منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 10 - 2014, 09:37 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,909

اليتيم «فلا تقهر»
اليتيم «فلا تقهر»
الوطن


فى ظروف غير عادية وحالات استثنائية عابرة، صاروا بلا مأوى، ربما لم يتمكن بعضهم من النطق، وربما ينطقون بالكاد كلماتهم الأولى فى طفولتهم بحثاً عن أب لم يعُد موجوداً، وأُم غابت ملامحها إلى الأبد، تلتقطهم أيادٍ رحيمة تبحث لهم عن مأوى بديل، أو بالأحرى عن قلب بديل، لا يجدون أمامهم سوى تلك البيوت، جدران صماء تخفى ما وراءها، تعلن عن هويتها بلافتة كبيرة «دار لرعاية الأيتام»، تتسلل إليك الكلمات تاركة تأثيرها بأمل أن تقودهم الدار إلى ذلك الحنان الذى غاب بغياب آبائهم.
أعمارهم لم تتجاوز الثامنة عشرة بعد، يعيشون تحت سقف واحد، تجمعهم غرفة واحدة للمعيشة وأخرى للنوم، يحكم قبضتهم قائد واحد هو ذلك الرجل الذى يُعرف بالإخصائى الاجتماعى والذى يلقبونه فى الغالب بـ«بابا».. كلمة ربما لا يعرفون معناها الحقيقى، فتلك اليد لم تمتد إليهم إلا بالبطش، وذلك اللسان لم يرحمهم يوماً من التوبيخ والإهانة، فى تلك المؤسسة التى تعلن عن كونها دار إيواء لليتامى تختلف المفاهيم وتختلط لتتحول الدار من دار إيواء إلى دار تعذيب.
بين الحين والآخر تتكشف القضايا والانتهاكات التى تقام ضد اليتامى داخل الملاجئ المصرية، إما بالاعتداء الجنسى أو الجسدى، لتترك فى النهاية طفلاً مشوهاً نفسياً، لا يقدر على استيعاب من حوله، خائفاً ومقهوراً بفعل آلة تعذيب مستمرة، وسلسلة انتهاكات متواصلة، ليعيش «اليتيم» مأساة لا تنتهى خلف جدران دور الأيتام على اختلاف اسمائها.
جدران مزركشة وألوان مبهجة تطمسها بصمات الأطفال وكتاباتهم المتقطعة، لتغيب عنك ألوانها وتترك فى نفسك تلك النظرة المكسورة التى لا تختفى من وجوه الصغار مهما اختلفت أعمارهم.
97 مادة وُضعت فى قانون خاص يؤكد أن الدولة تكفل الطفل وترعاه وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتنشئته التنشئة الصحيحة من جميع النواحى فى إطار من الحرية والكرامة الإنسانية، كلمات لم ترَ طريقها للنور يوماً داخل تلك المؤسسات الخاصة برعاية الأيتام، لتصبح حوادث الاعتداء على الأطفال أمراً طبيعياً، باستثناء بعض الانتقادات والاستنكارات التى لا تنتهى لحياة هؤلاء الصغار، لكن شيئاً لم يتحرك لتغيير واقعهم والعمل على تهيئتهم لبيئة أفضل.
لا تزال واقعة التعذيب التى انتشرت مؤخراً على صفحات التواصل الاجتماعى ونشرتها كل وسائل الإعلام فى تعذيب الأطفال من قِبل صاحب دار مكة للأيتام، وإجبارهم على تنفيذ أوامره، تستحوذ على جانب من الأخبار اليومية، إما بنتائج التحقيقات أو بالحكم على صاحب الدار، حتى تظهر قصة جديدة لطفل آخر، يعيش رحلة من الألم بدأها منذ الصغر واكتشفتها وسائل الإعلام مؤخراً لتستحوذ من جديد على مساحات أخرى فى وسائل الإعلام المختلفة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بسطت ذراعيك لي أنا اليتيم
( هو 14: 3 ) إنه بك يُرحم اليتيم
الصانع حق اليتيم والأرملة
أب اليتيم
لا تقهر احد


الساعة الآن 02:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024