منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 07 - 07 - 2014, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 31 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

لو كان الكون وليد الصدفة، فَمَنْ الذي يضبط الكون؟


س46: لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي يضبط الكون؟
ج: لابد أن يكون هناك ضابطًا للكون، ومن أمثلة ضبط الكون ما يلي:
أ - ضبط المسافات بين الشمس والكواكب التي تدور في فلكها، وبين الكواكب والأقمار التي تدور في أفلاكها، والمذنبات، فالأمر العجيب أن مُذنَّب هالي الذي ظهر سنة 1910م تنبأ الفلكيون بظهوره مرة أخرى سنة 1986م وفعلًا حدث هذا، مما يظهر أن الفلك يسير بنظام في منتهى الدقة.

ب - ضبط المسافة بين الأرض والشمس بدقة متناهية (93 مليون ميل) فلو أن هذه المسافة زادت أو قلت عدة ملايين من الأميال، لانخفضت أو ارتفعت درجة الحرارة واستحالت الحياة على الأرض.


كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ج- ضبط سرعة دوران الأرض حول نفسها مرة كل أربعة وعشرين ساعة بسرعة 1000 ميل / الساعة، تصوَّر لو أن هذه السرعة قد انخفضت إلى 100 ميل / ساعة وأبطأت الأرض حركتها، لصار الليل والنهار 240 ساعة، ولاستحالت الحياة على الأرض.

د - تدور الأرض بزاوية مائلة تبلغ 5ر35 درجة، ولولا هذا الميل لصار كل من القطب الشمالي والجنوبي في ظلام دائم، ولتكونت قارات من الجليد، كما أن هذا الميل في دوران الأرض هو الذي يصنع تعاقب المواسم.

ه- ضبط المسافة بين الأرض والقمر (238 ألف ميل)، ولو تصوَّرنا أن القمر أقترب إلى 50 ألف ميل لغمرت المياه كل الأراضي التي تقع تحت منسوب الماء مرتين يوميًا، بقوة دفع تزيح الجبال، ولأحدث المد أعاصير يوميًا.

و - ضبط سُمك الغلاف الجوي بنحو 500 ميل فيحمي الأرض من الشهب والنيازك وعددها في اليوم الواحد قد يصل إلى 20 مليون، تندفع نحو الأرض بسرعة رهيبة، فلولا الغلاف لدمرت الأرض وكل ما عليها، وما كانت هناك طائرات تستطيع أن تُحلق في الهواء، كما أن الغلاف يسمح بمرور الأشعة التي تحتاج إليها النباتات، فتقتل الجراثيم وتنتج الفيتامينات ولا تضر الإنسان، ولو قل سُمك هذا الغلاف لنفذت الأشعة الضارة للأرض بقدر يضر بكل الكائنات الحية، ولو كان حجم الأرض ضعف الحجم الحالي لازدادت الجاذبية وأنكمش الغلاف الجوي.

ز - ضبط نسبة الأكسجين 21%، فلو زادت نسبة الأكسجين لكثرت الحرائق على الأرض، ولو قلت النسبة لأدت لضيق التنفس، والإنسان والحيوان في تنفسهم يأخذون الأكسجين ويطردون ثاني أكسيد الكربون، وهذا الغاز ضروري للنباتات فتأخذ منه حاجتها لصنع المواد الأزوتية لتبني أجسامها، وتطرد الأكسجين، أي أن هناك تبادلًا وتوازنًا بين الإنسان والحيوان من جانب، والنباتات من جانب آخر.

ح - ضبط مساحة المياه (72%) إلى مساحة اليابس (28%)، وهذه النسبة لها دور أساسي في ضبط حرارة الأرض، وأيضًا في إنتاج الأكسجين اللازم للحياة من خلال البلانكتون الذي يعيش في المياه وينتج 70% من كمية الأكسجين الجوي، ولذلك أودع الله المياه عندما تصل درجتها بين 4 - 5 مئوية أن تنقلب ظاهرة التمدد والانكماش، فتتمدَّد بالبرودة وتنكمش بالحرارة، وعندما تتمدد المياه يزداد حجمها وتقل كثافتها، ولهذا فالثلج يطفو فوق سطح المياه، وعندما تتعرض البحار والمحيطات إلى برودة شديدة يتجمد سطحها بسُمك معين، ويصير هذا الجليد كعازل حراري بين الغلاف الجوي الذي تقل حرارته عن الصفر وبين ما تحته من مياه، وعندما يتجمد سطح المياه يطرد جزء من الأملاح تذوب في الطبقة التالية، ومن المعروف أن المياه المالحة تحتاج لدرجة حرارة أقل لكيما تتجمد، وبذلك تستمر الحياة في البحار أسفل الجليد، وعندما ترتفع درجة الحرارة يذوب الجليد وتعود الحياة لطبيعتها الأولى، ولنا أن نتصور المياه بدون هذه الخاصة أي تنكمش بالبرودة وتزداد كثافتها وتغوص في أعماق البحار والمحيطات، ولا تقوى أشعة الشمس على إذابتها، وهكذا يتراكم الجليد عام بعد عام ويقضي على الحياة البحرية، وبالأكثر على البلانكتون الذي ينتج لنا 70% من كمية الأكسجين في العالم، هذا بالإضافة للصفات الأخرى التي وضعها الله في المياه مثل قوة الإذابة، والخاصية الشعرية، وأنها لا تحمل لونًا ولا طعمًا ولا رائحة، وتعتبر أهم مذيب، ولها خاصية التوتر السطحي.. إلخ. (راجع مدارس النقد ج 3 ص 113 - 116).

وإن تجرأ أحد وقال أن الصدفة هي التي صنعت كل هذا، فيتجرأ " تول فرانس " ويقول "أن الصدفة هي الاسم الآخر لله، حينما يرفض أن يوقع بإمضائه" (28)، وإن تجرأ أحد وقال أن الكون قد خلق نفسه فيرد عليه " د. أيريل دافيز " رئيس قسم البحوث الذرية بالبحرية الأمريكية ببروكلن قائلًا " إذا سلمنا بقدرة الكون على خلق نفسه، فإننا بذلك نصف الكون بالألوهية، ومعنى ذلك أن نعترف بوجود إله ولكننا نعتبره إلهًا ماديًا وروحيًا في نفس الوقت، وأنا أفضل أن أؤمن بإله غير مادي خالق لهذا الكون تظهر منه آياته وتتجلى فيه أياديه" (29) وقال " سقراط": "أموت شهيد الإقرار بإله واحد " وقال " شيشرون": "لا توجد أمة مهما بلغت من عراقة في الخشونة، وتمكن في الوحشية، تجهل وجوب عبادة الله" (30) وقال " كريستوس": "لا مسألة رياضية تتبرهن بأكثر جلاء كما تتبرهن مسألة وجود الله" (31).
ويقول "بول ليتل " عن القوانين الطبيعية والتي وُضعت بحكمة إلهيَّة " تتسم تلك القوانين بالدقة المتناهية لدرجة أنه لو حدث تغيير ضئيل جدًا في أي منها. فإن هذا لم يكن ليسمح لنا بالوجود. وقد ذكر " هيو روس " 25 من هذه القوانين التي تؤثر على درجة حرارة الأرض وفصول السنة والغلاف الجوي بأكمله. ولو أن هذه القوانين حدث فيها تعديل بمقدار شعرة، لتعذر وجود الحياة على الأرض.. قوة الجاذبية والتجاذب القطبي، ونسبة الأكسجين للنيتروجين في الغلاف الجوي، مستوى الأوزون، النشاط الزلزالي، مستويات ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، سرعة النجوم الطائرة بعيدًا عن أحدها الأخرى، تمدُّد الكون، سرعة الضوء، قوة الكهرباء وكتلة البروتون. إن وجود هذه الثوابت يشهد على عدم إمكانية أن تكون الصدفة هي التي أوجدت وحافظت على هذه الثوابت" (32).
ويقول "عمانويل كانت": "من المُحال علينا أن نتأمل في صُنع هذا العالم دون أن نرى يد الله الظاهرة البارزة في كمال اتساقه.. لابد أن يكون (العالم) وليد حكمة عالية عجيبة صاغت فكرته وقوة لا نهائية حوَّلت هذه الفكرة وأخرجتها إلى عالم الحقيقة والواقع، وكل الأشياء التي توضح هذا الانسجام المتبادل في الطبيعة لابد أن ترجع آخر الأمر إلى وجود واحد منفرد يضمها معًا، وهكذا يوجد كائن كل الكائنات والفهم اللانهائي والحكمة الذاتية التي أخذت منه الطبيعة كل أقسامها واستمدت وجودها" (33).
وقال " أينشتين": "أن العقل البشري مهما بلغ من عظيم التدريب وسمو التفكير عاجز عن الإحاطة بالكون، فنحن أشبه بطفل دخل مكتبة كبيرة ارتفعت كتبها حتى السقف، فغطت جدرانها. وهي مكتوبة بلغات كثيرة، فالطفل يعلم أنه لابد أن يكون هناك شخص قد كتب تلك الكتب، ولكنه لا يعرف من كتبها، ولا كيف كانت كتابته لها، وهو لا يفهم اللغات التي كُتبت بها. ثم أن الطفل يلاحظ أن هناك طريقة معينة في ترتيب الكتب ونظامًا لا يدركه هو، ولكنه يعلم بوجود علمًا مُبهمًا، وهذا على ما أرى موقف العقل الإنساني من الله مهما بلغ ذلك العقل من السمو والعظمة والتثقيف العالي" (34).
كما يقول "أينشتين " أيضًا وهو يتعجب من هذا الكون " أن أعظم جائشة من جائشات النفس وأجملها تلك التي تستشعرها النفس عند الوقوف في روعة أمام هذا الخفاء الكوني، الذي لا نستطيع أن نشق حُجبه، ومع هذا فنحن ندرك أن وراءه شيئًا هو أحكم الحكمة وأجمل الجمال. وهي حكمة وجمال لا تستطيع إدراكها عقولنا القاصرة إلاَّ في صوُّر بدائية.
وهذا الإدراك للحكمة وهذا الإحساس بالجمال هو الباعث في روعة إلى التسبيح عند الخليقة. إن الشعور الإلهي الذي يشعره الباحث في الكون هو أقوى وأنبل حافز على البحث العلمي، وإن إيماني هو إعجابي في تواضع بتلك الروح السامية التي لا حد لها، تلك التي تترائى في التفاصيل الصغيرة القليلة، التي لا تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة" (35).
والعالِم الإنجليزي " أدينجتون " الذي درس أحوال النجوم قال " أنني لأعلم حق العلم أن الله موجود، كما أعلم تمامًا أن أصدقائي موجودين. فلست بحاجة إلى إثبات وجوده بقدر ما أنا في غير حاجة إلى إثبات وجودهم" (36).
وبينما قال " جاجارين " أول عالِم فضاء روسي هبط على سطح القمر أنني جلت في الفضاء بحثًا عن الله فلم أجده، فإن عالِم الفضاء " تل هارمسترونج " أول رائد فضاء هبط على سطح القمر قال لقد رأيت الله من خلال مصنوعاته. وقال عالِم الحيوان " فابر": "أن ثمة عقلًا لا متناهيًا يحكم العالم، وكلما أمعنت النظر استطعت أن أبصر ذلك العقل الذي يشع خلف أسرار الأشياء. أنني أعلم أن البعض قد يجد في هذا القول مدعاة للسخرية، ولكن هذا لا يعنيني في كثير أو قليل.. لن تستطيعوا أن تنتزعوا من عقلي إيماني بالله، أستغفر الله، فأنني لا أؤمن بالله بل أنا أراه" (37) وقال " أكسكل": "إننا نقرأ في الطبيعة سيمفونية متكاملة" (38) وقال العالِم الجيولوجي " كلوس": "إننا نسمع في طبقات الأرض موسيقاها الحلوة" (39) وقال ربنا يسوع المسيح " من له أذنان للسمع فليسمع" (مت 11: 15).
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 32 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

كيف تشهد أعضاء الإنسان وأجهزته على وجود الله؟

الدليل الثاني: الإنسان يشهد لوجود الله
س47: كيف تشهد أعضاء الإنسان وأجهزته على وجود الله؟

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ج: الإنسان هو عالم صغير، وأجهزة الجسم تشهد بقوة على وجود خالق قدير قوي حكيم عظيم، فلكل عضو وظيفته، ولكل جهاز عمله، والأعضاء تتآلف وتتعاون معًا بدون أدنى صدام، إنما الكل يجري إلى قصد واحد وهو حفظ الحياة والصحة والسعادة لهذا الجسم، فالجهاز الهضمي يهضم الطعام، والجهاز الدوري يأخذ الغذاء المهضوم ويوزعه على الجسم، والجهاز التنفسي يمنح الجسم الأكسجين الذي يحتاج إليه لأكسدة الغذاء وتكوين الطاقة التي يحتاج إليها الإنسان ويخلص الجسم من غاز ثاني أكسيد الكربون، والجهاز الإخراجي الذي يتكون من الكُلى والجلد يطرد الفضلات الناتجة عن عمليات الأكسدة، والجهاز العصبي يحكم السيطرة على العمليات الحيوية التي يقوم بها الإنسان، والجهاز التناسلي يعمل على استمرار الجنس البشري على هذا الكوكب،ولذلك فإن علم التشريح يعطي فرصة للإنسان للتلامس مع قدرة الله وحكمته، وقال أحد الفلاسفة " كلما تقدم علم التشريح ازداد الإنسان إيمانًا بالله" (40) وقال أحد الأشخاص، أن أفقر إنسان في الوجود يمتلك نحو 45 مليونًا من الدولارات الأمريكية، هي قيمة أعضاء جسده التي وهبها الله له، وإن كان الإنسان نجح في تصنيع رئة صناعية، وقلب صناعي، وكلية صناعية، وعقل إلكتروني، لكن ولا واحدة منها في حجم العضو الطبيعي، ولا تعمل بكفاءة العضو الطبيعي الذي يعمل بدون صيانة بشريَّة طوال عمر الإنسان على الأرض، فهذه الأعضاء التي صنعها الإنسان، بالنسبة للأعضاء الحقيقية، تعتبر مثل لعب الأطفال.
ويقول "تيكرز شامبرز " في كتابه " وتنس " أي " شهادة " أن " حادثة بسيطة كانت هي نقطة التحوُّل في حياته. ذلك أنه كان مرة يرقب ابنته الصغيرة وفجأة أتجه بصره إلى شكل أذنيها الدقيقتين وما بهما من التواءات جميلة وانحناءات رائعة، وكأنهما تحفة فنان عظيم، ففكر في نفسه: لا يمكن أن يكون كل هذا الجمال صدفة عشوائية، لابد أنه من تصميم سابق، ولابد أنه من خالق فنان، ولكنه طرد الفكرة عن نفسه، لأنه كان مُلحدًا لا يؤمن بوجود الخالق في ذلك الوقت.." (41).. سأل أحد الأشخاص الذين يشكون في وجود الله صديقه المؤمن: ما هو الدليل على وجود الله؟ فأجابه الصديق: أن الدليل هو في إبهام يدك، فهناك مليارات من البشر وبصمة كل منهم تختلف عن الأخرى.. كيف..؟! إنها القدرة الإلهيَّة التي وضعت بصمتها على الإنسان الذي جبله الله على صورته ومثاله في الخلود والتفكير والتعقل والابتكار وحرية الإرادة.
ونظرة إلى الطفل الوليد تخبرنا بقصة الخلق العجيب، فيقول الدكتور " لويس إيفانز": "في جسم الإنسان 250 عظمة تتحرك بدقة بواسطة مئات العضلات، وفي عينيه وحدها 400 مليون مخروط صغير، و300 مليون من الألياف، و500 ألف عصب صغير، وكلها تتحرك بدقة وبدون ألم، وهناك ملايين الأفران الصغيرة في الجسم (الخلايا) تحرق الغذاء لتوليد الطاقة، وعدد كبير من المؤكسدات الصغيرة، كما نجد أن الكرات البيضاء التي تضحي بنفسها في حربها ضد الأمراض، والرئتين اللتين تعملان على تنقية الدم، والقلب الأمين طول العمر، فهو يدفع 280 ألف طن من الدم سنويًا، ليصل إلى أجزاء الجسم المختلفة، حقًا أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يصنع هذا كله" (السيد الذي ينشده الشباب ص 44، 50) (42) ويقول "فولتير": "أن العالم قد صُنع بذكاء.. لذلك لابد وأن يكون نتيجة تصميم ذكاء.. أن ذكاء العالِم نيوتن لابد وأن يكون نتيجة ذكاء آخر"
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 33 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

ما هو دليل القصد أو الغاية؟ وكيف ينطبق على العين والمُخ والقلب؟

س48: ما هو دليل القصد أو الغاية؟ وكيف ينطبق على العين والمُخ والقلب؟
ج: إن كل آلة لها صانعها الذي صنعها لهدف معين، فيقول "الدكتور حليم عطية سوريال": "أن الأدلة على وجود الخالق كثيرة، ولكن أعظمها وأوضحها وأسهلها فهمًا ما يُسمى دليل القصد أو الغاية أو الغرض Design، ويعرف عند الغربيين بدليل " بالي " Paley، وهو فيلسوف إنجليزي من رجال الدين، أثبت وجود الله بالقول، أن كل آلة لها صانع، وقال أن دراسة تشريح العين مثلًا يبين لنا غاية واضحة وقصدًا بينًا وهي أنها صُنعت للنظر.. ولا يُعقل وجود آلة دقيقة بدون صانع لها.. إن كل آلة يصنعها الإنسان يمكن بمجرد رؤيتها الاستدلال على وجود صانع لها وذلك من الغاية والقصد التي صُنعت لهما، فإن أبسط الآلات الحجرية التي صنعها الإنسان الأول في العصر الحجري جميعها تدل على وجود عقل مُفكر وصنع تصميمها قبل صنعها" (44).
فالعين عضو مُعقَّد، وكل ما فيه من خلايا عصبية وشبكية وقرنية وقزحية تتعاون معًا وتتكامل لتعطي الإنسان الإبصار، إذًا الله خلق أجزاء العين بهذا الشكل الرائع بقصد منح الإنسان الرؤية، فهنا نلتقي مع دليل القصد من جانب، ومن الجانب الآخر صلاح الله، لأنه لو لم يكن الله صالحًا ما كان يهتم بخلق العين بهذه الصورة الكاملة. ومن أهم عيوب نظرية التطوُّر أنها عجزت عن تفسير كيفية تكوُّن الأعضاء البالغة التعقيد مثل العين، فلو أنها في مراحل تطوُّرها لم تكتمل فأنها تصبح عديمة الفائدة، وكذلك جناح الطائر ما فائدته إن لم يكن مكتملًا، وأيضًا زلومة الفيل ما فائدتها لو كان طولها مثلًا عشرة سنتيمترات، وبالرغم من أن " أنكين قورور " من دعاة التطوُّر فأنه يقول "أن الخاصية المشتركة في العيون والأجنحة هي أنهما لا تؤديان وظائفهما إلاَّ إذا أكتمل نموهما، وبعبارة أخرى، لا يمكن لعين نصف نامية أن ترى، ولا يمكن لطائر أجنحته نصف مكتملة أن يطير، وفيما يتعلق بالكيفية التي تكوَّنت بها هذه الأعضاء، فإن الأمر مازال يمثل أحد أسرار الطبيعة التي تحتاج إلى توضيح" (45) أما " داروين " ففي خطابه إلى آساغراي في 3 أبريل 1860م كتب يقول "كلما تأملت العين (يقصد العين بتركيباتها المعتقدة) انطفأت حماستي لنظريتي" (46) كما قال في كتابه " أصل الأنواع": "يبدو لي أن الافتراض بأن العين بكل ما فيها من أجزاء عديدة تعمل معًا.. يمكن أن تكون قد تكوَّنت بواسطة الاختيار الطبيعي. أعترف بحرية، بأنه افتراض سخيف بكل معنى الكلمة" (47).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
أما مُخ الإنسان فهو الذي يتحكم في التنفس، ودقات القلب، وضبط درجات الحرارة، وهضم الطعام، وإخراج الفضلات، وهو يُخزن آلاف وملايين المعلومات والصور والقصص، ويستطيع الإنسان أن يستدعي أي منها فتمثُل أمامه في أقل من لحظة، فهو يحتوي على عشرة بلايين من الخلايا التي تستقبل وتسجل وتنقل الطاقة، وأي تغيير أو تأثير كيميائي في هذا الخلايا يؤدي إلى ارتباك حياة الإنسان، وتغيُّر مشاعرهوأيضًا من الأمور العجيبة في الإنسان العمليات الكيميائية التي يقوم بها الجسم ليل نهار، بدون وعي من الإنسان، مثل تعادل الأحماض في الجهاز الهضمي، وتعادل الأحماض داخل الجسم، وتكوين الأجسام المناعية التي تتصدى للميكروبات الضارة، ولكل ميكروب له الأجسام المناعية التي تقضي عليه.
ويقول "نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس" عن بعض أعضاء الجسم البشري "أنظر إلى عين الإنسان وتركيبها من مقلة تحميها، ومن قزحية وقرنية وعدسة وشبكية وعصب بصري.. إلى غير ذلك من أجزاء وجزئيات وما بها من أهداب وشعيرات وشرايين وأوردة فضلًا عن العضلات والأنسجة والغدد.. ولكل جزء منها وظيفة وعمل واختصاص، وتتعاون كلها ويكمل بعضها عمل بعض بصورة عجيبة.. وما نقوله عن العين نقوله عن القلب، هذا العضو العجيب الذي يعمل بلا توقف ليلًا ونهارًا، وينبض سبعين مرة في الدقيقة الواحدة ولا يستريح لحظة واحدة عن العمل المتواصل.. أرني آلة صنعها الإنسان يمكن أن تعمل بلا توقف وبلا راحة كما يعمل القلب، وهو يحمل عبء الجسم كله.. ولا يقتصر عمله على بيولوجيا الجسم بل أنه أيضًا مركز العواطف من حب وكراهية، ومركز الانفعالات السارة والحزينة من فرح إلى حزن وهم إلى خوف وخجل وحماس ويأس..
وما قلناه عن العين والقلب نقوله عن المخ، هذا العضو العجيب حقًا الذي يتقبل إشارات ويرسل إشارات غيرها، يستقبل ويصدر، ويحكم جميع أجهزة الجسم وعلى رأسها الجهاز العصبي.. ثم هو يتقبل المعارف والخبرات ويرتبها ويصنّفها ويحتجزها للانتفاع بها في مستقبل الأيام. فكيف يختزن المعرفة على تنوعها في كافة ميادين العلم وتشعباته وفروعه؟! وكيف يحتفظ باللغات ومفرداتها وقواعدها وأساليبها..؟ وكيف لا تختلط هذه المعلومات ببعضها؟ كيف يخرجها عند الاقتضاء واضحة متميزة مستقلة عن بعضها؟ وكيف مع ذلك يمكنه أن يقارن بينها ويوازن بينها ويوفق بينها ويعارض بينها وينقدها ويفحصها ويحكم على صدقها أو على زيفها؟ فكيف عند اللازم يجمع بينها حين يحاضر أو يتحدث أو يكتب كتابًا أو يحرر مقالًا أو بحثًا مستعينًا بها كما يشاء مثله في ذلك مثل الطباخ الذي يجمع ما يلزمه من مواد مختلفة ليصنع من مجموعها معًا، وبمقاييس مضبوطة، ضبخة شهية! ما هذه الآلة العجيبة التي تُسمى المُخ؟ ومَنْ من العلماء يمكنه أن يصنع مثلها أو يركّب نظيرها..؟
زد على ذلك سر الحياة نفسها وسر النمو والتكيُّف والتغذية وتمثيل الغذاء واحتراقه.. وبالإجمال كل شيء في الإنسان جسمًا ونفسًا وعقلًا وروحًا ينطق بأدلة صارخة على وجود الله"
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 34 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

كيف تشهد عظمة الخلية الحيَّة على وجود الله؟

س49: كيف تشهد عظمة الخلية الحيَّة على وجود الله؟
ج: تُعتبر الخلية الحيَّة وحدة البناء الأولى، فهي الوحدة الأساسية لجميع الأجسام النباتية والحيوانية والبشرية، وفي الكائنات الراقية تتحد الخلايا لتكون نوعًا واحدًا من الأنسجة العضلية أو العصبية..إلخ وتشبه الخلية الصندوق أو العلبة أو قالب الطوب، تحتوي داخل غلافها الخارجي على مادة الحياة (البروتوبلازما Protoplasm) وتتكون من قطعتين Proto أي "أولي"، وPlasm أي "شكل" فالبروتوبلازما تعني المادة الأولية، ومن الناحية الكيميائية تتركب من عدد كبير من العناصر المعروفة أهمها:
1- الأكسجين 2- الكربون 3- الأيدروجين 4- النيتروجين 5- الفسفور 6- البوتاسيوم 7- الصوديوم 8- الكبريت 9- الكلور 10- المغنسيوم 11- الكوبالت 12- اليود وغيرها.
ويوجد بالخلية " النواة " التي تعتبر العقل المُنظِم للتفاعلات الحيوية في الخلية، فهي المركز الواعي، فإذا فُصلت عن البروتوبلازم لا يمكن لأحدهما أن يعيش بمفرده، ويحيط بالنواة غلاف رقيق يتحكم فيما يمر داخل النواة، وبه الكروموزومات أو الصبغيات، وهي جسيمات عضوية دقيقة، وتحمل الصفات الوراثية، وعددها ثابت في كل نوع من أنواع الكائنات الحيَّة، ففي الإنسان يوجد 46 من الكروموزومات بينما تبلغ في الكلب 78، وتحوي المادة الوراثية الحامض النووي (نسبة إلى النواة) وهذا الحامض على نوعين، الأول DNA وهو اختصار دي أكس ريبونيو كليك Desoxyribonucleic Acid، والثاني RNA وهي اختصار الرَيبونيوكليك Ribonucleic Acid.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وهذه الخلية التي لا تُرى بالعين المجردة لأنها بالغة الدقة، فقد لا يزيد طولها عن واحد على الألف من المليمتر، فأنها تقوم بكافة الوظائف الحيوية من تنفس وتغذية وحركة ونمو وتكاثر، ويمكن تشبيه الخلية بدولة تضم مدن عديدة وقرى كثيرة، وشبكة من الأنهار والمواصلات والاتصالات، وتتبادل هذه الوحدات السلع المختلفة من مواد خام ومواد مُصنَّعة وغازات وطاقة، ومهما بلغت بساطة الخلية فهي في منتهى التعقيد، بل وتفوق أعظم آلة صنعها الإنسان حتى الآن، فرغم كثرة التفاعلات، لا يختلط تفاعل مع آخر، والخلية قادرة على حفظ كيانها، فتحتوي على محطات لتوليد الطاقة ومصانع لإنتاج الأنزيمات والهرمونات، وبنك معلومات ونُظم نقل وخطوط أنابيب معقدة، ومحطة تكرير متقدمة، والبروتينات التي تغلف أغشية الخلية تراقب المواد الداخلة إليها والخارجة منها، فعلى سطح الخلية ملايين الفتحات التي تنفتح وتنغلق لتسمح بمرور أو منع المواد العابرة إليها، إن الخلية تمثل عالم من التكنولوجيا البالغ التعقيد والذي يفوق إبداع الإنسان، وكل هذا يُكذّب القول بأن الخلية وجدت بمجرد الصدفة.
ومن كثرة تعقد الخلية قال " فْرِد هويل " عالِم الرياضيات والفلك الإنجليزي، وهو من دعاة التطوُّر " أن احتمال ظهور الحياة العليا بهذه الطريقة يقارن بفرصة قيام إعصار جارف، يمر بساحة خردة، بتجميع طائرة بوينج 747 من المواد الموجودة في الساحة" (49) وتتكون الخلية من مئات الألوف من الجزئيات البروتينية المعقدة، بالإضافة إلى الأحماض النووية، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والكيماويات الأخرى في تصميم فائق للطبيعة، فإن كان يصعب الحديث عن الخلية الحيَّة، فدعنا يا صديقي نتحدث عن جزئ البروتين الواحد، ولننظر هل يمكن أن يتكون هذا الجزيء بمجرد الصدفة؟!
يتكوَّن جزئ البروتين الواحد من خمسة عناصر (الكربون والأيدروجين والنيتروجين والأكسجين والكبريت) بينما يوجد في الطبيعة أكثر من مائة عنصر، فتكوين الجزئي لكيما يتكون يحتاج:

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
أ - تجمع العناصر الخمسة بالذات دون غيرها، ودون أن ينقص منها عنصر واحد.
ب- يجب أن تجتمع هذه العناصر بنسب معينة، وفي مجموعها تكون 40 ألف ذرة لكيما يتكون الجزيء، ولو نقصت أو زادت نسبة أحد العناصر الخمسة عن النسبة المقرَّرة لها فلن يتكون الجزيء.
ج- يتكون جزئ البروتين من أحماض أمينية تتراوح من 50 إلى عدة آلاف. فغياب حمض واحد لا يسمح لجزئ البروتين أن يتكون، فإذا كان مثلًا جزئ البروتين يتكون من 288 حمضًا أمينيًا، فاحتمال اجتماع هذه الأحماض بمجرد الصدفة يساوي فرصة واحدة إلى 10 30..
د - لكيما يتكون جزئ البروتين لابد أن جميع الأحماض الأمينية تكون عسراء وليست يمناء، فدخول حمض واحد أيمن قد يؤدي لتركيب جزئ غير مفيد أو ضار، وبالرغم من أن الموسوعة البريطانية تدافع عن التطوُّر فأنها تؤكد أن تجمع الأحماض الأمينية العسراء لتكوين جزئ البروتين تدخل في دائرة المستحيل، فهي تشبه إلقاء عملة في الهواء مليون مرة، وفي كل مرة وبدون استثناء نحصل على ذات الوجه.
ه- لكيما يتكون جزئ البروتين لابد أن الأحماض الأمينية تكون بترتيب معين، فكل حمض لابد أن يأخذ مكانه في الترتيب المقرَّر له.
و - هناك أمر مدهش آخر في تكوين جزئ البروتين، فحتى لو تجمعت هذه الأحماض العسراء، فإن كلٍ منها يمتلك أكثر من ذراع للترابط، ولكيما يتكون الجزيء يلزم أن هذه الأحماض تترابط معًا بطريقة معينة أُطلق عليها طريقة ببتايد.
ولذلك عندما أحتسب " تشالز يوجين " العالِم السويسري نسبة احتمال تكوين جزئ البروتين بمجرد الصدفة وجده نسبة 1: 10 160 أي فرصة واحدة من رقم 10 ويمينه 160 صفرًا، ويعلق "نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا" وأستاذ مادة العلم والدين بالإكليريكيات على هذا الرقم قائلًا " وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات، بل وُجِد بالدراسة أن كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة -حيث ينتج جزئ واحد- أكبر من أن يتسع لها هذا الكون بلايين المرات. بل ويتطلب تكون هذا الجزيء على سطح الأرض وحدها عن طريق المصادفة بلايين لا تُحصى من السنوات قدَّرها العالِم السويسري (تشالز يوجين) بأنها عشرة مضروبة في نفسها 243 مرة من السنوات 10 243..
حتى لو تجمعت كل هذه الذرات بالنسبة المطلوبة فهذا لا يعني تكوين جزئ البروتين.. لأن البروتين له الكثير من الأشكال والتي تختلف عن بعضها في نوعية وشكل وترتيب الذرات فيها، مما ينتج عن ذلك أنواعًا كثيرة من البروتين، منها ما هو نافع، ومنها ما هو شديد السُمية0ولقد حصر العالِم الإنجليزي " ج. ب. ليثز B. Leaihes الطرق التي يمكن بها أن تتألف الذرات في أحد الجزئيات البسيطة من البروتينات فوجد أن عددها يبلغ (4810) وعلى ذلك فأنه من المُحال عقليًا أن تصنع الصدفة جزيئًا بروتينيًا واحدًا"
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 35 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

لقطة للتاريخ

الهدف من هذه اللقطة يا صديقي هو أن أكشف لك قليلًا عن المآسي التي عانت منها البشرية بسبب الإلحاد، إله القتل، فالإنسان متى فقد الإيمان، وأعتقد أنه ليس إله، ولا ثواب ولا عقاب، يتدنى لمستوى أدنى من الحيوانات المتوحشة، قد يفترس غيره، أو يفترس نفسه.
يصف " ريتشار وورمبلاند " شيئًا من العذابات التي تعرض لها أبطال الإيمان فيقول "عُذب " فلورسكو " أحد قسوس الكنيسة بواسطة أسياخ حديدية محمأة بالنار وبالسكاكين أيضًا، وقد عذبوه بضراوة، ثم أطلقوا جرذانًا جائعة بواسطة أنبوب حديدي إلى غرفة سجنه، فلم يستطع النوم بتاتًا إذ حاول أن يدافع عن نفسه بطردها عنه، متى توقف قليلًا كانت الجرذان تهاجمه وتنهش جسمه، ولقد اضطر أن يقف على رجليه لمدة أسبوعين كاملين.. لمدة أسبوعين كاملين ليلًا ونهارًا، فقد أراد الشيوعيون أن يرغموه على تسليم إخوانه في الإيمان، ولكنه قاوم تعذيبهم بشدة وصبر.
وفي النهاية أحضروا ابنه الذي كان له من العمر أربع عشرة سنة فقط، وأخذوا يجلدونه أمامه بسياطهم قائلين له أنهم سيستمرون بضربه إلى أن يعترف لهم بما أرادوه منه، فكاد الرجل المسكين أن يُجن، وقد تحمل ذلك قدر استطاعته، ولكنه لما عجز عن الاحتمال نظر إلى المتألم وقال له {يا ولدي إسكندر، عليَّ أن أعترف لهم بما يريدونه، فلا أستطيع أن أراهم يضربونك فيما بعد} فأجابه ابنه {يا والدي لا تظلمني بجعل نفسك والدًا خائنًا. أثبت يا والدي، فإن قتلوني فسأموت وعلى شفتي الكلمات يا يسوع ومسقط رأسي} وعلى إثر ذلك جُن جنون الشيوعيين وانهالوا يكيلون للابن الضربات القاسية إلى أن أزهقوا روحه الطاهرة، والدم يتناثر على جدران الغرفة في السجن. لقد مات وهو يحمد الله {أيها الفتى إسكندر أطلب من أجل ضعفي}.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
لقد كبلوا أيدينا بقيود حديدية ذات أسنان حادة من الداخل، فهي لا تؤثر علينا إن لم نأت بحركة، ولكن عندما كانت غرفنا باردة وارتعدنا من البرد القاسي، نهشت تلك الأسنان أيدينا إلى أن مزقت جلودنا.
وقد عُلق بعض المؤمنين الآخرين بحبال رأسًا على عقب، وضُربوا بوحشية ضارية مما جعل جسمهم يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال بسبب عنف الضربات، ووُضع مؤمنون آخرون في صناديق للثلج وقد غشاها الجليد من الداخل، وقد وضعوني أنا أيضًا في إحداها بثياب رقيقة جدًا، وكان أطباء السجون يراقبون السجناء داخلها من خلال ثقوب صغيرة في جوانبها، وما أن لاحظوا مظاهر التجلُّد المميت علينا حتى نادوا الحراس لكي يخرجونا منها بسرعة ويدفئوننا مرة أخرى، حتى إذا ما نلنا قسطًا من الدفء أعادونا إليها ثانية لتجليدنا، وقد أعادوا الكرة مرارًا وتكرارًا.. وهذا ما يجعلني أخشى اليوم أن أفتح ثلاجة الطعام.
وضعونا نحن المؤمنين في صناديق خشبية أكبر من حجمنا بشيء زهيد جدًا، مما لم يترك لنا مجالًا للحراك أبدًا، وقد دقوا في هذه الصناديق من كل جهاته عشرات المسامير تبلغ رؤوسها من الداخل حدة الموس. كان الأمر سهلًا إذا وقفنا فيها بسكون تام، ولكنهم أرغمونا على الوقوف في هذه الصناديق لمدة عدة ساعات طويلة، وعندما شعرنا بالتعب والإعياء وألقينا جسمنا على جوانب الصندوق طلبًا للراحة غُرزت هذه المسامير في أجسادنا.. فما صنعه الشيوعيون بالمؤمنين يفوق وصف العقل البشري وإدراكه. شاهدت الشيوعيين يعذبون المؤمنين وقد تألقت وجوههم بالبهجة، وكانوا يصرخون في وجوههم وهم يعذبونهم " نحن الأبالسة!". إننا لا نحارب مع لحم أو دم، بل مع الرياسات والسلاطين وقوات الشر الجهنمية.." (51).
وكان " أريك " أحد أعضاء اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي يخاطب فريسته من المسيحيين قائلًا " أتعلم أنني أنا الله! فبيدي سلطان الحياة والموت، والذي في السماء لا يستطيع أن يقرّر في استبقائك حيًّا، فكل شيء يتوقف عليَّ أنا. فإن شئتُ عشتَ وإن شئتُ متَ، فأنا الله" (52).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
نظرة تأمل:

الصقور:

إن الصقور التي تُحلق على ارتفاع قد يصل إلى أربعة كيلومترات ونصف تكشف مساحات متسعة، حتى أنها تستطيع أن تُميّز أرنب كامن بين الأعشاب على ارتفاع كيلومتر ونصف، وتتميَّز عيون هذا الطائر القنَّاص بأنها تحتوي على أكثر من مليون خلية بصرية، ولها قدرة على تكبير صورة الأجسام التي تراها ثمانية أضعاف، كما تتميَّز الأسماك التي تعيش على أعماق ثلاثين مترًا بأن عدسات أعينها كروية تساعدها على الرؤية في هذه الظروف الخاصة.. من أودع هذه الصقور وتلك الأسماك هذه الإمكانات الرائعة التي تحتاج إليها؟!
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 36 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

الاعتقاد بأزلية المادة وتطورها



كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
اعتقد المُلحدون بأن المادة هي الحقيقة الوحيدة الثابتة، وإنها أزلية لا بداية لها، وأنها تطوَّرت إلى كائنات حيَّة، وقد أوجد التطوُّر التنوع في الكائنات، وقال " كارل ماركس " أن المادة " ديالكتيكية " أي لها قوة قادرة على الفعل، وقال المُلحدون أن " الكائنات وُجدت من ذاتها، وكان أصلها ذرات أتت بطريقة الصدفة.. وأخذت تتكامل دورًا فدورًا بتفاعلات كيماوية من المواد غير الآلية الموجودة في تربة الأرض وغيرها من العناصر إلى أن وصلت لحالتها الحاضرة.. إن المادة قديمة أزلية، وهي مصدر كل كائن ومرجعه، وأصل الحياة، ومركز الروحيات، وذات قوة وحكمة سامية تلازمها خصائص لا تنفك عنها، تصلح لأن ترقى بها من الجماد إلى الإنسان، وذلك بتدرجها إلى أدوار متعاقبة مقودة بنواميس ثابتة" (53).
وقال "هولباخ" أن المادة ليست ساكنة، إنما هي في حركة دائبة مستمرة، ويقول "ريتشار وورمبلاند " أن الملحدين يعتبرون " أن المادة كائنة منذ الأزل وأن هذه المادة في حركة دائبة مستمرة. وأن المادة خلاَّقة خَلقت الحياة" (54).
  1. هل يمكن أن تكون المادة أزلية؟
  2. هل يمكن أن تتطوَّر المادة إلى كائنات حيَّة؟
  3. هل هناك أدلة تثبت بطلان نظرية التطوُّر؟
  4. هل يمكن أن يكون الإنسان وليد تطوُّر القردة؟
  5. هل استطاع المُلحدون تفسير ظاهرة الموت؟ وماذا كان موقفهم عند مواجهته؟
  6. المادة حقيقة ثابتة نلمسها ونحسها وندركها، فهل عدم إدراك الله بالحواس يعني عدم وجوده؟
  7. لقطة للتاريخ 2 | نظرة تأمل
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 37 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل يمكن أن تكون المادة أزلية؟

س50: هل يمكن أن تكون المادة أزلية؟
ج: في سنة 400 ق.م. إقترح " ديموكريتوس " أن المادة تتكون من جزيئات، ولأن العين البشرية لا تقوى على رؤية تلك الجزئيات لذلك تعطلت نظريته أكثر من عشر قرنًا، وفي منتصف القرن السابع عشر تبنى " روبرت بويل " فكرة " ديموكريتوس " وقال أن المادة تتكوَّن من عناصر غير العناصر الأربعة التي أقترحها أرسطو قديمًا وهي التراب والنار والهواء والماء. وفي سنة 1774م أكتشف " القس جون بريستلي " الأكسجين، وفي سنة 1776م أكتشف " اللورد هنري كافندش " غاز الأيدروجين، ثم أكتشف بعد ذلك بقليل " لافوازيه " أن الهواء يتكون من الأكسجين والأيدروجين. وفي سنة 1808م قال " جون دالتون " أن المادة تتكون من ذرات، وأن الذرات في العنصر الواحد متشابهة، وذرات عنصر تختلف عن ذرات عنصر آخر، وأن هذه الذرات تعتبر أصغر وحدة بنائية فهي لا تنقسم، وأن الخواص الطبيعية والكيماوية تختلف من عنصر إلى آخر تبعًا لاختلاف الذرات المكوّنة لهذا العنصر.. ثم أكتشف " جيسلر" و"كروكسي" و"تومسون " الإلكترونات، واكتشفت " مدام كوري " ما يشعه الراديوم.
وتوصل العلم إلى أن الذرة ليست وحدة جامدة، بل هي أشبه بالمجموعة الشمسية ففي وسطها النواة، وتدور حولها الإلكترونات سالبة الشحنة، والبروتونات موجبة الشحنة، وأن الإلكترونات لها مدارات معينة، وأعداد معينة، وبناء على هذه الإلكترونات يتحدَّد نوع العنصر، وأوضح " أينشتين " أن المادة يمكن أن تتحوَّل إلى طاقة، ووضع معادلته الشهيرة:
الطاقة الناتجة = كتلة المادة المتحولة إلى طاقة × مربع سرعة الضوء (360000 كم/ثانية)2
والمادة ذاتها تحدثنا عن وجود الخالق، ومن أبلغ الأمثلة على هذا جدول مندليف، وخصائص المياه. فبالنسبة لجدول مندليف الذي وضعه " مندليف " العالِم الروسي، وفيه رتب العناصر بناء على الوزن الذري، ولاحظ أن كل مجموعة متقاربة من العناصر لها خواص مشتركة، فرتب حدود لها، ولاحظ غياب بعض العناصر، فترك لها خانات شاغرة، وحدد مواصفات هذه العناصر، وبعد موته صدقت نبؤاته وتم اكتشاف هذه العناصر بتلك المواصفات.. فهل يمكن أن يكون هذا النظام الرائع وليد الصدفة؟!

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
فالذرة تحتوي على ثلاثة أنواع من الأجسام الكهربية:
1- بروتونات وشحنتها موجبة.
2- إلكترونات وشحنتها سالبة.
3- نيوترونات متعادلة الشحنة.
وتتجمع البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة، بينما تدور الإلكترونات حول النواة في مدارات مختلفة بسرعة كبيرة جدًا، ففي خلال جزء من مائة ألف من الثانية تدور ملايين المرات، وهذا ما يوحي بأن الذرات صامدة، بينما معظمها في الحقيقة فراغ، وكل عنصر يختلف عن الآخر باختلاف عدد البروتونات والنيوترونات داخل النواة، وكيفية انتظام الإلكترونات وعددها حول النواة، فجميع ذرات العناصر يسودها النظام المُحكم الدقيق، وتتكوَّن العناصر من عائلات، وكل عائلة متشابهة في الخواص الكيميائية مثل الليثيوم والصوديوم والبوتاسيوم، فلا يوجد أي مجال لأي صدفة عمياء أو عبث أهوج.
أما " الماء " فهو المادة الوحيدة في العالم كله التي إذا تجمدت تقل كثافتها، فكثافة الماء السائل في درجة الحرارة العادية تبلغ 1 جم، ولكن كثافة الماء المجمَّد (الثلج) فتصل إلى نصف جرام، وبالتالي فإن المسطحات المائية التي تتعرض للتجمُّد تطفو فوقها الثلوج فتصنع عازلًا بينها وبين الطبقة الأسفل، مما يتيح الحياة للكائنات البحرية، وأيضًا البلانكتون الذي ينتج لنا 70% من الأكسجين الجوي.. فهل يمكن أن يكون هذا وليد الصدفة..؟!
ولا يمكن أن تكون المادة أزلية، ولا يمكن أن يكون الكون أزليًا، وقد سبق وأوردنا الأسباب التي تدعو للجزم بأن الكون لا يمكن أن يكون أزليًا، وهي ظاهرة تراجع المجرات، وتحول كتلة الشمس إلى طاقة وضمور الأجرام السمائية، وقانون اضمحلال الطاقة، ووجود المواد المشعة للآن والكون مركّب متغيّر، فيُرجى الرجوع إلى إجابة السؤال رقم 43.
ولو كانت المادة أزلية، فمن ذا الذين وضع لها القوانين الطبيعية التي تحكم الكون كله لكيما يكون في انسجام يفوق الإدراك..؟! وكيف تلاحمت العناصر المختلفة لتكوّن جميع المواد التي توجد على سطح الأرض..؟! ومن الذي يضبط الكون بهذه الدقة المتناهية؟! (راجع س 44، 45، 46).
وتعبير أن " المادة أزلية " هو تعبير غير منطقي لأن المادة قابلة للتغيير، وليس من المعقول أن المتغير يكون أزليًا، والمادة تحمل في طياتها عنصر الضعف، وليس من المعقول أن يكون الضعيف أزليًا، وقال أحد علماء اللاهوت " هذا العالم إما أن يكون أزليًا أو محدثًا، ولا يمكن أن يكون أزليًا لأنه متغيّر.. والتغيُّر صورة من صور الاضمحلال، والاضمحلال يدل على الحدوث، وحيث أن هذا العالم مُحدَث، فلابد أن يكون له مُحدِث أحدَثه" (55).
ويقول "إدوارد لوثر كيل " أستاذ علم الأحياء " إننا نستطيع أن نستنتج أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليًا، وإلاَّ لاستهلكت طاقته منذ زمن وتوقف كل نشاط في الوجود، وهكذا توصلت العلوم دون قصد إلى أن لهذا الكون بداية، وهي بذلك تثبت وجود الله لأن ما له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه، ولابد من مبتدئ أو من مُحرك أول أو من خالق وهو الله" (56).
كما أن تعبير " المادة أوجدت نفسها " تعبير غير منطقي، إذ كيف تُوجد المادة نفسها، وهي أصلًا غير موجودة؟! وعندما قال " كارل ماركس " أن المادة ديالكتيكية لها قوة قادرة على الفعل، رد عليه " بردياييف " المُلحد بعد عودته للإيمان وقال أن عبارة ماركس بها تناقض لفظي، لأنه كيف يمكن للمادة الصلدة الجامدة أن يكون لها قوة قادرة على الفعل؟ وقال " جورج أيريل دافيز " عالِم الطبيعة " أنه ليس هناك شيء مادي يستطيع أن يخلق نفسه، وإذا سلَّمنا بقدرة الكون على خلق نفسه فإننا بذلك نصف الكون بالألوهية، ومعنى ذلك إننا نعترف بوجود إله" (57).
وردًا على القائلين بأن الصدفة أوجدت الحياة التي تطوَّرت وصارت كما نراها الآن في شكل نباتات وأسماك وزواحف وطيور وحيوانات وإنسان، نقول له هب أن الصدفة والارتقاء نجحا في إيجاد الرجل بكل أعضاءه وأجهزته التي تفوق الخيال، فهل يمكن للصدفة والارتقاء أن ينجحا في إيجاد كائن مماثل للرجل تمامًا ومخالف له في الجهاز التناسلي وهو المرأة، بهدف التناسل واستمرار الحياة على الأرض؟!!ويقول "دكتور توماس دافبر باركس " أستاذ الكيمياء " لا أستطيع أن أُسلّم بأن يكون كل ذلك قد تم بمحض الصدفة العمياء التي جعلت ذرات هذا الكون تتآلف بهذه الصورة العجيبة. إن هذا التصميم يحتاج إلى مُبدع، ونحن نطلق على هذا المُبدع الله" (58).
وإن قال " هولباخ " أن المادة ليست ساكنة لكنها في حركة دائبة مستمرة، فنحن نوافقه على هذا، ولكن ليس معنى هذا أن المادة حيَّة، وأن الحركة في المادة مثل الحركة في الكائنات الحيَّة، فحركة الذرات في الجماد لا يمكن إيقافها، بينما يمكن للإنسان التحكم في حركات الكائنات الحيَّة، وإن الكائنات الحيَّة متى ماتت فأنها تكف عن الحركة، بينما المادة الصلدة لا تموت وذراتها لا تكف عن الحركة، ومن الأمور الطريفة أن أحد المُلحدين وهو يحاضر أخذ يدلل على أن الإنسان ما هو إلاَّ مادة، فاستأذنه أحد العمال الحاضرين، وما أن سُمح له حتى رفع كرسي وألقى به على الأرض وسط تعجب الحاضرين، ثم تقدم وصفع المُحاضر على وجهه، فهاج المُحاضر وماج، وطالب رفقائه أن يعتقلونه وهو يصيح في وجهه: لماذا تصفعني على وجهي؟ فأجابه العامل بهدوء " لقد أثبت لنا على أنك كاذب يا أستاذ. فقد قلت أن كل شيء في الوجود هو مادة لا أكثر ولا أقل، فقد رفعت الكرسي ورميت به أرضًا، لكنه لم يغضب حيث أنه مادة بالفعل. ولكنني لما صفعتك على وجهك لم تفعل أنت ما فعله الكرسي، فقد اختلف رد فعلك عنه، فالمادة لا تغضب ولم تحنق كما فعلت أنت. لذلك أيها الأستاذ الرفيق، أنك على خطأ جسيم، فالإنسان هو أكثر من مادة، نحن شخصيات روحية"
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل يمكن أن تتطوَّر المادة إلى كائنات حيَّة؟

س51: هل يمكن أن تتطوَّر المادة إلى كائنات حيَّة؟
إن الهوة سحيقة بين المادة والكائنات الحيَّة، لا يمكن عبورها على الإطلاق، فالمادة يستحيل أن تصير يومًا ما كائنًا حيًّا، حتى لو خلية بسيطة كقول المُلحدين، وأن هذه الخلية أخذت في النمو والتطوُّر والتنوع، فصارت نباتات وأسماك وكائنات برمائية وزواحف وطيور وحيوانات وبشر، وهذا ضرب من المستحيل، إذ كيف تهب المادة الصلدة الحياة والعقل والغرائز الطبيعية والضمير للكائنات الحيَّة؟!
1- كيف تهب المادة الصلدة الحياة: من أين أتت الحياة للمادة؟ وهنا نلتقي برأيين، الأول أن الحياة تولَّدت من تلقاء ذاتها نتيجة التوالد الذاتي، والثاني أن الصدفة كوَّنت الخلية الأولى التي تطوَّرت خلال ملايين السنين.
أولًا: هل يمكن أن تكون الحياة تولَّدت من تلقاء ذاتها؟ والذين قالوا بنظرية التوالد الذاتي اعتمدوا على خروج الكتكوت من البيضة، والديدان من الجبن ومن اللحوم التي تترك في الهواء، وأيضًا خروج الديدان من الأرض الرطبة، ومع تقدم العلم جاء "باستير" وأوضح الحقيقة، عندما استخدم أسلوب التعقيم، فقضى على ظهور حياة من التوالد الذاتي، فالجبن واللحم اللذان يعقمان لا يظهر فيهما ديدان.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ويقول "الدكتور حليم سوريال": "ولكن تجارب العلامة "باستير" صدمت نظرية التوالد الذاتي صدمة قاتلة، فإن ذلك الباحث العبقري (باستير) أكتشف أعظم ناموس حيوي وهو أن الكائنات الحيَّة لا يمكن أن تأتي إلاَّ من كائنات حيَّة مثلها، وهذا الناموس يسري على أصغر الميكروبات كما يسري على الحيوانات الكبيرة.. وعلى ذلك نرى أنه كان يجب أن لا يكون مجال للتكلم عن التوالد الذاتي بعد باستير، ولكن عقلية الماديين غريبة ومدهشة لا تقبل التسليم بالواقع.. يناقضون أنفسهم تناقضًا بينًا ويخلقون لأنفسهم مشاكل لا يمكنهم حلها..
(أولًا) أنهم يعترفون أن التوالد الذاتي لا يحدث الآن.. ألاَّ يحق لنا أن نسأل: ما الذي جعل قوة الطبيعة والمادة تشيخ وتهدم، مالها عقمت وعجزت عن خلق كائنات حيَّة من الجمادات كما فعلت سابقًا؟ إذًا نواميس الطبيعة مُتغيرة مُتقلبة لا تثبت على حال، فإذا قالوا بذلك يُواجِهون مشكلة أخرى، لأن القول بعدم ثبات نواميس الطبيعة يترتب عليه انهيار العلم كله.
(ثانيا) أنهم يقولون أن أول الكائنات الحيَّة أعني التي نشأت بالتوالد الذاتي كانت صغيرة جدًا وعلى غاية البساطة.. هذا القول لا يتفق مع الحقائق العلمية لأن المخلوقات الحيَّة مهما كانت صغيرة الحجم لا يعتبرها العلم بسيطة، لأن البساطة لا تتفق مع مميزات الحياة، لأنه بين أصغر خلية حيوانية أو نباتية وبين المواد الغير عضوية الجمادية هوة عميقة لا يمكننا أن نتصوَّر عبورها.. إن الخلايا الحيَّة مهما صغر حجمها فهي عالم في ذاتها.. تأخذ المواد الغذائية التي تصلح لها من الوسط الذي تعيش فيه وتهضمها.. وبعد هضمها تنبذ فضلات الطعام بطرق غاية في الدقة، وبعد ذلك تستخدم الطعام المهضوم.. تخلق منه مادة برتوبلازمية تشبه المادة المكوَّن منها جسمها وتعوض بذلك المواد التي استهلكت في العمليات الحيوية.. على أن أروع وأبدع ما تشاهده في تلك المخلوقات الصغيرة هو عملية التوالد والانقسام.. لأنها تنقسم بعملية غاية في الدقة إلى نصفين متساويين تمام المساواة يصير كل منهما فردًا مشابهًا تمام التشابه لوالده" (60). وللمزيد عن نظرية التوالد الذاتي يُرجى الرجوع إلى كتابنا: مدارس النقد والتشكيك ج 3 ص 226 - 237.
ثانيًا : هل يمكن أن تكوّن الصدفة الخلية الأولى؟ هذا ما نادت به نظرية التطوُّر، فقال " تشارلز روبرت داروين" (1809-1882م) أن أصل جميع الكائنات الحيَّة هو جرثومة واحدة تطوَّرت من حال إلى حال، ومع مرور الأزمان الطويلة تنوَّعت حتى خرج منها جميع الكائنات الحيَّة على الأرض من نباتات وأسماك وزواحف وطيور وحيوانات وبشر، ويقولون أن هذه الخلية الحيَّة (الجرثومة) وجدت منذ ملايين السنين،متغافلين أن الأرض منذ ملايين السنين كانت كتلة غازية ملتهبة تتراوح حرارتها بين 1500 - 3000 درجة مئوية، وهذا يعني استحالة الحياة حينذاك، ومن يستطيع أن يتصوَّر مهما طالت الأزمان أن الخلية الحيَّة الواحدة تظل تتطوَّر نحو هدف معين فتكون أنسجة وأعضاء وأجهزة كلٍ في مكانه وكلٍ يؤدي وظيفته، ومُخ يدير كل الأمور يتكون من 10 بليون خلية، بينما يتكون الإنسان من 80 ترتليون خلية، منها الخلايا التي تكون الجلد غير الخلايا التي تكون اللحم غير الخلايا التي تكون العظم.. إلخ. هل الصدفة العمياء تصنع كل هذا الإعجاز؟!!
ويشرح " هنري م. موريس " فكرة نظرية التطوُّر ثم يعلق عليها قائلًا " تفرض هذه النظرية وجود شكل ابتدائي مكوَّن من خلية حيَّة واحدة من المرجح أن تكون قد نشأت بالصدفة نتيجة إتحاد بين مواد غير حيَّة ظهرت مصادفة، ومن هذه الخلية نشأت بالتدريج النباتات واللافقاريات عديدة الخلية، ثم الأسماك، والحشرات، والحيوانات البرمائية، ثم الزواحف، ثم الطيور، والثدييات، وأخيرًا الإنسان.. والآن فلنتأمل بصدق هذا الرأي:
هل يمكن أن تحدث حياة من إتحاد مواد غير حيَّة تم مصادفة؟ واضح أن هناك خللًا خطيرًا في هذا الفرض.. ولكي يتغلب داروين على هذا الخلل، أفترض بكل بساطة أن الحياة ظهرت في وقت ما في الماضي عندما تهيأت " الظروف " الملائمة، وهو فرض غير أمين، لأنه ما هو المقصود بالظروف؟ وإن كانت قد حدثت في الماضي، فما الذي يمنع حدوثها الآن؟! وكمحاولة لخلق مادة حيَّة من مواد غير حيَّة، تم إجراء آلاف التجارب بواسطة علماء من شتى أنحاء العالم ومن جميع التخصصات، ولكن دون جدوى أو نجاح.. لقد عجزت (نظرية التطوُّر) عن إيجاد الدليل الكافي على كيفية حدوث التطوُّر، وقد افترضت تفسيرات عديدة عن طريق عدد كبير من الباحثين والدارسين، ورغم ذلك فإن ميكانيكية عملية التطوُّر لازالت غامضة كما كانت منذ مئات السنين" (61).
وكيف يمكن للفكر أن يبرز من المادة؟! وكيف يمكن للمادة أن تتحوَّل إلى تفكير ووجدان؟! وكيف تمنح المادة الأمل والرجاء للإنسان؟! وكيف يمكن للمادة أن تصل للتنسيق العجيب في الكون..؟! إلخ.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل هناك أدلة تثبت بطلان نظرية التطوُّر؟

س52: هل هناك أدلة تثبت بطلان نظرية التطوُّر؟
ج: من المستحيل أن يكون الإنسان وليد تطوُّر القردة، فبين الإنسان والحيوان هوة سحيقة لا يمكن عبورها، كما سنرى بعد قليل، وفيما يلي نعرض باختصار شديد لبعض الأدلة على بطلان نظرية التطوُّر:
1- تفترض نظرية التطوُّر أن هناك صراعًا قائمًا بين الكائنات، ينتهي بالبقاء للأقوى والأصلح الذي يتناسل وينتشر، أما الأضعف فأنه يتعرض للانقراض، والحقيقة أن القاعدة العامة والأصل في الحياة هو التعاون والتآزر وليس الصراع، فالحشرات التي تتغذى على رحيق الأزهار، تتعاون مع هذا النبات إذ تنقل حبوب اللقاح من الذكور للأناث، والبكتريا التي تعيش في أمعاء الحيوانات تساعدها في عمليات هضم السيلولوز، ومما يُذكر أنه في شمال السودان يعيش طائر يُعرف بالسقد، يظل واقفًا يقظًا على رأس التمساح، فإذا لاح في الأفق فريسة أو عدو، يصيح حتى يوقظ التمساح من سباته، وعندما يفترس التمساح فريسته يفتح فاه لهذا الطائر الصديق ليتغذى على بقايا الطعام العالقة بأسنان التمساح، ويلتقطها ببراعة فائقة وهكذا يستمر التعاون بينهما، وأيضًا ليس دائمًا يكون البقاء للأقوى والأصلح، فالأمر يخضع لعوامل عديدة، وقد يتعرض الكائن الأقوى للموت بينما يظل الكائن الضعيف كالفيروسات حيًّا، ومما يُذكر أن فيرس الأيدز وأنفلونزا الخنازير في منتهى الضعف ولكنهما يقضيان على الإنسان، وهل ننسى أن بعوضة ضعيفة قضت على الإسكندر الأكبر أعظم ملوك العالم؟ ورغم أن الصراع دائر بين الحيوانات المتوحشة وبين الحيوانات الأليفة مثل الحملان والغزلان، ولكن مازالت هذه الحيوانات الأليفة متواجدة ولم تنقرض، ولو كان البقاء للأقوى دائمًا، فلماذا انقرضت الزواحف الضخمة مثل الديناصورات؟!
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
2- لو تطوَّرت اللافقاريات إلى فقاريات فمن أين أتت بالهيكل العظمي؟! ولو أن الزواحف تطوَّرت إلى الطيور، فمن أين أتت بالريش والجهاز الهضمي والتنفسي الخاص والدم الحار؟! وكذلك الوضع بالنسبة للحيوانات غير الثديية لو تطوَّرت لحيوانات ثديية، فمن أين لها بالأثداء؟! وأيضًا الحيوانات غير المشيمية لو تطوَّرت إلى حيوانات مشيمية وهلم جرا..
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
3- التطوُّر والتهجين يؤدي إلى تغييرات في الصنف، ولكن النوع يظل ثابتًا، فيمكن إنتاج أصناف عديدة من الحمام، ولكنه سيظل حمامًا، لن يتحوَّل إلى عصافير ولا إلى صقور، وقال البروفسور " باتسون": "أن المساعي المتواصلة التي بُذلت في صبر وطول أناة لم تسفر عن دليل واحد يؤيد تطوُّر الأنواع إلى أنواع أخرى، وكل طريق جديد وثقوا فيه أنه يوصلهم إلى دليل، إذ به طريق مسدود.. فنحن لم نستطع أن نرى يومًا كيف يحصل التغيُّر من نوع إلى نوع، أما التغيُّر في ذات النوع الواحد (من حيث الشكل أو الحجم أو اللون) فهذا نشاهده كل يوم، لكننا لسنا نشاهد تغييرًا في أصل النوع. فتغيُّر النوع ذاته عن أصله لا يزال أمرًا غامضًا كل الغموض، مع أنه جوهري بالنسبة لنظرية التطوُّر" (62).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
4- مازالت بعض الكائنات الأولية مثل الأميبا والطحالب الزرقاء والأسفنجيات والرخويات كما هي.. فلماذا لم تتطوَّر إلى أصناف أرقى؟!. وأيضًا الحفريات قد أثبتت أن الكائنات الحيَّة منذ وجودها على الأرض لم تشوش ولم تختلط ببعضها، فكل كائن حافظ على جنسه، وتحقق تمامًا قول سفر التكوين " فأخرجت الأرض عشبًا وبقلًا يبذر بذرًا كجنسه وشجرًا يعمل ثمرًا بذره فيه كجنسه" (تك 1: 13).. " وكل طائر ذي جناح كجنسه" (تك 1: 21).. " فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها والبهائم كأجناسها وجميع دبابات الأرض كأجناسها" (تك 1: 25).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
5- قال التطوريون أن عملية التطوُّر أستغرقت زمنًا طويلًا يصل إلى 2000 مليون سنة، بينما قرَّر العلماء أن الأرض حينذاك كانت مازالت كتلة ملتهبة تستحيل الحياة عليها، فكيف تم التطوُّر؟! هذا من جانب ومن جانب آخر أن العصر الجليدي ساد فترة على الأرض، وقال " كارل دانبر " أن العصر الحديث الدافئ Recent بدأ منذ 4000 - 7500 سنة مقدَّرة بواسطة الطريقة الإشعاعية Radioadive Dates (الجيولوجيا الحديثة طبعة 1960م ص 391) وجاء في " دائرة المعارف الكتابية": "لقد أمكن الآن تقدير زمن " العصر الجليدي " بعد أن كان ذلك يُفترض اعتباطًا. فقد انتهى " ج. ف. رايت" و"وينشل " وآخرون إلى هذه النتيجة وهي أن العصر الجليدي في أمريكا - وبالتالي في أوربا - لا يرجع إلى أكثر من ثمانية أو عشرة آلاف سنة، ومتى ثبت ذلك، فإن تاريخ الإنسان يصبح داخل حدود معقولة" (63).
ويقول "ج. و. داوسون": "أن كوكبنا الأرضي يبدو أنه لم يصبح مناسبًا للإنسان إلاَّ منذ آلاف قليلة من السنين " وقال العلماء مثل " كارل دانبر": "أنه قد مرَّ بالأرض عصر جليدي دام مليون سنة وهو عمر العصر البلاستوسين، وأنه كان له أربعة امتدادات غطت معظم وجه البسيطة، تخللها ثلاثة انحسارات" (الجيولوجيا التاريخية ص 391) (64).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
6- يعجز الدارونيون عن توضيح كيفية تكون الأعضاء النافعة من خلال التطوُّر دفعة واحدة، لأن العين لو مرت بمراحل تطوُّر فأنها تكون عديمة الفائدة طالما لم تصل إلى مرحلة الكمال بعد، وكذلك خرطوم الفيل لو تصوَّرنا أنه مرَّ بمراحل تطوُّر فماذا تكون فائدته عندما كان يبلغ عدة سنتيمترات، ويقول "دكتور حليم عطية سوريال": "وخرطوم الفيل واحد من أمثلة عديدة حيرَّت داروين وأنصاره المعاصرين له نذكر منها الأسماك الكهربائية المعروفة بالرعاد والأسماك المنيرة التي تعيش في قاع المحيط، والحشرات السامة، والحشرات المُقلّدة التي يشبه لونها لون النباتات، وغيرها من الحيوانات التي لها مميزات خاصة. فإن جميع تلك المميزات لابد أن تكون اكتسبت دفعة واحدة حتى تكون مفيدة" (65).
ويقول "وليم بالي " سنة 1802م " أنه من غير المقنع على الإطلاق أن شيئًا قد تطوَّر بالصدفة ليصبح مناسبًا للغرض الذي وُجِد من أجله.. كعين الإنسان مثلًا، وهنا يصبح من المقنع القول بأن هناك قوة مرشدة وراء تكوين هذا العضو وهذه القوة ببساطة من الله" (66) وأعترف داروين أنه لو ثبت أن الأعضاء المُعقَّدة لا يمكن أن تأتي عن طريق التطوُّر فستنهار نظريته بالكامل (راجع أصل الأنواع ص 99).
ومن الطريف أن إحدى الحشرات وهي "الخنفساء القاذفة" ترد على داروين، وهذه الخنفساء يبلغ طولها سنتيمتر واحد، وتعيش في أمريكا اللاتينية، وعندما تشعر بالخطر تفرز مادتي بيراوكسيد الهيدروجين والهيدروكينون، ثم تُدخِل هاتين المادتين في غرفة داخل جسمها ليتفاعلا مع مادتين أخرتين يقومان بدور العامل المساعد، وينتج عن هذا التفاعل سائل حارق يندفع من أنف هذه الخنفساء تجاه من يهاجمها فتصيبه بالعمى.. فكيف تطوَّر هذا النظام الدفاعي العجيب بمجرد الصدفة وبشكل عشوائي ليصل إلى ما هو عليه الآن؟!
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
7- لو عرف داروين قوانين الوراثة التي أُكتشفت بعده، ولو جاء داروين بعد مندل Gregor Mendel (1822 - 1884م) لتخلى داروين عن نظريته في التطوُّر وهو هادئ ومطمئن البال، والحقيقة أن قوانين مندل للوراثة كانت ضربة قاسية لنظرية التطوُّر، وأكتملت باكتشافات القرن العشرين حول الجينات وتركيب جزئ الـDNA الذي يحمل الصفات الوراثية للكائن، ويقول "هارون يحيى": "وكان حريًّا بهذه التطوُّرات أن تؤدي إلى إلقاء نظرية التطوُّر في مذبلة التاريخ، ولكن هذا لم يحدث نظرًا لإصرار دوائر معينة على تنقيح النظرية وتجديدها والارتفاع بها إلى منار العلم. ولن نفهم مغزى هذه الجهود إلاَّ إذا أدركنا أن وراء النظرية أغراضًا أيديولوجية أكثر من كونها اهتمامات علمية"
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 40 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل يمكن أن يكون الإنسان وليد تطوُّر القردة؟

س53: هل يمكن أن يكون الإنسان وليد تطوُّر القردة؟
ج: قال التطوُّريون أن الإنسان هو نتيجة تطوُّر أنواع من القردة، فأجسام بعض القردة مثل الأورانج والغوريلا ضخمة مثل جسم الإنسان، وقامة بعض القردة كالشمبانزي معتدلة مثل الإنسان، ودم بعض القردة كالليمور (النساس) يشابه دم الإنسان.
وبالرغم من أن الإنسان قريب من القردة في الأمور السابقة، وأيضًا في الناحية السيكولوجية، ولكن هناك فروق ضخمة بين الإنسان والقردة لا يمكن غض البصر عنها، ومن أهم الاختلافات بين الإنسان والقردة ما يلي:
أ - الشعر:

يُولد الإنسان بجلد أملس ثم ينمو لديه الشعر، بينما تُولد القردة بجلد مُشعر، وهذا الشعر يصاحب الحيوان طوال حياته.
ب- المشي على أربع:

بينما تمشي القردة على أربع، فإن الإنسان يمشي على قدميه فقط، وذلك لأن تركيب اليدين والقدمين في الإنسان يختلف عن الحيوان، ولهذا يمشي الإنسان معتدل القامة تمامًا بدون أي عناء، ويقول "الدكتور حليم عطية سوريال": "أن الإنسان مخلوق منتصب القامة يمشي على قدمين والقرد حيوان يمشي على أربع، وهذا فرق عظيم لأن انتصاب قامة الإنسان يستدعي تركيبًا مخصوصًا لقدميه وطول طرفيه السفليين وهيئة عموده الفقري بل وتركيب هيكله العظمي كله، ويمكن القول أن قدم الإنسان بمفرده عضو فريد لا شبيه له في المملكة الحيوانية" (68).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ج- القفز والتسلق:

تتسلق القردة الأشجار بسهولة ويسر وسرعة ورشاقة، يساعدها في هذا تركيب الأصابع، واستخدام الذيل كيد خامسة، أما الإنسان فلا يستطع أن يباري القرد في هذا، ولا حتى الأفارقة الذين يقطنون الغابات لا تصل مهارتهم وسرعتهم إلى مهارة وسرعة القردة، لأنهم لا يملكون ما تمتلكه القردة من تركيب جسماني يساعدها على القفز والتسلق.
د - حجم الجمجمة:

هناك فرق كبير بين جمجمة القردة وجمجمة الإنسان، فجمجمة الإنسان أكبر من جمجمة القرد بأكثر من ست مرات، فنسبة جمجمة القردة المتقدمة كالشمبانزي إلى جمجمة الإنسان الأسترالي الأصلي (أدنى أنواع البشرية) = 16: 99، بينما تبلغ نسبة جمجمة الإنسان الأسترالي الأصلي إلى أكثر الناس تقدمًا 99: 112، فواضح أن الفرق بينهما بسيط (13 نقطة) بينما الفرق بين القردة والإنسان الأسترالي (83 نقطة) فالإنسان إذًا يتميز بكبر حجم الجمجمة واستدارتها، وصغر الفكين وعدم بروزهما للأمام، ووجود الذقن، وضمور عضلات صوان الأذن.
ه- المخ:

(1) يبلغ وزن مخ أرقى أنواع القردة 400 جم، بينما يبلغ وزن مخ أدنى أنواع البشر 1400 جم.
(2) في القردة تجد المخ خلف الرأس ومقابل الوجه، بينما في الإنسان يوجد المخ فوق العمود الفقري.
(3) عدد الخلايا العصبية في مخ القردة نصف مليون خلية، بينما في الإنسان تبلغ الضعف.
(4) نسبة حجم المخ إلى حجم النخاع الشوكي في الأسماك 2: 1 وفي الزواحف 5ر2: 1 وفي الطيور 3: 1 وفي الثدييات 4: 1، بينما تقفز في الإنسان إلى 33: 1، وهو يؤكد التمايز العظيم للإنسان عن بقية الكائنات.
و - العقل:

يتميز الإنسان عن القردة بنسبة الذكاء العالية، والقدرة على التفكير والإدراك والتحصيل والتطوير والتعليل، والتمييز، وربط الظواهر بالأسباب والاستنتاج، والابتكار والارتقاء، والسيطرة على الكائنات والبيئة.. إلخ. مما جعل الإنسان ملكًا على الخليقة وعندما قال التطوُّريون أن الحلقة المفقودة بين الإنسان والقرد هو إنسان بجسم الإنسان الحالي، ولكنه أضعف في العقل، تساءل " الدكتور حليم عطية": "كيف يمكن لمخلوق ضعيف الجسم وضعيف العقل أن يعيش وحوله الأسد والفيل والدب والنمر وغيرها من الحيوانات المفترسة، فعمري أن هذا المخلوق لا يصلح لشيء إلاَّ أن يكون فريسة ولقمة سائغة لها" (70).
والذي يقول أن الإنسان وليد تطوُّر المادة، وقد وُجد بدون خالق، في الحقيقة هو لا يُعمِل عقله، فأقل شيء يُقال أن من خواص المادة أنها لا تشعر ولا تفكر ولا تحس، فهل الماء عندما يتحوَّل إلى جليد يتألم؟! أو عندما يتحوَّل إلى بخار يتأوه؟! والهيدروجين عندما يحترق هل يحس؟! فهل تغيرت خواص المادة عندما صارت كائنًا حيًّا فأصبحت تحس وتشعر؟! وكيف تهب المادة غير العاقلة عقلًا للكائنات الحيَّة؟! وقال " بردياييف": "أن الماركسيين لم يحاولوا أبدًا أن يفسروا كيف يمكن للوجود المادي أن يتحوَّل إلى تفكير ووجدان؟!" (71) وكيف تهب المادة التي لا إرادة لها، بل تسير بحسب نواميس الطبيعة الثابتة، أن تهب الإنسان حرية الإرادة..؟! أنظر للإنسان الذي يفكر ويشعر بذاته بالرغم أن معظم الخلايا التي عاش بها منذ عشر سنوات قد تغيَّرت، ومع هذا فالإنسان كما هو لم يشعر أنه صار إنسان آخر، ومازال يربط حاضره بماضيه، لأنه يتمتع بروح خالدة تهبه الحياة، وعندما تخرج يتحوَّل الجسد إلى جثة هامدة، فمخ الإنسان الميت لتوه هو هو لم يتغير كثيرًا، ومع ذلك فقد توقف عن العمل تمامًا.. لماذا؟ لأن الروح قد فارقته ففارقته الحياة، وأصبح مجرد مادة لا تحس ولا تشعر ولا تفكر ولا تدرك.. إلخ.
ومهما اقتربت بعض أنواع القردة مثل الشمبانزي والأورانج من الإنسان، من جهة التشريح والدم والإصابة ببعض الأمراض، لكن مازالت الهوة سحيقة بينهما، والفارق النفسي يفوق مليون مرة الفروق التشريحية، فمن الناحية النفسانية نرى الإنسان سيد الخليقة بلا منازع رغم أن جسده أضعف كثيرًا من كثير من الحيوانات، فهو لا يمتلك قوة الحيوانات المتوحشة ولا إبصار الصقر الثاقب الذي يُكبّر الصورة ثمانية أضعاف، ولا ولا.. ورغم هذا فهو مَلك الخليقة كلها، وقد أقرَّ العلماء أنه من المستحيل أن يكون عقل الإنسان هو تطوُّر لعقل القردة، فالفرق ليس في كمية الذكاء ولكن في نوعه، فالإنسان طراز آخر، مما دعى " والاس " Wallace شريك " داروين " في ابتكار نظرية التطوُّر أن يعترف بأن تحوُّل القردة إلى إنسان لا يمكن حدوثه بدون تدخل إلهي (راجع دكتور حليم عطية سوريال - تصدع مذهب داروين ص 52 - 57).
وقال العالِم الألماني " فون باير " أن الرأي القائل بأن النوع الإنساني متولد من القردة هو بلا شك ضرب من الجنون، حيث ينقل إلى أخلاقنا جميع الحماقات الإنسانية مطبوعة بطابع جديد، كما أنه لا يوجد دليل على هذا الرأي المُضحك من جهة الاكتشافات الحفرية، وقال " فيركو" أستاذ علم الأنثربولوجيا " يجب عليَّ أن أُعلن بأن جميع الترقيات الجسيمة التي حدثت في علم الأنثربولوجيا السابقة على التاريخ تجعل القرابة المزعومة بين الإنسان والقردة تبعد عن الاحتمال بعدًا كاملًا. فإذا درسنا الإنسان الحفري في العهد الرابع فهو الذي يجب أن يكون الإنسان الأقرب إلى أسلافه، نجد إنسانًا مشابها لنا كل الشبه، فإن جماجم جميع الرجال الحفريين تثبت بطريقة لا تقبل المنازعة أنهم كانوا يؤلفون مجتمعًا محترمًا للغاية، وكان حجم الرأس فيهم على درجة يعتبر الكثير من معاصرينا أنفسهم سعداء إذا ما كان لهم رأس مثله" (راجع القمص بولس عطية - دراسات في علم اللاهوت ص 28، 29).
ز - النُطق:

الإنسان هو الكائن الوحيد الناطق الذي يُعبر عن أفكاره بكلماته، ويُعبر عن سروره بابتساماته وضحكاته، ويعبر عن أسفه بحزنه ودموعه، ويستطيع أن يتواصل مع الآخرين، ناقلًا تراثه الحضاري، فدُعي الإنسان بالحيوان الناطق الضاحك، وحتى الببغاء الذي يُكرّر بعض الكلمات يعجز عن النطق بكلمات جديدة، معبرًا بها عن نفسه. وكل حيوان له صوته الذي لم ولن يتغير قط، فالكلاب مازالت تنبح لن تصهل كالخيل يومًا، ولن تصدر مواء القطط يومًا.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ح - التدين:

عندما خلق الله الإنسان على صورته ومثاله وضع بداخله حقيقة وجوده، ولذلك نجد الإنسان يسعى دائمًا نحو الله، والإنسان هو الكائن الوحيد الذي لديه الشعور الخفي بوجود الله، ودائب البحث عنه، ولذلك أرتبط بالعبادات منذ فجر حياته، وقد تجد مجتمعًا بدائيًا يعيش في الجبال أو الغابات بدون مدارس ولا مستشفيات ولا محاكم ولا مسكن مستقر ولا أية وسائل حضارية تساعده على تنظيم حياته، ولكن لن تجده بدون التعبد لإله معين، وما الديانات الوثنية إلاَّ هي محاولات بحث الإنسان عن الله، ولا تجد أي قبيلة بدائية ليس لديها ميول دينية، ولن ترى قردًا يقف منتصبًا يصلي، فالشعور الخفي بوجود الله شعور عام بين جميع الأجيال على مر التاريخ، هو شعور دفين داخل النفس البشرية كقول الحكيم " جعل الأبدية في قلوبهم" (جا 3: 11) ولهذا يقول داود النبي " يا الله إلهي أنت إليك أبكر. عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مز 63: 1) وقال القديس " أغسطينوس": "أن الله نصب في داخل الإنسان ديوانًا جعل العقل قاضيًا، والضمير مدَّعيًا، والفكر شاهدًا، وكتب بأصبعه آيات وجوده، ووحدانيته، وأزليته، وعنايته بالعالم" (72) كما قال أيضًا " إن قلوبنا ستظل مضطربة إلى أن تستريح فيك يا الله"، ويقول "ترتن": "هذا الاعتقاد غريزي في الإنسان وهو جزء من طبيعته البشرية.. فمما يؤكد لنا أنه غريزي هو كونه قويًا في الجميع، حتى في الذين يشهدون دفن أحبائهم في القبر! وهنا نسأل أنفسنا: هل يُعقل أن يغرس الله في الإنسان اعتقادا مثل هذا لو كان باطلًا" (73).
ومن الطريف يقول "وورمبلاند": "إني أعرف مُلحدًا وظيفته إلقاء المحاضرات الإلحادية، ومنها كان يكسب عيشه، كان قبل كل محاضرة يرفع وجهه إلى الله مُصليًا طالبًا إنجاح مجهوده" (74) ويقرُّ العلامة " كلارك" (1675-1729) تلميذ وصديق داروين في كتابه " إثبات وجود الله " قائلًا: لأجل أن أُثبت وجود الله أستلفت نظر القارئ إلى أننا نحمل أنفسنا فكرة عن الأبدية اللانهائية، وهي فكرة يستحيل علينا أن نلاشيها أو نطردها من عقولنا، وهي صفات يجب أن يكون موصوفًا بها كائن موجود (راجع الأسقف إيسيذورس - الإخاء والسلم بين الدين والعلم ص 37 - 43).
ويقول "ريتشار وورمبلاند": "أن النفس البشرية في هذا الوجود بدون الله هي أشبه ما تكون بجبل من الجليد في وسط محيط العالم، وما أغبى أن يظن الإنسان في نفسه أنه لا يزيد عن نتيجة تفاعلات بعض العناصر الكيماوية. إننا بحاجة إلى أب مُحب، إلى أب سماوي يهبنا الدفء والنور والمحبة" (75).
وقال الفيلسوف الفرنسي " ديكارت" (1596-1650) " إني مع شعوري بنقص ذاتي أحس في الوقت ذاته بوجود ذات واجبة كاملة. وأراني مضطرًا للاعتقاد بأن هذا الشعور قد غرسته في ذاتي تلك الذات الكاملة المتحلية بجميع صفات الكمال وهي الله.. إني لم أخلق ذاتي بنفسي، وإلاَّ كنتُ أعطيتها سائر صفات الكمال التي أدركها. إذًا أنا مخلوق بذات أخرى، وتلك الذات يجب أن تكون حائزة على جميع صفات الكمال" (76).
ط- الطبيعة الأدبية والضمير:

يتمتع الإنسان بطبيعته الأدبية في الحب الأسري والصداقة والإيثار والتضحية، ويتمتع بالأخلاق والبُعد عن الوحشية، ويتذوق الفن والموسيقى، وكل هذا يفتقده الحيوان، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وقال الفيلسوف "عمانويل كانت": "شيئان يملأن نفسي روعة وإعجابًا لا يفتان يتحددان وهما السماء ذات النجوم فوق رؤوسنا، والشريعة الأدبية في داخلنا" (77).
أما الضمير فقد أودعه الله في داخل الإنسان، فهو يعبر عن صوت الله، والضمير مثل العين التي تميز بين الأبيض والأسود، فهي لم تصنع هذين اللونين، ولكنها فقط تميز بينهما، وهكذا الضمير فهو يميز بين الخطأ والصواب، فيرفض الخطأ ويقبل الصواب، وعندما يهم الإنسان بفعل الشر يشعر وكأن هناك يدًا تمسك به، وعندما يغالب هذا الشعور ويفعل الشر، يقع تحت وطأة تأنيب الضمير حتى أن الموت يصبح أخف وطأة من عذاب الضمير، وهذا ما حدا ببعض المجرمين الذين لم تكتشف الشرطة أمرهم، للاعتراف وتلقي العقوبة، حتى لو وصلت إلى حد الأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعدام. وقد يحتج البعض قائلًا: إن ما أراه أنا خطأ بحكم ضميري قد يراه غيري صوابًا، والعكس صحيح.. أقول له أن الضمير في الأصل هو ضمير صالح، ولكن اشتهاء الشر يقلب المعايير، ويتصرف الإنسان طبقًا لما خزنه العقل من مبادئ وأحكام وما تلقاه في نشأته الأولى، فحكم الضمير هو حكم نسبي وليس حكمًا قاطعًا، وكلما كان الضمير صالحًا كلما كان نقيًا وحساسًا. وجاء في كتاب " نظام التعليم " مجلد (1) ص 150، ومجلد (2) ص 140 - 146 " لو لم يكن الضمير من كيان الإنسان لما أمكن للتربية أن توجده فيه، ولكان الإنسان، في هذه الحالة، مثل الحيوان لا يتقيد بناموس أدبي، وكما أن الإنسان المولود أعمى لا يقدر أن يميز الألوان، ولا الأصم أن يميز الأصوات كذلك، لو وُلد الإنسان بغير ضمير لكان كائنًا غير مسئول لعجزه عن التمييز بين الخير والشر، وهذا غير الواقع لأن الضمير أصلي في الإنسان.. وليس أدل على وجوده من ميل المخطئ للندم عن خطئه والاعتراف به ولو كان جريمة، ويلزم في حكم الضمير علينا فيما يجب وما لا يجب، وجود شريعة أدبية سلطانها من فوق، وإننا رعايا حكومة أدبية عليا، الضمير سفيرنا فينا فمن هو هذا الحاكم الذي هذه شريعته، وهذا سفيره فينا؟ مَن هو..؟ ألاَّ يضطرنا هذا التسليم بوجود قوة أدبية حاكمة موجهة خلف الوقائع في الكون؟ نعم! بل وتضطرنا للتسليم بأن هذه القوة عاقلة وأدبية لأنها جعلت في الإنسان ناموسًا يأمره بأن يفعل الصواب، ويشعره بالذنب وعدم الراحة حين يفعل الخطأ.. وهذه القوة العاقلة الأدبية لا يمكن أن تكون مادة، لأن المادة لا تعقل، ولا تسن قانونًا، فهي، إذًا، كائن عاقل أدبي قادر غير محدود، وليس هو سوى الله" (78).
ى - التناسل:

بينما ترتبط الثدييات الأدنى بموسم مُعين للتناسل فإن الإنسان لا يرتبط بموسم معين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
كتاب : الافخارستيا رحلة الي الملكوت عن كتاب من اجل حياة العالم - الاب الكسندر شميمن
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟


الساعة الآن 05:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024