منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 08 - 2014, 11:31 AM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

ما هي الصلاة؟ وما صفاتها المقبولة؟
+++++++++++++++++++++


مبارك هو إلهنا الطيب الذي منحنا أن نُصلِّي. تواضع منه أن يسمح لنا بأن نتحدث إليه، وتواضع منه أن يُصغي إلينا... مَن نحن التُّراب والرَّماد حتى نقترب إلى اللَّه ونقف أمامه ونتحدَّث إليه.. ونضم أنفسنا إلى صفوف الملائكة الواقفة أمام عرشه تُسبِّحه وتتبارك بالوجود في حضرته؟! حقًا إنه تواضع من الخالق أن يسمح لمخلوقاته بهذه الدالة...

لذلك عار كبير وخطية كبرى، أن تقول: ليس لديَّ وقت للصلاة!! عجيب أن الخالق يسمح لنا أن نُكلِّمه، ونحن المخلوقات نعتذر بضيق الوقت!! إنَّ أمور عديدة تافهة نجد لها وقتًا... ومحادثات لا قيمة لها نجد لها وقتًا. لماذا إذن نحتج بضيق الوقت في الحديث مع اللَّه.

إنَّ داود النبي كان ملكًا وقائدًا وقاضيًا للشعب، وله أُسرة كبيرة. ومع ذلك يقول للرب: "سبع مرات في النهار سبَّحتك على أحكام عدلك"، "في نصف الليل نهضت لأشكرك"، "سبقت عيناي وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك".

المشكلة إذن لا تكمن في الوقت، وإنما في عدم الرغبة. إن كانت لديك رغبة في الصلاة، فلا شك أنك ستجد لها وقتًا.. ثم يجب أن تعرف أنَّ الصلاة بركة لك وأنك فيها تأخذ ولست تُعطي. فهل تظن أن تُعطي للَّه وقتًا حينما تُصلِّي؟! أم أنَّ اللَّه مُحتاج إلى صلاتك؟! بل أنت تأخذ في الصلاة قوة ومعونة، وتأخذ لذَّة روحية ومُتعة بعِشرة اللَّه وحلًا لمشاكلك... مُجرَّد وجودك في حضرة اللَّه متعة حتى لو لم تفتح فمك بكلمة واحدة، حتى لو لم يتحرَّك ذهنك بأي فكر. كطفل في حضن أبيه، لا يطلب شيئًا سوى أن يبقى هناك.

ما أجمل ما قاله بعض الآباء عن الصلاة، إنها مذاقة الملكوت.

على أنه ليست كل صلاة مقبولة، لأنه ليست كل صلاة، صلاة. فم هي إذن شروط الصلاة المقبولة؟

يجب أوَّلًا أن تكون بالروح: فيها روح الإنسان يخاطب روح اللَّه، وقلبه يتصل بقلب اللَّه. وهذه الصلاة التي من الروح والقلب، هي التي تفتح أبواب السماء، وتدخل إلى حضرة اللَّه، وتُكلِّمه بدالة، وتأخذ منه ما تريد... بل إنَّ هذه الصلاة هي أيضًا التي تشبع الروح. كما قال المرتل في المزمور: "بِاسمك أرفع يديَّ، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم".

الصلاة الروحانية تكون أيضًا بخشوع أمام اللَّه. إن محبَّتنا للَّه لا تمكن أن تنسينا هيبته وجلاله ووقاره. وهكذا في خشوعنا ندرك أدب الحديث مع اللَّه.

وخشوعك أمام اللَّه هو خشوع الروح وخشوع الجسد أيضًا... أمَّا عن خشوع الجسد فيشمل الوقوف والركوع والسجود. بحيث لا تقف وقفة متراخية ولا متكاسلة. ولا تستسلم للشيطان الذي يحاول أن يُشعرك في وقت الصلاة بتعب الجسد أو بمرضه أو بإنهاكه أو بحاجته إلى النوم!

إنَّ خشوع الجسد لازم، لأنَّ الجسد يشترك مع الروح في مشاعرها، ويُعبر عنها، كما أن تراخي الروح وعدم اهتمامها، يظهر كذلك في حركات الجسد، مثل انشغال الحواس بشيء آخر أثناء الصلاة.

أمَّا عن خشوع الروح، ففيه تكون الصلاة بانسحاق القلب. إذ يشعر المُصلِّي أنه -وهو طبيعة ترابية- يقف أمام اللَّه الكُلي العظمة غير المحدود، الذي طالما غمرنا بإحسانه، ونحن نجحد وصاياه بخطايانا الكثيرة. ففي خشوعه يشعر بعدم الاستحقاق.
والصلاة الطاهرة تكون بإيمان وبعُمق وفهم. إذ يؤمن المُصلِّي أن اللَّه يسمع ويستجيب مادامت صلواتنا حسب مشيئته. كذلك في صلاته يقول كل كلمة بفهم ويقصد كل أعماقها. وهو يُصلِّي من عُمق قلبه ومن عُمق احتياجاته ومن عُمق فكره. وهذه الأعماق تمنح الصلاة حرارة.

على أننا نريد أن نُقدِّم بعض ملاحظات هامة لتكون الصلاة روحانية ومقبولة.

لا تكتفِ بالصلوات المحفوظة فقط. وإنما درِّب نفسك على صلوات خاصة تقولها للَّه بقلب مفتوح أمامه، لا يخفي عنه شيئًا، تعبر فيها عن كل مشاعرك، وتذكر فيها كل احتياجاتك، وتطلب فيها معونة في ضعفاتك.

درِّب نفسك على الاستيقاظ المُبكِّر، وبدء اليوم بالصلاة. حيث يكون قلبك صافيًا، ولم يزدحم بعد بأفكار العمل وسائر المسئوليات. كما يكون بيتك هادئًا لم تدركه ضوضاء النهار. فتخلو مع اللَّه بدون مُعطِّل. ويكون اللَّه هو أول من تتحدَّث إليه في يومك، وتأخذ منه بركة لهذا اليوم.

درِّب نفسك على إطالة الوقت في الوجود مع اللَّه. وما أجمل قول داود النبي في المزمور: "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي". (. وهنا اسأل نفسك: كم من الوقت تقضيه مع اللَّه في يومك؟ مقارنًا ذلك بالأوقات الكثيرة التي تقضيها في أحاديث وترفيهات لا تفيدك شيئًا. ولا تجعل الوقت الذي تقضيه مع اللَّه في نهاية مشغولياتك، بل في قمة مشغولياتك.

تدرَّب أن تُدخِل اللَّه في كل موضوع وكل مشكلة لك. فلا تقف وحدك في كل مشاكلك وكل مشاغلك. ولا تعتمد فقط على مُجرَّد ذكائك أو على معونة الآخرين. إنما اشعر بأنك لا تستغني عن اللَّه في كل ما يعرض عليك من أمور. موقنًا أن أمورك قد تسلَّمتها يد أمينة قوية هي يد اللَّه التي ستدبِّر كل شيء حسنًا.

تدرَّب على الصلاة من أجل الآخرين، وبخاصة كل الذين هم في احتياج. صلِّ من أجل معارفك وزملائك وأهل بيتك، ومن أجل المجتمع الذي تعيش فيه، ومن أجل المرضى والتعابى، ومن أجل الوطن والمناطق التي تحتاج إلى معونة وسلام.

وأخيرًا، إن كنت لم تصل بعد إلى الصلاة الطاهرة الروحانية المركزة، فلا تمتنع عن الصلاة لهذا السبب. بل تدرَّج حتى تصل إلى كمال درجة الصلاة. والمعروف جيدًا أنك تتعلَّم الصلاة بالصلاة.

كذلك حاول أن تستمر في الصلاة، كُلَّما أردت أن تنهيها، مشتاقًا أن تبقى في الجو الروحي الذي للصلاة، غير مفضلٍ عليها أيَّة مشغولية أخرى... واللَّه الذي قبل صلوات الأبرار، هو يقبل صلواتك أيضًا.
....
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصلاة جميلة وأعمالها مستقيمة، الصلاة المقبولة تُشعر الإنسان بالراحة
الصلاة المقبولة هي الصلاة التي من القلب
شروط الصلاة المقبولة
الصلاة المقبولة | شروط الصلاة المقبولة
الصلاة المقبولة | شروط الصلاة المقبولة


الساعة الآن 04:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024