النصائح 4
32- اذهب لاستقبال من يحضر إليك بفرح ومحبة قلبية؛ حيه ببشاشة، خشية أن ينسحب بحزن وألم إذا قصرت في استقباله. ومع ذلك فلا تندفع معه من البداية في كلمات باطلة؛ بل ادعه للصلاة معك، ثم أجلسه وسله عن حالة، وقدم له كتابًا ليقرا؛ وإذا كان متعبًا من الطريق فاغل رجليه واتركه يستريح. فإذا كان أخ يريد أن يدخل معك في أحاديث لا نفع فيها، فقل له بوداعة: اغفر لي يا أخي، فأنا ضعيف، والأحاديث غير النافعة تضرني. إذا لاحظت أن ملابسه ممزقة، فارتقها له، وإذا كانت قذرة فاغسلها له؛ هكذا ينبغي أن نصنع مع الذين يأتون لزيارتنا.
لكن أن كان يأتيك متشرد، وكنت حينئذ مع رهبان قديسين، فلا تدخله عندهم، لكن فقط أحسن إليه ثم اصرفه وإذا تقدم إليك فقير، فلا تحزنه برفضك التصدق عليه، بل أعطه مما تكون العناية الإلهية قد أرسلته إليك.
33- إذا وضع أخ شيئًا في قلايتك بصفة أمانة فلا تفحصه حبًا في الاستطلاع إن لم يكن صاحبة حاضرًا.
34- إذا تركك أخ في قلايته وخرج لأمر ما، فلا تسلى نفسك بالنظر إلى ما يوجد فيها؛ بل اطلب منه قبل أن يخرج عملا تنشغل فيه أثناء غيابه. وأتقن كل ما يعينه لك.
35- لا تصل بجبن وإهمال؛ لئلا بدلا من أن ترضى الله تجعل نفسك مذنبًا. في أثناء الصلاة تكون في حضرة الله بخوف وإجلال. لا تتوكأ على الحائط؛ بل احمل نفسك على رجليك فقط. ارفض الأفكار غير النافعة وكل تفكر في الأمور الجسدية. حتى تكون صلاتك مقبولة لدى الله.
36- كن أيضًا منصتًا لله حينما تحضر القداس الإلهي. اسهر على أفكارك وعلى حواسك. كن في شعور الإجلال والعبادة أمام الرب واجعل نفسك بذلك مستحقًا لشركة جسده المقدس ودمه الكريم، لتنال منه شفاء أوجاع نفسك.
37- ما دمت شابًا فلا ترتد سوى الملابس اللائقة، وافعل كذلك إلى أن يلزمك السن الكبير أن تلبس ملابس أفضل عن طريق الضرورة.
38- حينما تكون في الطريق مع من هو أقدم منك، فلا تسر أمامه، وإذا كنت جالسًا مع من هو أقدم منك، فقام ليكلم آخرين، فلا تظل جالسًا، بل قف أمامه إلى أن يطلب إليك الجلوس ثانية.
39- حينما تدخل مدينة أو قرية، اجعل عينيك دائمًا إلى أسفل، خشية أن تعود الأشياء التي تراها إلى ذاكرتك عندما تعود إلى قلايتك فتكون لك موضوع تجربة.
40- لا تتم في مكان تخشى فيه أن تكون معرضًا لأفكار شريرة. وأيضًا لا تنظر في مواجهة إلى الجنس الآخر؛ ولا أيضًا إلى ثيابهن إن أمكنك.
41- إذا كنت مسافرًا مع شيخ، فلا تجعله يحمل شيئًا؛ بل خذ على عاتقك أنت نفسك أن تحمله. وإذا كنتم كثيرين، وكانت هناك أشياء كثيرة لتحملونها، فليحمل كل واحد منكم نصيبه. وان لم يكن هناك سوى القليل، فليحمله كل واحد بدوره ولوقت متساو؛ ولكن يجب أو يسير من يحمل أو من كان أضعفكم دائمًا في المقدمة، حتى إذا احتاج إلى الراحة، يقف الآخرون وراءه.