رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يمكن أن يكون الكون أزليًّا؟ س43: هل يمكن أن يكون الكون أزليًّا؟ ج: أولًا: من المستحيل أن يكون الكون أزلي للأسباب الآتية : 1- ظاهرة تراجع المجرات:أثبت العلم الحديث أن الكون يتمدَّد والمجرات النجمية تتباعد عن بعضها بسرعات آخذة في التزايد، وجاء في مجلة العلم " هل يتمدَّد الكون المحيط بنا كما يقول بعض علماء الفلك؟ في يناير 1998م أكتشف فريق من علماء الفلك دليلًا يثبت أن الكون المحيط بنا يتمدَّد بمعدلات تزيد بشكل مستمر، ومعنى ذلك أن هناك قوة مضادة للجاذبية تعمل في هذا الكون على تمدده.. قوة طاردة تبلغ ضعف الجاذبية. أجبَرَ ذلك علماء الفلك على إعادة التفكير في نظرياتهم حول الطبيعة والمصير النهائي للكون" (18) فلو كان الكون أزليًّا، لتباعدت هذه المعجزات عن بعضها بمسافات غير محدودة، وما كنتَ تجد في السماء نجمًا واحدًا لامعًا، لأن هذه النجوم كانت ستفارقنا وتبعد عنا مسافات طويلة جدًا يصعب معها رؤية أي لمعان لهذا النجم أو ذاك. 2- تحوُّل كتلة الشمس إلى طاقة وضمور الأجرام السمائية:يبلغ حجم الشمس مليون وثلثمائة ألف مرة قدر حجم الأرض، وتبلغ كتلتها 330 ألف مرة من كتلة الأرض، ويصل وزنها 6600 بليون بليون طن من المادة، وكل ثانية تمر يتحوَّل 7ر4 مليون طن من كتلة الشمس إلى طاقة، فكم يتحوَّل منها إلى طاقة في الساعة وفي السنة وفي آلاف السنين، فبلا شك لو كان الكون أزليًا أي ليس له بداية ما كنتَ تجد على الإطلاق أي أثر لهذه الشمس، ولانحلت من حولها الكواكب بما فيها كوكب الأرض، وهكذا كل نجم يفقد يومًا فيومًا جزءًا من جسمه، فهو ليس أسعد حالًا من الشمس، وبالإجمال فإن الكون كله آخذ في الضمور والتضاؤل والتلاشي والانحلال، وهذا يتفق تمامًا مع ما جاء في المزمور " من قِدَم أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تُبلى. كرداء تغيرهنَّ فتتغيرَّ. وأنت هو وسنوك لن تنتهي" (مز 102: 25-27). فالجسم الساخن يظل يفقد حرارته تدريجيًا إلى أن يصل إلى درجة حرارة الوسط المحيط به، وهذا ما نلاحظه مع كل كوب نتناوله من مشروب ساخن نشربه، فإننا نتركه قليلًا حتى يفقد حرارته المرتفعة ويمكن قبوله، أما لو تركناه فترة أطول فأنه يبرد، ولم يعد مشروبًا ساخنًا. وبالرغم من أن درجة حرارة سطح الشمس 6000 درجة مئوية إلاَّ أنه يحدث أحيانًا أن بعض المساحات منها تنخفض حرارتها فتنطفئ وتظهر كبقع معتمة على وجه الشمس، وهي الكَلف الشمسي، وقد " بلغت مساحة إحداها 230 ألف كيلومترًا مربعًا. وباستخدام المطياف لدراسة هذه المناطق ثبت أن هناك انخفاضًا في درجة حرارة هذه البقع بالنسبة لقرص الشمس، أي أنه هناك انطفاء جزئي في هذه المناطق" (19) ومتى وصلت حرارة الكون إلى درجة الصفر المُطلق (16ر273 درجة مئوية تحت الصفر) فحينئذ يموت الكون ويُباد، فلو كان الكون أزليًّا لوصل إلى درجة الصفر المُطلق، ولانتهى من زمن بعيد. 4- العناصر المُشعة:مازالت العناصر المُشعة لها وجود في العالم، وهذه العناصر مثل اليورانيوم والراديوم، فهي ذات وزن ذري كبير، وأنويتها غير مستقرة، لأنها تنبعث منها جسيمات ألفا وبيتا وأشعة جاما، وهي بالتالي تتحوَّل من عناصر مشعة إلى عنصر غير مشع وهو الرصاص، بمعدل ثابت لا يتأثر بالبيئة ولا درجة الحرارة ولا غيرها، وهذه النسبة هي 1 /..0ر600ر7 من الجرام، أي أن جرام اليورانيوم يحتاج 7 مليون وستمائة ألف سنة لكيما يتحوَّل بالكامل إلى رصاص،إذًا وجود هذه العناصر المُشعة للآن هو إثبات أن الكون غير أزلي، ولو كان الكون أزليًّا لما وجدت على الإطلاق أية عناصر مُشعة. 5- الكون مركَّب ومتغير:ومادام الكون مُركَّب إذًا لابد أن يكون له بداية، فمثلًا المياه المكوَّنة من الهيدروجين والأكسجين لا يمكن أن تكون أزلية، لأنها قبل أن توجد كان هناك عنصري الهيدروجين والأكسجين، كلٍ على حدى، وتحت درجة حرارة معينة اتحدا معًا وكوَّنا المياه. وأيضًا الكون في حالة تغيير دائم ومستمر، فهذا نجم يوُلد وذاك نجم يموت، وهذا كائن يُولد وينمو وذاك يشيخ ويموت، وصدق من قال أن الطبيعة تلاقي الشمس كل يوم بثوب جديد، ومن المعروف أن الشيء المتغير لا يمكن أن يكون أزليًا، ولهذا لا يمكن أن ندَّعي أن الكون المتغير هو أزلي. |
|