رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس كريكور المنوّر سنة 287 م دخل الملك درطاد إلى أرمينيا بعد انتصاره على الفرس وقبل الوصول إلى أرمينيا خيّم على ضفاف نهر كايل قرب قرية أرنيرا و أصدر الأوامر بتنظيم الاحتفالات على شرف الإلهة أناهيد. ومن بين المحتفلين كان أمين سر البلاط كريكور . وكان الملك مخلصا للآلهة الوثنية ويعادي المسيحية بينما كان كريكور وفيا للإله الواحد الحقيقي ، إله السموات والأرض . ولمّا كانت المسيحية قد تأصّلت في قلب كريكور، رفض أن يطيع الأمر الملكي بتقديم أكاليل الزهور لمذبح الإلهة والمشاركة في الطقوس الوثنية فابتدأ درب الجلجلة . خضع كريكور إلى أهوال شتّى أنواع التعذيب ( 12 نوعا من العذابات ): قيود وسلاسل وحرق قمامة تحت أنفة ساعات وأيام ، ضغوط على عظام ساقية وقدميه، مخالب حديدية وخل وملح وحمض النتريك على رأسه ؛ نحت الجسد حتى سالت الدماء غزيرة منه ، أشواك وثقوب وضرب بالمطارق وصب رصاص حار على جسده …وعلى الرغم من أنواع التعذيب المرير لا يزال يتنفس … غضب الملك وأمر بنقل كريكور في الحال إلى مدينة آرداشاد في إقليم آيزاراد. ورميه في (خور فيراب) الواقعة داخل القصر الملكي . لقد كان يُرمى المذنبون في هذه الحفرة (البئر ) وكانت من العمق بحيث يستحيل الخروج منها . ومن كان يرمى فيها سيكون الموت من نصيبه حتما . ولم يفارق كريكور الحياة ،بل بقي فيها منسيا… ولم يكن أحد يهتم بهذا السجين المرمي في الهاوية السحيقة (البئر العميقة ) التي كانت تسمى خور فيراب. كان يستمد قوة الحياة من صبره وجَلَدِه والقوة الروحية التي تنبعث من إيمانه. وكان في ظلام سجنه يخطط لمشاريع مستقبلية بناءة, وهو على يقين بأن الظلام الدامس سينجلي وسيليه انبثاق النور الذي سيتكلل بإشراقة النص. وبقي مدة ثلاث عشرة سنة في السجن المليء بالزواحف السامة والعقارب والثعابين, تملأ حياته قوة الصلاة والإيمان. ومن هذه البئر العميقة انبثق نور الإيمان؛ فعلى أثر استشهاد القديسة هربسميه وصديقاتها , طغت على الملك كآبة شديدة وفي رحلة للصيد اصيب بما يسمى بمرض الذئبية ، وأصاب المرض عدداً كبيراً من رجال البلاط الأرمني باستثناء أخت الملك الأميرة خسروفيتوخت. وهذه رأت رؤيا ملهمة أن كريكور هو وحده يمكن أن ينقذ الملك المريض ورجاله . وفي القلعة أنزل الامير أودا آمادون حبلا إلى الحفرة وصرخ : "كريكور … إن كنت لا تزال حياً فلتخرج من هناك. لقد أمرنا الرب الذي تعبده بإخراجك". فوقف كريكور مشدوها ثم أمسك الحبل وهزّه بشده. أمر الأمير بسحب الحبل إلى الأعلى …كان جسده قد اسودّ اسوداد الفحم. وابتدأت مسيرة الهداية واستمرت ستين يوما . كان يلقي كريكور في أثنائها العظات ويبشّر بتعاليم الكتاب المقدس. كان رجاؤه الوحيد إضفاء النور الإلهي على أبناء شعبه. بعد تلك الأحداث منح يسوع المسيح بقدرته الإلهية الشفاء لجميع المرضى على يد كريكور , واقتبلوا النور الإلهي، وعلى ضفاف نهر الفرات وعند انتهاء مدة الصيام وفي عيد التجلي من سنة 303 م, أجرى كريكور المعمودية الجماعية القومية لكل الشعب والجيش برئاسة الملك والملكة والأميرة, باسم الآب والابن والروح القدس. فأصبح من عاش ثلاث عشرة سنة في ظلمة البئر العميقة، منوِّر الشعب الأرمني وهادي أرمينيا إلى المسيحية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مؤلَّفات القديس كريكور الناريكي |
القديس كريكور ناريكاتسي |
صورة القديس كريكور ناريكاتسي |
القديس كريكور الأول |
القديس غريغوريوس المنوّر |