منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 06 - 2014, 03:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

الله غفور رحيم.. فلماذا لم يسامح آدم وتنتهي المشكلة؟
ج : وهذا الحل لا يصلح للأسباب الآتية:
أ - الله كامل في رحمته وكامل أيضًا في عدله، فلو سامح آدم فإن هذا يتعارض مع عدله.. لقد حذر الله آدم من الأكل من الشجرة، وأعطاه كل مقومات عدم السقوط مثل الحكمة والشبع بخالقه والفرح الروحي، والأكل من جميع أشجار الجنة باستثناء هذه الشجرة فقط، فعندما يخطئ آدم ولا ينال العقوبة التي سبق أن فرضها الله عليه فان هذا يعتبر ضد العدل الإلهي.
ب - لو ناقض الإنسان نفسه وغيَّر أقواله فان هذا يعتبر نوع من النقص.. فكيف ينقض الله أقواله؟!.. " ليس الله إنسان فيكذب. ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي" (عد 23: 19) " هل الله يعوّج القضاء أو القدير يعكس الحق" (أي 8: 3) هل يقول الله لآدم " وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها " ولم يكتف الله بهذه الوصية بل أوضح له مغبة المخالفة " لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 2: 18) وعندما يأكل الإنسان يسرع إليه الله قائلًا: إيه يا آدم؟! هل أنت صدقت كلامي؟! أنني كنت أُخيفك فقط، لكنك لن ترَ الموت قط لأن موتك ضد رحمتي الغير محدودة.. أذهب يا آدم لن تموت. فقط لا تكرر فعلتك الشنعاء ثانية لكيما أحبك.. هل يعقل هذا؟!!

الله غفور رحيم.. فلماذا لم يسامح آدم وتنتهي المشكلة؟
ج - إن لم يمت الإنسان يكون الله غير صادق، وعلى حد تعبير القديس أثناسيوس " كان أمرًا مرعبًا لو أن الله بعدما تكلم يصير كاذبًا -حيث كان الله أصدر حكمه على الإنسان بأن يموت موتًا، إن تعدي الوصية والذي يحدث أنه لا يموت- فتبطل كلمة الله حينذاك، ولو كان الإنسان لم يمت بعد أن قال الله إننا نموت لأصبح الله غير صادق" (تجسد الكلمة 6: 3).
د - لو برَّأ القاضي الأرضي مُذنبًا، لحُسِب هذا القاضي ذاته مذنبًا في حق العدالة، فهل يحطم ديان الأرض كلها قانون العدالة الإلهية ويبرئ المذنب؟! كلاَّ.. وإن قال أحد أن القاضي الأرضي لابد أن يحكم بالعدل لأنه مقيّد بقوانين، كما إن رؤساءه يراقبونه، أما الخالق فهو حر يفعل ما يشاء نقول: نعم الخالق حُرُّ يفعل ما يشاء، ولكنه لن يفعل إلاَّ الحق والعدل وما يتناسب مع كماله الذاتي.
ه - الصَفح شيء وإصلاح الطبيعة شيء آخر، فما الفائدة إنك تصفح عن السارق دون علاجه من داء السرقة؟
هب أنك أمسكت بلص وهو يمد يده ويسرقك، وصممت أن تذهب به إلى قسم الشرطة، فأخذ يسترق قلبك ويقول لك أن زوجته على حافة الموت وتحتاج لعلاج يرد لها الحياة، وأولاده منذ البارحة لم يتذوقوا طعامًا، فرقَّ قلبك ورثيتَ لحاله وصفحتَ عنه.. تُرى هل بهذا العفو تكون قد أصلحت حاله؟ كلاَّ، لأنك ستتركه ليسرق غيرك بعد دقائق قليلة. انه يحتاج منك أن تذهب معه إلى بيته لتتأكد من صحة أقواله، ولو كان صادقًا فانه يحتاج إلى عمل شريف يأكل منه لقمة العيش، ويحتاج لمن يراعيه ويعالجه من داء السرقة حتى يُشفى تمامًا.
و - لو سامح الله آدم، فمن أدراك أنه لا يكرّر الخطأ بصورة أو بأخرى، وربما طمعًا في العفو الإلهي والرحمة غير المحدودة، ولو سامح الله كل من يخطئ وعفى عنه لتحول العالم إلى فوضى وغابة، وتضيع المهابة الإلهية.. يحكى عن أحد الملوك ويدعى سلوقس ملك لوكرى انه سنَّ قانونًا وكل من يخالفه يتعرض لعقوبة قلع عينيه، وفوجئ بسقوط ابنه في المخالفة، وتكاثر الشفعاء على الملك لكيما يعفو عن ولي العهد، إلاَّ أنه رفض وأمر بقلع عين واحدة لابنه، وقلع عينه هو متحملًا بذلك نصف العقوبة وحفظ للقانون قدسيته وللعدالة حقها بالكامل.

ويناقش القمص صليب حكيم هذا الرأي بعقل راجح وفكر حكيم فيقول " وكأن الله نسى ما سبق أن قاله لآدم وحذره منه، أو أنه كان غير جاد في وصيته وفي تحذيره له، أو أن قوله كان مجرد تهديد لآدم ليس إلاَّ، أو كان مجرد مبالغة منه في تخويفه لآدم بأنه سيعاقبه في حالة مخالفته للوصية دون أن تكون له النية في عقابه، أو كأنه بعد أن أعطى وصيته وحدَّد عقاب مخالفتها عَدَل عن قوله إذ أدرك أنه كان مخطئًا فيما قال، أو أن تقديره لظروف آدم كان إدراكًا ناقصًا، لذلك يجب عليه أن يسامحه، أو كأنه كان يريد أن يضع الإنسان في متاهة من عدم التمييز بين مكافأة المطيع وعقاب العاصي، حيث يستوي عنده الطاعة والعصيان، وبذلك يعامل القاتل كالمقتول والسارق كالمسروق.. وهكذا تتحطم كل قيم العدالة والحكمة لدى الله، وينمحي معنى الفضيلة، ويتبدد رجاء البشرية في تطلعها إلى إله عادل يجري أحكامه في مقاصدها. نعم لو كان قد غفر الله لآدم لأضحى الله بغير كلمة ثابتة، وما استطاع أن يعطي شريعة أو وصية يُلزِم بها الإنسان. لأنه بعد أن عَدل عن قوله، ولم ينفذ ما سبق أن أنذر به، واتضح أنه غير جاد فيما يقول أو أنه يخطئ في تقديره عندما يقول، فانه سوف لا يتوقع بعد طاعة من الإنسان.. بعد أن ضاعت هيبته وانعدمت مخافته لدى الإنسان بعدم ثبوت كلمته..

لو فرضنا أن شخصًا مَثَلَ أمام القاضي للحكم عليه بسبب ارتكابه جريمة قتل مثلًا، وتوافرت كل أسباب إدانته، فهل يصح أن يعفو القاضي عنه لرحمة قلبه، أو لأن القاتل ارتكب جريمة القتل لأول مرة في حياته؟!.. لو فُرض أن عفى القاضي أو حاكم المدينة عن القاتل وغفر له ولم يعاقبه، وعفا عن السارق وغفر له ولم يعاقبه، فماذا يمكن أن يحدث في مدينة هذا الحاكم أو هذا القاضي الذي يغفر كل الأخطاء.. إن الصالحين أنفسهم في هذه المدينة لكي يأخذوا حقوقهم بأنفسهم، أو لكي يردوا الشرور عن أنفسهم سيستخدمون أسلوب الشر الذي يستخدمه الأشرار.. وتصبح المغفرة والرحمة عند هذا الحاكم وبالًا على كل أهل مدينته.. وبذلك مغفرة هذا الحاكم تحوّل مدينته إلى مدينة أشرار ومجرمين..
والأمر لا يتعلق بخطية آدم وحده بل بخطايا كل البشر التي على مثال خطية آدم، لأنه إن كان الله غفر لآدم خطيته لرحمته به وأعفاه من تحمل العقاب لوجب أن يغفر لكل الناس خطاياهم ويعفيهم من العقاب (1).
ونطرح في نهاية الإجابة سؤالًا جانبيًا وهو إن كان الله لم يسامح آدم فلماذا أمرنا أن نسامح بعضنا بعضًا؟

والحقيقة كما رأينا أن الموقف بالنسبة لله مختلف عن الموقف بالنسبة للبشر، فبالنسبة لله كان لابد للعدل أن يأخذ مجراه حتى يحتفظ الله بهيبته أمام الخليقة كلها، ولو سامح الله آدم فان أبناء آدم سيتعدون على بعضهم البعض، ويضيع الهدف الإلهي من خلقة إنسان يعيش في حياة البر والقداسة والسلام، وقد صنع الله أعظم ما هو من التسامح إذ تحمل بنفسه عقاب خطايانا.. أما بالنسبة للبشر فقد أوصانا الله أن نتسامح لكيما نحفظ للمجتمع سلامه، ولا نقابل الشر بالشر حتى لا نعطي فرصة أكبر لعدو الخير، وفيما نحن نتسامح مع المسيئين والأعداء نثق في الله ضابط الكل الذي سيجازي كل واحد بحسب أعماله " لي النقمة أنا أجازي يقول الرب" (رو 12: 19) وإذا عجز الإنسان عن التسامح فانه يلجأ إلى الحاكم الذي " لا يحمل السيف عبثًا إذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر" (رو 13: 4).
ونضيف على الإجابة السابقة بعض النقاط الصغير:
أ - الخطية الموجهة ضدنا هي خطية محدودة. أما الخطية في حق الله فهي غير محدودة.
ب - قد نصفح نحن بسبب نسياننا الإساءة، وهدوء عواطفنا البشرية، وقد نصفح طمعًا في صفح الآخرين عنا. أما الله فلا ينسى ولا يتغير ولا يتساهل في الحق الإلهي.
ج - ليست مغفرة الخطية بالأمر الهين، وليست الخطية مثل القذارة التي تلتصق بجسم الإنسان فيتخلص منها بقليل من الماء، لكن الطريق الوحيد للخلاص هو سفك الدم غير المحدود.
د - ليست المشكلة في مغفرة الخطية فقط، ولكن بالأكثر في إصلاح الطبيعة التي فسدت بالخطية.
ه - حقًا إن الله يسامح، ولكنه يسامح قانونيًا، وقانون العدالة الإلهية يقتضي انه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب 9: 22) " لأن الدم يُكفِر عن النفس" (لا 7: 11) ولذلك تجسد الله وسفك دمه لكيما يرفع عقاب خطايانا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الله رحيم بيك وعايزك كمان تكون رحيم بالناس
القلق هو النظر إلى المشكلة، أما الإيمان فهو رؤية الله القادر أن يتعامل مع المشكلة
والله غفور رحيم :)
الله غفور رحيم.. فلماذا لم يسامح آدم وتنتهي المشكلة؟
غفور رحيم يا ابني


الساعة الآن 05:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024