|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدين يسر وليس عسرًا. أفلم يكن كافيًا للإنسان أن يؤمن بالإله الواحد دون التورط في تفاصيل ثالوثه المجتمع: الدين يسر وليس عسرًا. أفلم يكن كافيًا للإنسان أن يؤمن بالإله الواحد دون التورط في تفاصيل ثالوثه. المسيحي: إن الإيمان بالله الواحد هو الحقيقة الأولى المطلقة والبديهية في معرفة الله صاحب الذات الواحدة ولا يشاركه فيها موجود آخر. أما الثالوث فهو كيان هذه الذات. لأن ذات الله لا يمكن أن تكون خاوية أو أن تكون صماء أو أن يكون الله مجرد لفظ أجوف لا كيان له ولا فاعلية فيه. وأبسط ما يمكن أن توصف به ذات الله وفي نفس الوقت أكثر جوهرية لها أنها حية ناطقة، والحياة هي بالروح والنطق هو بالكلمة. وإن لم تكن ذات الله هكذا ما استحق أن يكون خالقًا للإنسان الذي يحمل صورته في ذاته، ولا أن يكون خالقًا للوجود لأنه لا يخلق إلا بقدرة وسلطان كلمته، ولا يمكنه أن يكون سر حياة المخلوقات إلا بروح الحياة القائمة فيه. إذًا فمعرفة الله الثالوث هي المعرفة الحقيقية بالله لأنها المعرفة المتقدمة به. كمن يعرف الماء كماءٍ فقط وهذه معرفة أولية ساذجة بالماء. أما عندما يعرف الماء بكيانه أنه يد2أ أي له كيان من ذرتين ايدروجين + ذرة أوكسجين فهذه معرفة متقدمة بالماء. حقًا إن كل ما يتعلق بلاهوت الله يفوق إدراك العقل الإنساني. وهو أمر يرجع إلى طبيعة الله السامية جدًا وأنه غير محدود، ولأن عقل الإنسان من التراب ومحدود. لذلك قد بدأ الله علاقته مع الإنسان بإعلان بسيط عن ذاته الواحدة كمعرفة أولية به بقدر ما تحتمل طبيعة الإنسان في البداية. ثم تقدم بالإنسان فأعطاه معرفة متقدمة بالكيان الثالوثي لذاته. وهذا ما يتماشى مع طبيعة الإدراك عند الإنسان حيث يدرك الشيء في البداية في كليته ثم بعد ذلك في جزئياته وتفاصيله حسب ما تؤيده مدرسة الجشطلت في مبحث نظرية المعرفة. إذًا هي محبة كبيرة من الله أن يعلن جوهر ذاته لخليقته بعد أن كان مجهولًا ومخفيًا، وأن يتدرج بها من معرفة أولية إلى معرفة متقدمة. وهل من الحكمة أن يطمس الإنسان ما أعلنه الله له من معرفة به وبكيان لاهوته، بل يصمم بعناد لا مبرر له على إنكار هذا الإعلان؟ إن من حق الإنسان أن يعتقد ما يعتقد ولكن ليس من حقه تحدى الله وإنكار إعلاناته للبشرية. إن الله الثالوث عندنا هو الله الحقيقي الذي عرفناه في ذاته وفي كيانه معرفة متقدمة. والذي نمجده ونحبه من كل قلوبنا ونعبده من أعماق نفوسنا، لأنه أصل وجودنا العاقل الناطق بكلمته، ووجودنا الحي المتحرك بروحه. فهو حياتنا وهو خلودنا وأبديتنا. وفي كل مرة نقف للصلاة نقر أمامه فيما يسمى بقانون الإيمان المسيحي بثالوثه الأقدس. فنحن نؤمن بالله ونعرفه كما أعلن ذاته لنا. أما الأمم فتعرفه كما تصوره هي لنفسها. |
|