منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2014, 03:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير
ترجمة أ. بولين تودري
تعريف بالمجد الحقيقي

عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير
الإنسان ينبغي عليه أن يثبت مُنتظراً مجيء مجد الله، حتى ينال الارتفاع والسمو الحقيقي، وليس المجد الزائل، حيث يكون مُمجداً بقوة مِن الله، ومُتألقاً (أو مُستنيراً) بالحكمة الإلهية، ويتنعم ويفرح مع الأبرار والصديقين في الحياة الأبدية. بينما إذا تغيًر عنْ اشتياقه للأمجاد الإلهية، ويتوقع بالرغم مِن ذلك، ما هو أعظم بالكد والتعب، فإنه لا ينال قوة في نفسه بل يُدمٍر القوة التي يملُكها، وساعتها يكون خلاصه الأعظم وشفاؤه مِن المرض يكون برجوعه إلى الطريق الأول، بلا خداع أو تضليل، ولا يتظاهر بأي مجد مِن ذاته بل يلتمس المجد الذي مِن الله، وهكذا يُصحٍح خطأه، ويُشفى مِن مرضه، ويعود إلى تقديس نفسه بالوصية التي قد سبق وتركها. وأيضاً يرفض الرجاء الباطل الذي يُعطيه إبليس للإنسان، ولا يُوقفه عدو الخير ولا طُرقه وأساليبه التي لا تُحصى في طلب نفسه، حيث يُبيٍن له الممالك المُحيطة به ويُعظمها له (مت4: 8، 9) حتى يتشوق إليها أكثر، وهكذا لا يرتفع إلى المجد بل ينحدر إلى خطر أعظم. لأن المُتاجرة بالممتلكات أساسها الطمع والجشع، وهدفها الأخذ والمكسب والملكية الخاصة، ولا تقود إلى الرضى، بل تجعل أصحابها عُمياناً، وتُزيد مِن حماقتهم، وتُثير بعض الآلام المُشابهة التي تقود نفوسهم إلى ارتكاب الأخطاء. وتجد مثل هذا الإنسان مغروراً بنفسه، لأنه ليست بالممتلكات وحدها يصير الإنسان مُرتفعاً وسامياً، ولا بالمساكن الفاخرة الفخمة -التي على مرمى البصر- يتعالى البشر،بل تجهيزهم للموائد البسيطة للمحتاج هي أفضل مِن التبذير والرفاهية. وليس مِن الضروري تسربلهم بالأثواب الفاخرة المُتعددة، ولا بناء المساكن العظيمة، ولا بتبعية الساكنين فيها ولا بمناصرتهم أو تملقهم بزيادة، بل بسمو طبيعتهم التي تجعلهم مُستحقين للتكريس ووضع اليد. وإذا كان أحد مِن الناس مُستحق أن يكون في المُتكأ الأول ويحسب نفسه مُستحقاً للكرامة الآن في هذا المكان، ويظن أنه مُمتاز عنْ غيره مِن البشر، فلا يجب أن يتسبًب في الترفع على منْ يقودهم، أو منْ هم تحت سُلطانه، مِن البشر، أو يُفكر في تعاستهم، بل بالأولى يسمح للمُستحقين منهم أن يتقدموا ويرتفعوا، وأن يُظهر افتخاره بالبعض منهم، ويتعامل بالصبر مع الأعمال التي تصدر عنْ جهالة أو حماقة.
رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير

أمثلة لطموحات دمرت أصحابها

* وخُذ مثال عنْ الحماقة في التصرف والخروج عنْ الصواب، رحبعام بن سليمان الملك الذي جاءه الشعب يترجاه أن يكون أكثر رأفة بهم مِن أبيه، وبدلاً مِن أن يسمع لأنينهم فإنه زاد في تهديدهم، وقال لهم: "أبى ثقًل نيركم وأنا أُزيد على نيركم. أبى أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب" (1مل12: 14). ويظن أنه بهذه الطريقة يُحافظ على مملكته ويُظهر نفسه مُستحقاً أن يكون ملكاً. ولكن على العكس تماماً فإن العجرفة والتكبر بجمال الجسد تؤدى بالإنسان إلى اتخاذ خطوات مُتعجلة وتخلق فيه قوة مُعادية، وتؤذيه الأمراض، ويفقد الوقت، ويخسر بصيرته، لذلك يقول الكتاب: "كُل جسد عُشب وكُل جماله كزهر الحقل. يبس العُشب ذبل الزهر لأن نفخة الرب هبت عليه. حقاً الشعب عُشب. يبس العشب ذبل الزهر وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد"(أش40: 6-8).
* وخُذ مثالاً أيضاً بالناس عندما بدأوا يكثرون في الأرض ويفعلوا ما يُريدون، وظهر طُغاة في الأرض وجبابرة وزاد شرهم، وكان نتيجة لذلك كُله أن الرب أمر بالطوفان ليفنى الإنسان (تك6: 1-8).
* وأنظر أيضاً إلى جُليات الأحمق الذي فكر في مقاومة الله وماذا كانت نهايته (1صم17).
* وأُنظر إلى أدونيا ابن داود الملك، الذي بطموحه أراد أن يملك عوضاً عنْ أبيه في حياته وماذا حدث له (1مل1).

عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير
* وأيضاً أبشالوم الذي وصفه الكتاب المقدس قائلاً: أنه كان رجُل جميل وممدوح جداً ولم يكن فيه عيب، ولكن طموحه وتكبره جعله يسعى لكي يملك بدلاً مِن أبيه داود وفي حياته (2صم14، 15).
والذي يحسب أنْ الآخرون الذين يتمتعون بالعالم ويقتنون الجمال الجسدي يكونوا أكثر استقراراً وثقة، وعندهم طموح وحكمة، فهذا كُله باطل وعقيم بدون استعداد صادق، وبدون السمو والصدق، وبدون الحكمة التي مِن الله التي بدونها كُل فكر باطل. ومِن ناحية أخرى فإنه يسقط في يد إبليس الذي يُعلٍم الإنسان بما هو ضد نفسه وضد مصلحته، والذي يُخفى ببراعة طُرقه الملتوية عنْ الإنسان. لا شيء يستحق تلك الخُسارة. وما هو رجاء مثل هذا الإنسان في الحياة الأبدية وهو بعيد عنْ الله، الذي سبق ومنحه الحياة بعد أن كان محكوماً عليه بالموت إلى الأبد، وهكذا يقع في فخ مقاومة الرب، بدلاً مِن أنْ يكون أسيراً للمصلوب ويُفكر ويؤمن بصليب الرب الذي واجه عليه الموت مِن أجل الرجاء في القضاء على الموت،وبما أنْ الله هو سيد العالم والأقدم في الأزلية، والأعظم في الحكمة غير المرئية، ومُعلٍم الحكمة، فإني أصير أسيراً لحكمته وأبتعد عنْ الحماقات الكثيرة المُتكررة تماماً، وأكون مِن التلاميذ الغيورين لهذه الحكمة غير المحدودة. ولا نكون مثل منْ قال عنهم الكتاب: "لأنهم لما عرفوا الله لم يُمجدوه أو يشكروه كإله بل حمًقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يُزعمون أنهم حُكماء صاروا جُهلاء"(رو1: 21، 22).
* مثل فرعون الذي احتال لأجل إهلاك بنى إسرائيل، ولأنه لم يُفكٍر بإيمان وأُخفيت عنه الحكمة، لذلك أهلك نفسه.
* وأم موسى النبي بعدم إيمان تخلًصت منه وهو طفل رضيع، خوفاً مِن أمر الملك بقتل كُل ذكر مِن بنى إسرائيل، وألقت به إلى الموت وهى لا تدرى أنها ستُطعمه وتُربيه في بيت الملك (خر2: 1-10)، ولم تعلم أنه سيُطهٍر كُل الشعب ويُخرج بنى إسرائيل بقوة إلى النجاة.
* وأبيمالك -وهو ابن غير شرعي لجدعون، لأنه مِن سُريته- الذي قتل إخوته الشرعيين السبعين، وتمكًن بهذا أن يملك على بنى إسرائيل، وتعامل بقسوة مع أهل شكيم الذين ساعدوه للوصول إلى الحُكم، ولكنه في النهاية هلك وقُتل بيد امرأة إذ ألقت عليه حجر مِن فوق برج، فشجًت جمجمته، وقال عنه الكتاب في النهاية: "فرد الله شر أبيمالك الذي فعله بأبيه لقتلهِ إخوته السبعين. وكُل شر أهل شكيم رده الله على رؤوسهم" (قض8: 23 - 9: 1- الخ).
* وكثير مِن اليهود الذين فكروا ضد السيد الرب بعد إقامته لعازر، إذ رأوا أن كثيرين قد آمنوا به، وقالوا خوفاً: "إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأُمتنا" (يو11: 28). وبسبب هذه المشورة جاء الشعب إلى المسيح لكي يُنقذهم ويشفيهم، وقد أبطل مشورة الثائرين منهم، والغرباء عنْ الناموس صاروا يُقدٍمون العبادة لله، وفضح بالتمام فساد التعليم المملوء بالحكمة البشرية والغرور والخالي مِن الاتضاع.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير

لنقتن الحكمة التي مِن الله

وهكذا نجد أن العقل باطل تماماً، وأيضاً الفهم العظيم النابع مِن الحكمة الذاتية، ولا السلام الذي يُعطيه الآخرون هو الذي ينفع. ولكنْ قُدرة حنًان رئيس الكهنة العظيم على الإقناع الذي نبًه اليهود قائلاً: "إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عنْ الشعب ولا تهلك الأمة كُلها. ولم يقُل هذا مِن نفسه بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مُزمع أن يموت عنْ الأمة. وليس عنْ الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المُتفرقين إلى واحد"(يو11: 50-52). وكما تنبأ أرميا النبي قائلاً: "هكذا قال الرب لا يفتخرن الحكيم بحكمته. ولا يفتخر الجبار بجبروته. ولا يفتخر الغنى بغناه. بل بهذا ليفتخرن المُفتخر بأنه يفهم ويعرفني أنى أنا الرب صانع رحمة وقضاء وعدلاً في الأرض. لأني بهذه أُسر يقول الرب" (أر9: 23، 24). وكما سبًحت حنة أم صموئيل قائلة: "لا تُكثروا الكلام العالي المُستعلى. ولتبرح وقاحة مِن أفواهكم. لأن الرب إله عليم. وبه تُوزن الأعمال"(1صم2: 3). فبمثل هذه الأفكار يرتفع الإنسان ويتمجد ويتعظم، ويصل إلى المعرفة الحقيقية، وينمو إلى مجد الرب الذي يبتغيه ويبحث عنه، كما يقول الرسول: "اختار الله أدنياء العالم والمُزدرى وغير الموجود لكي لا يفتخر كُل ذي جسد أمامه. ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة مِن الله وبراً وقداسة وفداء. حتى كما هو مكتوب مَنْ افتخر فليفتخر بالرب"(1كو1: 28- 31).
وهذا الافتخار بالله يكون كاملاً وسليماً، لأنه يحفظ البار مِن أي تعالى أو روح مقاومة في نفسه، بل بالحقيقة يجعله مُحتاج إلى معرفة البر الحقيقي، بإيمانه ببر المسيح وحده. فافتخار بولس بالرب جعله يزدرى ببر نفسه، طالباً البر الذي مِن الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لذلك قال: "إني أحسب كُل شيء خسارة مِن أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذي مِن أجله خسرت كُل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأُوجد فيه. وليس لي برى الذي مِن الناموس بل الذي بإيمان المسيح. البر الذي مِن الله بالإيمان لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه مُتشبهاً بموته. لعلى أبلغ إلى قيامة الأموات" (فى3: 8-11).

عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير
وهكذا يتدنى ويسقط كُل كبرياء مُتعالي، أيها الإنسان، ولا يجعلك تصل إلى الغرور، بل الرجاء والافتخار يكون بموت كُلْ ما هو مِن نفسك مِن أجل الحياة الأبدية في المسيح الذي هو باكورة كُل شيء، والذي يهب الجميع نعمة الحياة كعطية مِن الله، وهكذا يكون الله هو العامل فينا جميعاً، كما يقول الرسول: "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا مِن أجل المسرة" (فى2: 13). الله الذي سبق وقدًسنا بحكمته بروحه القدوس الذي استُعلن فينا لمجدنا، كما قال الرسول: "نتكلم بحكمة الله في سر. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ... فأعلنه الله لنا نحن بروحه" (1كو2: 7، 10). الله الذي يُنقذ مِن المخاطر، والذي رجاء الإنسان كُله فيه. كما يُكمٍل الرسول قائلاً: "كان لنا في أنفسنا حُكم الموت لكي لا نكون مُتكلين على أنفسنا بل على الله الذي يُقيم مِن الأموات. الذي نجانا مِن موت مثل هذا وهو يُنجى. الذي لنا رجاء فيه أنه سيُنجى أيضاً فيما بعد"(2كو1: 9، 10).
وهل الكرامة والفهم العظيم والرحمة التي نُلتها تُبرٍر كبرياؤك؟ آدم طُرد مِن الجنة (تك3: 24)، وشاول الملك تركه روح الله الذي كان فيه (1صم16: 14)، وإسرائيل الأصل المُقدًس قُطِع، "فإن كان الله لم يُشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يُشفق عليك أيضاً. فهوذا لُطف الله وصرامته. أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللُطف فلك إن ثبًتَ في اللُطف وإلا أنت أيضاً ستُقطع" (رو11: 21، 22).. لذلك أقول إن الحُكم يكون بالنعمة، والله الديان العادل يفحص بتدقيق إذا ما كُنت مُستفيداً مِن الإحسانات التي قُدمت لك بواسطته أم لا.
إذاً لماذا أُقاوم وأرتفع في نفسي مِن أجل أعمالي وإمكانياتي الصالحة، بدلاً مِن أن أُقِر وأشكر الله وأُعلن عنْ العطايا والنعم التي وهبها لي الله؟ "لا ينتفخ أحد لأجل الواحد على الآخر. لأنه منْ يُميًزك. وأي شيء لك لم تأخذه. وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ"(1كو4: 7). وأنت لم تعرف الله بالبر الذي فيك، بل الله عَرِفَك مِن خلال صلاحه، كما قال: "أما الآن إذ عَرَفتم الله بل بالحرى عُرفتم مِن الله فكيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تُستعبدوا لها مِن جديد"(غل4: 9). وأنت لمْ تربح أو تكتشف المسيح بواسطة الفضائل، بل المسيح هو الذي عرًفك بنفسه بمجيئهِ إليكْ، كقول الروح: "ليس أنى قد نُلت أو صرت كاملاً ولكنى أسعى لعلى أُدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع"(فى3: 12). ويقول أيضاً: "لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم. لكي يُعطيكم الآب كُل ما طلبتم باسمي"(يو15: 16).
وإن لم يُدرِك الفرد مِن أن الله هو المانح الثروة، بل يشعر أن نعمة النجاح هي مِن عمله الشخصي، فإنه يكون مُفرطاً في البلادة وفقدان الشعور، ولنْ يحصل على غِنى أكثر وفرة مثل بطرس الرسول العظيم (لو5: 1-11)، ولكن حينما اعتمد على سمو محبته القوية للرب بأنها سوف تجعله مُستعداً لمواجهة الموت، لذلك تفوه بأكثر حماس وقال: "إن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً"(مت26: 33)، ولكنه استسلم للجُبن البشرى، ووقع في الإنكار، ولكنه تعلم مِن سقطته وتشجع بالتقوى وصار يُشفق على الضعفاء، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولأنه كان مُتذكراً لضعفه دائماً، فقد ألقى بنفسه في لُجة البحر حينما أحس بمجد المسيح (يو21: 1-7). وهكذا بالعثرات والضعفات المُتكررة نخسر في المخاطر بسبب عدم الإيمان، ولكن قوة المسيح تحمينا، لأن المسيح سبق وقال لبطرس حينما التقى به: "سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يُغربلكم كالحنطة. ولكنى طلبت مِن أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبًت إخوتك" (لو22: 31، 32). وأيضاً بطرس تأكد مِن صدق المُساندة وصفح المسيح له وتعلم مِن الضعف.
وأيضاً الفريسي المغرور جداً قال بكبرياء نفسه وبافتخاره ببره عنْ العشار أنه بعيداً عنْ الله، وبسبًب هذا توًبخ على غروره وإنحدر إلى هلاك روحي، والعشار تبرًر أكثر منه لأنه لم يرفع وجهه بوقاحة أمام الله بل قدًم له التمجيد اللائق بقداسته، ووقف وحده بعيداً وقرع صدره مُلتمساً الرضى مِن الله (لو18: 11- 14). الفريسي كشف عنْ قسوته حينما راقب العشار بغرور وتكبُر، ولذلك خسِر وتضرًر بسبب احتقاره للعشار البار، وكان جزاء عجرفته هو الهلاك الروحي، لأنه مدح نفسه بإفراط، وقلًل مِن ذلك الخاطئ المُتضع، ولم يتوقع الدينونة مِن الله بطرده خارجاً.
وأنت ما كُنت تُظهره سابقاً ضد الخطاة بشدة، باطل ولا شيء، لأن الاتضاع يُنقذ ويُحرٍر مِن خطايا كثيرة. لذلك لا تظن في نفسك أنك باراً أكثر مِن غيرك، لأنه مِن المُحتمل أن البر الذي مِن ذاتك يُدخلك تحت دينونة الله، كما يقول الرسول: "وأما أنا فأقل شيء عندي أن يُحكم فىً مِنكم أو مِن يوم بشر. بل لست أحكم في نفسي أيضاً. فإني لست أشعر بشيء في ذاتي. لكنني لست بذلك مُبرراً. ولكن الذي يحكم فىً هو الرب"(1كو4: 3، 4).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير

تساؤلات عن التواضع



عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير
1- بأي طريقة يكمُل البر؟

ليس بالتعالي، بل بتقديم الشُكر لله، كما يقول الكتاب: "إن ظنْ أحد أنه شيء وهو ليس شيئاً فإنه يغش نفسه. ولكن ليمتحن كُل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر مِن جهة نفسه فقط لا مِن جهة غيره. لأن كُل واحد سيحمل حِمل نفسه"(غل6: 3- 5).

2- ما هي الفائدة مِن الاعتراف بالإيمان، أو الصبر والاحتمال مِن أجل اسم المسيح، أو الاستقواء بالصوم في أيام المحن؟

المنفعة هي لك وليس لأي شخص آخر. وخوفاً مِن صورة إبليس الذي سقط، وما يُظهره ضد الإنسان لكي يُسقطه ويدفعه ليتبع خطواته. فإنه بمثل هذه الطريقة كان سقوط الإسرائيليين. لأن الإسرائيليين اشتركوا مع شعوب الأمم، غير الأطهار، وصاروا مثلهم غير أطهار، صار البار مثلهم، حتى أنه قال: "صرنا كُلنا كنجس وكثوب عدة كُل أعمال برنا وقد ذبُلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا"(أش64: 6). وبواسطة فجور الأمم وتمردهم زال الإيمان، وتم فيهم قول الأمثال: "كما أنه يستهزئ بالمستهزئين هكذا يُعطى نعمة للمتواضعين"(أم3: 34)، وأيضاً يقول يعقوب الرسول: "يُقاوم الله المُستكبرين وأما المتواضعون فيُعطيهم نعمة"(يع4: 6، 1بط5: 5)، وكما سبق وقال السيد الرب: "كُل منْ يرفع نفسه يتضع ومنْ يضع نفسه يرتفع"(لو18: 14). فلا تكنْ قاضياً غير عادل لنفسك، ولا تبحث عنْ الهبة والإحسان، ولا تُظهر الحسنات التي تقتنيها، وهكذا ترسى القرعة عليك، وتغاضى بطيب خاطر عنْ الخطاة، ولا تقُل إني حققت نجاحات عظيمة هذا اليوم، بل قُل إنني ارتكبت أخطاء أمس وأول مِن أمس، وامنح الفرصة لنفسك لتقبًل النعم، وعندما يرفعك الله في الوقت الحاضر، تذكًر قيادته لك قديماً فيتوقف شعورك بالغرور،وإذا رأيت الخطية قريبة منك، فلا تنظر لها بانتباه، وصمٍم على عمل الصلاح بالطرق المختلفة المُفضلة إلى نفسك، عنْ طريق فحص نفسك بتدقيق، فلا يكُنْ لك شركة مع الضعف. لأن الله لا يشترك مع الإنسان الذي لا يفحص نفسه بتدقيق، لأنه يقول: "وأنا أجازى أعمالهم وأفكارهم" (أش66: 18). كما وبًخ يهوشافاط قديماً على خطاياه، غير أنه تذًكر له الصلاح الذي عمله، فأرسل له ياهو الرائي وقال له: "أتُساعد الشرير وتُحب مُبغضى الرب. فلذلك الغضب عليك مِن قِبل الرب. غير أنه وُجد فيك أمور صالحة لأنك نزعت السوارى مِن الأرض وهيأت قلبك لطلب الله"(2أخ19: 3). فلنكن نحن مثل هؤلاء الناس ونزدرى بأنفسنا ونتنقى مِن الداخل لكي نرتفع، ونتشبه بالمتواضعين كي لا نبتعد عنْ الرب ونسقط مِن السماء.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير

السيد المسيح مثال لنا في الاتضاع

والحقيقة أننا كُلما تعلمنا الاتضاع مِن الرب كُلما نُلناه. فهو وهو رضيع لم يكن له مكان يوضع فيه، أو فراش، بل وُلد في مزود، مِن أم فقيرة، وعاش في بيت نجار، وكان خاضعاً لأمه وودوداً لها، وكان يستمع لتعليمها ويستفسر منها، مع أنها كانت تندهش للحكمة التي كان يسأل بها.

عظة الاتضاع - للقديس باسيليوس الكبير
واستسلم أيضاً ليوحنا المعمدان، السيد وافق على أن يتعمد مِن العبد. ولم يُقاوم الذين ثاروا عليه، ولم يتمسك بالهجوم على أصحاب السُلطة بالكلام، بل وهو الأكثر قوة وقدرة تنازل عنْ سُلطانه إلى حين، لكي يُعلمهم بنفسه درساً جيداً فعالاً. وقاوم سلوك رؤساء الكهنة وأدانهم، وقُدٍم للمحاكمة مِن السلطات وصبر عليهم وأحتملهم بهدوء، وفي الوقت الحاضر كُشفت افتراءاتهم. وبُصق عليه مِن العبيد، وبتدبير عظيم أُسلم للموت، وبالموت حمل عار البشرية، وهكذا بتواضعه الكثير خلًص الإنسان وكُل نسله إلى التمام، وأخيراً أُظهر مجده لغير المعروفين الذين يُمجدونه، الذين هم التلاميذ الأوائل المباركين، الفقراء والذين سعوا وراءه بلا مأوى، وبلا حكمة الكلام، وغير تابعين للجموع، مُنفردين وخاليين مِن ظُلم الأرض وتقلُبات البحر، مضروبين بالسياط، رُجموا بالحجارة واضطهدوا، وفي النهاية صاروا مُختارين. هؤلاء هم آباؤنا ومُعلموننا الإلهيات. ونحن نحيا مُتمثلين بهم في الاتضاع لكي يُشرق علينا المجد الأبدي ونعمة المسيح الحقيقية الكاملة.
وبناءً عليه كيف نثبت في اتضاع المُخلٍص ونبتعد عنْ الكبرياء والتباهي المُميت؟ حينما نتزين مثل هؤلاء الآباء الأوائل، ولا نتغاضى عنْ أي شيء يشدنا إلى أضرار الكبرياء. لأن النفس التي تتمثل بهؤلاء الآباء الأوائل، وتسلك بنفس أعمالهم، تأخذ نفس سماتهم. فليكنْ سلوكك ومظهرك وثيابك وطعامك وأساسك ثابتاً على أساس راسخ، ولتبذل جهدك ليكون أثاث بيتك بسيطاً، وبالأولى لتكن ترنيمتك هادئة وكلامك في الصلاة مُتزناً وباهتمام واضح. ولا تُعلٍمنى بتعالي وافتخار في الكلام، ولا تتباهى علىً بصوتك اللطيف في الترانيم، ولا تتكبًر علىً علىً في الكلام وتُرهقنى، بل في كُل شيء ابتعد عنْ العظمة. فالسيد المسيح مِن أجل المحبة كان مُترفقاً بأهل بيته وبعبيده بنى البشر، وكان مُحتمٍلاً وصبوراً على كبرياؤك وعجرفتك. فمُحب البشر جاء مِن أجل المُتضعين، ومِن أجل مُساندة ومعونة الذين هم في ذُل الخطية، ولكي يفتقد المتألمين ويعتني بهم، ولم يزدرى بهم يوماً ما، وكان عذباً في الكلام، وفي ردوده كان يُشعُ فرحاً، وبمهارة اقترب مِن الكُل. ولم يقتصر على أهل بلده في مُعاملاته، ولم يُهيئ نفسه في الكلام مع الغرباء، ولم يُجامل ويمدح بالكلام غير الأتقياء، وإلى أي مدى كانت قوته ومُميزاته في الخفاء،وكمْ كان يشهد بنفسه ضد الخطايا، ولم يتوقف عنْ كشف المُخالفين بعد أن يُعطيهم حق التكلُم أولاً حتى يكون مُنصفاً معهم.، كما قيل في الأمثال: "الأول في دعواه مُحق. فيأتي رفيقه ويفحصه" (أم18: 17)، مثلما حدث مع أيوب الذي لم يتغيًر عندما صارت عليه المدينة وأرادوا أن يصطادوا له الأخطاء، لذلك قال: "إذ رهبت جمهوراً غفيراً وروعتنى إهانة العشائر فكففت ولم أخرج مِن الباب" (أى31: 34). ولكن السيد المسيح لم يكن مُرهقاً لأحد بتوبيخاته، ولم يدين أحد بسرعة على آلامه، ولم يحكم على الضعفاء إلا بعد أن يكون تأكد تماماً مِن خطاياهم، ويأخذهم جانباً ويُجددًهم بالروح القدس، كما قال الرسول: "أيها الإخوة إن إنسبق إنسان فأُخِذ في زلة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تُجرًب أنت أيضاً"(غل6: 1).
واجتهادك إلى أي درجة لكي لا تُمجًد عند الناس، والذي يسعى إليه الآخرون. وإذا كُنت تتذكر المسيح فإنك سوف تأخذ أجرتك تلقائياً مِن الله عند مجيئه الثاني، كما قال المسيح: "متى صنعت صدقة فلا تُصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة لكي يُمجًدوا مِن الناس. الحق أقول لكم إنهم قد إستوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تٌعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يُجازيك علانية"(مت6: 2- 4). لذلك لا تخسر نفسك، ولا تطلُب مجد الناس. لأن الله العظيم يرى ويُلاحظ الذين يُحبون المجد مِن الله ويُشرق عليهم ويُجازيهم. ومع ذلك فإن كُنت مُهتماً بأن يكون لك المركز الأول بين الناس، وأن تكون مُمجدًاً منهم، فلتكُن مُتساوياً مع الخاضعين لك، كما يقول بطرس الرسول: "لا كمنْ يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية"(1بط5: 4)، وكقول المسيح: "منْ أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً"(مر10: 44). وهكذا يقول بالتمام، أسعى إلى الاتضاع ولا تُبعده عنك، وهكذا حينما ترتحل إلى المجد الحقيقي يُعترف بك أمام ملائكة الله، كما قال السيد المسيح: "كُلْ مَنْ إعترف بى قُدام الناس يعترف به ابن الإنسان قُدام ملائكة الله"(لو12: 8). ويعترف المسيح بك كتلميذ له أمام الملائكة ويُمجدك لأنك صرت مِن المتواضعين، مُتشبهاً بكلماته التي تقول: "إحملوا نيري عليكم وتعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم"(مت11: 29). الذي له المجد والسُلطان إلى أبد الآبدين آمين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصوم للقديس باسيليوس الكبير
كلمة للقديس باسيليوس الكبير
الحسد للقديس باسيليوس الكبير
الصوم للقديس باسيليوس الكبير
الايمان للقديس باسيليوس الكبير


الساعة الآن 11:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024