|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08 - 07 - 2014, 02:38 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
ترجمات الكتاب المقدس قصة: تحركت القافلة تاركة خلفها أورشليم بعد أن حصلت على الكنوز.. إنها قافلة عجيبة تضم عشرين عربة مغطاة، والحراس الأقوياء يحيطون بها، فكل واحد من الحرس يمتطي جواده في عظمة وثقة.. يسير يقظًا وعيناه ترصدان كل حركة، وأذناه منتبهتان لسماع أي أمر يصدره القائد، ويده قريبة من سيفه.. إنهم يسيرون في تشكيل عسكري منتظم يحيطون بالقافلة من كل ناحية واتجاه، والقافلة تجدُّ في السير.. لكن ما بال الحراسة مشدَّدة هكذا؟! وأي كنوز هي تحمل..؟! هل تحمل كنوز الملك سليمان..؟! إنها تحمل كنوزًا أعظم من كل كنوز الأرض.. كنوز ليست من فضة ولا ذهب ولا زمرد ولا ياقوت.. إنها تحمل الكتب الإلهَّية بصحبة اثنين وسبعين شيخًا من علماء اليهود الضالعين في اللغات العبرية والآرامية واليونانية، وفي إحدى العربات دار الحديث الآتي: زكا: ما يحدث الآن يذكرني بنزول أبينا يعقوب وذريته إلى مصر. حنانئيل: كان عددهم مقاربًا لعددنا.. نحو سبعين نفسًا. سمعان: عربات فرعون حاكم مصر حملتهم، وعربات بطليموس حاكم مصر تحملنا. ألياب: كان في انتظارهم يوسف أخاهم وأسرته، ونحن في انتظارنا إخوتنا اليهود المقيمين في الإسكندرية. آمن سمعان بالمكتوب وأكمل الترجمة وهو مستريح البال، حتى انتهى مع زملائه من أعظم عمل قاموا به، وقدموا للتاريخ وللعالم كله النور الإلهي الذي تسلمته الكنيسة وأكملت عليه أسفار العهد الجديد.. وعادت القافلة ومات شيوخ الترجمة السبعينية واحدًا تلو الآخر بينما عاش سمعان نحو ثلثمائة عام حتى أبصر الرب يسوع تحمله أمه العذراء الطاهرة في الهيكل، فحمله على ذراعيه مناجيًا إياه "الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور تجلى للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (لو2: 29-32). والآن يا صديقي إلى الأسئلة التالية:
|
||||
08 - 07 - 2014, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
ألم يتعرض المترجمين إلى أخطاء بحكم ضعفهم البشري؟ وألا تعتبر الترجمات المختلفة واختلاف الألفاظ نوعًا من التحريف؟ ج: في الترجمة تظلل نعمة الله على القائمين بأعمال الترجمة حتى يعطوا المفهوم الإلهي كما يريده الله وليس المفهوم البشري كما يريده الإنسان، ولعل هذا المعنى واضح من قصة سمعان الشيخ أثناء الترجمة السبعينية، ومع هذا فإن الترجمات قابلة للتنقيح بلغة العصر، وذلك لأن هناك مفردات تختفي من الاستخدام، كما أن هناك مفردات تستجد دائمًا، وكل ما يهمنا هو الوصول للمعنى والقصد الإلهي أكثر بكثير من اهتمامنا بالألفاظ، فمعلمنا بولس يقول: "الحرف يقتل ولكن الروح يحيي" (2كو 3: 6) وقال الرب يسوع: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 63)، وكتابنا المقدس كتاب بسيط للغاية يدور حول قصة الله مع الإنسان، فالله خلقني من العدم بعد أن أعدَّ لي كل احتياجاتي، ولكن عدو الخير حسدني وأسقطني في المخالفة، فسرى عليَّ الحكم الإلهي بالموت الأبدي كما سبق الله وحذرني من قبل " يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 2: 17) ومع هذا فإن رحمة الله أدركتني، وتجسد الله وصُلب ومات عني، وحمل في جسده عقاب خطاياي، وقام وأقامني معه، وصعد إلى مجده ليعدَّ لي مكانًا ثم يأتي ويأخذني لأكون معه إلى الأبد.. فهل توجد ترجمة للكتاب في العالم كله لا تحمل هذه المعاني؟! كلاَّ.. وهذا ما سجلته الترجمة الإنجليزية (R.S.V) إذ تقول " يتضح للقارئ المدقق من ترجمتنا عام 1946م، وترجمتي سنة 1881م ،1901م إن تنقيح الترجمة لم يؤثر على أي عقيدة مسيحية، وذلك لسبب بسيط هو إن الألفاظ والقراءات المختلفة لم تغير في العقيدة المسيحية " (29) ومع هذا فإنه نظرًا لأن كثير من لغات العالم ليس بها كل الألفاظ والمصطلحات التي تتوفر في اللغة اليونانية الغنية، فالمعول الأساسي هو على النص اليوناني الذي يفوق في الروعة والدقة الترجمات الأخرى، ولذلك يلجًا بعض من الدارسين إلى دراسة اللغة اليونانية لكيما يتمتعوا أكثر فأكثر بجمال الكتاب وروعته. وإمكانية ترجمة الكتاب المقدس أمر يُحسَب له وليس عليه، وذلك للأسباب الآتية: 1-إن إرادة الله أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، وكتابه المقدس. هو رسالته للعالم كله ولجميع الشعوب، فلو كانت الأسفار المقدَّسة مدونة مثلًا باللغة العبرية ويحظر ترجمتها فمعنى هذا أن كل إنسان يريد أن يقبل إلى الله لن يأتي إليه إلاَّ عن طريق اللغة العبرية، وهذا يضع الله في موقف المتحيز للشعب العبراني، وحاشا لله ذلك، إنه يريد الإنسان وليس اللغة ولهذا سمح باستخدام أكثر من لغة في تدوّين الأسفار المقدسة فدّونت باللغات العبرية والآرامية واليونانية. 2-ترجمة الكتاب المقدس أدت إلى انتشاره في أركان الأرض وأرجاء المسكونة، وهذا جعل دعوى تحريفه دعوى باطلة لا تتفق مع العقل ولا المنطق إذ كيف يجمعون جميع الكتب المقدسة في كل مكان ويحرفونها؟! |
||||
08 - 07 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
قال البعض إن بعض الترجمات غيَّرت في العقائد المسيحية، فتغير الترجمة في (إش7:14) من الشابة إلى العذراء أوجدت عقيدة ولادة المسيح بدون زرع بشر، وتغيّر ترجمة (يو3: 16) خلقت عقيدة الابن الوحيد الجنس، وإضافة (1يو5: 7) خلق عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية، وإضافة (مر16: 19-20) خلق عقيدة الصعود.. فما رأيك في هذا؟ (خاص بالخدام)
ج: دعنا يا صديقي نعرض أفكارهم بل أقول افتراءاتهم هذه ونفندها، لعلهم يعرفون الحق والحق يحررهم: 1-في نبوة إشعياء " ها العذراء تحبل وتلد" (إش 7: 14) قالوا أن كلمة " عذراء " في الأصل العبري " عُلْماه " ومعناها الشابة، وتُرجمت خطأ في ترجمة الملك جيمس (K.J.V) إلى " بتولا " ثم تداركت الترجمة المنقحة (R.S.V) هذا الخطأ وترجمتها إلى الشابة “ young woman “. الرد: كل من كلمتي " عُلْماه " أو " بتولا " تعني فتاة عذراء لم تعرف رجلًا، وكلمة " بتولا " هي الكلمة العامية لكلمة " عُلْماه "، فكلمة " عُلْماه " أكثر دقة من " بتولا " لأن الأخيرة أطلقت أيضًا على الأرملة العفيفة، فقال يوئيل النبي " نوحي يا أرضي كعروس (بتولا) مُؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها "(يؤ1: 8) بينما كلمة " عُلْماه " أطلقت فقط على الشابة البكر التي لم تتزوج بعد (تك 24: 43 - نش1: 3). والمدهش في هذا الأمر حقًا أن عقيدة المعترض تقرُّ بولادة السيد المسيح من العذراء مريم بدون زرع بشر.. تُرى هل يشك في عقيدته أم أنه جرد نفسه من عقله فراح يغش من مدارس النقد دون أن يعلم ماذايكتب؟! 2-في الآية: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16) قالوا في ترجمة الملك جيمس (K.J.V) جاءت عبارة " ابنه الوحيد " “ His only begotten son “ بينما في ترجمة (R.S.V) سنة 1952م جاءت “ His only son “ بدون كلمة “ begotten “ وتعني المولود، وبحذف هذه الكلمة تنهار عبارة " مولود غير مخلوق " وتنهار عقيدة بنوة الابن للآب. الرد: أ- في الأصل اليوناني جاءت كلمة مونوجينيس “ monogenes " أي الوحيد الجنس أو المولود الوحيد، فكلمة monoتعني وحيد، وكلمة genes تعني الجنس، ب- ترجمة R.S.Vأضافت في الهامش "or his only begotten son " or". ج- لم يترتب على هذه الترجمة أن خرج إنسان مسيحي واحد وأنكر بنوة السيد المسيح لله الآب بنوة فريدة، وما تزال عبارة " مولود غير مخلوق " نرددها كل يوم في قانون الإيمان ونفهمها وندركها. 3-الآية " إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 5: 7) قالوا أنها لم ترد في ترجمة R.S.Vالتي اعتمدت على إنها لم توجد في أي مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر، وإنها وردت فقط في إحدى الترجمات اللاتينية، ووضعت في الترجمة العربية بين قوسين دلالة على إنها عبارة هامشية ليست من متن النص، وبذلك تنهار عقيدة التثليث. الرد: أ - لا تبني المسيحية أي عقيدة دينية على آية واحدة، فعقيدة التثليث واضحة وثابتة في الكتاب المقدس بعهديه، ومقبولة بالعقل والمنطق لأنه لابد أن يكون الله مثلث الأقانيم لكيما يمارس الحب منذ الأزل قبل أن توجد أي خلقة كانت. أما الأمر الغير مقبول هو أن يكون الله أقنومًا واحدًا فقط، فهذه بدعة سابليوس. ب- هذه الترجمة (R.S.V)اعتمدت على مخطوط واحد من 4000 مخطوط، وهذا المخطوط لم يُسقِط الآية بل وضعها في الهامش وهذا ما فعلته ترجمة R.S.V.. 4-قالوا إن الجزء الأخير من إنجيل مرقس (16: 9-20) أضيف إليه، ولذلك وضعته الترجمة المنقحة R.S.Vسنة 1952م في الهامش، وتحت ضغط الطوائف أُعيد في طبعة سنة 1971م إلى متون الأصل، وبذلك تنهار عقيدة الصعود ولاسيما أن الأناجيل الأربعة لم تسجل كلمة واحدة عن صعود المسيح، بينما جميعها لم تغفل دخول السيد المسيح أورشليم على جحش، وسخر هذا الكاتب من هذا الاهتمام بذكر الجحش في كل الأناجيل ووضع عنوان جانبي في كتابه "كرنفال (مهرجان) الجحش". الرد: أ - بالنسبة للكاتب الساخر نحن نصلي من أجله ليفتح الله بصيرته ليرى العار الذي هو فيه إذ من أبسط معاني الإنسانية هو احترام عقائد الغير. ب- بالنسبة لعقيدة الصعود هي ثابتة بآيات كثيرة من العهد الجديد، وليس كما توهَّم الكاتب أن الأناجيل لم تُسجل كلمة واحدة عن الصعود، فالرب يسوع تحدث عن صعوده قبل حدوثه قائلًا " فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا إلى حيث كان أولًا.." (يو6: 62)، " خرجتُ من عند الآب وأتيت إلى العالم وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب "(يو16: 28)، " إني أصعد إلى أبي وأبيكم" (يو 20: 17) ومعلمنا لوقا الإنجيلي يحكي قصة الصعود في سفر الأعمال (أع 1: 9-11) وبولس الرسول يحدثنا عن الصعود (أف 4: 8-9، 1تي3: 16) ومعلمنا بطرس كذلك (1بط3: 12)،إذًا حقيقة الصعود ثابتة حتى ولو أراد الكاتب أن ينكرها ويتناسى أن عقيدته تقر صعود الرب يسوع للسماء. ج- أما السبب في أن بعض المخطوطات لم يذكر فيها الجزء الأخير من إنجيل معلمنا مرقس (1: 9-20)؟.. فربما الاضطهاد العنيف في روما واستشهاد بطرس وبولس الرسولين في يوم واحد يكون قد أوقف مرقس الإنجيلي عن الكتابة إلى هذا الحد المفاجئ، وعندما جاء إلى الإسكندرية أكمل الجزء الباقي، وبذلك خرجت بعض النسخ من روما لا تشمل هذا الجزء الأخير بينما النسخ التي خرجت من الإسكندرية تحمل النص كاملًا، وفي هذا فإننا نُطمّئن الكاتب بأن هذا الجزء لو حُذِف تمامًا من الإنجيل ولم يذكر حتى في الهامش فإن عقيدة الصعود لن تتغير ويشهد لها القبر الفارغ الذي يفج منه النور كل عام شاهدًا للرب يسوع نور الحياة، وطوبى لمن له النور لأنه في النور يسلك وإلى مدينة النور يصل ويسكن في النور إلى الأبد بعيدًا عن الظلمة الخارجية وصرير الأسنان. |
||||
08 - 07 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
ما هي أهم ترجمات الكتاب المقدس؟ ج: لقد تعرضنا للترجمات المختلفة بطريقة غير مباشرة أثناء حديثنا عن المخطوطات المختلفة، وترجمة الكتاب المقدس ليست بالأمر الهين إنما هي عملية في منتهى الصعوبة.. لماذا؟ 1-الأصل العبري يُكتَب السطر كله على شكل حروف متراصة يفصل بين كل حرف وآخر مساحة شعرة. 2-الكلمة الأخيرة من السطر إذا انتهى السطر ولم تستكمل حروفها تستكمل في السطر التالي. 3-الكاتب ملتزم بأمرين أولهما الترجمة الحرفية، وثانيهما نقل المعنى المقصود ولذلك كان المترجمون يقضون أحيانًا شهرًا كاملًا يبحثون عن معنى كلمة معينة، وقد تستغرق ترجمة الكتاب بالكامل عشرات السنين. أمثلة لصعوبة الترجمة: 1-في قول فرعون ليوسف " أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبّل جميع شعبي" (تك 41: 40) فمعنى يقبّل هنا قد تكون بعيدة عن الذهن في عصرنا الحاضر، ويجد المترجم صعوبة بالغة في ربطها بالكلام، ولكن بعد الدراسة والتفكير والتأمل نجد أن القبلة علامة الحب والتوقير، فشعب مصر يقبّل فم يوسف أي يقدم له الحب والتوقير والاحترام والطاعة. 2-في عاموس " هل تركض الخيل على الصخر. أو يحُرَث عليه بالبقر" (عا 6: 12) ففي الأصل العبري كلمة "بالبقر" تُكتَب ب ب ق ر يم. فالمترجم نظر إلى الحرفين الأخيرين (ي م) على إنها علامة جمع، فأضطر أن يضيف كلمة "عليه" ليعطى المعنى " أو يُحرث عليه بالبقر " وهى الترجمة التي بين أيدينا. أما في الترجمة التفسيرية فالمترجم نظر إلى الحرفين الأخيرين (ي م) على إنهما يشكلان كلمة مستقلة " يم " أي بحر فجاءت الترجمة " أو يُحرَث البحر بالبقر " وكلا الترجمتين تفيد الصعوبة والاستحالة فلا الصخر ولا البحر يُحرث بالمحراث الذي يجرّه البقر، ولكننا في كل هذا نؤكد على حقيقة ثابتة أن جميع هذه الخلافات في الترجمات ولا واحدة منها تؤثر على الإطلاق في أي عقيدة إيمانية.. والآن نلقي قليلًا من الضوء على أهم هذه الترجمات: أولًا: الترجمات الآرامية: عندما كان الشعب اليهودي محافظًا على كيانه له وطنه وله لغته العبرانية لم يكن في حاجة إلى ترجمة الأسفار المقدسة، ولكن عندما سُبي هذا الشعب إلى بابل لمدة سبعين سنة، وعاد يتكلَّم الآرامية، وهى لغة خليطة بين العبرية والكلدانية. بل أن الشعب لم يعد يفهم اللغة العبرية، وأصبح في حاجة ماسة ليفهم أحكام الشريعة، فكان القارئ يقرأ الشريعة باللغة العبرية والمترجم يقوم بالترجمة الفورية للغة الآرامية ليفهم الشعب، وهذا ما حدث أيام نحميا " وقرأوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى وأفهموهم القراءة" (نح 8: 8) ثم تمت الترجمة كتابةً ليتمكن الجميع من قراءة الشريعة، ودعى بنو إسرائيل المترجم بالميترجان، ودعوا الترجمة بالترجوم، وكان هناك عدة ترجمات " ترجومات " وأشهرها ترجوم أونكيلوس Onkelos لأسفار موسى الخمسة، وترجوم يوناثان بن أوزيل الذي يميل للتوضيح والتفسير. ثانيًا: الترجمة اليونانية: هناك عدة ترجمات للعهد القديم من العبرية والآرامية إلى اللغة اليونانية وأشهرها ما يلي: 1-الترجمة السبعينيةSepuaginte: وهي أشهر ترجمة للعهد القديم، وهناك وثيقة قديمة ترجع إلى سنة 110ق.م تدعى رسالة أريستياس Aristeasحيث يقول فيها " إنه بينما كان بطليموس فيلادلفوس مهتمًا بإنشاء مكتبة الإسكندرية تقدم إليه ديمتريوس فاليروس بنصيحة أن يحصل على ترجمة يونانية لكتاب اليهود المقدس. فأرسل بطليموس فيلادلفوس (285 - 247 ق.م) وفدًا (كان أرستياس عضوًا فيه) إلى العازر رئيس الكهنة في طلب نسخة من التوراة ومعها اثنان وسبعون مترجمًا -ستة من كل سبط- فاستجاب العازر لهذا الطلب، وجاء الوفد واستقبلهم الملك استقبالًا حارًا واصطحبهم ديمتريوس إلى جزيرة منعزلة (جزيرة فاروص) فأنجزوا العمل.. ونالوا من الملك هدايا ثمينة واستطاع اليهود المقيمين في الإسكندرية أن يحصلوا على نسخ من الترجمة لاستخدامها " (30) في الأصل العبري كان السفر يجمع داخله أكثر من سفر فجاءت الترجمة السبعينية وفصلت بين الأسفار، ففصلت بين سفري راعوث والقضاة ليكون كل منهما سفرًا قائمًا بذاته، وهكذا فعلت مع أرميا ومراثي أرميا، ونحميا وعزرا، وصموئيل الأول والثاني، وملوك الأول والثاني، وأخبار الأيام الأول والثاني، وفصلت بين الأنبياء الصغار الذين كان يجمعهم سفرًا واحدًا إلى 12 سفرًا،كما ضمت الترجمة السبعينية أسفارًا لم تكون قد ضُمَت بعد للأصل العبري مثل يهوديت وطوبيت وباروخ ويشوع بن سيراخ وحكمة سليمان ومكابيين أول وثاني مع ملاحظة أن سفري الحكمة والمكابيين الثاني كانا قد كتبا أصلًا باليونانية فظهر العهد القديم يضم 46 سفرًا. 2- ترجمة أكويلا: وقام بها يهودي دخيل من بنطس أي أنه كان شخصًا يهوديًا ودخل للديانة المسيحية، وكان حديث الإيمان، فجاءت ترجمته سنة 150م، من العبرية لليونانية حرفية كلمة كلمة بدون الاهتمام بقواعد اللغة اليونانية، وبدون النظر إلى سلامة التركيب اللغوي للجُمَل، ولذلك ظهرت الترجمة ضعيفة لا تخلو من الأخطاء اللغوية ومع هذا فإن يهود الشتات الذين آمنوا قد قبلوها. 3- ترجمة ثيؤدوثيون: وهو يهودي من أفسس وقام بالترجمة (161-180) بدقة أفضل من أكويلا، واعتمد على الترجمة اليونانية في بعض الأجزاء. 4- ترجمة سيماخوس: وهو يهودي من الأبيونيين وآمن بالمسيح في القرن الثاني الميلادي وقام بالترجمة من العبرية لليونانية مراعيًّا قواعد اللغة اليونانية. الهكسابلا Hexapla:: لم تكن الهكسابلا ترجمة جديدة لكنها كانت تجميع للترجمات السابقة، ومعنى الهكسابلا أي ذات الستة أعمدة، وقام بها أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي إذ وضع ستة نصوص متقابلة، وعلق عليها بملاحظاته وهذه النصوص الستة هي: 1- النص العبري بحروف عبرية. 4- نص ترجمة أكويلا.وللأسف فإن هذا العمل الضخم الذي ضم عدة مجلدات وقام به أوريجانوس مع عدد من النساخ فإنه قد فُقِد ولم يتبقى منه إلاَّ أجزاءًا قليلة، وأيضًا ترجمات أكويلا وثيؤدوثيون وسيماخوس قد فُقِدت ولم يتبق منها إلاَّ ما تبقى في بقايا الهكسابلا. ثالثًا: الترجمات السريانية: اللغة السريانية هي اللهجة الشرقية للآرامية، وهناك خمس ترجمات تمت من اللغة العبرية إلى اللغة السريانية، منها الترجمة القديمة، وترجمة " البشيتا " أي البسيطة أو العامة أو الدارجة التي تمت في القرن الأول الميلادي، وتوجد منها مخطوطة في المتحف البريطاني ترجع إلى سنة 464م، ومنها الترجمة الفيلوكسينية والتي تشمل بعض الأسفار التي لا توجد في البسيطة، وقام بترجمتها بوليكارب للأسقف مارفيليكسينوس سنة 508م، ومنها السريو هكسابلا التي قام بها بولس أسقف تيلا (615 - 617م) وقد اعتمد فيها على العمود الخامس من الهكسابلا التي دونها أوريجانوس، ومنها توجد مخطوطة ترجع إلى القرن الثامن الميلادي، أما ترجمات العهد الجديد للسريانية فقد تمت من اليونانية، ويبلغ عدد المخطوطات السريانية التاريخية التي تضمها متاحف العالم نحو 350 مخطوطة. رابعًا: الترجمات القبطية: 1-الترجمة القبطية باللهجة الصعيدية التي قام بها القديس بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية (181 - 190) فهو الذي قام بتطوير اللغة القبطية بإضافة 7 حروف في اللغة الديموطيقية (الأبجدية القديمة) إلى الحروف اليونانية فأصبحت اللغة القبطية كما هي عليه الآن، وقد قام القديس بنتينوس بترجمة العهد الجديد من اليونانية للقبطية باللهجة الصعيدية، ويوجد منها مخطوطة ترجع إلى سنة 300م. 2-ترجمات أخرى للعهد الجديد باللغة القبطية باللهجة الاخميمية والفيومية، ويوجد منها نسخة ترجع إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي. 3-ترجمة للعهد الجديد باللغة القبطية باللهجة البحيرية، ويوجد منها نسخة من القرن الرابع الميلادي. خامسًا: الترجمات اللاتينية: 1-الترجمة التي تمت في القرن الثاني للعهد الجديد من اليونانية للاتينية، ودعيت باسم " إيطالا " 2- الفولجاتا Volgata: وهي الترجمة التي قام بها القديس جيروم (366-384م) بتكليف من داماسوس بابا روما حيث ترجم العهد القديم من اللغة العبرية للغة اللاتينية، وقد نالت هذه الترجمة شهرة واسعة، وظل معمولًا بها نحو الألف سنة، وكانت هي الكتاب الأول الذي تم طباعته في العالم عند اختراع آلة الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي. سادسًا: الترجمة الحبشية: قام بها فرومنتيوس التاجر الذي بشَّر أهل الحبشة ورسم أسقفًا بيد البابا أثناسيوس الرسولي باسم الأنبا سلامه، فقام بترجمة العهد الجديد من اليونانية للغة الحبشية. سابعًا: الترجمات الإنكليزية: 1- ترجمة الملك جيمس (K.J.V) King James version:: قام بها مجموعة من علماء اليونان واليهود في القرن السادس عشر تحت رعاية الملك جيمس ملك بريطانيا ونشرت سنة 1611م، ونالت شهرة كبيرة، ثم قام العلماء بتنقيحها سنة 1881م، والذين قاموا بالتنقيح أظهروا إعجابهم ببساطتها وقوتها، وفي الترجمة المنقحة سنة 1971م ذُكرت أسباب التنقيح ليس لإصلاح عيب ولكن بسبب تغير اللغة الإنكليزية خلال الفترة من سنة 1611 إلى سنة 1971م، فمثلًا هناك ضمائر ونهايات لأفعال كانت مستخدمة ولم يعد لها الآن استخدام، وكذلك هناك كلمات اُستخدمت أثناء الترجمة سنة 1611م وكانت عندئذ تؤدي المعني المطلوب أما الآن فقد تغير معناها، ولهذا كان لابد من التنقيح حتى نصل إلى روح النص الأصلي. 2- الترجمة الحديثة N.I.V: بدأت سنة 1965م وانتهت سنة 1978، ونُقِحت سنة 1983م، وقام بها أكثر من مائة عالم من علماء الكتاب المقدس، واعتمدوا على أقدم المخطوطات بما فيها مخطوطات وادي قمران التي ظهرت للوجود سنة 1947م وترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وجاء في مقدمة هذه الترجمة قولهم "استخدمنا من كل من العهد القديم النص العبري القياسي، والنص الماسوري كما نُشر في طباعته الأخيرة من Billica Hebraicaمع المراجعة على لفائف البحر الميت التي تحتوي على مادة تحمل نص عبري من مرحلة أقدم، وأيضًا بالمراجعة مع التوراة السامرية والتقاليد القديمة للكتبة التي تروي تنوع نصي. كما راجع المترجمون أيضًا على الترجمات القديمة الهامة: السبعينية وترجمات أكويلا وسيماخوس وثيؤدوثيون والفولجاتا والبشيتا السريانية والترجومات وترجمة جيروم للمزامير". (31) ثامنًا: الترجمات العربية: كان العرب يقرأون الكتب المقدسة باللغة السريانية، ثم ظهرت عدة ترجمات منذ القرن الثامن الميلادي وحتى الآن وهي: 1- ترجمة يوحنا: أسقف اشبيلية بأسبانيا سنة 750م من الفولجاتا اللاتينية للعربية، وكان ينقصها الدقة في الترجمة. 2- ترجمة بن العسال: قام بها هبة الله العسال سنة 1250م، وهو إسكندري الجنس وقام بالترجمة من اللغة القبطية للغة العربية، ومازالت محفوظة في المتحف القبطي بالقاهرة. ثم قام البعض بتنقيحها ودُعيت بفولجاتا الإسكندرية. 3- ترجمة سركيس الرازي: مطران دمشق سنة 1671م وقام بها مجموعة من العلماء، واستغرقت 46 عامًا. 4- الترجمة العربية الحالية: ويرجع الفضل فيها إلى اثنين من المرسلين الأمريكان هما دكتور " عالي سميث "، و" دكتور كرنيليوس فان ديك " اللذان قاما بالترجمة من الأصل العبري، وتميزت الترجمة بدقتها والالتزام بحرفية النص.. وُلِد سميث سنة 1801م دراسته سنة 1826م، وعمل مرسلًا بمالطة، ثم ذهب إلى بيروت سنة 1827م حيث تعلم اللغة العربية، وفي سنة 1847م بدأ بترجمة الكتاب المقدس مع مجموعة من معاونيه ولاسيما المعلم بطرس البستاني اللبناني الجنسية، والذي كان ضليعًا في اللغتين العربية والعبرية، وقام الشيخ نصيف اليازجي بالضبط النحوي للغة العربية، وتمت ترجمة أسفار موسى الخمسة ثم العهد الجديد وبعض النبوات، وشرع سميث في طبع سفري التكوين والخروج وستة عشر إصحاحًا من إنجيل متى، ولكن أدركته المنية سنة 1854م قبل أن يرى ثمرة مجهوده، فأكمل المسيرة د. كرنيليوس فان ديك الذي وُلِد سنة 1818م في أمريكا وتعلم الطب ونبغ في اللغات حتى إنه أجاد التكلُّم بعشر لغات ما بين قديمة وحديثة، وفي سنة 1839م ذهب إلى بيروت ليتعلَّم اللغة العربية فأتقنها، وتولى المسئولية بعد موت د. سميث سنة 1854م، فقام بمراجعة ما تم ترجمته ثم ترجم بقية الأسفار بمساعدة الشيخ يوسف الأسير الأزهري الذي ضبط الترجمة لغويًا، وانتهت الترجمة الحديثة في 29 مارس سنة 1865م، ومع هذا فقد ظل فان ديك يُنقّح في الترجمة مع كل طبعة جديدة وحتى انتقاله في 13 نوفمبر 1895م. 5- الترجمة اليسوعية: قام بها بعض الرهبان اليسوعيين سنة 1876م بمعاونة الشيخ إبراهيم اليازجي ابن الشيخ نصيف اليازجي الذي ساهم في الترجمة السابقة.. تميزت هذه الترجمة بجمال الأسلوب وفصاحة العبارة، ولم تتقيد بحرفيه النص. ثم ظهر منها طبعات جديدة بعد أن نقحها بعض الرهبان اليسوعيين. 6- ترجمة الكلية الإكليريكية بالقاهرة: تُرجمت سنة 1935م البشائر الأربعة، وفي سنة 1939م قامت جمعية أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بترجمة سفري التكوين والخروج. ثم تشكلت لجنة في عهد البابا كيرلس السادس برئاسة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية والبحث العلمي وانتهت من ترجمة البشائر الأربعة، وطُبِعت كل بشارة على حدة. 7- الترجمة الحديثة: قام بنشرها اتحاد جمعيات الكتاب المقدس ببيروت. 8- الترجمة التفسيرية (كتاب الحياة): وصدر منها في سنة 1982م العهد الجديد، وفي سنة 1988م صدر الكتاب المقدس بعهديه، ولجأت هذه الترجمة إلى تبسيط المعنى ليفهمها البسطاء من الناس الذين لم يحصلوا على نصيبهم الكافي من التعليم. ختام: لقد تُرجِم الكتاب المقدس إلى الأسبانية سنة 1380م، وإلى اللغة النمساوية سنة 1460م، وفي سنة 1477م كان هناك ترجمتان للفرنسية، وعندما قام لوثر بترجمة الكتاب المقدس للألمانية كان قد سبقه نحو 14 ترجمة للألمانية الفصحى، وفي سنة 1661م تُرجِم إلى لغة الهنود الحمر الشماليين، وفي سنة 1744م تُرجم إلى لغة الإسكيمو، وبلغت مجموعة الترجمات حتى سنة 1800م 72 ترجمة، وفي سنة 1900 وصلت إلى 567 ترجمة، وفي سنة 1953م 1167 ترجمة، وفي سنة 1965م 1250 ترجمة، ومع حلول سنة 2000م كان الكتاب المقدس كله أو أجزاء منه قد تُرجم إلى 2112 لغة ولهجة من لغات ولهجات العالم البالغة نحو 6000 لغة ولهجة، بالإضافة إلى وجود نحو 600 مشروع لترجمات جديدة.. حقًا إن الكتاب المقدس انتشر في كل بقاع الأرض، وحتى الدول التي تمنع دخوله إلى أراضيها فقد وصل الكتاب المقدس إلى أعماقها عن طريق البث الإذاعي والتليفزيوني والإنترنت. ألا ترى يا صديقي إن كلمات الرب يسوع تتحقق بالحرف الواحد عندما قال "ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة للأمم. ثم يأتي المنتهي" (مت 24: 14). وتحققت كلمات معلمنا بولس الرسول عندما قال إن " كلمة الله لا تُقيّد" (2تي 2: 9). أكبر كتاب مقدس: حفره نجار في لوس أنجيلوس على ألواح من خشب، وارتفاع اللوح يبلغ أكثر من ثلاثة أقدام، ويشمل الكتاب 8048 صفحة ويزن 1206 رطلًا، وأستغرق النجار في عمله سنتين. أصغر كتاب مقدس: طُبِع في إنجلترا ويبلغ طوله ¾ 1 بوصة (مثل طول عود الثقاب) وعرضه ¼ 1 بوصة، ويشمل 878 صفحة ويمكن قراءته بعدسة مكبّرة. أطول برقية في العالم: أُرسلت من نيويورك إلى شيكاغو، وتشمل العهد الجديد بالإنكليزية بالكامل. ترجمة الكتاب المقدس الأرامية * الترجوم اليونانية 2. أكويلا 3. ثيؤدوسيون 4. سيماخوس * النص العبري بحروف عربية * النص العبري بحروف يونانية السريانية 2. البشيتا (ق1) 3. الفليكسونية 4. السريوهكسابلا القبطية 2. باللهجة الإقليمية [الأخميمية، الفيومية] (ق4،ق5) 3. باللهجة البحرية (ق4) اللاتينية 2. الفولجاتا (جيروم)[366- 384] أول كتاب يطبع الإنجليزية 1. ترجمة الملك جيمس [k.j.v] (1611م) التنقيح (1881م، 1971م) 2. الترجمة الحديثة [N.I.V] (1965- 1978) أكثر من مائة عام العربية 2. ترجمة بن العسال (1250م) من القبطية 3. ترجمة سركيس الرازى [مطران دمشق] (1671) 4. الترجمة العربية الحالية (د/عالي سميث- د/كرنيليوس فان ديك – المعلم بطرس البستاني – الشيخ نصيف اليازجى ) [5 أسفار موسى،ع.ج، بعض النبوات] 5. الترجمة اليسوعية [رهبان اليسوعيين]+ إبراهيم اليازجى . 6. ترجمة الكلية الإكليريكية 7. الترجمة الحديثة [بيروت] 8. الترجمة التفسيرية [كتاب الحياة] (ع.ج) [1982م] (ك.م) [1988م] الحبشية 1. فرومنتينوس [ الأنبا سلامة ] (ع.ج) _____ الحواشي والمراجع :(30) مقدمة الأسفار القانونية كنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة ص8. (31) الكتاب المقدس - هل هو كلمة الله؟ القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ص47. |
||||
08 - 07 - 2014, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
شهادة الكتاب المقدس لنفسه الدرس الخامس شهادة الكتاب المقدس لنفسه قصة: تأثر شاب مسيحي بأفكار الإلحاد فذهب إليه أحد الخدام فسأله عن كتاب يثبت حقيقة الوحي في الكتاب المقدس فأجابه الخادم بقوله "الكتاب المقدس" فظن هذا الشاب أن الخادم لم يفهم قصده، فأعاد عليه السؤال، فأعاد الخادم نفس الإجابة "الكتاب المقدس" وعندما لم يفهم الشاب قصد الخادم أوضح له الخادم أن الكتاب المقدس هو خير شاهد لنفسه.. حقًا أن الشمس خير شاهد لنفسها، وهل يعقل أن يستعين الإنسان بمصباح كهربائي مهما بلغت قوته ليعاين نور الشمس في رابعة النهار؟! وهكذا كل من يدرس الكتاب المقدس بروح الخشوع لابد أن روح الله يكشف له أعماقًا وأعماق فتحترق شكوكه بنار كلمة الله وتتحطم " أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر" (ار 23: 29). وتفصل كلمة الله بين الحق والباطل " لأن كلمة الله حيَّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين" (عب 4: 12) فتستنير حياة الإنسان "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 119: 105) ويشعر الإنسان بحلاوة كلمة الله " ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي" (مز 119: 104) ويصير غنيًا بكلمة الله التي هي" أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد" (مز 19: 10) والآن نأتي إلى السؤالين الآتيين:
|
||||
08 - 07 - 2014, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
هل يشهد الكتاب المقدس لنفسه؟ وهل شهادته هي حق؟ ج: نعم شهد الكتاب المقدس لنفسه وشهادته هي حق، وتمثلت هذه الشهادة في أمرين: أولا: شهادة العهد القديم لقد حوى العهد القديم نبؤات تعد بالمئات وتزيد عن 1800 نبؤه، والنبؤة هي معرفة وتحديد ما سيحدث في المستقبل، وهذه المعرفة لا ترتبط على الإطلاق بالذكاء البشرى والاستدلال العقلي والشواهد والتوقعات والقوانين الطبيعية، بل أحيانًا تكون فوق مستوى العقل فلا يقدر العقل أن يستوعبها مثل ولادة العذراء التي لا تعرف رجلًا، فعندما وضع الروح القدس هذه الكلمات على لسان أشعياء النبي " ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعوا اسمه عمانوئيل" (اش 7: 14) تُرى هل كان يوجد عقل بشرى يستوعب هذه الحقيقة قبل حدوثها؟! هل أدرك اشعياء معناها وفحواها؟! ألم يشك فيها أحد شيوخ إسرائيل وهو سمعان الشيخ؟! ومثلها عندما تنبأ أشعياء عن إنسان مولود امرأة وفي نفس الوقت هو الله " لأنه يُولَد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (اش 9: 6) من كان يصدق أن يرى شخصًا يجمع في ذاته الإنسان الكامل والله الكامل؟! لقد هيأ العهد القديم البشرية لاستقبال المسيا المُخلّص، وحملت أسفار العهد القديم في أحشائها النبؤات والرموز والإشارات عنه حتى قال الملحد " أريل البروزويل " بعد إيمانه " ملاء السيد المسيح أسفار العهد القديم أيضا ملء الدم للعروق، إنه الحلقة الذهبية التي تصل ما بين أجزائها والنور الذي يكشف خفاياها، إنه مفتاح أسرارها العميقة، والنعمة التي ينسجم بها جميع ألحانها، إنه قلب كل نبؤه، وهدف كل سفر منها " (32) فهناك أكثر من ثلاثمائة نبؤه حول شخص السيد المسيح وصفاته وأعماله وكل ما يتعلق به فقد تنبأ ميخا النبي عن ولادته في بيت لحم اليهودية (مي 5: 2) وحدَّد دانيال النبي زمن مجيئه وصلبه (دا 9: 24-27) وأخبر اشعياء عن يوحنا المعمدان السابق له (اش 40: 3-5) وتنبأ اشعياء عن هروبه إلى مصر(اش 19:1) وهوشع عن عودته من أرض مصر (هو 11:1) أما رحلة آلامه بالتفصيل فسيكون لنا لقاء معها إن أرادت نعمة الله وعشنا عند حديثنا عن سر الفداء.. لقد أخذ د. بيتر سونر (وهو عالم للرياضيات في إحدى جامعات أمريكا) 48 نبؤه فقط من الثلاثمائة وطبق عليها نظرية الاحتمالات، فوجد نسبة تحقق هذه النبؤات على شخص ما بمجرد الصدفة هي نسبة واحد صحيح إلى رقم مقداره واحد صحيح وعلى يمينه 18 صفرًا، فكم وكم لو اخذ هذا العالم الثلاثمائة نبؤه؟! وأيضًا تنبأ الكتاب المقدس عن خراب مدن وهى في أوج قوتها وعظمتها مثل نينوى وبابل وصور، وهلاك جيش سنحاريب أمام مدينة ضعيفة مثل أورشليم وهروب جيش آرام أمام مدينة السامرة المحاصرة والتي تعانى من الجوع حتى أكلت الأمهات ثمرة بطونهن وتحقق هذه النبؤات هي شاهد صادق وأمين لصحة الكتاب المقدس وسلامته من التحريف. ثانيًا: شهادة العهد الجديد للعهد القديم 1-ختم الرب يسوع على أسفار العهد القديم وصدَّق عليها عندما قال "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فأنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5: 17-18). 2-عندما دخل مجمع الناصرة دُفِع إليه سفر اشعياء فقرأ منه ثم طوى السفر وقال "إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (لو 4: 21). 3-لفت الرب يسوع الأنظار لأسفار العهد القديم فقال "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التي تشهد لي" (يو 5: 39) وكان يقول "أما قرأتم قط في الكتب" (مت 21: 42) " أما قرأتم" (مت 19: 4) وجزم القول " أليس مكتوب في ناموسكم.. ولا يمكن أن ينقض المكتوب" (يو10: 34-35). 4-في التجربة على الجبل رد الرب يسوع على الشيطان بأقوال من سفر التثنية (تث 8: 3،6: 16) ومن سفر الخروج (خر 34: 14) وأيضا اقتبس الرب يسوع بعض الكلمات التي تفوه بها على الصليب من أسفار العهد القديم. 5-عندما سار الرب يسوع مع تلميذيّ عمواس "ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لو 24: 27) وهكذا فعل مع بقية التلاميذ " وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلَّمتكم به وأنا بعد معكم إنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب،وقال لهم هكذا هو مكتوب.." (لو 24: 44-46). 6-أقتبس الرب يسوع والتلاميذ من العهد القديم نحو 250 اقتباسًا، فأشار إلى عشرين رجلًا من رجال العهد القديم، وأشار إلى أحداث كثيرة حدثت في العهد القديم، والجدول الآتي يوضح هذه الحقيقة: م الحدث وروده في العهد القديم أشار إليه الرب يسوع 1 سقوط إبليس اش 14: 9 - 15 لو 10: 18 2 خلقة آدم وحواء تك 2: 24 مت 19: 4 3 قتل هابيل وزكريا بن براخيا تك 4: 8 -2 أي 24: 20، 21 مت 23: 35 4 قصة نوح والطوفان تك 6: 2 - 7: 11 مت 24: 37 - 39 5 قصة لوط وحرق سدوم وعمورة وهلاك امرأة لوط تك 19: 16 لو 17: 28 - 32 6 إبراهيم واسحق ويعقوب تك 12: 3 مت 8: 11 7 الختان لا 12: 3 يو 7: 22 8 موسى والعليقة خر 3: 6 لو 20: 37 9 موسى والناموس خر 24:3، تث 33:4 يو 7: 19 10 قصة المن خر 16: 15 - عد 11: 7 يو 6: 49 11 الحية النحاسية عد 21: 9 يو 3: 14 12 شروط الطلاق تث 24:1، 1ر 3: 1 مت 5: 31 13 أكل خبز الوجوه ا صم 21: 1 ،خر 25: 30 مت 12: 3،4 14 مجد سليمان وحكمته ا مل 3: 12، 13 مت 6: 29 15 زيارة ملكة اليمن لسليمان ا مل 10:1، 2 أي 9: 1 مت 12: 42 16 ايليا ومنع المطر وأرملة صرفة صيدا ا مل 17:9، 18: 1 لو 4: 25، 26 17 اليشع وشفاء نعمان السريانى 2 مل 5: 14 لو 4: 27 18 يونان في بطن الحوت يو 1: 17 مت 12: 40 19 قول داود " قال الرب لربي اجلس عن يمينى" مز 110: 1 مت 22: 43 20 رجسة الخراب التي قال عنها دانيال دا 9:23-27، 12:11 مت 14: 15 _____ |
||||
08 - 07 - 2014, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
هل تحققت نبؤات الكتاب التي كان يصعب تصديقها؟ ج: نعم تحققت بالتفصيل ولم يوجد كتاب آخر حوى مثل هذه النبؤات قط، ودعنا يا صديقي نأخذ باختصار ستة أمثلة على هذه النبؤات، ثلاثة منها تخص مدن والرابعة تخص ملك عظيم، وأثنين تخصان شعبي اليهود ومصر. أولًا: مدينة نينوى: بعد أن تابت مدينة نينوى بمناداة يونان عادت إلى شرها فتنبأ عنها ناحوم النبي سنة 650 ق.م، وسقطت المدينة على يد الماديين والكلدانيين، وأعطى ناحوم وصفًا دقيقًا لهذا السقوط العظيم حيث تنبأ عن:- 1-خراب المدينة وشعبها في حالة سكر " فإنهم وهم مشتبكون مثل الشوك وسكرانون كمن خمرهم يُؤكلون كالقش اليابس بالكمال" (نا 1: 10) 2-خراب المدينة نتيجة طوفان غامر " وحى على نينوى بطوفان عابر يصنع (الرب) هلاكًا تامًا لموضعها (نا 1: 1، 8) " أبواب الأنهار انفتحت والقصر قد ذاب" (نا 2: 6). 3-احتراق المدينة " هاأنا عليك يقول رب الجنود فاحرق مركباتك دخانًا" (نا 2: 13) " تأكل النار مغاليقك.. هناك تأكلك النار" (نا 3: 13-15) 4-تنهب المدينة " أنهبوا فضة أنهبوا ذهبًا فلا نهاية للتحف للكثرة من متاعٍ مشتهى" (نا 2:9) 5-تُخرب للأبد ولا تعود تعمَّر وتختفي من الوجود " ليس جبر لانكسارك. جرحك عديم الشفاء" (نا 3:19) " وأقطع من الأرض فرائسك ولا يسمع أيضًا صوت رسلك" (نا 2: 13) كانت مدينة نينوى عاصمة الملكة الآشورية مدينة عظيمة ومتسعة تقع على نهر دجلة، وبلغ ارتفاع أسوارها نحو 33 مترًا، وسمك السور 16 مترًا، وارتفاع أبراج المراقبة 66 مترًا، ويحيط بالسور من الخارج خندق مائي يبلغ عرضه 50 مترًا، فمن يريد أن يقتحم المدينة عليه عبور هذا المانع المائي والسور المنيع ليفاجئ بعد هذا بخندقين مائيين يعقبهما سورين آخرين بينهما مسافة 700م.(برهان يتطلب قرار ص 343) ورغم هذه التحصينات الهائلة والتي تجعل سقوط المدينة في يد الأعداء أمرًا مستحيلًا فإن ناحوم قد تنبأ بسقوطها وخرابها وشرح طريقة خرابها، وفعلًا تحقَّقت النبؤات عندما حاصر نابو بلاسر حاكم بابل سنة 612 ق.م. مدينة نينوى لمدة ثلاثة أشهر فقط وهى مدة قصيرة جدًا فبعض المدن كانت تحاصر سنوات طويلة وتظل صامدة، ولكن الذي حدث خلال هذه الفترة الصغيرة أن النهر فاض نتيجة الأمطار الغزيرة فأغرق جزءًا كبيرًا من المدينة، وكان الاعتقاد السائد أن نينوى لن تسقط أبدًا ما لم يصر النهر عدوًا لها، فما كان من ملكها إلا أنه جمع نسائه وممتلكاته في القصر وأحرق القصر بما وبمن فيه، بينما كان الشعب يلهو ويسكر، فأقتحم نابو بلاسر بجيشه الجرار المدينة ونهبها وخربها، ولم تعمر نينوى للآن، بل إنه كان هناك صعوبة بالغة في اكتشاف آثارها، وتحقَّقت نبوات الكتاب. وفى سنة 1849 أكتشف " لابار " خرائب نينوى وقصر سنحاريب المتسع ومكتبة أشور نانبيال (حفيد سنحاريب) الملحقة بالقصر وبها 30000 لوحة منها سبع لوحات تحكى قصة الخلقة والطوفان، وفي سنة 1958 قام العالم " ملاون " بعمليات تنقيب كشفت عن مدى الحريق الهائل الذي حدث حتى أن الجدران قد اسودت وتخللها الهباب الأسود وتغير لون الطوب بفعل سعير النيران وقال "رأيت مدنًا كثيرة محترقة، ولكنى لم أرَ مثل هذا الحريق الانتقامي الذي لا يزال رماده باقيًا، ولقد ظلت أطلال القصر باقية كما هي تحت الأنقاض حتى كشفنا عنها سنة 1958(33). ومن الطريف إنه على أحد الأعمدة الآشورية التي وجدت في نينوى قصة هزيمة جيش سنحاريب الساحقة حيث قتل ملاك الرب 185 ألفا من جنوده (2مل 19: 135) (الكتاب المقدس ونظريات العلم الحديث - هنرى. م. موريس - ترجمة د. نظير عريان ص98). ثانيًا: مدينة بابل: كانت مدينة بابل سيدة المدائن يقسمها نهر الفرات، وتعتبر حلقة الوصل والمركز التجاري الهام بين الشرق والغرب، بلغت مساحتها 196 ميلًا مربعًا ومحيطها 56 ميلًا، ويحيط بها سوران عظيمان يبلغ ارتفاع السور الخارجي مائة مترًا وعرضه نحو 24 مترًا يكفى لسير ست مركبات حربية متجاورة وعمق أساساته اثني عشر مترًا، وعلى السور 250 برجًا للمراقبة، وبه مائة بوابة من خشب الأرز المغشى بالنحاس اللامع، وسورها الداخلى مبنى بالقوالب الملَّونة التي تمثل مناظر لصيد النمور والأسود، واشتهرت بابل بحدائقها المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع، وتقدمت بابل في العلوم فاخترعت الألف باء للكتابة، وتقدمت في علوم الحساب والهندسة والفلك والفن والعمارة فشيدت أعظم المباني من الطين وأيضا من الحجارة ومن عظمتها خشى هيرودوت Herodotus أن يصفها لئلا يكذّبه الناس، ورغم هذه العظمة فقد تنبأ عنها إشعياء وإرميا بالخراب الأبدي في وصف تفصيلي للغاية ويمكن تتبع النبؤات كالآتي: 1-لم ينس الرب ما فعله نبوخذ نصر إذ خَّرب مدينة أورشليم وسلب الآنية المقدسة وخَّرب الهيكل بالإضافة إلى شرور بابل الأخرى، ولذلك جاءت النبؤة بمعاقبة بابل على شرها " وأكافئ بابل وكل سكان أرض الكلدانيين على شرهم الذي فعلوه في صهيون أمام عيونكم يقول الرب" (ار 51: 24) وتوعدها الله قائلًا "فلو صعدت بابل إلى السماوات ولو حصَّنت علياء عزها فمن عندي يأتي عليها الناهبون يقول الرب" (ار 51:53). 2-حدَّد أشعياء بأن الخراب سيحل ببابل على يد مملكة فارس ومادي فتنبأ قائلًا " قد أعلنت لي رؤيا قاسية الناهب ناهبًا والمُخرِب مخربًا. اصعدي يا عيلام. حاصري يا مادي" (اش 21: 2) فجاءت نبؤة إشعياء على بابل كضرب من الخيال. 3-حدَّد أشعياء اسم الملك "كورش" الذي سيكتسح بابل وسيٌصرِح ببناء أورشليم وتجديد الهيكل "القائل عن كورش راعى فكل مسَّرتي يتمم ويقول عن أورشليم ستٌبنى والهيكل ستؤسَّس" (اش 44: 28). 4-يصف هيرودتس حصار المدينة فيقول "وهكذا زحف الماديون والفارسيون على بابل بزعامة كورش وعندما طاف كورش وكبار قواده حول المدينة ورأوا استحالة خضوع هذه الأسوار لكل آلات الحرب المعروفة آنذاك، فضلًا عن الحاجز المائي المنيع، لم يغير رأيه. بل أمر بحصار دقيق حولها.. وأحاطوها لمدة سنتين " (34). والأمر العجيب أن رجال بابل خشوا الخروج من المدينة لفك الحصار تمامًا كما تنبأ أرميا النبي قائلًا " كفَّ جبابرة بابل عن الحرب وجلسوا في الحصون. نضبت شجاعتهم صاروا نساء" (ار 51: 30) ويذكر زينوفون المؤرخ أن كورش دعا ملك بابل للمبارزة الفردية فأبى ملك بابل (النبؤات والآثار ج2 ص 62) وشجعهم على عدم الخروج من المدينة توفر المياه بها، والأرض الزراعية التي بداخلها، وسعة خزائنها، ولم تعلم أن آخرتها جاءت أمام الرب كما أخبر بذلك أرميا النبي " أيتها الساكنة على مياه كثيرة الوافرة الخزائن قد أتت آخرتك" (ار 51: 13). 5-كيف أقتحم كورش مدينة بابل؟ لقد هرب من مدينة بابل رجلان وانضما إلى جيش فارس، فاستعان بهما كورش ووضع خطة لاقتحام المدينة، فطلب كورش من جنوده حفر خندقًا ضخمًا جدًا، وفي الليلة السابقة من تشرين الأول سنة 539 ق.م. تم تحويل مجرى نهر الفرات وتحقَّقت نبؤة ارميا النبي " هكذا قال الرب.. أُنشّف بحرها وأُجفّف ينبوعها" (ار 51: 36) واقتحمت قوات فارس المدينة عبر مجرى النهر الأصلي. 6-كيف تم الهجوم على المدينة الحصينة..؟ في ليلة كان البابليون يقيمون حفلًا لآلهتهم يرقصون ويسكرون ويضحكون على أعدائهم الواقفين عاجزين خارج الأسوار الحصينة دون أن ينتبهوا إلى كورش الذي حوَّل مجرى النهر ويسرع بجيشه الجرار إلى داخل المدينة، وفوجئ أهل بابل بجنود كورش داخل المدينة وداخل البهو الملكي بحسبما صوَّر ارميا النبي من قبل " قد حلف رب الجنود بنفسه أنى لأملأنَّك أناسًا كالغوغاء فيرفعون عليك جلبة" (ار 51: 14) ويقول أشعياء على لسان بابل " امتلأت حقواي وجعًا وأخذني مخاض كمخاض الوالدة. تلَّويت حتى لا أسمع. اندهشت حتى لا أنظر. تاه قلبي بغتني رعب؟ (اش21: 3-4) ويقول هيرودوت بعد أن حفر كورش خندقًا عظيمًا " وإذ أنجز هذا العمل الهندسي العظيم في ليلة كان البابليون غارقين في سكرهم وبطرهم وأفراحهم وَهمًا منهم أن مدينتهم أمنع من عقاب الجو "(35) 7-تنبأ أرميا قائلًا " يركض عدَّاء للقاء عدَّاء. ومخبر للقاء مخبرٍ ليخبر ملك بابل أن مدينته قد أخذت عن أقصى" (ار 51: 31) وفعلًا تمت هذه النبؤة إذ اقتحم جيش كورش مجرى النهر من طرفيه في وقت واحد فركض المخبرون من الجانبين ليخبروا الملك، وكل عدَّاء يخبر عداءًا آخر لتصل الرسالة بأسرع ما يمكن للملك، وأمام قصر الملك التقى المخبران أحدهما جاء من طرف والآخر من الطرف الآخر لمجرى النهر. 8-لو أغلق البابليون أبواب النهر النحاسية قبل هجوم كورش لفشل الهجوم، ولكنها تُرِكت مفتوحة لأنه لم يتوقع أهل بابل أن كورش سيحول مجرى النهر، وبهذا تحققت نبؤة أشعياء النبي عندما قال "لأفتح أمامه (أمام كورش) المصراعين (أبواب القصر)، والأبواب لا تغلق (أبواب النهر النحاسية)" (اش 45:1) 9-قيل أن أهل بابل خشوا طول الحصار فقتلوا في يوم واحد 50000 من نسائهم وأولادهم، وأبقوا عددًا من النساء لعمل الخبز وحمل الماء أثناء الحصار،ثم اقتحم كورش المدينة وقتل الكثيرين فتحققت نبؤة أشعياء النبي " فيأتي عليك هذان الاثنان بغتة في يوم واحد الثكل والترمل" (اش 47: 9) وحتى أن لم تكن الحادثة الأولى قد حدثت فان جيش فارس قتل الكثيرين من الشباب فتثكلت أمهاتهم، وقتل كثيرًا من الرجال فترملت نساؤهم. 10- حدَّد أشعياء النبي أن الهجوم سيحدث ليلًا وقت احتفال أهل المدينة فقال "ليلة لذتي جعلها لي رعدة. يرتبون المائدة يحرسون الحراسة يأكلون يشربون. قوموا أيها الرؤساء امسحوا المِجَنَّ" (اش 21: 4، 5). 11-وهكذا قتل كورش رؤساء بابل وتحققت النبؤة " سقطت سقطت بابل وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة" (اش 21: 9) والأمر المدهش أن أرميا النبي قد أكد نبؤة أشعياء هذه، إذ كتب كل الشرور الآتية على بابل، وأرسل بها سرايا بن نيريا إلى بابل، وأمره أن يقرأ كل هذه الشرور، وأوصاه " ويكون إذا فرغت من قراءة هذا السفر إنك تربط به حجرًا وتطرحه إلى وسط الفرات. وتقول هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي أنا جالبهُ عليها" (ار 51: 63-64). 12-الأمر المدهش أن المدينة لم تقم لها قائمة بعد، فكم من المدن تخرَّبت وأعيد تجديدها مثل أورشليم وروما وغيرهما، أما بابل فلم تجدد رغم أن كورش سكن بها وأراد أن يحيها ولكن خلفائه اختاروا غيرها، ورغم أن الإسكندر الأكبر كان يتمنى إعادتها إلى مجدها ولكنه وجد أن التكلفة باهظة، كما تصارع خلفاء الإسكندر وجرت المعارك بينهم على أرض بابل، فنهبتها الجيوش المتحاربة وأكملت خرابها، وعندما صارت من نصيب السلوقيين بنوا مدينة سلوقية شمال بابل بنحو أربعين ميلا فتحولت التجارة إليها وتدهورت بابل إلى الحضيض، وكل هذا جاء تتميمًا للنبؤات، حتى أن أرميا النبي يصف محاولات التجديد هذه وفشلها فيقول "سقطت بابل بغتة وتحطمت ولولوا عليها. خذوا بلسانًا لجرحها لعلها تشفى. داوينا بابل فلم تشفى. دعوها ولنذهب كل واحد إلي أرضه لأن قضاءها وصل إلى السماء" (ار51: 8-9).. يا لروعة الوحي. 13- وتحققت النبؤات بأن بابل ستظل خرابًا إلى الأبد لا يسكنها إلاَّ بنات أوى ولا يقيم فيها إعرابي ولا راعى.. لماذا؟ لأنه نتج عن تحويل النهر البرك والمستنقعات، ولم تعد أرضها صالحة للزراعة فلا تنمو فيها حتى الأعشاب التي تجذب الرعاة إليها.. لقد حدث ما صوره أشعياء النبي تمامًا وتصير بابل بهاء الممالك وزينة الكلدانيين كتقليب الله سدوم وعمورة لا تعمَّر إلى الأبد ولا تسكن إلى دور فدور ولا يخيم إعرابي ولا يربض هناك رعاة. بل تربض هناك وحوش القفر.. وتصيح بنات آوى في قصورهم.." (اش13: 19-22) وبحسبما تنبأ أرميا النبي أيضًا " وتكون بابل كومًا ومأوى بنات آوى ودهشًا وصفيرًا بلا ساكن.. لا يسكن فيها إنسان ولا يعبر فيها ابن آدم" (اش 51: 37-43) وبعد أن تهدمت بابل ومع الزمن سقطت أسوارها العظيمة حتى إنه عندما زارها "استرابو " في حكم أوغسطس قيصر (27 ق.م. - 14م) قال "لقد صارت المدينة العظيمة صحراء " (36).. لقد تحققت النبوات تمامًا "هكذا قال رب الجنود أن أسوار بابل العريضة تُدمَّر تدميرًا وأبوابها الشامخة تُحرَق بالنار" (ار51: 58) وفي سنة 1956 كتب أندريه بارو في كتابه بابل والعهد القديم يقول "فبُعد المدينة قليلًا عن بغداد، ويتدفق إليها كثيرون من السياح كل يوم تقريبًا، وبصورة عامة يخيب ظنهم كثيرًا وبصوت واحد تقريبًا يقولون إنه لا يوجد شيء لرؤيته " (37) وآخر هذه المحاولات ما قام به صدام حسين في منتصف سنة 1980 إذ أراد أن يقيم المدينة ثانية ويجعلها منتجع سياحي، ووضع الخطة كاملة لإقامة الفنادق وإنشاء الشوارع والمتنزهات وكان المال متوفرًا لتنفيذ الخطة، ولكن في شهر سبتمبر من نفس العام اشتعلت الحرب بين العراق وإيران التي استمرت سنوات طويلة، وبعدها حدث غزو العراق للكويت. ثم استرداد الكويت منه، وضربه وفرض الحصار عليه فصارت الخطة في طيّ النسيان. 14- وجاءت أيضًا نبؤة غريبة تنبئ بان أحجار بابل لا تستخدم في مكان آخر للبناء " فلا يأخذون منك حجرًا لزاوية ولا حجرًا لأسُس" (ار 51: 6) وقد ذكر ستونر أن الحجارة التي كانت مستخدمة ضخمة، وبذلك تصبح تكلفة نقلها مكلفة جدًا، فلهذا لم تستخدم بينما أُعيد استخدام الطوب في أماكن أخرى (برهان يتطلب قرار ص 352) * ختام: اخذ عالم الرياضيات بيتر ستونر 7 نبؤات فقط من النبوات السابقة وطبق عليها نظرية الاحتمالات ليعلم نسبة تحقق هذه النبوات السبع على مدينة بابل بمجرد الصدفة، فوجد النسبة واحد إلى 75 مليون.. حقًا انه مهما طعن النقاد في تاريخ هذه النبوات وقالوا أنها كُتِبت في وقت متأخر بعد خراب بابل فلن يصلوا إلى مبتغاهم ولن يستطيعوا لذلك فكاكا، وذلك لسببين: أ-أن هذه النبوات التي وردت في سفري أشعياء وأرميا وُجِدت في مخطوطات قمران التي يرجع تاريخها إلى سنة 250 ق.م. كما أن سفري أشعياء وأرميا ترجما إلى اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد ضمن الترجمة السبعينية. إذًا من الثابت أن هذه النبوات ترجع على أقل تقدير إلى ما قبل القرن الثالث قبل الميلاد. ب-جزم النبوات بأن بابل لن تعمر إلى الأبد، وها قد مرَّ عشرات القرون، وتقف النبوات ضد تعمير بابل كالجبل الشامخ تعظ غير المؤمنين وتناديهم أن يصدقوا الكتاب وكل حرف فيه ويأتوا إلى رب الكتاب حتى ينالوا النهاية الصالحة. ثالثًا: مدينة صور: تعظمت مدينة صور وازدهرت طيلة ألفى عام حتى أصبحت مستعمراتها في قرطاجة تنافس مدينة رومية، وإن كانت بابل تمثل سيدة الممالك في البر، فان صور مثلت سيدة البحار حيث صارت ملتقى الشعوب، وجذب ميناءها سفن الدول المختلفة، وأُقيمت فيها أسواق الذهب والفضة والأحجار الكريمة واللؤلؤ والعاج والأبنوس فأصبحت هي عروس آسيا بلا منافس، وبينما كانت صور تمثل سيدة البحار وأعظم المدن الساحلية تنبأ عنها أشعياء وحزقيال وعاموس وزكريا بالخراب، وجاءت النبؤات تصف الأحداث التي ستتم بالمدينة وصفًا تفصيليًا دقيقًا للغاية، وذلك قبل خرابها بمائة عام والمدينة كانت في أوج قوتها، ويمكن عرض هذه النبوات باختصار شديد كالآتي: 1- جاءت نبؤة أشعياء قبل خرابها بمائة عام فقال "عند وصول الخبر إلى مصر خبر صور. اعبروا إلى ترشيش. ولولوا بإسكان الساحل أهذه لكم المفتخرة التي منذ الأيام القديمة قِدَمها. تنقلها رجلاها بعيدًا للتغرُّب" (اش 23: 5-7) ثم حدّد حزقيال الملك الذي سيهدم مدينة صور قائلًا" لأنه هكذا قال السيد الرب هاأنذا أجلب على صور نبوخذ راصَّر ملك بابل من الشمال ملك الملوك بخيل وبمركبات وبفرسان وجماعة وشعب كثير.. " ويجعل مجانق على أسوارك ويهدم أبراجك بأدوات حربه" (حز 26: 7) وفعلًا حاصر نبوخذ راصَّر مدينة صور بعد نبؤة حزقيال النبي بثلاث سنوات، وحاصرها لمدة 13 سنة (585-573 ق.م) ولم يجلو عنها، بينما أخذ معظم أهلها أموالهم وهربوا إلى جزيرة قريبة تبعد نحو ميل من المدينة، وحصنوا هذه الجزيرة وبذلك تحققت نبؤة أشعياء النبي عندما قال عن المدينة "ينقلها رجلاها بعيدًا للتغرُّب" وعندما استولى نبوخذ راصَّر على المدينة سنة 573 ق.م. وجد معظم أهلها قد هجروها حاملين أموالهم وكنوزهم، وصوَّر حزقيال النبي هذا الموقف بأن نبوخذ نصر خدم هذه السنين بلا مقابل وبلا أجرة فقال "يا ابن آدم أن نبوخذ راصَّر ملك بابل استخدم جيشه خدمة شديدة على صور.. ولم تكن لهُ ولا لجيشِه أجرة من صور لأجل خدمته التي خدم بها عليها" (حز 29: 18) 2- عادت المدينة وبنيت على الجزيرة المنفصلة بعد سبعين سنة من خراب مدينة صور، وقد حدَّد أشعياء النبي هذه المدة صراحة وقال إنها تساوى عمر أحد الملوك وفعلًا تساوت مع عمر نبوخذ راصَّر الذي عاش سبعين سنة حكم منها 44 سنة " ويكون في ذلك اليوم أن صور تُنسى سبعين سنة كأيام ملك واحد. من بعد سبعين سنة يكون لصور كأغنية الزانية.. ويكون من بعد سبعين سنة أن الرب يتعهَّد صور فتعود إلى أجرتها" (اش 23:15-17) وفعلًا بعد سبعين سنة كانت أسوار صور الجديدة قد إرتفعت شاهقة حتى لا يقوى عليها عدو آخر. 3- بعد بناء المدينة الجديدة تنبأ زكريا عن خرابها أيضًا فقال "قد بَنَتْ صور حصنًا لنفسها وكوَّمت الفضة كالتراب والذهب كطين الأسواق. هوذا السيد يمتلكها ويضرب في البحر قوَّتها وهى تؤكل بالنار" (زك9: 3-4) وفي سنة 332 ق.م. وبينما كان الإسكندر الأكبر في طريقه إلى مصر حاصر المدينة لمدة سبعة أشهر، ولكيما يصل إلى المدينة ألقى بأنقاض المدينة القديمة في البحر ليصنع طريقًا لصور الجديدة، فعمل طريقًا بطول 800م. وعرضه ستون مترًا، كما طلب من البلاد التي أخضعها أن تُرسِل له بعض السفن، فقدمت له صيدا وارفاد نحو 80 سفينة، ورودس عشرة سفن، وسولي ومالوس ثلاث سفن، وليكيه عشرة سفن، وسفينة كبيرة من مكدونية، ومائة وعشرين سفينة من قبرص (برهان يتطلب قرار ص 318) فاستطاع أن يفتتح صور بعد أن تحقَّقت نبؤة حزقيال " هاأنذا عليك يا صور فأُصعِد عليك أممًا كثيرة كما يعلى البحر أمواجه" (حز 26:3) وفعلًا نجح الاسكندر الأكبر في اقتحام المدينة، وتحققت نبؤة حزقيال النبي التي تفوه بها منذ نحو مائتين وخمسين سنة خلت " وينهبون ثروتكِ ويغنمون تجارتكِ ويهدُّون أسوارك ويهدمون بيوتكِ البهيجة ويضعون حجارتكِ وخشبكِ وترابكِ في وسط المياه" (حز26:12) وبسبب ما تكبده الإسكندر الأكبر في فتح المدينة فقد نكل بأهلها فقتل منهم نحو 8000 نفس وصلب ألفين وباع منهم ثلاثين ألفًا عبيدًا، وخرَّب المدينة وأحرقها بالنار سنة 332 ق.م. 4-ظلت المدينة تُعمَّر وتُخرَّب عدة مرات خلال حكم اليونان والرومان والمسلمين والصليبيين، فيقول أحد المؤرخين " بعد أخذ بتولمايس وإخرابها، أرسل السلطان أحد الأمراء على فرقة من جيشه لأخذ صور، فملأ الرعب قلوب أهلها ففتحوا الأبواب بدون مقاومة، فذبح الأمير بعض سكانها وبيع الآخرون عبيدًا، وهدمت المعابد والأسواق، وأُبيد كل شيء بالسيف أو بالحريق (برهان يتطلب قرار ص 320) وعاد المسلمون للمدينة سنة 1291 فخرَّبوها تمامًا فتحققت فيها نبؤة حزقيال بالخراب الأبدي " وأُصيّرك كضخ الصخر فتكونين مبسطًا للشباك لا تُبنين بعد لأني أنا الرب تكلمت يقول السيد الرب" (حز26:14) ووضعت الكاتبة نينا جدجيان مدينة صور حديثًا فقالت " هناك سفن صغيرة للصيد، ولكن فحص الأساس يظهر أعمدة جرانيتية من العصر الروماني استعملها الصليبيون لتدعيم الأسوار، وصار البناء اليوم ملجأ لسفن الصيد الصغيرة، ومكانًا لتجفيف الشباك وهناك مدينة اليوم اسمها صور، لكنها ليست صور القديمة، لأنها مبنية على موقع آخر غير صور القديمة. أن صور سيدة البحار ومركز العالم التجاري لعدة قرون قد انتهت إلى غير رجعة!.. فان صور القديمة العظيمة قد سقطت تحت الركام، ولا يوجد منها فوق سطح الأرض سوى بعض الأعمدة المتناثرة وأنقاض برج الكاتدرائية المسيحية، وعندما يتطلع الواحد منا تحت الماء يرى أعمدة الجرانيت الضخمة والأحجار المُلقاة في قاع البحر، وحطام صور فوق الماء قليل.(38) وعندما " زار الدكتور الكساندر كيت تلك المواضع لم يجد محلًا ينصب فيه خيمته، ووجد أن ذلك السدد (الطريق الذي صنعه الاسكندر)، صار متحجرًا مثل الصخر، ورأى الصيادين في الوقت ذاته باسطين شباكهم عليه فأخذ صورتهم، بالآلة المصوّرة، ونشرها في مقالاته المستوفية عن النبوات". (39) والأمر المدهش أن الينابيع التي كانت تروى صور قديمًا ما زالت موجودة للآن تصب مياهها في البحر بمقدار عشرة ملايين جالون في اليوم، وهى كمية تكفى لقيام مدينة كبيرة، ومع هذا فان صور ستظل خرابًا إلى الأبد " لا تبنين بعد" (حز 26: 14). 5- ومن بين النبوات التي جاءت على صور قبول أبنائها الإيمان المسيحي " وتكون تجارتها وأجرتها قدس للرب" (اش 23: 18) وفعلًا حدث هذا وتحقَّقت هذه النبؤة. وقام عالم الرياضيات بيتر سونر بتطبيق نظرية الاحتمالات على نبؤات حزقيال فقط دون أشعياء وزكريا فوجد نسبة إنطباق هذه النبوات على المدينة بمحض الصدفة كنسبة واحد إلى 75 مليون. وإن قال أحد النقاد ربما تكون هذه النبوات التي نسبت إلى أشعياء وحزقيال وزكريا قد كتبت بعد خراب مدينة صور ونسبت لهؤلاء الأنبياء، ولمثل هذا نقول وما رأيك في نبؤة حزقيال التي ما زالت قائمة حتى اليوم عندما تنبأ عن المدينة قائلًا " لا تبنين بعد"..؟! أن وجود هذه النبوات في مخطوطات وادي قمران منذ القرن الثالث قبل الميلاد كما حدَّد العلماء هذا لهو أمر ثابت، وأيضًا خراب صور للآن أمر ثابت، والأمران معًا يثبتان صحة الوحي في الكتاب المقدس وسلامة الكتاب أيضًا عن أي تحريف أو تغيير رابعًا: الإسكندر الأكبر: تنبأ دانيال عن الإسكندر الأكبر (356-323 ق.م) قبل مجيئه بمئات السنين، وحدّد وظيفته بأنه "ملك اليونان" واسبغ عليه بعض الصفات مثل " العظيم"، " الجبار"، وتنبأ عن انتهاء حياته فجأة وقيام أربع ممالك خلفًا له، فقال "وبينما كنت متأملًا إذا بتيس من المعز جاء من الغرب على وجه كل الأرض ولم يمسَّ الأرض وللتيس قرن معتبر بين عينيه.. فتعظم المعز جدًا ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع عوضًا عنه أربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الأربع.. والتيس العافي ملك اليونان والقرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الأول. وإذا انكسر وقام أربعة عوضًا عنه فستقوم أربع ممالك من الأمة ولكن ليس في قوته" (دا8: 5-22) وفعلًا تمت هذه النبؤات كالآتي: 1-اكتسح الإسكندر الأكبر جميع الدول وكوَّن الإمبراطورية العظيمة خلال عشر سنوات فقط فأمتد ملكه من الهند والخليج العربي إلى غرب أوربا، ومن آسيا الصغرى إلى مصر. 2-شهد المؤرخ اليهودي يوسيفوس بتحقق هذه النبؤات على الإسكندر الأكبر، فيقول عندما حاصر الإسكندر مدينة صور ورفض اليهود إمداده بالمؤونة اللازمة لجيشه اغتاظ منهم، وبعد أن اقتحم مدينة صور وفعل بها ما فعل توجه بغضبه إلى أورشليم ليفعل بها كما فعل بصور وأهلها، ولكن رئيس الكهنة لبس ملابسه الكهنوتية وخرج لاستقباله في موكب عظيم من الكهنة والشعب، وأراه نبؤة دانيال عنه ففرح وسر وتلاشى غضبه وسأل رئيس الكهنة عن أي طلب يطلبه، ويقول البعض أن الإسكندر عندما أبصر رئيس الكهنة سجد له، فأحتج عليه أتباعه، فقال لهم إنه عندما بدأ فتوحاته شاهد هذا المنظر في حلم فتشجع وأكمل طريقه 3-حددت النبؤة أن الملك سينقطع عن نسل الإسكندر الأكبر " ولا يعقبه (لنسله) ولا حسب سلطانه الذي تسلَّط به لأن مملكته تنقرض وتكون لآخرين غير أولئك" (دا 11:4) وفعلًا جميع الذين تملَّكوا بعده من نسله قتلوا، فقد ملك أخيه العاجز فيليب أريديوس نحو سبع سنوات وقتلته أمه سنة 317 ق.م، ثم ملك الإسكندر اللو ابن الإسكندر الشرعي من زوجته روكسانا نحو ست سنوات وقُتِل سنة 311 ق.م. على يد كاسندر الذي اغتصب حكم مكدونيا واليونان، ثم نادى هرقل ابن الإسكندر غير الشرعي بنفسه ملكًا ولكنه قُتِل سنة 309 ق.م، وبهذا انتهى الملك من نسل الإسكندر الأكبر. 4-صرَّحت النبؤة بموت الإسكندر فجأة وهو في ريعان شبابه " ويقوم ملك جبار ويتسلَّط تسلطًا عظيمًا ويفعل حسب إرادته. وكقيامه تنكسر مملكته وتنقسم إلى رياح السماء الأربع" (دا 11: 3-4) وفعلًا بعد موته انقسمت مملكته إلى أربع ممالك:
وعندما تأكد بروفورس أحد نقاد الكتاب المقدس القدماء من تطابق نبؤات دانيال الخاصة بالإسكندر الأكبر والممالك الأربعة مع الواقع قال أن هذه النبؤات كُتِبت مؤخرًا بعد حدوث الأحداث المذكورة، فهى تأريخ لأحداث ماضية وليست نبؤات لأمور مستقبلية، فرد عليه القديس ايرونيموس بحكمة قائلًا هذا الكلام في حد ذاته شهادة للحق نفسه، لأنه من دقة وإعجاز النبؤة انه بدى له ما قاله، فهذه شهادة للنبي لا عليه. أما تواريخ الأنبياء ومتى وُجِدوا ومتى تنيحوا؟ فهى معروفة جيدًا لأصغر تلميذ، مهما حاول ذوو الأغراض والهوى والتضليل والخداع، وبذلك (أي بمعرفة تواريخ الأنبياء) يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الأقوال سابقة أم لاحقة على تحقيقها " (40). خامسًا: اليهود: سأل فردريك الكبير ملك روسيا أحد قواده المسيحيين إن كان يقدر أن يبرهن على وحى الكتاب المقدس بكلمتين فقط، فأجابه القائد المسيحي " اليهود يا مولاي" وفعلًا نبوات الكتاب المقدس عن الشعب اليهودي وتحقُّقها بدقة بالغة تدهش العقول، ويمكن في عرض موجز أن نقطع هذه الرحلة سريعا: 1-تنبأ الكتاب عن مجاعة إسرائيل وقت الحصار بسبب مخالفتهم لوصايا الرب " وتحاصركَ في جميع أبوابكَ.. فتأكل ثمرة بطنكُ لحم بنيكَ وبناتكَ الذين أعطاكَ الرب إلهكَ في الحصار والضيقة.. بأن يُعطى أحدهم من لحم بنيه الذي يأكله والمرأة المتنعمة.. وبأولادها الذين تلدهم لأنها تأكلهم سرًّا في عوز كل شيء في الحصار والضيقة" (تث 28: 52-57) وتحقّقت هذه النبؤات عندما حاصر بنهدد ملك آرام السامرة وحدثت مجاعة " حتى صار رأس الحمار بثمانين من الفضة وربع ألقاب من زبل الحمام بخمسٍ من الفضة" (2مل 6: 25) وأكلت النساء أبنائهن (2مل 6: 26-29). 2-تنبأ الكتاب سنة 1500 ق.م. عن هجوم نبوخذ نصر ملك بابل على أورشليم وسبى أبناءها قبل حدوث السبى بنحو تسعمائة عامًا فقال موسى النبي " يجلب الرب عليك أمةً من بعيدٍ من أقصاء الأرض كما يطير النسر أُمَّةً لا تفهم لسانها. أُمَّةً جافية الوجه لا تهاب الشيخ ولا تحن إلى الولد" (تث 28: 49-50) " يذهب بك الربُّ وبملكك الذي تقيمه عليك إلى أمَّة لم تعرفها أنت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة أخرى" (تث 28: 36) "ويبددك الربُّ في جميع الشعوب من أقصاء الأرض إلى أقصائها وتعبد هناك آلهة أخرى لا تعرفها أنت ولا آباؤك من خشب وحجر" (تث 28: 64). 3-حدَّدت النبؤات أيضًا المكان الذي سيُسبى إليه بنو يهوذا قبل حدوث السبي بأكثر من مائة سنة إذ قال أشعياء النبي لحزقيا الملك " هوذا يأتي أيام يُحمَل فيها كل ما في بيتك وما خزَّنه آباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل. لا يترك شيء يقول الرب ومن بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهم يُأخذون فيكونون خصيانًا في قصر ملك بابل" (اش 38: 6-7) 4-وحدَّدت النبؤة مدة السبي بسبعين سنة " وتصير كل هذه الأرض خرابًا ودهشًا وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة" (ار 25: 11). وفعلًا تحقَّقت هذه النبؤات بالحرف الواحد " في ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذ ناصَّر ملك بابل إلى أورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار.. وجاء نبوخذ ناصَّر ملك بابل على المدينة وكان عبيده يحاصرونها.. واخرج من هناك خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسر كل آنية الذهب.. وسبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع الجبابرة.. لم يبق إلا مساكين شعب الأرض.. جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار. وجميع أسوار أورشليم مستديرًا هدمها.. وجميع آنية النحاس التي كانوا يخدمون بها أخذوها. والمجامر والمناضح. ما كان من ذهب فالذهب وما كان من فضة فالفضة أخذها رئيس الشرط" (2مل24: 10 - 25: 15). 5-أعلنت النبؤات عودة بني يهوذا إلى وطنهم ثانية وردهم من سبيهم " أمَّا أنت يا عبدي يعقوب فلا تخف يقول الرب ولا ترتعب يا إسرائيل لأني هاأنذا أخلصك من بعيد ونسلك من أرض سبيهِ فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح..(ار 30: 10-11، 46: 28). 6-وحدَّدت النبؤة اسم الملك "كورش " الذي سيأمر بإعادتهم لوطنهم والتصريح لهم ببناء أورشليم والهيكل قبل ولادته " القائل عن كورش راعى فكل مسَّرتي يتمم ويقول عن أورشليم ستُبنى وللهيكل ستؤسَّس" (اش 44: 28). 7-ذكر السيد المسيح ما سيحل بأورشليم نتيجة رفضها له وتمسكها بشرورها " وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها. قائلًا إنكِ لو علمتِ أنت أيضًا حتى في يومكِ هذا ما هو لسلامكِ. ولكن الآن قد أخفى عن عينيك. فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسةٍ ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة. ويهدمونك وبنيكِ فيكِ ولا يتركون حجرًا على حجرٍ لأنك لم تعرفي زمان افتقادك " وتحققت هذه النبؤة على يد القائد الروماني تيطس فاسباسيان سنة 70م. عندما حاصر أورشليم العاصية، وعندما خفف الحصار لسبب غير معلوم هجرها المسيحيون لإحساسهم بأن كلام النبؤة على وشك التحقق. ثم عاد تيطس وأغلق الحصار عليها حتى اقتحمها وأمر الجنود أن يخربوا المدينة ولكن يحرصوا على بقاء الهيكل كتحفة معمارية، ولكن أحد الجنود اعتلى كتف آخر وألقى بقطعة نار مشتعلة في داخل الهيكل، وفي أثناء هذا هبت ريح عاصفة فانتشرت النيران في أرجاء الهيكل حتى انصهر الذهب الذي كان يغشى الهيكل، فأمر تيطس بهدمه حتى إنه لم يبق حجر على حجر لم ينقض، وكتب يوسيفوس الذي كان في قلب الأحداث يقول "وقد كان مجموع كل الأسرى الذين أُسروا خلال الحرب كلها 97 ألفا، كما كان مجموع الذين ماتوا مدة الحصار الطويل من مراحله الأولى إلى النهاية مليون ومائة ألف أغلبهم من اليهود بالجنس.. الذين اجتمعوا من الدولة كلها للاحتفال بعيد الفطر، وحاصرتهم الحرب فجأة، وكان الزحام هو السبب. أولًا بالطاعون وأخيرا بالجوع " (41) 8-تنبأ الكتاب المقدس عن عودتهم إلى مصر " ويردَّك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لأعدائك عبيدًا وإماءً وليس من يشترى" (تث 28: 68) وتحقَّق هذا على يد تيطس الروماني، فالذين نجوا من الذبح حمَّلهم تيطس في سفن إلى أرض مصر. 9-ومع أن اليهود تشتتوا في بابل وغيرها من بلاد العالم لكن الأمر العجيب أنهم لم يذوبوا في هذه الشعوب إنما حافظوا على كيانهم برغم ما تعرضوا له من أهوال وبهذا تحققت نبوات الكتاب " ولكن مع ذلك أيضًا متى كانوا في أرض أعدائهم ما أبيتهم ولا كرهتهم حتى أبيدهم وأنكث ميثاقي معهم" (لا 26: 44) وأينما ذهب اليهود يحافظون على كيانهم حتى إنه في البلاد التي فيها تواجد يهودي تجدهم يسكنون معًا في حي اليهود أو حارة اليهود، ويتزاوجون معًا. سادسًا: تحول مصر من الوثنية للمسيحية: تنبأ أشعياء النبي عن دخول مصر للمسيحية، وبينما كان الشعب اليهودي يرفض رفضًا باتًا إقامة أي مذبح آخر غير مذبح أورشليم، حتى أنهم رغم عظمتهم الآن فإنهم لا يستطيعون أن يقدموا ذبيحة للرب لأنهم لا يملكون المذبح الذي يقدمون عليه الذبائح، ورغم هذا التشديد اليهودي ورفض الفكر اليهودي لوجود أي مذبح آخر خارج عن أورشليم فان أشعياء النبي يتنبأ عن: 1-ظهور مذبح للرب في وسط أرض مصر. 2-انتشار المسيحية في مصر على يد مارمرقس "عمود للرب عند تخومها " 3-يعرف المصريون الرب. 4-يقدمون ذبيحة وتقدمة ونذور، أي يمارسون العبادة الحقة للإله الحق. وفعلًا تحققت نبوات أشعياء النبي التي قالها قبل الميلاد بنحو 700 سنة "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخومها. فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر.. فيُعرَف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرًا ويوفون به" (اش 19: 19-21). نبؤات كان يصعب جدًا تحققها: الشعب اليهودي المجاعة وقت الحصار (تث52:28-57، 2مل5: 6- بفارق أكثر من 600 سنة هجوم البابليين على أورشليم (تث 28: 49،50) السبي (تث28: 36،64-2مل24: 10-25: 15) مكان السبي (اش38: 6) بفارق زمني 100 سنة مدة السبي (ار25: 1) العودة من السبي (اش10: 20، ار30: 10،11- 46: 28) الملك الذي سيأمر بإعادتهم (اش 44: 28) نبؤات السيد المسيح على أورشليم (لو 19: 41 - 44) عودتهم إلى مصر (تث28: 8) حفاظهم على كيانهم (لا 26) عودتهم للإيمان في أخر الأيام (هو3: 5 - رو11: 25،26) صور (ميناء على البحر الأبيض) سقوط صور (اش3: 5) بفارق زمني مائة عام الملك الذي يهدمها (حز26: 7) حصارها 585 ق.م. لمدة 13 سنة وانتقالها (اش 23: 7) نقل ثروتها (حز 29: 18) قيام صور الجديدة بعد 70 سنة (اش 23: 15-17) سقوط صور الجديدة (زك9: 3-4) حصار الإسكندر لها 7 أشهر سنة 332 ق.م. - إلقاء أنقاض المدينة في البحر - هجوم السفن (حز 26: 3) - بفارق 250 سنة لا تبنين بعد (حز 26: 14) قبول أبناءها الإيمان (اش 23: 18) ستونر: نبؤات حزقيال فقط 1: 75 مليون نينوى (على نهر دجلة) سقوط المدينة وهى في حالة سكر (نا1: 10) خراب المدينة بطوفان غامر(نا1: 10، 2: 6) احتراق المدينة (نا 2: 13- 3: 13،15) نهب المدينة (نا 2: 9) لا تعود تعمَّر (نا3:19- 2: 13) سقطت نينوى سنة 612 ق.م. على يد نابو بلاسر بعد حصار ثلاثة أشهر بابل (على جانبي الفرات) توعد الرب لها (ار51: 24-53) خرابها على يد مملكة فارس ومادى (اش 21: 2) الملك الذي سيخرَّبها (اش 44: 28) خوف جيش بابل المواجه (ار51: 3.) مع الإمكانات الهائلة فآخرتها قد أتت (ار51: 13) تحويل مجرى النهر (ار 51: 36) الهجوم المفاجئ (ار51: 14- اش21: 3-4) وقت الهجوم (اش 21: 3،4) يركض عدَّاء للقاء عدَّاء (ار51: 31) أبواب النهر (اش 45: 1) الثكل والترمَّل (اش 47: 9) سقوط بابل (اش21: 9-ار51: 63-64) فشل محاولات التجديد (ار51: 8،9) لا يخيم أعرابي، ولا يربض رعاة (اش13: 19 -22،51: 37،43) تدمير الأسوار (ار51: 58) محاولة صدام حسين في يونيو سنة 1991 حجارتها لا تستخدم (ار 51: 6) _____ |
||||
08 - 07 - 2014, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
شهادة العقل والمنطق لصحة الإنجيل قصة: نحن الآن في قرية بيراب بجوار ملوى في صعيد مصر.. كنيسة القرية تتميز بالبساطة، فهي مبنية بالطوب اللبن خالية من المقاعد الخشبية ومفروشة بالحصر المصنوع من نبات البردي، وينتظر أمام البيعة جمهور كبير. ثم جاء جمل يتبعه آخر وعلى كل جمل هودج، فهبطت من الجمل الأول العروس الجميل مورا ترفل في ملابسها البيضاء، ومن الجمل الثاني هبط العريس الشماس تيموثاوس بجلبابه الجديد، وهو شاب جميل الطلعة.. تم الإكليل وسط فرحة وبهجة أبناء القرية البسطاء، ووقف تيموثاوس وعروسه بعد أن صارا جسدًا واحدًا يستقبلون التهانى، وعادت الجمال تحملهم إلى عش الزوجية السعيد. ولم تمضى إلاَّ أيام قلائل حتى هجم على الكنيسة مجموعة من الجنود الرومان الأقوياء.. يدوسون حرمة الكنيسة، ويبحثون بين مكان وآخر.. عما يبحث هؤلاء الجنود؟! إنهم يقبضون على القيّم الرجل البسيط صانع القربان ويشبعونه ضربًا.. لماذا يضربونه؟! أنهم يتجهون إلى بيت تيموثاوس الشماس، ويقبضون عليه يذيقونه العذاب أشكالًا وألوانًا حتى يقرَّ ويعترف دون جدوى.. لماذا كل هذا..؟! أنهم يبحثون بكل وسيلة ووسيلة عن الكتب المقدَّسة، ولماذا؟.. لكيما يحرقونها بالنار تنفيذًا للمرسوم الإمبراطوري الصادر من الإمبراطور دقلديانوس.. قادوا الشماس إلى اريانوس الوالي الذي حاول ملاطفته لكيما يسلّمه الكتب المقدسة. الوالي: من أنت؟ وما هو عملك؟ الشماس: أنا مسيحي، واعمل قارئًا في الكنيسة. الوالي: وما اسمك؟ الشماس: تيموثاوس الوالي: فأنت الوحيد إذا في قريتك الذي يحتقر أوامر أباطرتنا العظام الذين يأمرون بموت من لا يضحى للآلهة الخالدة. الشماس: ربما.. لكن على كل حال أنا في روح الله ولن أضحى أبدا. الوالي: انظر جيدًا ها آلات التعذيب أمامك. الشماس: ألا ترى الملائكة التي يرسلها الله لمعونتي؟ الوالي: سلّمنب كتبك المقدسة لأقف على ما فيها من منفعة. الشماس: أيمكن أن يسلم أب أولاده بنفسه لعدو مهلك؟ ثم بدأت سلسلة العذابات الرهيبة، وحاول الوالي خداع مورا وإغرائها لتثنى زوجها عن عزيمته ووعدها بأنهما إذا سلّما الكتب المقدَّسة فإنه سيطلق سراحهما، تزينت مورا بملابسها الجميلة ووضعت الروائح العطرة على جسدها، ودخلت على تيموثاوس وهم يعذبونه وقد ربطوا رجليه وعلَّقوه مثل الذبيحة وأبونا باسيليوس يقف بجواره يشجعه، وعندما وصلت مورا لتيموثاوس أظهر اشمئزازه لأنه أدرك ما وراءها، فأدركت هي ما سقطت فيه من ضعف، وندمت في نفسها وصارت تشجعه على احتمال الآلام، وفشل الوالي اريانوس، وأعلن فشله عندما أصدر أمره بصلبهما على صليبين متقابلين. (42) والآن يا صديقي إلى الأسئلة الثلاث الآتية:
_____ |
||||
08 - 07 - 2014, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
هل العقل والمنطق يشهدان لصحة الكتاب المقدس؟ أولًا: أليست التوراة والإنجيل كلام الله؟! بلا شك أن الجميع يعترفون بأن التوراة والإنجيل كلام الله حتى أن اليهود والمسيحيين يُدعَون بأهل الكتاب وبلا شك أن الجميع يعرفون أن الله يهتم بكلمته ولا يهملها حتى قال.." أنا ساهر على كلمتي لأجريها" (أر 1: 12). وهنا السؤال: كيف يسمح الله بتبديل وتحريف كلماته؟! وإن كان المثل يقول كلام الملوك ملوك الكلام.. وأيضًا كلام الملوك لا يرد. فما بالك بكلام ملك الملوك ورب الأرباب.. هل يُرَد؟! وهل يتغير؟! وهل يصيبه الضعف والتحريف؟! أليس الذين يدَّعون التحريف يتهمون الله بأنه غير قادر على الحفاظ على كلمته ليجريها؟! ثانيًا: الجميع يعلمون أن العهد القديم في أيدي اليهود والجميع يعلمون كيف يغالى اليهود في الحفاظ على كتاب الله، بدرجة تفوق التصور حتى أنهم قد أحصوا عدد كلماته وحروفه، وعدد كلمات(الله) فيه، والحرف الأوسط في كل سفر.. نفس العهد القديم الموجود في أيدي اليهود كان أيضًا في حيازة المسيحيين منذ القرن الأول، يوقرونه ويجلُّونه تمامًا مثل العهد الجديد معترفين أنه كلام الله الذي لا يزول. إذًا العهد القديم كان في حيازة أمتين.. اليهود والمسيحّيين، ولا يُخفى على أحد العداء العقيدي المستحكم بين اليهود والمسيحيين ومدى اضطهاد اليهود للمسيحيين والسؤال الآن: تُرى لو قامت فئة من اليهود بتحريف جزء من العهد القديم، هل كان يصمت المسيحيون؟! ولو حدث العكس.. هل كان يصمت اليهود؟! إذًا العهد القديم صحيح تمامًا.. ويكفى أن نعرف أنه من خلال نبوات العهد القديم ورموزه نستطيع أن نصل إلى جميع حقائق العهد الجديد مثل التثليث والتوحيد، والتجسد الإلهي، وألوهية السيد المسيح، والفداء الإلهي على الصليب. والذي يدرس التاريخ يعرف أنه في القرن الثاني جرت مباحثات بين يوستينوس الشهيد الفيلسوف المسيحي وبين تريفو اليهودى، وكلاهما استند على آيات من العهد القديم، ولم يتهم إحداهما الآخر بالتحريف أو التبديل في كلام الله. إذًا من المستحيل أن يكون قد قام بالتحريف اليهود، ومن المستحيل أن يكون قد قام به المسيحيون، فهل يدلوننا دعاة التحريف عمن قام بالتحريف؟! أو لمصلحة من تم التحريف؟! ثالثًا: المسيحية منذ نشأتها والأعداء يتربصون بها من كل ناحية أولًا: اليهود من ناحية، وثانيًا: الوثنيون من ناحية، وثالثًا: الهراطقة والمبتدعون من ناحية ، ورابعًا: الرؤساء والولاة والملوك والأباطرة من ناحية..ومن المعروف أن المسيحية لم تنشأ في ركن محدود من أركان العالم، ولكنها سريعًا ما نمت وترعرعت وانتشرت وملأت أركان العالم.. دخلت إلى جميع البلاد، ووصلت إلى جميع الطبقات حتى إلى القصر الإمبراطوري وأحدثت انقلابًا عظيمًا في العالم للأفضل.. إذًا العالم كله انشغل بالمسيحية منذ نشأتها، وكانت الكرازة وبشرى الخلاص تتم شفاهه لعشرات السنين ثم كتابةً بعد ذلك، والسؤال الآن: لو حدث تغيّير في كلام الرسل سواء الشفاهي أو الكتابي هل كان اليهود يصمتون وهم يرون أخوتهم وأولادهم من اليهود يتنصَّرون؟! وهل كان يصمت فلاسفة الوثنية وهم يرون ديانتهم وقد اهتزت؟! وهل يصمت علماء الوثنية وهم يرون أخوتهم يدخلون للمسيحية؟! ثم ألم يكن الهراطقة علماءًا درسوا الكتاب ولكنهم ضلوا؟ ألم يكن في حوزتهم نسخ من الكتاب المقدس؟! تُرى هل لو قام بعض المسيحيّين بتحريف أجزاء من الكتاب هل كان يصمت هؤلاء الهراطقة..؟! لقد عُقِد العديد من المجامع المكانية بالإضافة إلى ثلاث مجامع مسكونية لمناقشة البدع التي ظهرت في القرن الرابع والخامس.. حقًا كان لكل بدعة مؤيدون من شعب وقسوس وأساقفة وأحيانًا بطاركة، وحقًا كانت المناقشات والمجادلات حامية الوطيس، وحقًا سجل لنا التاريخ كل شيء حتى أدق التفاصيل، ومع هذا لم يحدث على الإطلاق أن المبتدعين اتهموا المؤمنين بالتحريف، ولم يحدث على الإطلاق أن المؤمنين اتهموا المبتدعين بالتحريف في الإنجيل. لقد اختلفوا في التفسير دون أن يختلفوا في الأصل المكتوب. رابعًا: انتصار المسيحية على أعظم فلسفة، وأعظم مدرسة وثنية، وأعظم قوة عسكرية إن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم فلسفة في العالم حينذاك وهى الفلسفة اليونانية، وإن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم مدرسة وثنية في العالم حينذاك وهى مدرسة الإسكندرية، وإن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم قوة عسكرية في العالم حينذاك وهى الإمبراطورية الرومانية،وهنا تتوالى الأسئلة:
خامسًا: دماء الشهداء دماء آلاف وملايين الشهداء تكذب دعوى التحريف.. فهل يُعقل أن يبذل الآلاف والملايين دمائهم من اجل عقيدة مزوَّرة؟! ومن أجل كتاب محرَّف؟! هل يتصوَّر العقل أن المسيحيين الذين ضحوا بحياتهم حتى لا ينكروا مسيحهم ولو في الظاهر يقبلون تحريف كتابهم المقدس وما هو المقابل الذي أغراهم فارتضوا بالتحريف في الوقت الذي ضحوا فيه بممتلكاتهم وحياتهم من أجل إيمانهم؟ ألم يستشهد جميع كتبة العهد الجديد باستثناء يوحنا ومن بعدهم الآلاف والآلاف؟! وكيف أيدهم الله بالمعجزات الباهرات أثناء الاستشهاد وبعده.. قال السيد المسيح " وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيات وإن شربوا شيئًا مميتًا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مر 16: 17- 18) ومازالت هذه الآيات والمعجزات في كنيسة الله تشهد بصحة الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين.. كيف يؤيد الله المحرّفين لكلامه؟ وهل يعُقل أنه بدلًا من تأديبهم وعقابهم يكافئهم الله بالمعجزات؟ سادسًا: التشهير بالمسيح وصلبه، وأخطاء الرسل والأنبياء كانت كرازة الرسل في منتهى الصعوبة إذ هم ينادون بإله مصلوب.. كانت كرازتهم ضد العقل ومع ذلك كانوا يصرون عليها " ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 3) لقد كرزوا بما رفضوه أولا.. ألم يرفض بطرس فكرة الصليب (مت 16: 21-22)؟! فلو افترضنا جدلًا حدوث تحريف وزيادة ونقصان ألم يكن من المنطقي حذف استهزاء اليهود بالسيد المسيح ووصفهم إياه بأنه إنسان أكول وشريب خمر، وانه ناقض للناموس وكاسر للسبت، وانه سامري وبه شيطان ؟! ألم يكن من المنطقي حذف ما تعرض له الإله المتجسد من إهانات وسخرية ولطم وضرب وبصاق وجلد وصلب؟ ألم يكن من المنطقي حذف خوف التلاميذ وهروبهم أثناء الصلب؟! ألم يكن من المنطقي حذف صورة الشك التي ظهر فيها التلاميذ إذ أنهم لم يصدقوا القيامة إلاَّ بعد ظهور المسيح لهم؟! أم أن هذه الأمور غير صحيحة وغير حقيقة ثم أضافوها؟! وبنفس المنطق.. ولو افترضنا جدلًا حدوث تحريف في العهد القديم، أما كان يحذف اليهود صور الضعف التي ظهر فيها أنبياؤهم؟! سكر وعرى نوح، وكذب إبراهيم، وخداع يعقوب، ومخالفة موسى، وزنى وقتل داود، وهروب إيليا، ومخالفة يونان.. إلخ. سابعًا: أسئلة بلا إجابات مع نهاية القرن الأول كانت المسيحية قد انتشرت في قارات العالم.. في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وإيران والهند بآسيا.. في مصر والخمس مدن الغربية والحبشة بأفريقيا، واليونان ورومية وحتى أسبانيا بأوربا.. وفي نهاية القرن الرابع صارت المسيحية هي الديانة الرسمية في العالم كله، وصار الأباطرة من المسيحيين. وهنا تتوالى الأسئلة:
ثامنًا: على المدَّعى إقامة البينة القانون ينادى بأنه على المدَّعى إقامة البينة.. فهل للمدَّعين التحريف إقامة البينة؟ وما هذه البينة؟ إنها النسخة الأصلية للكتاب المقدس التي لم يصبها التحريف. هل من المعقول أن أقابل صديقي مينا جرجس بطرس، فأقول له: اسمع يا مينا.. يجب أن تعلم إن اسم أبيك ليس هو جرجس بطرس.. وعندما يسألني: إن لم يكن اسم أبى جرجس بطرس.. فما اسمه؟ أقول له: أنا لا أعرف. لكنى أعرف شيئًا واحدًا وهو أنك يجب أن تثق فيَّ وتسمع كلامي. وقد أعذر من انذر.. هل هذا معقول؟ وهل إن لم يصدقني مينا يكون ملوم؟ أم أنني أصير في نظره مثل مجنون أو مخبول؟! تاسعًا: دعوى التحريف تنصب على صلب العقيدة المسيحية في جوهرها هي أن الله الذي يحبنا تنازل وتجسد من أجلنا، وصلب ومات عنا، وقام وأقامنا معه، وصعد وأرسل روحه ليسكن فينا، ثم إنه سيأتي ويأخذنا إلى ملكوته.. هذه هي عقيدة المسيحية منذ نشأتها وحتى نهاية الأيام. هذا إيمان المسيحيّين منذ آباءنا الرسل وحتى المجيء الثاني.. ماذا يظن المنادون بالتحريف؟! هل يظنون أنهم ينادون بأمر سهل؟ كلًا.. إنهم يريدون هدم جوهر العقيدة! يريدون إنكار الفداء العجيب بدم الصليب، وهم لا يدركون انه لا توجد مسيحية بدون الصليب!.. يريدون تجريد إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من ألوهيته وهم لا يفهمون انه بدون ألوهية السيد المسيح لا توجد مسيحية!.. يطلبون أن نصدقهم وإلا كنا من الكافرين! عجبًا.. ثم عجبًا.. ثم عجبًا!!. عاشرًا: الفن يجسم العقيدة الذين ينادون بالتحريف هل يُكلِفون أنفسهم بعمل بسيط وهو دراسة فن الرسم منذ القرن الأول وحتى الآن، ولسوف يجدون العقيدة محفورة في ذهن الفنان المسيحي، الذي شرب الإيمان مع لبن الأم.. سوف يبصرون الإيمان الذي تسلمه في طفولته يتجلى في فنه.. سيجدون العقيدة كاملة ودقيقة وثابتة من جيل إلى جيل.. لم تتغير ولم تتبدل، والفنان لم يحد قيد أنمله عنها. سيرون ألوهية السيد المسيح، وميلاده وحياته وعماده (التثليث والتوحيد) وصلبه وقيامته وصعوده.. الخ. ليرجعوا إلى النقود الأثرية التي يتم اكتشافها يومًا فيومًا، إنها تحمل العقيدة المسيحية وتتزين بالصليب. حادي عشر: أمانة المسيحيين إن كان المسيحيون معروفين دائمًا وأبدًا بالأمانة في كل أمور حياتهم، فكم وكم تكون أمانتهم في كتاب الله؟! هذه الأمانة جعلت الأمهات يرضعن أطفالهن الإيمان القويم.. فعلًا لو سألتم طفلًا لم يتجاوز الرابعة من عمره: من هو السيد المسيح؟.. لعرفتم الكثير والكثير.. ثاني عشر: هل يجتمع الإيمان والكفر معًا: من المستحيل أن يجتمع الإيمان والكفر في وقت واحد، فان كان المسيحيون قد آمنوا وصدقوا بالإنجيل فكيف يكفرون به ويغيرون فيه؟! ولو فعل ذلك قلة قليلة فلماذا لم تتصدى لهم الأغلبية الساحقة؟! |
||||
08 - 07 - 2014, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس - خرافة إنجيل برنابا - أ. حلمي القمص يعقوب
لو افترضنا جدلًا ضياع العهد الجديد بالكامل فهل يمكن تجميعه من اقتباسات آباء الكنيسة؟ ج: انشغل "دافيد دابرميل" أحد علماء الكتاب المقدس بهذه الاقتباسات التي اقتبسها الآباء من النصوص المقدسة فوجد أن جميع آيات العهد الجديد قد اقتبسها الآباء ما عدا إحدى عشر آية فقط، وقال لو ضاع العهد الجديد أو أحرق في القرن الثالث الميلادي وقت الاضطهاد العنيف لأمكن إعادة جمعه من الاقتباسات الموجودة في كتابات آباء القرن الثاني والثالث (43) وإذا استعرضنا بعض اقتباسات آباء القرن الثاني والثالث عن العهد الجديد نجد الآتى: 1-اكلمينضس الروماني:كان معاصرًا للرسل، وكان أحد معاوني بولس الرسول، فقال عنه القديس ايريناؤس " أن مواعظ الرسل لا تزال تدوي في أذنيه وعقائدهم أمام عينيه " (44) وكتب هذا القديس في نهاية القرن الأول رسالة لأهل كورنثوس مكونة من 59 فصلًا مؤسَّسة على فصول في الإنجيل، وقد أشار إلى هذه الرسالة القديس ايريناؤس سنة 170م. وما زالت الرسالة محفوظة في لندن تحوى كثير من آيات الأناجيل الأربعة. 2-اغناطيوس الأنطاكي: وُلِد سنة 35م. وقبل الإيمان على يد الآباء الرسل، وتتلمذ على يد بطرس الرسول، وفي طريقة للاستشهاد في روما كتب 7 رسائل اقتبس فيها آيات عن العهد الجديد، وما زالت رسائله هذه محفوظة في باريس. 3-ايريناؤس: تلميذ بوليكاربولس أسقف سميرنا (ازمير) الذي تتلمذ على يد يوحنا الحبيب، وكتب كتابه ضد الهرطقات اقتبس فيه 1819 اقتباسًا منها 1038 من الأناجيل الأربعة. 4-يوستينوس الفيلسوف الشهيد: وُلِد نحو سنة 105م. في نابلس بفلسطين ودرس الفلسفات المختلفة ثم اهتدى للمسيحية ودافع عن الأناجيل الأربعة، وسجل حواره مع تريفو اليهودى، وكتب رسائلًا للإمبراطور تيطس انطونيوس، والإمبراطور ماركوس انطونيوس، ولمجلس السناتو في روما، ووصلت عدد الاقتباسات التي اقتبسها من الكتاب المقدس 330 اقتباسًا منها 268 من الأناجيل. 5-طاطيانوس: هو تاتيان السوري الذي وٌلِد نحو سنة 110م في سوريا، وتتلمذ على يد يوستينوس الشهيد، وكتب كتابه عن " اتفاق البشائر الأربع " في مجلد واحد اسماه دياتسرون Diatessaron أي الرباعي، فأنتشر كتابه في سوريا حتى أن ثيؤدوريت يقول إنه كان في سوريا سنة 420م. نحو مائتي نسخة من هذا الكتاب الثمين. 6-بابياس: اجتمع مع بوليكاريوس وألف تفسير للكتاب المقدس في ستة مجلدات سنة 110م. 7-اكليمنضس الإسكندري: (150-215 م) وُلِد في أثينا وبحث عن العلم في إيطاليا وسوريا وفلسطين، واستقر في الإسكندرية حيث تولى مسئولية مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، واقتبس عن العهد الجديد 2406 اقتباسًا منها 1017 من الأناجيل الأربعة. 8-ترتليانوس: (160-220م) وُلِد في قرطاجة ودرس الحقوق في روما فأصبح محاميًا مشهورًا وأمن سنة 193م ودافع عن صحة الأناجيل وأقتبس من العهد الجديد 7258 اقتباسًا منها 3822 عن الأناجيل الأربعة 9-هيبولينوس: (170-235) كان كاهنًا في روما، وأقتبس أكثر من 1300 آية. 10- أوريجانوس: (185-254م): وُلِد في الإسكندرية نحو سنة 185م، واستشهد أبوه وهو أيضًا أراد أن يستشهد، وشغل منصب مدرسة الإسكندرية وأمضى نحو عشرين عامًا في كتابه الهيكسابلاHexapela أي السداسي يعاونه في هذا سبعة من النساخ، فأنهوا العمل في خمسين مجلدًا، وقد وصلت اقتباساته من العهد الجديد 17922 اقتباسًا من العهد الجديد منها 9231 من الأناجيل الأربعة. ويقول جوش مكدويل " ولقد أحصيت في كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية (325م) اقتباسات بلغ عددها 32 ألفًا من العهد الجديد، وهذا العدد الضخم لا يشمل كل الاقتباسات.. وبإضافة ما اقتبسه يوسابيوس الذي عاصر مجمع نيقية وعدده 5876 اقتباسًا، فيبلغ عدد الاقتباسات 36000 هذا بخلاف اقتباسات اغسطينوس وابياس ولشتاس وفم الذهب وجيروم وغايس الروماني، واثناسيوس وامبروسبوس أسقف ميلان، وكيرلس الإسكندري، وافرايم السرياني وهيلاريوس أسقف بواتييه، وجيريجورى الينس، وغيرهم وغيرهم.. " (45) ومع نهاية القرن الخامس وصلت الاقتباسات في كتب الآباء نحو 2000000 اقتباسًا يمكن بواسطتها إعادة العهد الجديد بالكامل أكثر من مرة، وبأكثر من لغة. |
||||
|