رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انجيل القديس يوحنا 1: 92-34، يسوع حمل الله في الغَدِ رأَى يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَال: "هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم. هـذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنِّي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالـمَاء ِ لِكَي يَظْهَرَ هُوَ لإِسْرَائِيل". وشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: "رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً كَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاء، ثُمَّ اسْتَقَرَّ عَلَيْه. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي أُعَمِّدُ بِالـمَاءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنْزِلُ ويَسْتَقِرُّ عَلَيْه، هُوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ القُدُس. وأَنَا رَأَيْتُ وشَهِدْتُ أَنَّ هـذَا هُوَ ابْنُ الله". هي شهادة ثانية ليوحنا المعمدان يعلن فيها سرّ المسيح انه " حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29)، بعد شهادته الاولى عن معمودية يسوع بالروح القدس والنار (لو3: 16). ويرفقها بشهادة ثالثة ان يسوع هو "ابن الله" ( يو1: 34). المسيح حمل الله بوحي من الروح القدس غداة اعتماد يسوع في نهر الاردن، حيا المعمدان يسوع بأنه " حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29). بيسوع تكتمل المعمودية التي كان يمارسها يوحنا للتوبة، كعلامة خارجية وممارسة تقوية، لانه " سيعمّد بالروح القدس" ( يو1: 33) لمغفرة الخطايا والولادة الجديدة. المسيح " حمل الله" هو الذي يكفّر عن خطايا الجنس البشري برمّته، بقبول صليب الفداء، وكأنه الخاطىء بامتنياز ( انظر 2 كور 5: 21). لقد حمل خطايا جميع البشر مع صليبه، ومحاها بدمه، وصالح الآب مع البشرية باسرها، وأفاض بقيامته الروح القدس الذي يحقق ثمار الفداء في التائبين، فيمنحهم الحياة الجديدة بقيامة القلوب. والكل بواسطة خدمة الكهنة التي تسلّمتها الكنيسة يوم احد قيامة الرب من بين الاموات: " ظهر على التلاميذ في مساء الاحد، ونفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس من غفرتم خطاياهم غُفرت لهم، ومن أمسكتم خطاياهم اُمسكت عليهم" ( يو 20: 19 و22 و23). ب- بالمسيح تمت المصالحة مع الله الانتماء الى الكنيسة يجعل المسيحيين، بحكم دعوتهم ورسالتهم، " سفراء المسيح للمصالحة" ( 2 كور 5: 20). انها مبادرة الهية حرة ومجانيّة يقوم بها الله تجاه البشر اجمعين، من اجل ترميم الشركة معهم، من بعد ان جرحتها الخطيئة وكسرتها وافسدتها. فكانت نتيجتها، على ما يقول بولس الرسول في رسالته هذا الاحد، الكبرياء الذي يحول دون معرفة الله وطاعة المسيح، والمعصية التي تنكر الطاعة لله ولوصاياه، والافكار الخاطئة (انظر 2 كور 10: 4-6). المصالحة هي ثمرة الفداء الذي أجراه يسوع ابن الله بآلامه وموته على الصليب تكفيراً عن خطايا جميع الناس. وهي الغفران الجاري من صدر يسوع المطعون بالحربة، والمرموز اليه بالدم والماء، علامة الافخارستيا والمعمودية ( يو19/35)، وها يوحنا المعمدان الذي أعلن ان يسوع هو " حمل الله" الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29)، عاد واضاف انه " ابن الله" ( يو1: 34). هكذا تكتمل بشريته بالوهيته. " فلو لم يأخذ المسيح الاله الطبيعة البشرية، لَما تمّ الخلاص لنا. فلا فائدة لنا من القول انه انسان بدون الالوهية، كما انه لا خلاص لنا، اذا فصلنا الطبيعة البشرية عن الالوهية" ( القديس كيرللس الاورشليمي، العظة 12، 1). هذه المصالحة الالهية هي عمل الله الثالوث: فالآب ابو المراحم ارادها لانه امين لعهده الخلاصي ولذاته، والابن، المرسل من الآب، استحق بموته غفران الخطايا، والروح القدس، الذي أفاضه الآب، حققها في التائبين الآن وهنا. وقد سلّم الله كنيسته خدمة الكهنوت لتمنح الحلّ والغفران للتأئبين. ان " ظهور" الله الثالوث عند معمودية يسوع من يوحنا في نهر الاردن، جعل المعمدان يشهد ان يسوع " هو الذي سيعمّد بالروح القدس" ( يو 1: 33)، ما يعني انه يجري، بقوة الروح القدس، ولادة الانسان الجديدة، بالموت عن الخطيئة والقيامة لحياة النعمة. هذا ما اكدّه بولس الرسول: " من كان في المسيح، فهو خليقة جديدة: لقد زال القديم، وصار كل شيء جديداً. والكل من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح، وأعطانا خدمة المصالحة" ( 2كور 5: 17-18). من يختبر المصالحة يصبح أداتها وسفيرها. اختبرها الرسل اولاً يوم قيامة الرب يسوع، اذ اعطاهم " سلام" الخلاص ونفخ فيها الروح القدس، روح القيامة، مبدأ الحياة الجديدة (يو20/19 -21). ثم منحهم خدمة المصالحة ليوزّعوها كسفراء له ( 2 كور 5: 20). ومن ينالها من الله ملزم بمنحها للمسيء اليه شخصياً، كما علّمنا الرب يسوع في الصلاة الربيّة: " اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، كما نحن نغفر لمن خطىء الينا" ( متنى6: 12). |
|