عذوبة كلمة الله
القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
١٧ سبتمبر ٢٠١٤
أُصيب رجل فى أحد أحياء مدينة تكساس بأمريكا، فى أنفجار فقد فيه يديه، كما أصيب وجهه بجراحات خطيرة أدت إلى فقد الرجل عينيه أيضاً، فلم يعد قادراً على القراءة. ووسط مرارة نفسه أشتاق أن يقرأ الكتاب المقدس، فبدأ يسأل كيف يمكننى قراءة الكتاب المقدس وقد فقدت عيناى ويداى؟! قيل له: إنه توجد سيدة فى إنجلترا تستمتع بقراءة الكتاب المقدس بواسطة شفتيها. إذ تستخدمها بدلاً من الأصابع لتقرأ الكتاب المقدس بطريقة برايل بالحروف البارزة. بعد ذلك أرسل الرجل إلى هيئة لكى ترسل له الكتاب المقدس البارز ليتعلم القراءة بشفتيه، لكن قبل أن يصل إليه الكتاب المقدس اكتشف أن أعصاب شفتيه قد تحطمت تماما. وعندما وصل الكتاب المقدس المكتوب بحروف بارزة بدأ يتعلم القراءة بلمس الكتاب بلسانه!! وكان يجد عذوبة فى قراءته الأسفار مرات ومرات. وهكذا تحولت ضيقة هذا الإنسان إلى خبرة للتمتع بكلمة الله التى تهب النفس عذوبة وتعزية.
إن هذا الإنسان يديننا.. لأنه تعلم أن يقرأ الكتاب المقدس بلسانه بعد أن فقد يديه وعينيه وأعصاب شفتيه.
أى عذر بنا؟! نتحجج بحجج واهية.. إنه لا يوجد وقت!!
ويشغلنا إبليس بالعالم واهتماماته ومسئولياته. فما أكثر الذين يعتذرون عن عدم القراءة فى الكتاب المقدس.. بأن ليس لديهم وقت!! بينما يجدون وقتاً للتسلية والمقابلات العديدة، والحقيقة أن ليس لديهم رغبة!!
حبيبى ومخلصى.. هب لى أن أختبر عذوبة كلمتك، لأقرأها بكل كيانى!
سؤال: هل الشيطان أقوى من الإنسان أم أن الإنسان لديه إمكانيات أقوى؟
ج: كل ما يملكه الشيطان هو أن يغريك.. يوسوس لك.. أما العمل فيقوم به الإنسان الضعيف الإدارة والعلاقة مع الله.
الإنسان الضعيف المعتمد على ذاته سهل أن يلهو به إبليس.
أما الإنسان القوى بالله -كداود- الذى قال لجليات: “أنت تأتينى بسيف ورمح وترس، أما أنا أتيك بقوة رب الجنود”. فانهزم جليات رمز الشيطان. وهكذا أيضا يوسف الأمين فى بيت فوطيفار، لأن الله كان أمامه فى كل حين فهرب من الخطية وأندحر الشيطان.. وأما يسوع المحارب عماليق إنما غلب بقوته وبيدى موسى المرفوعين على شكل صليب.
عزيزى.. أنت ومجهودك وإمكانياتك فى نظر الله لا تساوى أكثر من صفر.. لكن لو وضعت الله الواحد بجوار هذا الصفر صار هنا عشرة.. رقم الكمال.. وبها تستطيع أن تغلب.. بالعشرة وليس بالصفر وحده.