تخيل بأنك تركض مسرعا ً على أمل اللحاق بالقطار ، ولحسن الحظ فانك تصل في الوقت المناسب ، وتندفع عبر باب القطار الذي اوشك على الاغلاق ، وتجلس في مقعدك وانت تتنهد براحة ٍ كبيرة ، وحينما يعلن قاطع التذاكر عن الوجهة الأخيرة للقطارفانك تصاب بحالة ٍ من الصدمة والذعر ، فقد صعدت على القطار الخطأ .. حينما وصل يسوع الى محطته ِ الأخيرة ( الصليب ) بدأ تلاميذه يتسائلون عن ما يجري . فقد ظنوا انهم التحقوا بالجيش المنتصر ، لكن ها هم يرون قائدهم يسوع يُصلب مع مجرمين ، فهل صعدوا على القطار الخاطئ ؟
لوقا 23 : 32 – 43
32. وَجَاءُوا أَيْضاً بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ.
33. وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ.
34. فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا.
35. وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضاً مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ».
36. وَالْجُنْدُ أَيْضاً اسْتَهْزَأُوا بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاًّ
37. قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ».
38. وَكَانَ عُنْوَانٌ مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هَذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ».
39. وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!»
40. فَانْتَهَرَهُ الآخَرُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟
41. أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ».
42. ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ».
43. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ».
احيانا ً نتوقع ان نحصل سريعا ً على مكافأة تبعيتنا للرب يسوع المسيح ، فنحن نتوقع من زملائنا في العمل واصدقائنا ان يقدموا لنا التهاني او ان يعبروا عن اعجابهم بنا بسبب قرارنا الصائب . والأهم من ذلك هو اننا نتوقع من الله أن يهتم بكل امورنا وشؤوننا بالكيفية التي نريدها نحن ، لكننا قد نتلقى صدمة ً عنيفة ً حينما يحدث العكس تماما ًٍ ، اي حينما نواجه المشاكل والاحزان والخلافات وخيبة الأمل . لكن كما نرى من خلال موت الرب يسوع على الصليب فإن خطة الله لنا لا تشتمل على النصرة ِ أوالعدالة ِأو المكافأة الفورية ، ففي كثير ٍ من الأحيان تأتي المعاناة قبل الخيارات الصائبة أو بعدها .
لا تسمح لتوقعاتك بأن تقف عائقا ً في طريق فرحك بخطة الله لاجلك في هذا الوقت ، فالله يهتم بك الى ابعد الحدود ، فلا تشك في ذلك ابدا ً ، لكن الانتكاسات والظلمة والمعاناة وغيرها من التجارب تدخل المشهد وكأنها جزء ٌ لا يتجزأ منه ، لكن يمكنك ان تثق بأن هذا ليس مفاجئا ً لله ، وبأن كل ما يجري هو بحسب توقيته ِ ومشيئته ِ لحياتك .