سؤال مهم، وهو هل يمكن أن تتأثر شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي الكاسحة بهذه القرارات

[Mary Naeem]

سؤال مهم، وهو هل يمكن أن تتأثر شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي الكاسحة بهذه القرارات
فيتو

جاء اتخاذ الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعدد من القرارات الاقتصادية التي وصفت بالتقشفية، ليثير عاصفة من الجدل على مختلف الأصعدة، لا سيما في أعقاب القرار الأخير بزيادة أسعار المحروقات، وهو الأمر الذي يدفع باتجاه سؤال مهم، وهو هل يمكن أن تتأثر شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي الكاسحة بهذه القرارات التي يراها البعض غير عادلة، وستزيد من معاناة الفقراء؟!
وقد تباينت آراء خبراء الإعلام حول مدى تأثر شعبية الرئيس بعد اتخاذ الحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب هذه القرارات، كما تباينت آراؤهم حول مدى تأثير كلمات الرئيس أمس في تخفيف الغضب الشعبى.

الطبقات الفقيرة مستاءة

أكدت الدكتورة ثريا البدوى أستاذ العلاقات العامة والإعلان – جامعة القاهرة "أن شعبية الرئيس "السيسي"، تأثرت كثيرا بالنسبة للطبقات الفقيرة والتي تشعر بالغضب من تلك القرارات، لإحساسهم بأنها تمس حياتهم الخاصة ومصادر أرزاقهم.

وأضافت أستاذ العلاقات العامة والإعلان: "الطبقات الغنية أيضا تأثرت بشعبيته، ولكن بدرجة قليلة، لأنهم أيضا مضارون من تلك القرارات بتحديد الحد الأقصى وغيره من قرارات خاصة بالضرائب والبعض منهم سيشارك في دعم الوطن ولكن على استحياء".

ولفتت بدوى في تصريحاتها لـ فيتو إلى أن شعبية "السيسي" لم تتأثر بالنسبة لأبناء الطبقة الوسطى والمثقفين لأنهم مدركون أن تلك القرارات له لو طبقت على الجميع دون استثناء أو تمييز ستكون في مصلحة المواطن والدولة على المدى البعيد.

مسئولية الإعلام
وحملت أستاذ العلاقات العامة والإعلان وسائل الإعلام المختلفة مسئولية الرفض الشعبى لتلك القرارات وقالت "هذه القرارات كانت في حاجة إلى أرضية قوية تقف عليها قبل إصدارها وأعتقد أن الإعلام أخطأ في هذه الحالة لأنه لم يمهد للرأى العام المصرى، وبخاصة للطبقات الفقيرة، وتوعيتهم بأن هذه القرارات لن تمسه في حياته المعيشية بطريقة مؤثرة بقدر أنها خطوة لاستعادة النهضة للوطن".

استمالات وجدانية
لفتت البدوى إلى أن خطاب الرئيس "اعتمد على بعض الاستمالات الوجدانية التي يمكن أن تؤثر في المواطن لأننا كمصريين من شعوب الأنهار وشعب النهر مسالم وبسيط ولديه انتماء للوطن، ومن الممكن خطاب مثل هذا أن يؤثر فيه ويعطيه قدرة على الصبر والجلد والتحمل ولو شعر المواطن البسيط أن مصلحته تنطوى على مثل هذه القرارات، وربط بينها وبين مصلحته سيتحمل و"يربط الحزام"،حتى تمر المرحلة بسلام ".

الدواء المر
وصف الدكتور حسن على أستاذ ورئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا القرارات الاقتصادية الأخيرة بالدواء "المر" الذي سيشربه الشعب المصرى للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد وبالرغم من مرارته إلا أنه مطلوب وإن جاء متأخرا.

وأشاد رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا بالقرارات الاقتصادية الأخيرة، وقال إنها قرارات شجاعة، لم يستطع الرئيس الراحل السادات أخذها عام 1977 ولا حتى الرئيس المخلوع مبارك أو المعزول مرسي.

التوقيت غير موفق

ولكن تحفظ أستاذ الإعلام على توقيت صدورها فهو توقيت غير موفق وغير مناسب بالمرة لأنها جاءت في شهر رمضان والذي تكون فيه الأسر المصرية مثقلة بالأحمال المادية والنفاقات.

تأثير سلبى

وأكد على في تصريحاته لـ فيتو أن تلك القرارات كانت لها تأثير سلبى على شعبية السيسي وخصمت من رصيده عند الفقراء كثير جدا، ولكن النخب لم تتأثر لأنها تفهم تبعيات القرارات وأهميتها لإنقاذ البلاد.

خطاب نخبوى
وقال رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا إن خطاب الرئيس أمس ذكى جدا ومعقول لكنه خطاب نخبوى وليس شعبيا يفهمه عامة الشعب ولم يؤت ثماره المتوقعة، فلم يراع كاتب الخطاب اختيار الكلمات التي تمس الموطن البسيط وإن كان له دور في تخفيض الإحساس باللظم عند الناس ولكن لم يكن مؤثرا عند عامة الشعب ولم يرجع شعبيته.

شعبية السيسي لم تتأثر

بينما خالفهما الرأى الدكتور سامى عبد العزيز أستاذ العلاقات العامة والإعلان – العميد السابق لكلية الإعلام – جامعة القاهرة، وقال إن شعبية الرئيس لم تتأثر، وإنما طريقة العرض جعلت الناس "تتأمل" القرارات بعيدا عن شعبية الرئيس".

وأشاد عبد العزيز في تصريحاته لـ فيتو بكلمة الرئيس "السيسي"، أمس في ذكرى الاحتفال بالعاشر من رمضان، قائلا "إنه استطاع أن يلملم أي تأثيرات سلبية لهذا القرار وأداؤه الإعلامي بعد القرارات استطاع أن يمنع أي تصعيد أو سوء استخدام للموقف من القوى مناهضة له"..