رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجرة الخطية هي موت ( رو 5 : 23 ) بمعنى أن طبيعة الخطية وثمرتها هي موت، فالخطية من تلقاء ذاتها تحمل قوة الموت في داخلها، أي أن ثمرتها الطبيعية هي الموت، فالموت دخل إلى العالم بغواية العدو ورفض الوصية ونسيانها أمام الإغراء الذي اقتنع به الفكر أولاً ثم التعامل مع الحية القديمة فتدخل الخطية سراً في القلب وتنشأ موتاً [ ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كمُلت تنتج موتاً ] (يعقوب 1: 15)، واستحالة السقوط يقوم، أو الموت يُقلب لحياة من تلقاء ذاته مهما كانت أعمال الإنسان صالحة، لأن الموت يتبعه الفساد طبيعياً، والإنسان الذي يحيا في جسد الخطايا أي الإنسان العتيق المكبل بقيود الخطايا والذنوب مستحيل أن يصبح روحاني من ذاته أو يقدر أن يُثمر ثمر يليق بالروح ” هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً ” ( مت 7: 16 ) : ” .. لما كنا في الجسد كانت أهواء الخطايا التي بالناموس تعمل في أعضائنا لكي نُثمر للموت ” ( رو7: 5 ) ؛ ” أنا جسدي مبيع تحت الخطية ” ( رومية 7 : 14 ) . ” فإن الذين هم حسب الجسد فيما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله ” ( رو8 : 5 – 8 ) وكمثال: حينما يزرع الفلاح ويضع في الأرض بذرة غير صالحة معطوبة، فأنها تنمو وفق طبيعتها الكامنة فيها، فأن هي نمت وازدهرت تخرج منها شجرة غير صالحة، لا حل لها سوى قطعها وتنقيب الأرض وتهيئتها لزرع جديد آخر، لأن لا فائدة من إصلاح الشجرة القديمة على الإطلاق مهما ما صنع لها، لذلك الرب نفسه لم يأتي ليصلح الطبيعة القديمة بل لكي يخلقها فيه خلقاً جديداً، لأنه كما بحسب ما هو مكتوب باختصار، أننا دُفنا معه بالمعمودية للموت لكي تسري حياته فينا ونحيا معه ونصير حليقة جديدة وكل الأشياء العتيقة تمضي وتزول لأننا نخلع جسم الخطايا متحدين بمصدر الحياة الذي أقامنا معه، إذ كسر شوكة الموت وأباد الخطية، وقد وُلدنا فيه إنساناً جديداً روحانياً مخصص لله وفيه الروح القدس روح القيامة والمجد والحياة، لأنه حياة الخلود التي لنا من الله الحي… ____متى يبدأ الإنسان في التوبة_____ مستحيل يا إخوتي أن يبدأ الإنسان في التوبة إلا لو اكتشف شقاؤه وتيقن من ضعفه وتعرف على عار الخطية المشين ونخس قلبه الروح القدس حتى يستفيق من غفلته، ولا يبدأ الإنسان في عمق أصالة التوبة إلا إذا صرخ من الألم: ” ويحي أنا الإنسان الشقي : من يُنقذني من جسد هذا الموت !!! ” ( رو7 : 24 ) وفي تلك الساعة يشق ظلمة قلبه نور المسيح الحلو فينطق من كل قلبه : ” أشكر الله بيسوع المسيح ربنا ” ( رو7 : 25) يقول القديس مقاريوس الكبير: [ أن من يأتي إلى الله، ويرغب أن يكون بالحق شريكاً للمسيح ينبغي أن يأتي واضعاً في نفسه هذا الغرض: ألا وهو أن يتغير ويتحول من حالته القديمة وسلوكه السابق، ويُصير إنساناً صالحاً جديداً، ولا يتمسك بشيء من الإنسان العتيق. لأن الرسول يقول: " إن كان أحد في المسيح فهو خلقية جديدة " ( 2كو 5 : 17 )، وهذا هو نفس الغرض الذي من أجله جاء ربنا يسوع، أن يُغير الطبيعة البشرية ويُحولها ويُجددها، ويخلق النفس خلقة جديدة، النفس التي كانت قد انتكست بالشهوات بواسطة التعدي. وقد جاء المسيح لكي يوّحد الطبيعة البشرية بروحه الخاص، أي روح الله، وهو قد أتى ليصنع عقلاً جديداً، ونفساً جديدة، وعيوناً جديدة، وآذاناً جديدة، ولساناً جديداً روحانياً، وبالاختصار أناساً جدداً كلية، هذا هو ما جاء لكي يعمله في أولئك الذين يؤمنون به. إنه يُصيرهم أواني جديدة، إذ يمسحهم بنور معرفته الإلهي، لكي يصب فيهم الخمر الجديد، الذي هي روحه ، لأنه يقول إن " الخمر الجديدة ينبغي أن تُضع في زقاق جديدة " ( مت 9 : 17 ) ] |
|