رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تكون الرئاسة على كتفه ١ القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط ١ يناير ٢٠١٥ تتبع اشعياء النبى فى نبواته موضوع التجسد و الفداء من أوله إلى آخره و كأنه يعيش احداثه لحظة بلحظة, و إ ن كنا قد تلامسنا فى نبواته عن الصليب مع عمق آلام الرب يسوع ففى نبواته عن الميلاد يكاد ترقص فرحا مع كل شعب اسرائيلً كما لو كانت اورشليم عاقراً بشرت بالحبل و ها هو يقول “ها العذراء تحبل و تلد ابناً و تدعو اسمه عمانوئيل” (اش14:7) و مع انه ولد لبنات اورشليم ما قبل نبوة إشعياء و ما بعدها أبناء كثيرون حملوا على عاتقهم مجد الأمة اليهودية مثال زربابل و نحميا و غيرهم لكن ظل لهذا الميلاد القدسى المجيد اشتياق خاص و انتظار لهذا المولود الذى شهد عن نفسه و قال “ان انبياء كثيرين و ملوكاً ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون و لم ينظروا و أن يسمعوا ما انتم تسمعون و لم يسمعوا” (لو24:10) هذا الاشتياق ظل فى القلوب طوال تاريخ الامة الاسرائيلية, نلمس هذا فى كلام المرأة السامرية عندما قالت “أعلم أن مسيا الذى يقال له المسيح يأتى فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شىء” و هنا يشهد المسيح أيضاً عن نفسه و يقول”أنا الذى أكلمك هو” لقد لخص اشعياء النبى صفات هذا المخلص و لعل هذه الصفات كانت من الاسباب القوية التى ولدت بداخل القلوب هذا الاشتياق لشخصه المبارك “لأنه يولد لنا ولد و نعطى ابناً و تكون الرئاسة على كتفه و يدعى اسمه عجيباً مشيراً الهاً قديرأ أباً ابدياً رئيس السلام” (أش6:9) و بنعمة الله نتأمل فى واحدة من هذه الصفات, نتأمل فى هذه الرئاسة التى حملها ذلك المولودعلى عاتقه “تكون الرئاسة على كتفه”:- لُقب الرب يسوع بألقاب كثيرة مثل المعلم, الصالح, ابن داود, و غيرها و ضمن ما لُقب به أيضاً الرئيس كما يقول بولس الرسول “ناظرين إلى رئيس الايمان” و مرة اخرى يدعوه “رئيس خلاصنا” (عب10:2) و القديس بطرس يقول عنه “رئيس الرعاة” و لكن الملفت للنظر أن أغلب ألقاب الرب يسوع نودى بها و هو بعد على الارض. لم يُعلمها أحد للشعب لكنهم لمسوها فى شخصه المبارك”ايها المعلم الصالح” أما لقب الرئيس فلم يلقبه به أحد من الجموع طوال فترة حياته على الارض ذلك لأنهم لمسوا فى شخصيته مفهوماً يخالف مفهوم الرئاسة السائد فى العالم “رؤساء الامم يسودونهم و عظمائهم يتسلطون عليهم” (مز42:10) حتى بعد ان نادوا امامه “أوصنا ملك اسرائيل“ سرعان ما تعثروا فى رئاسته لأنهم طلبوا رئاسة بالصورة التى يريدونها هم بحسب مفهوم العالم و المسيح نفسه لم يرضَ أن تكون رئاسته من هذا النوع “مملكتى ليست من هذا العالم” فرئاسة المسيح لها شأن آخر فهى أسمى بما لا يقارن من كل ما يعرفه العالم عن الرئاسة هذه الرئاسة الالهية حملت فى معناها أولاً رئاسة المحبة و البذل: لم تكن الرئاسة بالنسبة للرب يسوع تاجاً يزيده بهاءاً أو صولجاناً يتباهى به لكنها شىء مختلف أبوة عطوفة على اولادها بل و أكثر, فلأجل حبه لنا قَبل ان يكون تاج ملكه اكليل شوكٍ و صولجانه كان صليباً ثقيلاً حمله على كتفه. فى رئاسته لم يشفق على ذاته, لم يبخل علينا فى حبه بشىء حتى وضع نفسه لأجلنا أجمعين. الرؤساء الارضيون أُجراء عاملون مقابل أجر فإذا رأوا الذئب مقبلاً يهربون تاركين القطيع فيخطف الذئب الخراف و يبددها لأنهم أجراء و لا يبالون بالرعية أما الرب يسوع الراعى الصالح فحين خرجوا عليه فى البستان بسيوفهم و عصيهم قال لهم “ان كنتم تطلبوننى فدعوا هؤلاء يذهبون” (يقصد التلاميذ) “الذين أعطيتنى لم اهلك منهم احداً”(يو8:18) ذلك لأنه الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف, الرؤساء يُسخرون من الرعية من يقوم على خدمتهم و يسهروا على راحتهم اما رئاسة الرب يسوع فجعلته ان يكون الخادم بين رعيته “ابن الانسان لم يأت ليُخدم بل ليَخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين” نراه يوم خميس العهد تحت اقدام عبيده ليغسلها فبهت التلاميذ الذين لم يكونوا بعد مستوعبين مفهوم رئاسته . و إلى اليوم هو يغسلنا من ادناسنا و لا يستنكف ان يضمنا الى صدره رغم رائحة الخنازير و هو القدوس البار الذى عيناه اطهر من أن تنظرا الشر بينما نحن مولودون بالخطية “بالاثام حبل بى و بالخطايا ولدتنى امى” هل رأيتم رئيساً يفتقر لأجل رعيته, هكذا ارتضى الرب يسوع لأجلنا ان يفتقر فأخلى ذاته متخذاً صورة عبد لكى يغنينا بفقره كما يقول القديس بولس “فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر و هو غنى لكى تستغنوا انتم بفقره” (2كو9:8) قيل ان الرب يسوع لما اختار مكان ميلاده لم يكن فى القصور مع ان “للرب الارض و ملؤها” (مز1:24) و لكنه اختار مزود البهائم أقل و أدنى مكان يمكن أن يولد فيه طفل لكى لا يتحرج أي انسان من أن يدخل اليه حتى رعاة الاغنام البسطاء. لقد فرح إشعياء النبى و كل من حملوا البشارة بأن الرئاسة تكون على كتفه و أحبوه, كيف لا؟ و هو “أحزاننا حملها و أوجاعنا تحملها”. من المؤكد ان هذه الرئاسة الباذلة التى اظهرها الرب يسوع فى تجسده تدفع الرعية دفعاً الى محبته و طاعته و حفظ وصاياه و السعى إلى ارضائه و كلما ادركنا كم نحن محبوبون عند الله كلما ازداد حبنا له فنقدم ذواتنا طواعية له لذلك فى تسلسل صلوات القداس الغريغورى بعدما نسترجع احداث التجسد و الفداء يأتى الاسترسال التلقائى بالصلاة: أقدم لك يا سيدى ارادتى بحريتى و اكتب اعمالى تبعاً لأقوالك. فالحق “نحن نحبه لأنه هو احبنا أولاً” و ان يكن حبنا مقارنة بحبه اللانهائى شىء لا يذكر. لم تكن الزلزلة التى رآها قائد المئة فى حد ذاتها هى التى هزت كيانه و بكتت ضميره القاسى بل ان الزلزلة وبقية الاحداث مجتمعة جعلته على يقين ان المصلوب هو ابن الله ملك الملوك و رب الارباب و ساعتها تيقن انه لم يحتمل كل هذه الآلام إلا حباً بنا فتزلزل كيانه من هذا الحب الجارف لرئيس فريد رئيس الحياة |
03 - 01 - 2015, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تكون الرئاسة على كتفه ١
ربنا يبارك حياتك
|
||||
23 - 01 - 2015, 12:13 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: تكون الرئاسة على كتفه ١
جميل جداااااااااااااا
ربنا يباركك |
||||
|