ماذا يفعل الأب الكاهن ، إذا اعترف إنسان عليه بأنه ارتكب جريمة قتل ، بينما قبض البوليس فى الجريمة على إنسان آخر ، وأصبح هذا البرئ معرضا للحكم عليه بالإعدام 00 ؟!
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الإعتراف سر لا يمكن للأب الكاهن أن يبوح به 0
فالسر الذى اعترف به هذا القاتل ، سيظل سرا 0 غير أن الكاهن أمامه أمران فى مثل هذه الحالة ، وهما :
أ – بماذا ينصح هذا القاتل المعترف ؟
ب- ماذا يعمل لإنقاذ الشخص البرئ المقبوض عليه ؟
هل ينصح المعترف بأن يسلم نفسه للبوليس ويقر بجريمته ؟
وبهذا ينقذ نفس المتهم البرئ 0 وأيضا يريح ضميره هو المثقل بجريمته ، حتى لو حكم عليه بالإعدام لأن الكتاب يقول " نفس بنفس " ( تث 19 : 21 ) 0وقال أيضا من يد الإنسان اطلب نفس الإنسان 00 سافك دم الإنسان ، بالإنسان يسفك دمه " ( تك 9 : 5 ، 6 )
وموته هنا على الأرض ، أخف من عقوبة الموت الأبدى 0
فإن لم يستطع تسليم نفسه ، فماذا يفعل ؟
هل يمكن أن يرسل خطاب إلى البوليس وإلى النيابة ، يذكر فيه أنه قاتل – دون أن يذكر إسمه – ويشرح تفاصيل معينة تثبت أنه القاتل ، وأن الشخص المقبوض عليه برئ وعلى الأقل تتشكك المحكمة
أما إن لم يفعل ، ولم يستطع إقناع المحكمة :
فإنه يكون قد أرتكب جريمتين ، وقتل إثنين :
قتل الشخص الذى اعترف أمام الكاهن بقتله 0
وأيضا الشخص البرئ المقبوض عليه ، إن حكمت المحكمة بإعدامه 0
وعلى الكاهن أن يقول له : ابحث عن أبديتك 0
هل تختار الحياة الحاضرة ، التى لابد أن تنتهى بعد حين 0 أو تختار الأبدية بأن تدفع هذا ثمن جريمتك 0
ماذا نقول عن أشخاص اعترفوا ولم تغفر لهم خطاياهم ؟! مثل فرعون الذى اعترف بخطيئته لموسى النبى ( خر 9 : 27 ) ، وعاخان ابن كرمى الذى اعترف بخطيئته ليشوع ( يش 7 ) وشاول الملك الذى اعترف لصموئيل النبى ( 1صم 15 : 24 – 26 ) 0
إن سر الإعتراف يسمى فى الكنيسة أيضا بسر التوبة 0
فلابد أن يتوب المخطئ ، ثم يأتى معترفا بخطاياه 0 والأعتراف بدون توبة لا قيمة ولا فاعلية له 0 ولا يمكن أن يحظى المعترف بغفران خطاياه ، ما لم يكن تائبا 0
وأولئك الذين ذكرتهم لم يكونوا تائبين 0
فرعون كان يصرخ قائلا " أخطأت " وهو قاسى القلب من الداخل 0 لا تدفعه التوبة إلى الإعتراف 0 إنما يدفعه الذعر من الضربات 0 وحالما ترتفع الضربة ، يظهر على حقيقته ، ويرجع إلى نفس قسوته وهكذا يثبت أنه كان مخادعا لا تائبا 0
وعاخان بن كرمى لم يأت معترفا ، وإنما كشفه الله على الرغم منه ، فاضطر إلى الإقرار 0
انهزم الشعب ، ولم يعترف عاخان 0 قال الرب " فى وسطك حرام يا إسرائيل ، ولم يعترف عاخان 0 وبدأت القرعة والتهديد ، زلم يعترف 0وكذلك لم يعترف عندما وقعت القرعة على سبطه ، ولا عندما وقعت على عشيرته ، ولا عندما وقعت القرعة على بيته 00 وأخيرا كشفه الرب بالإسم ، فاضطر إلى الإقرار 0 فهل كان فى كل ذلك تائبا ؟ ( يش 7 : 10 – 20 ) 0
وشاول الملك لم يكن تابئا 0
وعندما قال " أخطأت " كان كل هدفه أن يمضى صموئيل النبى معه ، لاعن توبة ، وإنما لأجل كرامته ، لأجل أن يرفع وجهه أمام الشعب !! قائلا له " فاكرمنى أمام شيوخ شعبى وأمام إسرائيل "
( 1صم 35 : 30 )