19 - 07 - 2014, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسالة إلى ديوجينيتوس
بركات الإيمان إذا كنت ترغب أن تقتنى هذا الإيمان فيجب أن تحصل أولًا على معرفة الآب. لأن الله قد أحب البشر، الذين من أجلهم خلق العالم، واخضع كل شيء فيه لهم. وقد أعطاهم العقل والإدراك، وأعطى للإنسان وحده امتياز أن ينظر إلى الله. وهو الذي خلق الإنسان على صورته، ومن أجل الإنسان أرسل ابنه الوحيد، وأعطاه وعد ملكوت السموات التي سوف يعطيها للذين أحبوه. وعندما تدرك هذه المعرفة فإنك سوف تشعر بسعادة عظيمة جدًا، وتمتلئ بفرح فائق، وهكذا فإنك ستحب من أحبك أولًا. وإذا أحببته فإنك سوف تقتدي بصلاحه، ولا تدهش من كون أن الإنسان يمكن أن يتشبه بالله. هو يستطيع ذلك إذا أراد. ولذلك فهذا الإنسان لا يتسلط على جيرانه ولا يسعى للارتفاع فوق الضعفاء، ولا يسعى أن يكون غنيًا، وهو لا يكون عنيفًا تجاه من هم أقل منه فمثل هذه الأمور لا توفر السعادة ولا يستطيع الإنسان بمثل هذه الأمور أن يكون متشبهًا بالله، فهذه الأمور لا تشكل عظمة الله. بل بالعكس فإن الإنسان الذي يحمل أثقال جيرانه ومهما كان أعلى من غيره يكون مستعدًا أن يتنازل للآخرين الذين هم أقل منه، وكل شيء يناله من الله يوزعه على المحتاجين. بهذه الأمور يصبح هذا الإنسان إلهًا بالنسبة للذين يساعدهم: وبذلك يكون متشبهًا بالله. وعندئذٍ سترى وأنت لا تزال على الأرض أن الله الذي في السماء يحكم الكون كله؛ وعندئذٍ سوف تبدأ بأن تتكلم عن أسرار الله، عندئذٍ ستجد نفسك تحب الذين يعانون الآلام والضيقات بسبب عدم إنكارهم لله وسوف تُعجب بهم؛ وسوف تستنكر الغش والضلال الذي في العالم حينما تعرف ما معنى أن تعيش حقًا في السماء. وسوف تحتقر ما يُعتبر هنا أنه موت، وذلك حينما تتعلم أن تخاف من الموت الحقيقي المحفوظ لأولئك الذين سوف يُحكم عليهم بالنار الأبدية، التي ستهلك أولئك الذين يُوضعون فيها إلى الأبد. وسوف تُعجب بأولئك الذين يحتملون النار للحظة من أجل البر، وسوف تحسبهم سعداء حينما تعرف طبيعة تلك النار. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:12 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسالة إلى ديوجينيتوس
هذه الأشياء جديرة بالمعرفة والتصديق أنا لا أتكلم عن أمور غريبة عنى، ولا أهدف لأي شيء يتعارض مع التفكير السليم. بل كتلميذ للرسل أصير معلمًا للوثنيين، أنا أنقل الأشياء التي استلمتها لكي أوصلها للتلاميذ الجديرين بالحق. لأن من يتعلم تعليمًا صحيحًا ويُولد من الكلمة المحب، فإنه لن يسعى أن يفحص بتدقيق في الأمور التي أظهرها الكلمة لتلاميذه بوضوح، هؤلاء (التلاميذ) الذين إذ عرفوا الكلمة الذي ظهر لهم، فإنه كشف لهم بوضوح معرفة أسرار الآب، هذه التي لا يمكن أن يفهمها غير المؤمنين بل التلاميذ الذين حسبهم أمناء على أسراره. لذلك أرسل الله الكلمة لكي يظهر للعالم، هذا الذي احتقره اليهود، ولكن الوثنيين آمنوا به حينما بشرهم الرسل. هذا الذي كان من البدء، والذي ظهر الآن كأنه جديد، مع أنه موجود من القِدم، ولكنه مازال يولد من جديد في قلوب القديسين. هذا الذي هو بلا بداية ولا نهاية، وهو الذي ندعوه اليوم الابن الذي منه تغتني الكنيسة وتمتلئ نعمة وتنتشر بكثرة وتزداد في عدد القديسين. والنعمة تعطى الفهم، وتكشف الأسرار، وتُعلن الأزمنة، مبتهجة بالمؤمنين، معطية للذين يطلبون (الرب). فالرب يحفظ الإيمان بغير انكسار، كما أن الحدود التي وضعها الآباء الأولون لا يتجاوزها أحد. وعندئذٍ فإن مخافة الناموس يُرنم بها، ونعمة الأنبياء تُعرف، وإيمان الإنجيل يتأسس، وتقليد الرسل يُحفظ، ونعمة الكنيسة ترتفع. أي نعمة تكون لك إذا كنت لا تتردد، بل إنك ستعرف تلك الأشياء التي بعلمنا إياها الكلمة بإرادته وفي الوقت الذي يستحسنه هو. فكل الأشياء التي ننطق بها بإرادة الكلمة الذي يوصينا، نحن ننقلها إليك بكل مشاعرنا، ومن محبتنا للأشياء التي قد كُشفت لنا. |
||||
19 - 07 - 2014, 03:13 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسالة إلى ديوجينيتوس
أهمية المعرفة للحياة الروحية الحقيقية عندما تقرأ وتسمع بعناية هذه الأمور، سوف تعرف ما الذي أغدق الله به على الذين يحبونه بحق، إذ جعلهم فردوسًا للفرح (مثلكم)، إذ أنه أنشأ في داخلكم شجرة تثمر كل أنواع الثمر الجيد ومزينة بالفواكه المتنوعة، وفي هذا الفردوس وضع شجرة المعرفة وشجرة الحياة، ولكن ليست شجرة المعرفة التي تهلك فالعصيان هو الذي يؤدى إلى الهلاك. والكلمات المكتوبة ليست عديمة الأهمية، كيف أن الله منذ البداية وضع شجرة الحياة في وسط الفردوس، كاشفًا لنا من خلال المعرفة، الطريق إلى الحياة. وحينما لم يستخدم أبوانا الأولان (آدم وحواء) هذه المعرفة بطريقة سليمة، فإنهما بغواية الحية تعريا. لأن الحياة لا يمكن أن توجد بدون معرفة، وكذلك المعرفة لا تكون في آمان بدون حياة. ولذلك غُرس الاثنان (الشجرتان) بجوار بعضهما. وقد أدرك الرسول قوة هذا الارتباط بين المعرفة والحياة، ووجه اللوم على المعرفة التي بدون تعليم صحيح وكيف أنها تؤثر على الحياة وذلك بقوله: "العلم ينفخ لكن المحبة تبنى" (1كو1:8). لهذا فالذي يظن أنه يعرف أي شيء بدون معرفة حقيقية أي بدون أن تشهد حياته لكلامه، فهو لا يعرف شيئًا، بل هو مخدوع من الحية وليس محبًا للحياة. ولكن الذي يجمع بين المعرفة والمخافة ويبحث عن الحياة فهو يزرع على الرجاء منتظرًا الثمر. اجعل قلبك يحكّمك، واجعل حياتك تكون معرفة حقيقية تمتلئ بها في داخلك. فإذ تحمل هذه الشجرة وتظهر ثمرها فإنك سوف تحصل على الأشياء التي يحبها الله، والتي لا تستطيع الحية أن تصل إليها، ولا الخداع أن يقترب منها؛ وعندئذٍ فإن حواء لن تفسد، بل ستكون موضع ثقة كعذراء؛ وعندئذٍ يظهر الخلاص، ويمتلئ الرسل بالمعرفة، وفصح الرب سيتقدم، وخوارس الخدام والشعب تجتمع معًا، بترتيب لائق، والكلمة يفرح بتعليم القديسين، الذي به يتمجد الآب: له المجد إلى الأبد. آمين. |
||||
|