مباركٌ الآب الذي أعلن لنا حبه وكشف لنا اتضاعه في شخص يسوع المسيح، لأنه ليس فقط بإعلان عرَّفنا بالسر الذي احتفظ لنا به في قلبه، بل بإرسال ابنه الوحيد المحبوب. والمسيح أتى ليس فقط لكي يعرِّفنا عن سر حب الآب من نحونا ولا لكي يعلن لنا عن سر اتضاعه الذي قَبِلَه ليكمِّل به خلاصنا فحسب، بل ولكي يعطينا نفس حب الآب عطاءً متجسِّداً ملموساً، ويهبنا سر اتضاعه لكي يكون قوة ساكنة فينا تضمن خلاصنا ضماناً كليًّا. أما عطاء الحب وهبة الاتضاع، فهما في المسيح نفسه، ولا يمكن التعرُّف عليهما بدونه، ولا يمكن الحصول عليهما منفصلين عن شخصه الحي، ولا إلى لحظة واحدة أو طرفة عين. فالحب الذي يعطينا إيَّاه المسيح هو الروح الأبوي المنسكب فيه، والاتضاع الذي يهبنا إيَّاه المسيح هو جسده المُهان المضروب المجروح الميت الحي!