أقوال الأنبا إشعياء 7
61- إذا أقرضوك شيئًا، فرده فورًا بعد قضاء حاجتك، ولا تنتظر أن يطلب منك. وإن كان هناك شيء مكسور فأصلحه في الحال؛ ولكن إن أقرضت شيئًا لأخ، فلا تطلبه حينما ترى أن حالته لا تسمح له أن يرده لك؛ ولاسيما إذا لم تكن في حاجة ملحة إليه.
62- قد يحدث عندما تتغيب عن قلايتك بعض الوقت لسبب قهري، أن يرى أخ القلاية خالية فيحضر ليشغلها. ففي هذه الحالة عندما تعود لا تلزمه أن يغير مسكنه؛ بل اتركها له عن طيب خاطر وابحث عن قلاية أخرى لنفسك، خوفا من أن يغضب الله عليك إذا ألزمته على الخروج منها. لكن إذا انسحب برضاه فلن يكون لك حينئذ ندامة انك كنت ناقصًا في محبتك؛ وفضلًا عن ذلك فإن كان هناك في القلاية بعض الأمتعة ويرغب هذا الأخ في أن تكون له، فهبها له مجانًا.
63- إذا غيرت قلايتك، فلا تأخذ معك أمتعة، بل سلمها بكل ما فيها لأخ فقير، وسوف يرى الله بأن يعوضك في أي مكان تذهب إليه.
64- لا يوجد شيء يسر الشيطان أكثر من أن تخفى أفكارك عن أبيك الروحي. ضع هذه الحقيقة كمبدأ دائم، ولا تفتخر أبدًا انك تصل إلى كمال آبائنا القدماء إن لم تتمثل بأعمالهم.
65- انزع من قلبك كل محبة في أموال هذا العالم. فهي مثل السم الذي يتفشى ويفسد كل الثمر الذي يمكن للراهب أن يجنيه من التدريبات الخاصة بنظام الرهبنة.
66- لا تتضجر وقت التجربة، مهما طالت؛ بل ثابر في الجهاد المقدس ضدها، وأسجد لله بتواضع وقل له: "يا رب أعني لأني. ضعيف فلا أستطيع بنفسي أن أصمد في هذه المعركة الشديدة". فتختبر أن الله يهب القوة للتغلب عليها، ولا سيما إذا كنت تصلى هذه الصلاة بإيمان من كل قلبك. فإذا سعدت بالانتصار على التجربة، فلا تفتخر ولا تثق في نفسك ثقة المغرور، وكأنه ليس هناك ما تخشاه بعد، بل بالعكس كن حذرًا أكثر من أي وقت، لأن الشيطان عندما ينسحب يبذل مجهودات جديدة ضدك.
67- حينما تصلى إلى الله، لا تقل: "يا رب أبعد عنى ذلك"، أو "أعطني ذلك"؛ بل قل بالحري:
"أنت تعرف يا ربى وإلهي ما يليق بالأكثر لأجل خير نفسي؛ ساعدني بنعمتك؛ لا تسمح أن أخطئ إليك وأهلك في خطيتي. أنظر إلى ضعفي، أنا الخاطئ. لا تتركني إلى ثورة غضب أعدائي، لأني التجأت إليك واتكلت عليك فخلصني.
أنت قوتي وعوني الوحيد في رجائي. أنت قادر على كل شيء؛ يليق بك كل مجد؛ صلاحك غير محدود، ولك الحمد والشكر إلى الأبد آمين".
وجسدنا في هذه الأقوال مبادئ حكمية وتقوية ومؤثرة جدًا، فرأينا ألا نعمد إلى تلخيصها، فإن كل المعاني الواردة فيها نافعة جدًا وثمينة جدًا.ولا تصلح للرهبان تحت التمرين فحسب، بل أيضًا للمتقدمين وغيرهم. والراهب الشاب الذي يعمل بهذه النصائح الممتازة لابد أن يصل بدون شك إلى درجة عالية من الكمال.
وليس يقوم بديلًا أن يصوم تلك الأصوام الصعبة ويسهر ذلك السهر الطويل عن الأمانة في حفظ أصغر النواميس؛ وإنكار الذات؛ والطاعة البسيطة البنوية؛ والفقر الاختياري؛ والتواضع والصبر في تحمل الإهانة؛ وكذلك في الأمراض والأحزان الأخرى؛ ومقاومة التجارب بشجاعة؛ والاعتراف في تواضع بالخطايا والانتفاع بتوجيه مرشد مستنير والطاعة لنصائحه؛ وأخيرًا الحمية والمثابرة في الصلاة؛ والثقة بالله وبمحبته المقدسة. هذا ما توصى به القوانين الإلهية، وهو ما يمكن ممارسته في كل مكان، مما يجعل الإنسان كاملا يصنع مشيئة الرب.