رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر التوبة والاعتراف في الكنيسة لقد أدركت الكنيسة منذ عهدها الأول، أهمية سر التوبة والاعتراف. فقد استلمته من الرسل الذين بدورهم استلموه من الرب مباشرةً، حين نفخ فيهم قائلاً: "اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت" (يو20 : 22_23). لذا سعت الكنيسة أن تحيا هذا السر في كل جوانب حياتها؛ وهذا ما تشهد له شهادات عدة تتوزع على فتراتٍ من الزمن. فالآباء الرسوليون حثّوا على الاعتراف بالخطايا، وضرورة الاعتراف قبل المناولة، وطلب الغفران عن كل الخطايا والسقطات. كما أنها ناشدت الأساقفة والكهنة لقبول التائبين. هذه الممارسة، طبعاً، كانت شخصية وخاصة؛ فلم يكن من قانون ينظم هذا السر وكيفية ممارسته.[9] فسعت الكنيسة، وعياً منها لأهمية هذا السر، على تنظيم وتفعيل ممارسته في حياة الجماعة. فظهر السر كنظام كنسي في أوائل القرن الثالث، حيث بدأت تظهر القوانين الصارمة في سر التوبة والاعتراف، كالحرمان من المناولة لسنوات عدة، والقطع من الشركة الكنسية، وفرض أعمال رحمة على التائبين....؛ وقد استغرق التنظيم في هذه الفترة ثلاثة قرون.[10] أكد فيها آباء هذه الحقبة على التوبة وضرورة الاعتراف بانسحاق قلب وتواضع.[11] مع تنامي الرهبنات اعتباراً من القرن السابع، لعب الرهبان دوراً هاماً في الارشاد الروحي. وقد شهدت هذه الفترة تحول الاعتراف الجماعي إلى اعترافٍ فرديٍ أمام الكاهن، وذلك على عهد البطريرك نكتاريوس خليفة القديس يوحنا الذهبي الفم. وقد كان ذلك تفادياً للمشاكل. فصار الاعتراف أمام الكاهن، الذي يمثل الكنيسة،[12] وليس أمام الجماعة. نتيجةً لتأثير الفكر السكولاستيكي، طغى العنصر القانوني بدل الوجه العلاجي والتطهيري على السر. فاعتباراً من القرن السادس عشر، تحول السر إلى فرضٍ أو واجبٍ قانوني يؤهل للاشتراك في المناولة؛ وحُدد فيما بعد وجوب ممارسته بأربع مرات في السنة (أي خلال الأعياد الكبرى)، ثم مرة واحدة خلال الصوم الأربعيني المقدس. بعد ذلك فُرضت غرامةٌ ماليةٌ على التائبين والمعترفين. طبعاً، هذا يعكس مقدار التراجع الروحي والظروف القاسية المؤلمة التي كان يعيشها المسيحيون في الشرق.[13] الآن تحاول الكنيسة إعادة المفهوم الصحيح لسر التوبة والاعتراف، من خلال إلغاء الكثير من المفاهيم القضائية والقانونية الخاطئة في السر، ومن خلال محاولتها الجادة على تشجيع ممارسة هذا السر والإقبال إليه. هكذا عاشت الكنيسة سر التوبة خلال مراحل حياتها. وقد أدرك آباؤها أهميته، فما توانوا عن الحث على ممارسته وتنظيمه طوال كل هذه السنوات. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سر التوبة والاعتراف |
سر التوبة والاعتراف |
التوبة والاعتراف |
سر التوبة والاعتراف |
ما هو سرّ التوبة والاعتراف قوانين سرّ التوبة والاعتراف |