منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2014, 12:00 PM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,739

لنأتي أولاً الى المعنى العام للفظة (سر ) والذي هو ما خفي على الأنسان . وسر الأشياء هو حقيقتها العميقة التي تخفى على الأنظار والمسامع . كل شىء في الكون يحمل بعدين : الأول ظاهر للعيان ، والآخر خفياً لا يمكن بلوغه الا بالتأمل العميق لسَبر أغواره الدفينة . لندخل في صلب الموضوع ونقول ، لكنيسة الرب أيضاً أسرارها لكي يكون لها عمقاً عميقاً ينتهي بمصدرها اللامتناهي وهو الله . فجاهل هو من يقول ليس هناك أسرار في الكنيسة ،لأن الكنيسة هي سر المسيح ، والمسيح هو سر الله . ولماذا الأسرار في الكنيسة ؟ نرد قائلين : نقرأ في مقاطع متعددة من رسائل بولس أن يسوع المسيح هو نفسه ( سر الله ) فيقول في رسالته الى القولوسيين أن الله أنتدبه ليبشر بسر كلمة الله ، فيقول بولس في الآية ( قد صرت أنا خادماً بموجب تدبير الله الموهوب لي من أجلكم ، وهو أن أتمم كلمة الله ، بأعلان السر الذي كان مكتوماً طوال العصور والأجيال ، ولكن كشف الآن لقديسيه ، الذين أراد الله أن يعلن لهم كم هو غنى مجد هذا السر بين الأمم : أنه المسيح فيكم ، وهو رجاء المجد ) " قو 1 : 25-27
سر الله قد كشفه المسيح نفسه ، والرسل قد ائتمنوا ليوضحوا هذا السر ويحققوه في الكنيسة [( طالع أف 3:5-10 ورو 16: 25-27 )[/color] ففي المسيح لم يعد سر الله حقيقة مخفية على الأنسان ، بل أعلنها الرب يسوع لنا نحن المؤمنون ، حيث تجلى الله في أعمال المسيح البشرية المنظورة ، يمكننا تحديد السر في اللاهوت المسيحي بقولنا أنه عمل مقدس يمنح للمؤمن من خلال علامة منظورة ، نعمة الله غير منظورة . فغير المنظور وغير المدرك يستطيع الأنسان المؤمن الوصول اليه والأتحاد به من خلال علامة منظورة . فغير المنظور وغير المدرك يستطيع الأنسان المؤمن الوصول اليه والأتحاد به من خلال علامة منظورة . هناك مسافة بين الله الكائن وكائناته لا يمكن أزالتها . وفي هذه المسافة عينها يندرج فعل الأيمان ووجود الأسرار . لأنه لو ظهر الكائن ، أي الله ، في كمال كيانه ، لكُنا شاهدناه منذ الآن وجهاً لوجه بدون الحاجة الى الأيمان ولا الى الأسرار . لكن تلك المشاهدة المباشرة لن تتحقق لنا الا في السماء ( طالع اكو12:13-13) فعمل السر اذاً يهدف الى خلاص الأنسان ، أي الى أشراكه في حياة الله .

اللاهوت المعاصر يؤكد ضرورة حصول لقاء بين الله والأنسان في الأسرار ، وأنه يرفض نظرة الملحدين والهراطقة المنشقين من الكنيسة المقدسة كشهود يهوة الذين يقولون بأن الطقوس والأسرار ليست سوى تعبير عمّا يخالج قلب الأنسان من مشاعر . لكن هذه الأسرار ليست عمل الله وحده ولا عمل الأنسان وحده ، ففيها يتم تلاقي الله الذي يدعو الأنسان ، وحرية الأنسان الذي يقبل دعوة الله ، ويعبر في الأسرار في عمل واحد عن وحي الله وعن أيمان الأنسان بهذا الوحي . يقول أنطوان فيركوت ، الأخصائي في علم الفلسفة الدينية : [( في التبادل بين كائنين ، ليس من السهل دوماً تحديد نقطة تلاقي طريقهما . هذه حالنا عندما نريد تحديد اللحظة الدقيقة لعبور الأنسان في الله وعبور الله في الأنسان . فنرى أولاً عملاً الهياً مسبقاً يحمل الأنسان على الأيمان ، وفي الثانية ، الأيمان الذي يخضع لترتيبات الطقوس والأسرار ، فينال الأنسان من الله في مرحلة ثالثة النعم الفائقة الطبيعة ) . فعمل السر يهدف الى خلاص الأنسان وأشراكه في سر الله وحياته . فالسر أذاً هو عمل خارجي منظور ومحسوس فيه يعلن للأنسان عمل الله الغير المنظور والغير المحسوس . الكنيسة هي استمرار لحضور المسيح الخلاصي في أقوالها وأعمالها وأسرارها لأنها هي سر المسيح ، أي أستمرار حضوره على مدى الزمن . لهذا لا يجوز أن نقول ، أنا اؤمن بالمسيح ولا أؤمن بالكنيسة . فالكنيسة في حياتها أسرارها ، تتابع العمل الذي أتمه يسوع في حياته الأرضية . فالأنسان يقترب من شخص المسيح على مدى الزمن بواسطة اسرار الكنيسة . لقد أدركت الجماعة المؤمنة الأولى أن المسيح الحي لا يزال حاضراً في تلك الأسرار . فبأسم المسيح كانت تغفر الخطايا أو تمسكها ، وبأسم المسيح كانت تدعو جميع المؤمنين الى تناول الأفخارستيا . والهدف هو أن يختبر الناس جميعاً على مدى العصور ما أختبره الرسل في شخص يسوع في أثناء حياته على الأرض . فتأسيس أسرار الكنيسة السبعة ونشأتها يجب أن تعود الى أرادة المسيح نفسه وكل الكنيسة تؤمن بذلك . السؤال الذي طرحه اللاهوتيون عبر القرون هو : كيف أنشأ المسيح الأسرار ، وما هي ؟ الجواب هو ، هناك أسرار أسسها المسيح بشكل مباشر ويمكن الأستناد على أقواله لتحديد عناصرها . فالمعمودية أنشأها بقوله المباشر لتلاميذه بعد القيامة ( أذهبوا ، وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم بأسم الآب والأبن والروح القدس ) " مت 28: 19 " . وأيضاً الأفخارستيا في أثناء العشاء الفصحي بقوله ( هذا هو جسدي الذي يبذل لأجلكم ... أصنعوا هذا لذكري ) " لو19:22"

كذلك أنشأ سر الكهنوت بقوله لتلاميذه من بعد القيامة : ( كما أن الآب أرسلني ، كذلك أنا أرسلكم ) ولما قال هذا ، نفخ فيهم ، وقال لهم : ( خذوا الروح القدس . فمن غفرتم خطاياه غفرت لهم ، ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت ) . " يو 20: 21-23" . هذا الروح هو خاص بالكهنوت ولمغفرة الخطايا في سر التوبة والأعتراف ، يختلف عن الروح القدس الذي وعد به الرب لتلاميذه بأرساله لهم بعد الصعود ، والذي نالوه في يوم العنصرة

أما الأسرار التي أنشأها المسيح بشكل غير مباشر في ما قام به من أعمال ، تاركاً الرسل تحديد عناصر هذه الأسرار . فسر الميرون أو التثبيت ، قد أنشأه المسيح على مرحلتين في حياته : عندما وعد تلاميذه بأن يرسل اليهم الروح القدس " يو 7:16" وبعد قيامته عندما أرسله اليهم بالفعل يوم العنصرة " أع 2: 1-18" وسر مسحة المرضى أنشأهُ بعمله عندما كان يشفي المرضى ويرسل التلاميذ ليمسحوا المرضى بالزيت : ( فمضوا ، وكرزوا بالتوبة ، وأخرجوا شياطين كثيرين ، ومسحوا بالزيت مرضى كثيرين وشفوهم ) " مر 6: 12-13 " . ولنا شاهد على ممارسة هذا السر في الكنيسة الأولى وهو ما يقوله القديس يعقوب في رسالته " 5: 13-15" .

أما الزواج والتوبة اللذان وجدا قبل يسوع ، كما له في الحياة ودعوه الى الأرتداد الى الله ، فقد ثبتهما المسيح عندما دعا الى قداسة الزواج " مر 10 : 1-12 " وغفر هو نفسه الخطايا . " مر 12:5 ولو 7: 47-50" ثم منح تلاميذه سلطان مغفرة الخطايا من بعده " يو 20 : 21_23" . أستناداً الى هذا حدد اللاهوت الكاثوليكي الغربي عدد الأسرار بسبعة وقد تم هذا التحديد في القرن الثاني عشر مع اللاهوتي بيير لومبار وأعلنت اللائحة رسمياً سنة 1274 في مجمع ليون الذي حول أعادة الوحدة بين الشرق والغرب ، ثم في مجمع فلورنسا سنة 1439 وأخيراً في المجمع التريدنتيني الذي أكد في في جلسته السابعة سنة 1547 أن الأسرار السبعة قد أسسها يسوع المسيح نفسه ، دون الدخول في طريقة هذا التأسيس الذي تم على يد المسيح . وهكذا تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بالأسرار السبعة بعد طلب البابا أكليمنضوس الرابع من الأمبراطور ميخائيل باليولوغوس سنة 1267 بمناسبة أنعقاد مجمع ليون . وقد ميز اللاهوت الأرثوذكسي الروسي المعاصر نيقولا أفاناسييف توضيحاً هاماً لتمييز الأسرار السبعة عن غيرها من المقدسات أو أشباه الأسرار ، كتكريس الهيكل ، واكرام الأيقونات ، وتقديس المياه ، والجناز ، والنذورات الرهبانية ، وغيرها فكل هذه الممارسات الدينية تمنح نعمة الروح القدس . ألا أن الأسرار السبعة تتميز عنها بارتباطها العضوي بالكنيسة . فكل سر هو حدث يتم داخل الكنيسة ، وبواسطة الكنيسة ، ولأجلها . فبالمعمودية والميرون يولد الأنسان ولادة جديدة ويصير عضواً في الكنيسة . وبالأفخارستية تتكون الكنيسة جسد المسيح ويتحد أعضاؤها بعضهم ببعض . كما يقول في ليتورجيا القديس باسيليوس : ( نحن الذين يشتركون في الخبز الواحد والكأس الواحدة ، اجعلنا متحدين بعضنا بعضاً في شركة الروح القدس الواحد ) . وبالتوبة ومسحة المرضى يعود الخاطىء والمريض الى الكنيسة والى شركة القديسين . والكهنوت يمنح الكنيسة أساقفة وكهنة ليكملوا فيها حضور المسيح في الكلمة والأفخارستيا ، ويحافظوا على وحدة الكنيسة . وأخيراً بواسطة سر الزواج يدخل الرجل والمرأة الكنيسة ، ليس كفردين بل كأسرة ، ويشتركان معاً في حالتهما الجديدة في الأجتماع الأفخارستي المقدس

علينا أن نعلم بأن لا حضور للمسيح الا في علاقة مع شخص أنساني يؤمن به . وتلك العلاقة تتحقق بشكل سري ، أي بواسطة أشياء مادية منظورة تدعى ( مادة السر ) كالماء ، والخبز ، والخمر ، والزيت ، ووضع الأيدي ، تعبر عن حقيقة غير منظورة . أن أعطاء المسيح ذاته لنا في الأسرار يكون دوماً من خلال مادة معينة . ولكن الهدف الأخير من هذا العطاء هو أنشاء علاقة شخصية مع المؤمن بحضور المسيح في جميع الأسرار هو حضور حقيقي ورمزي معاً

كما يجب الأقتران بين الأيمان والأسرار ولا يمكن الفصل بينهما . فلا أسرار من دون الأيمان ولا أيمان من دون الأسرار
ليتمجد أسم الرب يسوع الحاضر بيننا في أسرار كنيسته المقدسة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الجمرات النارية هى ودائع روحية يضعها الرب فى ارواح الخدام
أصرار الرب يسوع على تحقيق كامل مشيئته
شروط يضعها يسوع لدخول الملكوت
شروط يضعها يسوع لدخول الملكوت
هل أسرار الكنيسة أكثر من سبعة أسرار


الساعة الآن 08:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024