ما اعظم رحمة الله و ما اروع محبته . هو الرحمن الرحيم ، المحب العظيم . كثيرا ً ما ننسى رحمته ونغفل محبته ، مع انه دائما يُظهرها ويُعلنها . يقول داود النبي : " الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ . لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. " ( مزمور 103 : 8 - 13 ) خرج الابن الضال حاملا ً نصيبه من المال وسافر تاركا ً اباه . وبذر ماله واسرف وعمل كل الشرور وأهان شيبة والده . وجاع واحتاج وصارع الخنازير ليحصل على طعامهم ويملأ بطنه خرنوبا ً . وفي قاع الذل والمهانة ِ واليأس رجع الى نفسه وبدت في مخيلته صورة ابيه . رأى عينيه تفيضان رحمة ، وملامحه ُ تنطق حبا ً ، وابتسامته تحمل عفوا ً . وعاد ، وإذ لم يزل بعيدا ًرآه ابوه فتحنن ، وركض وعانقه وقبّله وقبله ُ . وفي حضن ابيه ادرك ان رحمته ُ قوية . مثل ارتفاع السموات فوق الارض ، ومحبته ُ جارفة طردت امامها كل خطاياه وآثامه . كبعد المشرق عن المغرب ابعدها . والبسه الحلة الأولى وجعل في يده خاتما ً ، وصنع وليمة ، وفرح جميع من في البيت بالابن العائد . هذه رحمة الرحمن الرحيم ، لي ولك ولجميعنا ، ولكل ابن ٍ يعود الى ابيه من متاهات الارض وطرقها . لتتمتع بتلك الرحمة وتنعم بهذه المحبة وتحيا وسط النعمة ، تعال ، أفق ، انظر حولك ، تجد خرنوب الخنازير يخرج الجوف وينجس القلب ويتعس المعيشة . انظر الى ابيك الرحيم وعد اليه وارتشف محبته . ويحتويك في حضنه ويقبّلك ويقبلك .
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 12 - 08 - 2014 الساعة 04:52 PM