رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمل كرامة غالبية الناس تشكو وتتذمر ، تتضجر من الاعمال التي يقومون بها ، البعض يرى ان اعمالهم مرهقة ، متعبة يبذلون فيها جهدا ً مضنيا ً ، والبعض يرى ان اعمالهم روتينية مملة تبعث على السأم كآلة تدور دائما ً ، وبعض الاعمال تُرهق ، ترهق والذهن والفكر والاعصاب بجوار الارهاق البدني طبعا ً ، وبعض الناس لا يجدون عملا ً ويعانون من البطالة ، الكل يشكو ، هكذا ألف الناس ان ينظروا الى العمل كمسؤولية ٍ ثقيلة ولعنة ٍ حلّت بهم . منذ آدم حين اصدر الله الحكم عليه وقال : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ . بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ . وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ . بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ " ( تكوين 3 : 17 – 19 ) . منذ ُ ذلك الوقت والعمل للبعض لعنة ، هذا لأن الانسان ينظر الى العمل كمصدر رزقه والطريق الى لقمة العيش . لقمة العيش سنحصل عليها فالله الذي يُطعم العصافير قادر ٌ أن يُطعمنا ايضا ً . العمل هو خطة الله للانسان ، لكل واحد منا رسالة اعدها الله لنا لنحملها ، والعمل رسالة ٌ لكل ٍ منا ، هد ف ٌ لوجودنا ومحقق ٌ لذواتنا وجزء ٌ من خطة الله للعالم ، ولكي تتلذذ بعملك وتُقبل عليه بحماس ٍ ونشاط إعلم ان لك دورا ً في قصد الله . أنت تعمل لا لنفسك فقط بل للغير ، للآخرين ، عملك يسدد احتياجات الغير و " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ " ، مغبوط ٌ من يعمل لاجل الغير وانت تعمل لأجل الناس ، تعمل لتُرضي الله لا لترضي الناس . ارضاء الناس فقط ليس هدفنا كمسيحيين . هدفنا ارضاء الله كما يقول بولس الرسول : " لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ ، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ ، لَيْسَ لِلنَّاسِ عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ " ( افسس 6 : 6 – 8 ) . مكافأة العمل من الرب ، انتظر الجزاء من الله هو صاحب العمل ، هو رب العمل ، اجرك من الرب . العمل كرامة ٌٌ للانسان ، الكسل خطية ، الكسل مرتع ٌ يصول فيه الشيطان ويجول . قال المسيح : " أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ " ( يوحنا 5 : 17 ) . العمل كرامة يحقق شخصية الانسان كي يخدم مجتمعه . في مثال الوزنات نرى السيد يوزع الوزنات على عبيده حسب طاقاتهم ، اعطى واحدا ً خمس وزنات والآخر وزنتين والثالث اعطاه وزنة ً واحدة وتاجر الأول وربح خمس وزنات اخرى والثاني ربح وزنتين اخريين اما الثالث فطمر وزنته ورقد فوقها وجاء السيد وأثاب الذين عملا وربحا اما العبد البطال فامرهم ان يطرحوه الى الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الاسنان . لذة العمل في الجهاد " لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ " ( عبرانيين 12 : 1 ، 2 ) . |
|