7:13
١٧ يناير ٢٠١٥
قال السيد االرب في الجزء الأخير من عظته علي الجبل: ادخلوا من الباب الضيق,لأنه واسع الباب,ورحب الطريق الذي يؤدي إلي الهلاك,وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلي الحياة..وقليلون هم الذين يجدونهمت7:14,13.
الباب الواسع هو لعبة الشيطان في حروبه وحيله.
يقول لك لماذا تعيش هكذا وقد أغلقت علي نفسك في دائرة ضيقة؟!ولماذا يضيقها الرب عليك؟!يمكنك السير في طريق رحب,كله مسالك فإن شئت يمكن أن أوصلك.
يمكن أن تصل بكذبة صغيرة ولراحة ضميرك تسميها كذبة بيضاء!ولا تحرج نفسك بصراحة مؤذية ويمكن أن تحصل علي أيام من الراحة بواسطة شهادة مرضية,يكتبها لك طبيب صديق ولا تنكشف تستطيع أيضا أن تنجح في الامتحان وتتفوقببرشامة متقنة!.
حقا إن الطريق الواسع سهل ويؤدي إلي الغرض,فلماذا تصر علي الباب الضيق,ويتفوق عليك من هو أقل منك!!غير أنه أكثر منك حيلة وأكثرمرونةوهذا سر نجاحه!
لماذا تعقد الأمور أمامك؟!خذ الأمر بسهولة فينفرج!
إنه حرص الضمير يرفض هذه السعة الممزوجة بالخطية.
وأمامنا مثل واضح في الكتاب المقدس هو قصة إبراهيم ولوط.
لوط اختار الأرض المعشبة التي قيل عنهاكجنة الله كأرض مصرتك13:10ونقل خيامه إلي سادوم أما أبونا إبراهيم فاختار أن يكون مع الله,ولو في أرض أقل خضرة وسقيا,وماذا كانت النتيجة؟سبي لوط مع أهل سادوم وانقذه إبراهيمتك14ثم حرقت سادوم وفقد كل شيء,غير أنه نجا مع بنتيه بشفاعة إبراهيم.
حقا,إن الطريق رحب في أوله ونهايته هي الضياع
أما الباب الضيق فهو كرب في أوله,ونهايته طيبة.
وكما يقول الكتاب إنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت اللهأع14:22,ويقول أيضا أن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا2كو4:17.
فما هي إذن مظاهر الباب الضيق؟نذكر من بينها:
إنكار الذات:
كما قال السيد المسيحإن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنيمت16:24من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من أجلي يجدهامت10:39.
ليس إنكار الذات شيئا سهلا,ولا حمل الصليب سهلا.
الذي يدخل إلي الحياة الروحية هكذا إنما يدخل من الباب الضيق.
فكل إنسان يحب نفسه ويهمه مركزه وكرامته وحقوقه,وإن تنازل عن كل ذلك يظن أنه يضيع حياته,بينما يقول له الربمن أضاع حياته من أجلي يجدهاإن أحب أحد الله وأحب الناس,يذكر قول الكتاب.
المحبة لاتطلب ما لنفسها1كو13:5.
أي تنسي ذاتها في محبة الله والناس,وهكذا السيد الرب فيما كان يطلب ويخلص ما قد هلكلو19:10أخلي ذاته وأخذ شكل العبدفي2:7بل بذل ذاته عنا مقدما دمه علي الصليب لكي نخلص نحن.
وهكذا فعل القديس يوحنا المعمدان في الخدمة,واضعا أمامه ذلك المبدأ الروحي الخالد ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقصيو3:30وهكذا دخل من الباب الضيق الذي يوصل إلي الحياة واستشهد ودخل في المجد.
إن إنكار الذات يحمل التخلي عما نملك,فنصل إلي التجرد.
التجرد:
وهكذا قال السيد الرب للشاب الغني:إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالي اتبعنيمت19:21ولم يستطع الشاب الغني أن يدخل من هذا الباب الضيق فمضي حزينا.
كذلك الغني الغبي الذي فضل الباب الواسع فقالأهدم مخازني وابني أعظم منها وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي وأقول لنفسي:يا نفسي لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة استريحي وكلي واشربي وافرحيلو12:19,18ولم يدرك أنه في الطريق الرحب قد ضيع نفسه!
فإن لم يستطع الإنسان أن يصل إلي هذا الكمال في التجرد فعلي الأقل يدفع العشور والبكور,ففيها تجرد ذاتي.
فإن قلت إن الذي معي لايكفيني فلا أستطيع أن أدفع العشور!!أقول لك بل أنت لاتستطيع أن تدخل من الباب الضيق,وتبكتك تلك الأرملة الفقيرة التي دفعت من أعوازهالو21:4المهم أن يكون مبدأ العطاء في قلبك.
تبكتك أيضا أرملة صرفة صيدا التي قدمت لإيليا النبي في زمن المجاعة قليل الدقيق والزيت الذي عندها فكافأها الرب بقوله لهاإن كوار الدقيق لايفرغ وكوز الزيت لاينقص إلي اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا علي وجه الأرض1مل17:14.
ألست تري من هذا أن الباب الضيق يوصل إلي السعة.
ونفس الوضع مع الذي يدفع العشور,إذ يقول الربهاتوا العشور وجربوني..إن كنت لا أفتح لكم كوي السماء وأفيض عليكم بركة حتي لاتوسعملا2:10فأن كنت حتي العشور لاتدفعها ولا البكور أيضا..
علي الأقل لاتكن عندك محبة المال والقنية ومحبة النصيب الأكبر والطمع الذي هو عبادة الأوثانكو3:5.
من مظاهر الباب الضيق أيضا:قهر الجسد
قهر الجسد:
وما أعمق قول القديس بولس الرسول في هذا المجالبل أقمع جسدي واستعبده حتي بعدما كرزت لآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا1كو9:27.
قال هذا بولس الرسول الذي اختطف إلي السماء الثالثة2كو12.
وقهر الجسد معناه أن تبعد عنشهوة الجسد,وشهوة العين,وتعظم المعيشة11يو2:16وأيضا أن تبعد عن شهوة الحواس:عن العين التي لاتشبع من النظر,والأذن التي لاتمتليء من السمعجا1:8…احترس من زنا الحواس,
قهر الجسد كذلك يأتي عن طريق الصوم والبعد عن شهوة الطعام حتي من الطعام النباتي في الصوم لاتعط جسدك كل ما يشتهيه وفي ذلك تذكر قول دانيال النبي كنت نائما ثلاثة أسابيع أيام لم آكل طعاما شهيا,ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ولم أدهن حتي تمت ثلاثة أسابيع أيامدا10:3,2.
حقا,إن كثيرين في الصوم لايقهرون جسدهم إذ يأكلون ما يشتهون ولا يستفيدون ضبط النفس أثناء صومهم!
ونفس الوضع نقوله عمن يدمنون التدخين حتي خلال أيام الصوم هؤلاء لم يقهروا الجسد بعد,وعلي أية الحالات نشكر الله أن المدخنين بيننا قليلون ,هنا ونقول أيضا أن من صفات الباب الضيق:ضبط النفس.
ضبط النفس:
ويتضمن ذلك أن يضبط الشخص رغباته ويضبط شهواته ويضبط فكره فلا يسرح هنا وهناك في ما لاينفعه وفي ما لايليق ويسبح في أفكار خاطئة أو يسبح في أحلام اليقظة.
وضبط النفس يشمل أيضا ضبط اللسان.
أي أن تقيم ضابط مرور علي فمك يوقف أية كلمة خارجة أو أية كلمة باطلة أو تافهة فلا يلفظها الفم.
وكما قال المرتل في المزمور ضع يارب حافظا لفمي,بابا حصينا لشفتي مز141:3وقد حدث أن أحد الآباء رأي شابا يتكلم بغير ضابط لما يتلفظ به فقال له مشيرا إلي فمه:هذه البوابة ألا يوجد لها بواب؟
إذن كن حريصا في كل كلمة تقولها,لا تأخذ راحتك في أن تتكلم كما تشاء بلا حساب,بل اذكر قول الربإن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا في يوم الدين,لأنه بكلامك تتبرر وبكلامك تدانمت12:36وقد فسر الآباء عبارة كل كلمة بطالةبأنها كل كلمة ليست للبنيان أي ليست لمنفعة السامعين.
عموما في ضبط النفس اضبطها عن المتع الدنيوية.
أو علي الأقل عن بعض هذه المتع التي جربها سليمان الحكيم فوجد أنالكل باطل وقبض الريحجا1والمنع عن أمثال هذه المتع قد يدخلك في الباب الضيق,ولكنمالك نفسه خير من يملك مدينةكما يقول الكتابأم16:32فعلي الإنسان أن يضحي ببعض المتع التي تمنعه عن الله.
يشمل الباب الضيق أيضا:التعب من أجل الله.
|