زيارة أمون للأنبا أنطونيوس وعلمه بانتقاله

[Mary Naeem]

زيارة أمون للأنبا أنطونيوس وعلمه بانتقاله

في أيام أمون الأخيرة طلب القديس أنطونيوس إليه أن يقدم إليه فيراه، فسار إليه الأب أمون(1). وفي جبل القلزم استقبله القديس أنطونيوس بأكبر آيات التكريم وبسرور عظيم جدًا، وصليا معا وتحدثا في مواضيع روحية طويلة. قال أبو المتوحدين لضيفه (إن الله أعلمني بأشياء كثيرة عنك، وقد أعلمني خاصة بقرب انتقالك، ولذلك اعتبرت هذه الزيارة الأخيرة نعمة كبري، وطلبت أن ادعوك حتى تتمكن من التمتع معًا والصلاة إله الله من أجل طلباتنا المشتركة.

وما أن انقضي بعض الوقت على هذا المقام في جبل القلزم حتى سلك أمون وتادرس الطريق الطويل الذي يوصل إلى نتريا، ولم يعش القديس المتوحد كثيرا بعد هذا السفر ورقد في الرب بالغا من العمر 62 عاما مكللا بالنعم، وفي الساعة التي كان فيها أمون يستبدل تقشفات قلايته بمبهرات الفردوس كان القديس أنطونيوس في الجبل يحدث تلاميذه وتطلع إلى فوق فرأي في الهواء نفسا محمولة إلى أعلي، وكان هنالك فرح عظيم بين أولئك الذين قابلوه، فصلي لكي يعرفه الرب حقيقة الأمر وللحال جاءه الصوت: (هذه نفس أمون راهب نتريا) - وكانت المسافة من نتريا إلي الجبل الذي كان فيه أنطونيوس نحو سفر ثلاثة عشر يوما، ولما رأي رفقاء أنطونيوس أنه منذهل سألوه ليعرفوا السبب وفأخبرهم بأن أمون تنيح توا(2).

وقد دون التلاميذ بعناية اليوم والساعة وذهب بعض الأخوة ببرمة من أبيهم إلى نتريا لكي يقدموا عزاءهم للقديس تادرس وللمتوحدين في ذلك المكان، ولما راجعوا الحدث كانت الرؤيا توافق تاريخ وساعة انتقال القديس إلى السماء إذ قد تنيح في نفس الساعة التي علم بها القديس أنطونيوس(3)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.

وتعيد الكنيسة اليونانية للقديس أمون في اليوم الرابع من أكتوبر(4) ولكن لا يعيد له في سنكسار الكنيسة القبطية cuna[arion ويعيد لآخرين بهذا الاسم.

هذا ويوجد قديسون كثيرون باسم أمون ذكر سيرهم، (شينو) ويبلغ عددهم تسعة عشر بما فيهم صاحب هذه السيرة (راجع ص 646 647 الجزء الثاني)، كما ذكر أوليري من ص68 -72 بعض سير هؤلاء القديسين، ومنهم الأسقف ورئيس الرهبان والمتوحد والشهيد وغيرهم مما لا محل لذكرهم.

_____

الحواشي والمراجع:

(1) وفي هذه الأيام حدثت معجزة عبوره النهر السابقة.

(2) يقول بعض المؤرخين ان نياحته كانت حوالي 340-345م وذكر ايفلين هوايت أنه يمكن تقديم التواريخ جميعها سنتين أو خمس سنوات. وقد ذكر أوليري ص 71 وهوايت ص 46، أن القديس تنيح حوالي 337م.

(3) ذكر شينو هذه القصة كما ذكرها هوايت ص 46 وأضاف إلى أنه بعد انقضاء ثلاثين يوما من رؤيا القديس أنطونيوس لروح القديس أمون تحملها الملائكة حضر أخوة من نتريا، وتحققت الأنباء بأن أمون قد تنيح حقيقة في نفس اليوم والساعة التي قال عنها القديس أنطونيوس.

(4) أوليري ص 72.