![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عفّة راهب ![]() قرّرت إحدى النساء العائشات في الخطيئة أن توقع في حبائلها أحد الشيوخ المتوحّدين الذي كان يعيش في الجبل بعيدًا عن المدينة. وكان هذا معروفًا من الجميع بحسن سيرته وفضيلته. فتنكّرت المرأة بثياب داكنة اللون وفضفاضة كي تحجب جمالها ومفاتنها، ثمّ قامت ومضت إليه، وقد رافقتها بعض رفيقاتها اللواتي رحن ينتظرنها عند سفح الجبل. وصلت الزانية إلى قلاّية الناسك عند المغيب، وقرعت الباب، ففتح لها الشيخ، ولمّا رآها اضطرب قائلاً في نفسه: "كيف تأتي امرأة إلى هنا في هذا الوقت؟ لعلّ هذا من حيل العدوّ". ثمّ سألها: "من أنت؟ وماذا تريدين؟". أمّا هي فأجهشت بالبكاء من دون أن تتكلّم. وأخيرًا قالت له: "لقد مشيت ساعات في هذه البراري، وأنا أهيم على غير هدىً. وكان معي بعض من أصحابي. لكنّي انفصلت عنهم لبضع دقائق، وتهت، ولا أدري كيف وصلت إلى هنا. لذا أرجوك، حبًّا بالله، لا تتركني خارجًا وحدي لئلاّ تلتهمني الوحوش". فارتبك الشيخ ارتباكًا شديدًا وقال في نفسه: "كيف أجعل امرأة داخل قلاّيتي؟ إنّ أمرًا كهذا لم يحدث لي قطّ. ولكن كيف أترك، أيضًا، خليقة الله خارجًا عرضة للوحوش المفترسة؟ إنّ موقفًا كهذا غير إنسانيّ، لا بل هو جريمة". وفي نهاية المطاف أشفق عليها وأدخلها. وما إن دخلت هذه حتّى كشفت عن حقيقتها. فبدأت نيران التجربة تستعر في قلب الناسك. وضع الشيخ بساطًا على الأرض، وطلب من المرأة أن تنام عليه. أمّا هو فتوجّه إلى القسم الداخليّ من القلاّية، وركع وبدأ يصلّي بحرارة قائلاً: "عليّ أن أجابه، في هذا المساء، حربًا ضارية ضدّ العدوّ المنظور وغير المنظور، فإمّا أنتصر، أو أهدر كلّ أتعابي سدىً". وعند منتصف الليل اشتدّت عليه وطأة التجربة. ولبضعة لحظات أحسّ أن مقاومته قد ضعفت. فقال في نفسه: "الذين يلوّثون أجسادهم بالإثم يهلكون. فاصبر، يا راهب، لأنّ احتمال التجربة أقصر من احتمال عذابات جهنّم وأسهل". ثمّ قام بعد ذلك، وأضاء القنديل، وجعل إصبعه فوقه حتّى احترق. وكان هناك نار أخرى تضطرم في جسده، فلم يكن يشعر بالنار وهي تلهب يده. وبعد هذا مدّ إصبعًا ثانيًا حتّى احترق أيضًا. ولم تطلع شمس الصباح حتّى كان الرجل قد أحرق أصابع يده الخمسة. أمّا تلك الشرّيرة، فكانت تتابع خلسة جهادات الشيخ التي كان يمارسها في لحمه، فلمّا رأت شدّة مقاومته اضطربت. في هذه الأثناء، قامت صديقاتها، واقتربن من القلاّية كي يسخرن من الشيخ، فوجدنه يصلّي خارجًا، فقلن له: "هل مرّت بك امرأة من هنا يا أبانا؟". فأجابهنّ: "إنّها نائمة في الداخل". فدخلن، فوجدنها مائتة. فاضطربن وقلن له: "يا أبانا إنّها مائتة". وللحال كشف الشيخ عن يده، وأراهنّ أصابعه المحروقة، وقال: "انظروا ما فعلت بي ابنة إبليس. إلاّ أنّ ناموس المسيح يأمرني أن أقابل الشرّ بالخير". قال هذا، ثمّ قام وصلّى ودفن الجثّة في التراب. خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كلّه في جهنّم" (متّى 5: 30) |
#2
|
||||
|
||||
قصة فى منتهى الروعة شكراً مارى |
#3
|
||||
|
||||
شكرا على المرور
|
![]() |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة راهب | walaa farouk | قصص مسيحية متنوعة | 0 | 30 - 06 - 2020 12:08 AM |
حرب يا راهب | Marina Greiss | بستان الرهبان | حكم وتعاليم آباء البرية وأباء الرهبنة | 2 | 04 - 12 - 2017 01:19 AM |
راهب غاب 100 سنة | Marina Greiss | بستان الرهبان | حكم وتعاليم آباء البرية وأباء الرهبنة | 2 | 04 - 12 - 2017 01:15 AM |
سأل راهب أحد الأباء | Mary Naeem | صورة وأية من الكتاب المقدس | 0 | 12 - 11 - 2013 06:15 PM |
اذكر أسماء 3 قديسات: كل منهن تزينت بزى راهب وباسم راهب وحسبوها راهباً لا راهبة؟ | Marina Greiss | أسئلة فى تاريخ الكنيسة وسير القديسين | 0 | 30 - 09 - 2012 08:53 PM |