منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 07 - 2014, 03:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
مقدمة

لكُلٍ منا قصة في هذه الحياة، يتكون نسيج القصة مِن أفراح وآلام، نجاح وفشل، صحة ومرض، غِنى وفقر...... وأبطال القصة في حياتنا كثيرون: منهم الأسرة، الظروف التي نشأنا فيها، أصدقاء الدراسة، الجيران، الأقارب، المعارف، ثقافة كُلٍ منا..... كُل هذا يشترك في تشكيل شخصياتنا بكُل ما فيها مِن نُقط ضعف وقوة، بكُل ما فيها مِن مواهب وإمكانيات. وهذه الشخصية هي التي نشُق بها طريقنا في الحياة. لذلك نجد أن لكُل منًا قصة تختلف عنْ الآخر اختلافًا كاملًا.
ولكن، بالرغم مِن هذا الاختلاف الواضح بين قصة كُلٍ منًا، إلا أنه يوجد عنصرين نشترك فيهما جميعًا:

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
1-أننا عمل الله:هكذا أعلن لنا الوحي الإلهي حينما قال: "جبل الرب الإله آدم تُرابًا مِن الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية" (تك2: 7). وأيضًا قال: "في البدء كان الكلمة. وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كُل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" (يو1: 1-3). فالله الكلمة ربنا يسوع المسيح هو مصدر الحياة التي يحياها كُلٍ منًا، ولا نستطيع أن نُنكر أننا "به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع17: 28). مهما اختلفت جنسياتنا، وعقيدتنا، فنحن عمل الله ومنه.
2- أننا صورة الله: وأعلن لنا الوحي الإلهي هذا أيضًا حينما قال: "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم: أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها" (تك1: 26- 28). فكُلٍ منًا يحمل صورة الله في داخل نفسه، صورة العدل والخلود والحب والبذل والوجود والعقل.......
ولكن: بالرغم مِنْ أن كُلٍ منًا نسمة حياة خرجت مِنْ عند الله لتعيش في هذا العالم وتحمل في طياتها صورة الله ذاته، إلا أننا نختلف بعضنا عن بعض -ولا أعنى بالاختلاف هنا اختلاف الشخصيات، لأن هذا الاختلاف مهم وضروري لإثراء الحياة- ولكنني أعنى أننا مُختلفين في درجة تحقيق حضور الله في حياتنا. إنه موجود في حياتنا -لا جدال في هذا- ولكن حضوره الحي وعمله فينا يختلف مِن فرد إلى آخر. مهما ابتعدنا، ومهما ضللنا، ومهما هربنا، فلن نهرب مِن حقيقة وجود الله في حياتنا "ها ملكوت الله داخلكم" (لو17: 21). ولكن كُلٍ منًا يهرب مِن الله الساكن فيه بمقدار يختلف عن الآخر بحسب شدة الخطية المُتسلطة عليه، أو قوة العادات السيئة التي تملكت عليه نتيجة للاحتكاك الخاطئ بالحياة بعيدًا عن الله، أو مقدار انشغاله في اهتماماته اليومية والتزامات الحياة المُختلفة، أو طريقة ترتيب اهتماماته وأولوياته......
نحن نتضرع إلى الله لكي لا نكون مِن هؤلاء الناس الذين يتفننون في الهروب مِن الله، ويتلمسون الأعذار لأنفسهم في ذلك، مثل المدعوين إلى العُرس، الذين اعتذر أحدهم بأنه اشترى حقلًا ومُضطر أن يخرج لينظره، وآخر اشترى خمسة أزواج مِن البقر وهو ماضي ليختبرها، وآخر تزوج بامرأة ولا يقدر أن يتركها... (لو14: 15-24). بل إننا بنعمة الله نشتاق أن يكون الله حي وحاضر فينا. ونرجو أن تنمو حياتنا في الله يومًا فيومًا، ونجد تعاقب الأيام يُزيدنا حُبًا والتصاقًا بالرب.
ونحن في محاولة الآن لنتعرف على بعض المعاني والحقائق التي إذا قبلناها وتمسكنا بها، فهي تُساعدنا على تحقيق حضور حي دائم لله في حياتنا. وليكن قائدنا في هذه المحاولة كلمة الله الحية نفسها.
فأدعوك الآن يا صديقي لسياحة في إنجيل مرقس الأصحاح السادس مِن آية 45 إلى آية 53 (مر6: 45- 53). والتي تقول:
"وللوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة إلى العبر إلى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع. وبعد ما ودًعهم مضى إلى الجبل ليُصلى. ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده. ورآهم مُعذبين في الجذف. لأن الريح كانت ضدًهم. ونحو الهزيع الرابع مِن الليل أتاهم ماشيًا على البحر وأراد أن يتجاوزهم. فلما رأوه ماشيًا على البحر ظنوه خيالًا فصرخوا. لأن الجميع رأوه واضطربوا. فللوقت كلًمهم وقال لهم ثِقوا. أنا هو. لا تخافوا. فصعد إليهم إلى السفينة فسكنت الريح. فبُهتُوا وتعجبوا في أنفسهم جدًا إلى الغاية. لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة. فلمًا عبروا جاءوا إلى أرض جنيسارت وأرسوا".
رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

الحياة هبة مِن الله

أرجو منك أن تقرأ هذا الشاهد بعُمق وتأنى، وأن تُصلى طالبًا إرشاد الله، ثم تقرأه مرة ثانية... وبعد ذلك تُتابع معي هذه الأفكار:
1-الحياة هبة مِن الله:
"ألزم الرب تلاميذه أن يدخلوا السفينة"
لو اعتبرنا أن السفينة هي الحياة التي يعيشها كُلٍ منًا، نجد أنه لا أحد فينا يختار يوم ميلاده، بل مشيئة الله وحدها هي التي تمنح نسمة الحياة لكُلٍ منًا، في زمن مُعيًن، وظروف معيشة مُعينة.
إن هذا الوجود في الحياة هبة مِن الله، ودعوة خاصة لكُل إنسان ليتمتع بهذه النعمة، لذلك نُصلى شاكرين الرب في القُداس الغريغوري قائلين: [كونتني إذ لم أكن].
وقد أعلن الرب لأرميا النبي تدخله المُباشر في خلقته، فقال له: "قبلما صورتك في البطن عرفتك. وقبلما خرجت مِن الرحم قدًستك" (أر1: 5).
وداود النبي عرف هذه الحقيقة فنطق مُسبحًا الرب: "أنت اقتنيت كُليتي نسجتني في بطن أمي.... لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنعت في الخفاء ورُقمت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي وفى سِفرك كُلها كُتبت يوم تصوًرت إذ لم يكُن واحد منها" (مز139: 13- 16).

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
كُنتُ عدم ولا شيء، كُنتُ غير موجود وليس لي ذكر، كُنتُ فكرة في عقل الله، وفى وقت مُعيًن جعل الله لنفسي مكانًا في هذا الكون. فهل نشعر بأن حياتنا نعمة وهبة مِن الله؟ أم أننا ناقمون عليها وعلى وُجودنا كُله، ونتمنى لو لم نُولد؟! إن الله أوجد كُل شيء جميل وحسنُ جدًا، ولكن الأتعاب والآلام هي مِن صُنع البشر بعضهم في بعض.
هل تُريد أن تعرف قيمة عُمرك ووجودك في نظر الله؟ أُنظر إلى الصليب، تأمل حجم الآلام التي تحملها الرب مِن أجلك لكي تكون لك حياة باسمهإنه لم يصنع هذا مع الملائكة حينما سقطت. إنه لمًا رأى الموت في طريق خلاصنا مِن عبودية العدو، احتضنه بإرادته وأرسل "ابنه الوحيد لكي لا يهلك كُل منْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
إن إحساسنا بقيمة وجودنا الذي وهبه الله لنا هو الخطوة الأولى التي تقودنا استثمار حياتنا لأجل منْ منحنا هذا العمر.
والعمر عند المؤمنين لا يُحسب بطول الأيام أو قِصرها، بل بعمق الشركة مع الله، كما يقول الكتاب: "ولكن لا يُخفَ عليك هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد" (2بط3: 8)، (مز84: 10، 90: 4).
لذلك نسمع عنْ العذراء مريم وهى في سنْ لا يتعدى أربعة عشر عامًا استحقت مِن أجل عِظم إيمانها وبساطتها وطهارتها أن تكون أُمًا لله وسماء ثانية له.
ونسمع عنْ الطفل القديس أبانوب صاحب الاثني عشر عامًا، والعظيم في صبره على احتمال الآلام التي لا يقوى عليها الكبار مِن أجل الشهادة الأمينة للمسيح.
مِن هذا المُنطلق فقط نفهم قول الرب يسوع: "منْ وجًد حياته يُضيعها. ومنْ أضاع حياته مِن أجلى يجدها" (مت10: 39).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

الله رفيقنا في الحياة، حتى لو بدا منه غير ذلك

"وللوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا إلى
السفينة ويسبقوا إلى العبر.... وبعد
ما ودعهم مضى إلى الجبل ليُصلى"
"ويسبقوا"، إن هذه الكلمة تعنى أن دخولهم إلى السفينة لم يكن فراقًا دائمًا للرب يسوع، ولكنه فُراق إلى حين، فهو سوف يُدركهم، وقد أدركهم بالفعل حينما هاج عليهم البحر.

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
أحيانًا يبدو الله في فترات مِن حياتنا كأنه بعيد عنا، نطلب شيئًا ونشعر أن هذه الصلوات لم تتعدى جدران المكان الذي نُصلى فيه، أو نشقى ونتعب في عمل مسنود إلينا لفترة مِن الزمن ولا نجنى فائدة تُذكر، أو نُجاهد ضد ضعف مُعيًن بغير نتيجة، أو نحتمل ضيقة شديدة حتى نظن أنها بلا حل. علينا في هذه الأوقات أن لا نيأس أو نتنازل عنْ أمانتنا بل نثق أن الله سوف يُدركنا في الوقت المُناسب "فمنتظرو الرب لا يخزون" (أش49: 23)، "ومنْ يصبر إلى المُنتهى فهذا يخلُص" (مت24: 13). بل أكثر مِن هذا "بعد أن ودعهم مضى إلى الجبل يُصلى"، يا تُرى ما هو موضوع صلاته؟ ما هي أحزان الرب يسوع التي يُصلى مِن أجلها؟ ما هي أهدافه؟... إنه قبل هذا الوقت بقليل صنع الرب معجزة إشباع الجموع، وتعجب الشعب مِن إمكانياته وطلبوا أن يجعلوه ملكًا عليهملذلك ألزم الرب تلاميذه أن ينزلوا إلى السفينة، وصرف الجموع، وذهب ليُصلى، إنه لا يقبل مُلكًا أرضيًا يشغله عنا، إنه يُريد أن يملُك على قلوبنا فهو مشغول بنا، يُصلى مِن أجلنا، خطايانا هي السبب الوحيد لحُزنه، هدفه خلاصنا، يُريدنا أن نغلب ونكون معه في مجده، أتعابنا وضيقاتنا هو يتعهدها حتى ننجو منها، ولقد عرفنا فكر الرب هذا مِن جهتنا مِن صلاته الشفاعية عنا في ليلة آلامه في البستان، فنجده في وسط انشغاله بالآلام المُقبل عليها مُهتم بنا ويُصلى مِن أجلنا قائلًا: "أيها الآب..... لست أسأل مِن أجل العالم بل مِن أجل الذين أعطيتني لأنهم لك... لست أنا بعد في العالم وأما هؤلاء فهُم في العالم وأنا آتى إليك. أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحدًا كما نحن.... قدٍسهم في حقك.... لست أسأل مِن أجل هؤلاء فقط بل أيضًا مِن أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا.... وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد.... أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا...." (يو17).
فلنطمئن في مسيرتنا في هذه الحياة، لأن الرب سوف يُدركنا في الوقت المُناسب، وأنه بالفعل يُشاركنا أتعابنا، بل يُصلى عنًا كُل حين، ويشفع فينا بجراحاته التي تألم بها مِن أجلنا.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

لا بد مِن التجارب في الحياة

"لما صار المساء كانت السفينة
وسط البحر وهو على البر وحده"
عن أن تمسها يد الشرير، فطالما هو يعيش في خوف الله ويُراعى ضميره في كُل تصرفاته فإنه يكون في أمان وراحة. مع أنْ العكس تمامًا هو الصحيح، لأن بولس الرسول قال: "كُل الذين يُريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون" (2تى3: 12).
فالمؤمن سائح يعيش الأبدية مِن الآن، ويُجدف في بحر الحياة حتى يحتفظ بها، ولذلك تعترضه ريح مُضادة، تشتًد أحيانًا وتهدأ أحيانًا أُخرى:
أ- فعدو الخير: لا يرتاح لمنْ يُعطى المجد لله في حياته، فهو يجول بنشاط وطُرق شتى لكي يُسقط هذا الإنسان ويضمُه إلى مملكته. فقد بدأ في القديم بحسد الإنسان حينما رأى محبة الله له، فاستخدم الحيلة والخداع مع آدم وحواء لكي يُسقطهم مِن كرامتهم، ونجح في ذلك، وصارت عداوة بين الإنسان ومملكة الظُلمة، كما قال الله للحية في القديم: "أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تك3: 15).
حتى أن عدو الخير لم يترك السيد المسيح نفسه، بل حاربه بشدة ولكنه لم يقدر عليه، وبعد أن غلبه السيد المسيح في التجربة على الجبل، يقول الكتاب: "أنه فارقه إلى حين" (لو4: 13)، أي أنه كان يعود ليُهاجمه ويُحاربه بطُرق مُتعددة كأن يُهيج عليه الشعب، أو يجعلهم يطلبونه ليكون ملكًا عليه حتى ينسى موضوع الفداء والصليب، أو يجعل مدينة ترفض أن تستقبله حتى يكُف عن كرازته.... وظل يُزيد عليه الهجمات حتى على الصليب. وقصة أيوب البار تُبين حسد الشيطان له: "فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي أيوب لأن ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومُستقيم يتقى الله ويحيد عنْ الشر" (أى1: 8).

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
لذلك تُعلمنا الكنيسة أن نُصلى كُل يوم في صلاة الشكر قائلين: [كُل حسد وكُل تجربة وكُل فعل الشيطان ومؤامرات الناس الأشرار انزعها عنا وعن سائر شعبك].
ويُرشدنا بطرس الرسول إلى ضرورة السهر ومداومة الصلاة حتى نغلب عدو الخير، فيقول: "إن عدوكم يجول كأسد زائر يجول مُلتمسًا منْ يبتلعه. فاصحوا للصلوات" (1بط5: 8).
ويُشجعنا يعقوب الرسول قائلًا: "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 1).
ونحن مطمئنون أننا لسنا وحدنا في حروبنا ضد الشيطان، فالله أعطانا سُلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب وكُل قوة العدو، وأن أسلحة مُحاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون" (2كو10: 4).
ب- وأحيانًا أجد التجربة تأتيني مِن ذاتي، مِن ضعفي وعنادي وكبريائي، فقد قال يعقوب الرسول: "كُل واحد يُجرًب إذا انجذب وانخدع مِن شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية. والخطية إذا كمُلت تُنتج موتًا" (يع1: 14).
فالرغبة الجامحة في تحقيق ملذات الجسد بطريقة غير مُنضبطة تدفع النفس لعمل الشر، فتجلب على النفس التجربة (شهوة مال - جوع للكرامة - طموح أكبر مِن الإمكانيات - تلذُذ بأحاديث مُثيرة - فحص خصوصيات الغير بجرأة - التهاون في تقبُل المشاعر والملاطفات بدون فحص....).
وأيضًا الطباع التي نشأت عليها، ولا أريد أن أُغيرها تجلب علىً التجارب، مثل: الإهمال - الاستهتار - الكسل - اللامبالاة - عدم الإحساس بالغير - الكبرياء - الأنانية..... لذلك يُوصينا بطرس الرسول قائلًا: "لا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو مُتداخل في أمور غيره. ولكن إن كان يتألم كمسيحي فلا يخجل بل يُمجًد الله" (1بط4: 15، 16).
لذلك يجب أن يسهر الإنسان على نفسه ويفحصها حتى لا يترك شهواته تجمح في داخله، يُحاسب نفسه مِن وقت لآخر، بل يُصلى دائمًا ويقول مع داود النبي: "اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وأُنظر إن كان في طريق باطل. واهدني طريقًا أبديًا" (مز139: 23، 24).
ج- وأحيانًا أجد التجربة تأتيني مِن الناس الأشرار، فمنهم منْ يحسد شخص على نجاحه ويُحاول تحطيمه، ومنهم منْ هو مُتقد بالشهوة فيجلب العثرات، ومنهم منْ يُصادق مِن أجل المنفعة، ومنهم منْ يتلذذ بالكذب والخيانة وخداع الغير وظُلمهم.... كُل هذه الأمور عانى منها وأدركها آباء الكنيسة، فعلمونا أن نُصلى كُل يوم في صلاة الشُكر قائلين: [مؤامرات الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين انزعها عنًا وعنْ سائر شعبك وعنْ موضعك المُقدس هذا].
فنحن لا نخاف مِن مؤامرات الناس الأشرار وخيانتهم، بل بالأولى نثق في أمانة الله التي تجعل: "كُل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يُحبون الله" (رو8: 28). ونؤمن أنه إن استسلمنا لله ضابط الكُل فإن كُل هذه الأمور سوف تؤول لخلاصنا وبُنياننا.
وقد ذكر لنا بولس الرسول أسلحة الروح التي يجب أن نتمسك بها في جهادنا فقال:
* "اثبتوا مُمنطقين أحقاؤكم بالحق" (أف6: 10- 18)، الحق هو المسيح، والثبات فيه يكون بالمواظبة على التناول مِن الجسد والدم المُقدًسين.
* لابسين درع البر، أي نُحصن أنفسنا بالعمل الصالح تجاه كُل الناس، حتى يُدركنا الرب في أوقات تعبنا.
* حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام، أي نكون صانعي سلام بين الناس.
* حاملين فوق الكُل تُرس الإيمان، لأنه بدون إيمان بقوة الله لا نقدر أن نغلب أصغر الأعداء.
* لابسين خوذة الخلاص، أي لا ننسى أننا محميين في دم المسيح الذي سترنا وخلًصنا، وأعاد الصُلح بيننا وبين الآب.
* سيف الروح، الذي هو كلمة الله، نحفظها وندرسها فهي التي وتمنحنا اطمئنان، وتُعرفنا كمْ يعتني الله بنا.
* مُصلين بكُل صلاة وطلبة كُل وقت، فحينما نعرض أمورنا أمام الله، تتبدًد كُل مخاوفنا.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

الأمانة في الجهاد

"ورآهم مُعذبين في الجذف. ونحو
الهزيع الرابع مِن الليل أتاهم ماشيًا
على البحر"
يعتبر اليهود أن اليوم يبدأ مِن عشية اليوم السابق له. وينقسم اليوم إلى 12 ساعة ليل و12 ساعة نهار. ويُقسمون الليل إلى أربعة أجزاء:

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
أ-مِن الساعة السادسة مساء اليوم السابق إلى الساعة التاسعة مِن اليوم السابق، يُسمًى الهزيع الأول.
ب- مِن الساعة التاسعة مساء اليوم السابق إلى منتصف الليل، يُسمى الهزيع الثاني.
ج- مِن منتصف الليل إلى الساعة الثالثة فجر اليوم التالي، يُسمى الهزيع الثالث.
د- مِن الساعة الثالثة فجر اليوم التالي إلى السادسة صباحًا، يُسمى الهزيع الرابع.
وقد نزل التلاميذ إلى السفينة كما أمرهم الرب وعندما اعترضتهم ريح مُضادة أخذوا يُجدًفون، واستمروا في التجديف إلى الهزيع الرابع، أي طول الليل. ولم يكونوا يُجدفون برخاوة بل كانوا مُعذبين في الجذف، وهذا الجهاد والتعب رآه منهم يسوع، فأتاهم ماشيًا على البحر مُتخطيًا قوانين الطبيعة.
إن الله يعرف أن العالم مِن حولنا مملوء بالعثرات (مت18: 7)، وقد صرًح قائلًا: "في العالم سيكون لكم ضيق" (يو16: 33). وأيًا كان سبب الضيق مِن عدو الخير أو مِن عدو الخير أو مِن ذاتى أو مِن مؤامرات الأشرار، فالله يطلب منًا أن نكون أمناء في الجهاد، وهو سوف ينظر إلى أمانتنا ويُنقذنا.
وهذه الأمانة لا بد أن تكون مُستمرة، حتى الهزيع الرابع. أي علينا أن نكون أمناء طول مدة التجربة مهما طالت. بل نكون أمناء طالما نحن في وسط بحر الحياة، سواء كُنا نمر بتجربة أو نعيش أيام راحة.
وهذه الأمانة لا بد أن تكون قوية أيضًا، فقد كان التلاميذ "مُعذبين في الجذف"، كما كانت عطية المرأة صاحبة الفلسين قوية، فقد أعطت مِن إعوازها وكُل معيشتها. وكما قدًم إبراهيم ابنه وحيده إسحق الذي قبٍل به المواعيد ولم يُمسكه عنْ اللهوكما سكبت حنة أم صموئيل نفسها أمام الرب بكل ما فيها مِن مرارة وألم. ومثلما صبر أيوب بالرغم مِن أنه تجرًب في أولاده وغنمه وممتلكاته وحتى في صحته، وهو لا يقول سوى: "الرب أعطى الرب أخذ. ليكُن اسم الرب مُباركًا" (أى1: 21).
فلنتذكر دائمًا قول الرسول: "لم تُقاوموا بعد حتى الدم مُجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4).
فالمؤمن في جهاده المُستمر بقوة يُرتل ويهتف بالروح قائلًا: "منْ سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أو ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُرى أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب أننا مِن أجلك نُمات كُل النهار. قد حُسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظُم انتصارنا بالذي أحبنا. فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مُستقبلة. ولا عُلو ولا عُمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عنْ محبة الله التي في المسيح يسوع" (رو8: 35- 39).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

يجب أن نطلُب معونة الله



"نحو الهزيع الرابع مِن الليل أتاهم
ماشيًا على البحر وأراد أن يتجاوزهم"
كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

كيف يرى الله أننا نقبل الحياة مِن يديه الطاهرتين، ونؤمن بأنه موجود فيها، ويلمس بنفسه الأمواج وهى تهيج علينا، ويتحقق مِن مقاومتنا وجهادنا كُل الأيام بأمانة وقوة، وحينما يأتي إلينا بدلًا مِن أن يُسرع لنجدتنا يُريد أن يتجاوزنا؟!
كيف يكون هذا؟ ألعله ينظر فقط ولا يفعل شيئًا؟ أم أنه يُطالبنا بالكثير دون أن يسندنا بما نحتاجه في الطريق؟ أم لا يهمه عذابنا وصراعنا؟ أم أنه يؤجل العطية إلى أن يُعطيها لنا في السماء؟!
أبدًا إنه لا يُمكن أن يكون هكذا، بل إنه يتظاهر فقط بأنه يتجاوزنا، حتى نتعلم أن نطلُب معونته وتدخله، وساعتها فقط سوف نشعر بقيمة تدخله، إذ يُعلن لنا عنْ أعماق وإمكانيات جديدة في شخصه لمْ نعرفها أو نقبلها مِن قبل.
هكذا فعل مع تلميذيّ عمواس حينما تظاهر أنه مُسافر إلى مكان بعيد، ولكن حينما أمسكوا فيه وطلبوا منه أن يبقى معهم، قبِلَ ودخل معهم، وكسًر لهم الخبز، وساعتها انفتحت أعينهما وعرفا أنه يسوع رب الحياة القائم مُنتصرًا مِن بين الأموات.
وقد أعلن لنا الرب أسلوبه هذا في مُعاملتنا حينما قال: "هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح لي. أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ30: 20).
وقال أيضًا: "اسألوا تُعطوا. أطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم. لأن كُل منْ يسأل يأخذ ومنْ يطلب يجد ومنْ يقرع يُفتح له" (مت7: 7، 8).
وقال أيضًا: "كُل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت21: 22).
وقال أيضًا: "ادعُني في وقت الضيق أستجيب لك فتُمجدًني" (مز50: 15).
وقد شهِد داود النبي عنْ أمانة الله في أنه لا يصد أحدًا يطلبه، بقوله: "كُنت فتى والآن شختُ ولم أرى صدًيقًا تُخلىً عنه. ولا ذرية له تلتمس خُبزًا. اليوم كُله يتراءف ويُقرض ونسله للبركة" (مز37: 25، 26).
إن الله يُريد أن يُعلمنا أن نرفع عيوننا نحوه ونطلب وجهه طول مدة مسيرتنا في الحياة.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

مُعوقات في الطريق تحجب رؤية الرب

"لما رأوه ماشيًا على البحر ظنوه خيالًا
فصرخوا لأن الجميع رأوه واضطربوا"
إن التلاميذ جميعًا قد رأوا الرب حينما أتاهم ماشيًا على البحر، وكان لا بد أن تكون رؤيته مصدر فرح وراحة واطمئنان لهم، لكن العجيب أنهم رأوه واضطربوا.
لقد كان سبب اضطرابهم أنهم ظنوه خيالًا، ولكن لماذا ظنوه هكذا؟ إن اليهود عندهم اعتقاد بأن الأموات يظهرون في صورة أشباح (خيالات) لغيرهم مِن الأحياء، لهذا اضطربوا.
لقد كلن ما توارثوه مِن اعتقادات خاطئة سببًا في حجب رؤية ربنا عنهم وبالتالي عدم طمأنتهم.
ونحن عندنا الكثير مِن هذه الاعتقادات الخاطئة التي تعوق رؤيتنا للرب حينما يقرع على باب قلوبنا، وتُعطل ثقتنا فيه، مثل:

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
*عادات الحُزن على المنتقلين: بالجلوس على الأرض، ورفع التراب على الرأس، وتوشيح صورة المُنتقل بالسواد، وعدم الذهاب إلى الكنيسة. وكُلما كان المُنتقل عزيزًا، كُلما زادت هذه المُمارسات وطالت مُدتها. فهذه كُلها عادات لا تفعل شيئًا سوى أنها تُعطل عمل الله فينا، وتمنع نفوسنا مِن تقبُل العزاء الحقيقي الذي يسكبه الله في القلوب التي تطلبه بإيمان. وتحرمنا مِن الإحساس بلمسات يد الرب الحانية التي تُحوًل حُزن قلوبنا إلى فرح حقيقي حيث تُنير أذهاننا بقيامة الرب التي مِن خلالها نُدرك أن المُنتقل عبر مِن حياة الموت إلى مجد أولاد الله. هذا المعنى الذي تُحاول أن تنقله لنا الكنيسة حينما رتبت لنا صلاة في اليوم الثالث مِن انتقال المؤمن، لتؤكد لنا أنه وإن كان مات ورحل عنا بالجسد، لكنه الآن قائم مع المسيح، كما قام هو في اليوم الثالث وكسر شوكة الموت.
* الذهاب إلى الكنيسة بأفضل الثياب: فقد تعودت الناس أن تذهب إلى الكنيسة بأحسن ما عندها، وصارت ترتبك كثيرًا بترتيب ما تحضر به أكثر مِن اهتمامها بذبيحة المسيح المرفوعة على المذبح، ولذلك نجدهم حاضرين بأفضل الثياب لكنهم غير مُنضمين لصفوف المُتناولين، أو ليسوا مِن الحاضرين مُبكرًا للكنيسة.
مع أن أصل فكرة أفضل الثياب التي يرتديها المؤمن في الكنيسة كانت تعكس إحساسنا بكرامة منْ نتقدم إليه ونظهر أمامه، فهو ملك الملوك ورب الأرباب. وكما يلبس الكاهن تاجًا جميلًا وتونية مُطرزة تليق بمجد الرب، نلبس نحن أيضًا أفضل ما عندنا. هل ترى معي ما نفعله بعاداتنا حتى نُمعن في المظاهر.
*الحرص على الممارسات الروحية دون فهمها: كالمواظبة على حضور القداسات أو تتميم صلوات الأجبية. فبدلًا مِن أن تكون هذه المُمارسات سبب بركة ونمو في العشرة مع ربنا، تصبح سبب ملل وتذمر ورغبة في التخلص مِن قيودهاوذلك كُله لأننا نُمارسها كما لقوم عادة وليس بفهم لمعانيها ووعى بأعماقها.
* الخوف مِن التجربة والألم والفشل: فكرة تُسيطر على نفوسنا تجعلنا نتوقع الشر باستمرار ونخافه، وننسى أن: "أسلحة مُحاربتنا قادرة بالله على هدم حصون" (2كو10: 4).
* الاتكال على الناس أكثر مِن الله: فحينما يُواجهنا موقف أو نكون مُقبلين على عمل ما، نُسرع إلى أخذ المشورة مِن الناس قبل مُحاولة عرض أمورنا أمام الله في الصلاة وفهم حكمته ومشيئته. وهذا يجعلنا نعمل ما يستحسنه الناس وليس ما يُريده الله منًا. ويتم فينا قول الكتاب: "قد ضعُفت مِن كثرة مشوراتك" (أش47: 13).
* التشاؤم: مِن رقم 13، والقطة السوداء، أو مِن رؤية أشخاص مُعينين لأني كُلما أراهم تحدث لي أشياء صعبة، أو ملابس مُعينة كُنت ارتديها حينما أصابني ضرر ما.... كُلها أفكار تُعبٍر عنْ قلب لا يؤمن بأن الله هو ضابط الكُل. وبدلاُ مِن التشاؤم فليكن لنا رجاء في الله الذي يعتني بنا في كُل حين، ونؤمن أن: "كُل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يُحبون الله. الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو8: 28).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

الرب يسوع هو سلام النفس

"قال لهم أنا هو لا تخافوا. فصعد إليهم
إلى السفينة فسكنت الريح فبهتوا
وتعجبوا في أنفسهم جدًا إلى الغاية
لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت
قلوبهم غليظة"
لمْ تسكُن الريح وتهدأ، إلا حينما صعد يسوع إلى السفينة. بالحقيقة إن حضور ربنا يسوع المسيح في حياتنا هو سر سلامنا، إذ لنا فيه كُل ما حققه مِن غلبة ونُصرة وهو في الجسد. فقد غلب الشيطان وكُل مملكته وقيده، وغلب الموت بقبوله في جسده وقيامته مُنتصرًا، وعاد إلى حضن أبيه الصالح وأعد لنا مكانًا لنكون معه، ورفع أفكارنا وعيوننا نحوه حينما صعد عنا، ولم يتركنا يتامى بل أرسل لنا المعزى روح الحق الذي يأخذ مما للمسيح ويُعطينا إياه، وباختصار فنحن ورثة المسيح، كما شهد بذلك الرسل والأنبياء. فنجد بولس الرسول يقول: "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كُنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كُنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رو8: 15- 17). ويقول أيضًا في رسالته إلى غلاطية: "فإن كُنتم للمسيح فأنتم إذًا نسلُ إبراهيم وحسب الوعد ورثة" (غل3: 29). ويقول أيضًا يعقوب الرسول: "اسمعوا يا إخوتي الأحباء أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يُحبونه" (يع2: 5). فلنحرص أن نكون مُتحدين به حتى نعيش مجده وفرحه وانتصاراته، كما دعانا بطرس الرسول قائلًا: "لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين" (2بط1: 10).

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري
ولكن التلاميذ بدلًا مِن أن يشكروا الرب على تهدئة الرياح ونجاتهم مِن الموت، تعجبوا في أنفسهم أن هذا حدث، بل تعجبوا جدًا إلى الغاية. مع إنهم قبل نزولهم إلى السفينة مباشرة كانوا قد حضروا مع الرب يسوع معجزة إشباع الجموع، ولمسوا بأنفسهم كيف أن الرب غطى احتياج الكُل، وفاض عنهم اثنتي عشرة قفة مملوءة، مع أنه لم يكُن في يد الرب سوى خمسة خبزات وسمكتين والجموع كانت كثيرة (مت14: 14- 21).... ولكنهم لم يفهموا.
أليس منْ العجب أن نقف أمام تدخلات الله في حياتنا موقف التعجُب والانبهار، وكأنه عمل شيئًا لم يكُن في مقدوره أن يفعله؟! أو أن تدخله في ظروفنا أمر غير متوقع؟! إن هذا التعجُب يكشف عنْ قلوب غليظة سبق الرب وصنع معها الكثيرولكنها لم تفهم أن يد الرب قوية وتستطيع أن تُخلًص بالكثير وبالقليل. وقد انطبق عليهم قول الكتاب: "اسمعي أيتها السموات وأصغى أيتها الأرض لأن الرب يتكلم. ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا علىً. الثور يعرف قانيه والحِمار معلف صاحبه. أما إسرائيل لا يعرف. شعبي لا يفهم..... تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل ارتدوا إلى الوراء..... لولا أن الرب أبقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة" (أش1: 2- 9). وأيضًا قال: "آباؤنا في مصر لم يفهموا عجائبك لم يذكروا كثرة مراحمك فتمردوا عند بحر سوف. فخلًصَهم مِن أجل اسمه ليُعرٍف بجبروته" (مز106: 7، 8). لذلك قال عنهم السيد المسيح: "مِن أجل هذا أُكلمهم بأمثال. لأنهم مُبصرين لا يُبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. فقد تمت فيهم نبوة أشعياء القائلة تسمعون سمعًا ولا تفهمون. مُبصرين تُبصرون ولا تنظرون. لأن قلب هذا الشعب قد غلُظ. وآذانهم قد ثقُل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يُبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم" (مت13: 13- 15).
فلنكُن نحن ذاكرين ليد الرب الحانية التي تدخلت في حياتنا مرات ومرات في أمور كانت مُستحيلة في نظرنا، وجعلنا نمُر منها بسلام فرحين. حتى ينطبق علينا قول الكتاب: "طوبى لعيونكم لأنها تُبصر. ولآذانكم لأنها تسمع" (مت13: 16). وأيضًا: "أشكر إلهي في كُل حين مِن جهتكم على نعمة الله المُعطاة لكم في يسوع المسيح إنكم في كُل شيء استغنيتم فيه في كُل كلمة وكُل علم. كما ثُبتًت فيكم شهادة المسيح حتى إنكم لستم ناقصين في موهبة ما وأنتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح. الذي سيًثبتكم أيضًا إلى النهاية بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح. أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا" (1كو1: 4- 9). وأيضًا: "الإيمان ليس للجميع. أمين هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم مِن الشرير.... والرب يهدى قلوبكم إلى محبة الله وإلى صبر المسيح" (2تس3: 2- 5). و "وإله كُل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعد ما تألمتم يسيرًا. هو يُكملكم ويُثبتكم ويُقويكم ويُمكنكم" (2بط5: 10).
إن تذكُرنا لهذه الكلمات المقدسة يجعلنا نطلب الرب في كُل ما يجد مِن حياتنا مِن مواقف، ويُغذى إيماننا إذ نثق أنه قادر أن يتمجد معنا مثلما فعل قبل ذلك. الذي له كُل المجد والكرامة والسجود إلى الأبد آمين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
كتاب الكنائس السبعة في سفر الرؤيا - أ. بولين تودري
كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
كتاب مناجاة لطفل المذود - أ. بولين تودري
كتاب مظاهرة الشهوة فى حياتنا للراهب كاراس المحرقي


الساعة الآن 06:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024