منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 06 - 2014, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الفصل التاسع: قسوة الذكريات


لم تكن سارة ممّن لاقوا الدهر وهم مستلقون على أسرّة مخمليّة هانئة؛ فالشقاء كان يترصّد خطواتها كما تترصّد أسراب الغربان الجيف الميّتة.
كانت والدتها تُدعَى روحامه من مدينة أنتينوبوليس الرومانيّة في مصر الوسطَى. كانت هي سرُّ شقائها؛ فقد ارتبطت مُبّكرًا بفتى يهودي. اتّفقوا على الزواج إلاّ أنّ الشيطان قد وجد له مكانًا في إحدى جلسات البوح بمكنونات النفس من مشاعر العشق والهوى. وبعد أنْ استفاقا أدركا حجم الكارثة. ولّى الفتى هاربًا وركب البحار سعيًا وراء رزقه المزعوم في تجارة الأخشاب إلاّ أنّه لم يعد تلك المرّة وتركها نهبًا للمجتمع اليهودي الذي لاحقها بالخزي والعار. طُرِدَت روحامه من المدينة بأسرها. فما كان منها إلاّ أنْ اتّخذت من الإسكندريّة موطنًا لها تخفي بين حناياه صفحات ماضيها.
التقت رجلاً تقيًّا من ساكني الحي اليهودي. قَبِلَها في داره لتعمل خادمةً وتضع مولودها. وُلِدَت سارة على يد أم منكسرة النفس وأب غائب لم تره يومًا. كانت تنمو وينمو معها الشعور بالخوف والغربة. كانت أمّها تُحدّثها عن ضرورة الحفاظ على نفسها من غواية الحبّ لأنّه أول خيوط الخطيئة. اقتنعت الفتاة وأوصدت بابها على أحزانها ومخاوفها.
ذات يومٍ وهي تُحضِّر لصلاة السبت وتخبز خبز «الحالّا» (الخبز اليهودي الذي يمثل أحد مكونات مائدة السبت الأساسيّة)، جاء إلى المنزل إليعازر التاجر الشهير ومعه ابنه أبشالوم، وحالما وقعت عينا أبشالوم عليها شعر بأنّ قلبه يخفق خفقات قلب يعقوب حينما رأى راحيل. منذ ذاك الحين بدأ محاولات حثيثة للتقرُّب منها وكان الرفض هو موقفها الدائم. كانت تتذكّر كلمات والدتها فتؤثِر قفر الوحدة عن أزاهير الحبّ. ولكن قلبها كان يتحرّك صوب أبشالوم دون وعي منها.
ذات يوم صارحها بأنّ مبتغاه أنْ يرتبط بها برباط الزواج المُقدّس حسب شريعة الربّ، حاولت التفلُّت من الردّ إلاّ أنّ إصراره الدائم وأخلاقه الرفيعة العفيفة دفعتها لإعلان موافقتها. من يومها، بدا لسارة أنّ الحياة باسمةٌ مشرقةٌ نضرةٌ شارعةً ذراعيها التي أوصدتها طوال السنين الغابرة.
إلاّ أنّ بذور الأماني كثيرًا ما تنبت على أراضٍ ملأى بأشواك الذكريات. فقد وَفَدَ إلى الإسكندريّة وفدًا من مجمع أنتينوبوليس وأثناء تزاورهم مع بعض الأُسَر هناك، تعرّفوا على روحامه فأعلموا الجميع بما بدر منها في الماضي.
لا يستطيع اليهود أنْ يغفروا للمرأة الزانية مهما قدّمت من توبةٍ ومهما أصلحت من طرقها ومهما ارتحلت بعيدًا عن موطن إثمها وخطيئتها. وبالرغم من أنّ اسمها روحامه أي التي تتلقَّى مشاعر الشفقة والرحمة من الآخرين إلاّ أنّ الرحمةَ كلمةٌ لم تتذوّق طعمها من أيدي البشر.
ثار التقاة من المجمع الذين لم يستطيعوا أنْ يرجموها بالحجارة نظرًا للقوانين المدنيّة، فقاموا برجمها بقسوتهم وجفوتهم. طردوها وابنتها من الحي اليهودي في هَدْءِ الليل (الثُلث الأوّل منه)، فلم تجد سوى الأجورا لتبيت فيها ليلتها.
حينما استيقظت سارة وجدت أنّها وحيدةٌ، فلقد تركتها أمّها لتبيع جسدها مقابل القليل من المال لحماية ابنتها من قسوة المدينة وهول لياليها الأثيمة. عادت ومعها المال المُلوَّث بالإثمِ، ولم تَدر سارة من أين جاءت بالمال الذي ابتاع لهن بعض الطعام وليلة مأوى في نزلٍ صغير على أطراف الإسكندريّة الجنوبيّة.
كان أبشالوم يبحث عن سارة بعد أن عرف بالأمر دون جدوى. سأل عنها في كلِّ مكانٍ ولم يجد مَنْ يدلّه، فخبا الأمل في قلبه وبدأت تغرُب ذكريات الحبّ من عالمه لتتركه لليلٍ أليل.
ذات ليلة، وبينما روحامه عائدةً إلى النزل بعد أنْ جاءت ببعض المال من بئر الخطيئة، تتبّعها جنديٌ من الرومان قد استولى الخمر على رأسه. خرجت سارة للقائها وقد بدا عليها الانزعاج لتأخُّرها عن المعتاد، لمحها الجندي فحاول غوايتها، وحينما رفضت أراد أنْ يُجبِرها على الخضوعِ له، فضربته بقطعةٍ من الخشب على رأسه فسقط مغشيًّا عليه. لَمَحَها أحدُ الشباب فأخذها إلى منزله، إلاّ أنّ الأمر وصلت أصداؤه إلى قائد المئة الذي أمر بتفتيش البيوت والقبض على الفتاة. نَزَلَ الجنود على المكان يقتحمون البيوت حتّى وجدوا سارة التي حاولت الفرار مذعورة من هول القصاص، إلاّ أنّ الجنود تمكّنوا من القبضِ عليها. زُجَّ بها في السجن لمُحاكمتها بتهمةِ الاعتداء على جنديٍّ رومانيٍّ.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الفصل العاشر: مخطط السماء


كان المسيحيّون على قناعةٍ بأنّ الصلاة النابعة عن الإيمان قادرة على زحزحة الجبال. ألم يقل السيّد إنْ كان إيمانكم مُعادِلاً لحبّة خردلٍ لقلتم للجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل. ولقد تناقلوا العديد من القصص عن بطولات الكنيسة الأولى حينما كان يتوعّدها سيف الاضطهاد البارق في يمين الولاة والأباطرة. فالصلاة هي التي أخرجت بطرس بطرقٍ مُعجزيّةٍ من السجنِ مُتخطيًّا البوّابات الحديديّة ومُتحرّرًا من الأصفاد والجنود والحِراسات. كانت تلك المعجزة تجري على ألسنة عموم المسيحيّين حينما يريدون توجيه الآخرين إلى أهميّة وفاعليّة الصلاة.
الصلاةُ للمسيحي بمثابة خدرٍ آمنٍ للروح الجَزِعَة، وبلسمٍ للنفس المجروحة، وميناء للقلب الحائر، ونهضةٍ للوعي الخائر. لذا كانت الكنيسة تُصلّي وتُصلّي لتُسمِّع صوت أنينها في السماء..
أرسَل الكاهنُ وجهه إلى الشرق، ورفع يديه وقال:
أيّها السيّد الربّ ملك الكون ومالك الخليقة
لم تزلْ الأمم تتآمر على فتاك يسوع.. ابنك الحبيب
أطلقوا من حناجِرهم سِمَّ الأفاعي وتعاهدوا على بيعتك وأتباعك
حملانك رابضة بين أنياب الذئاب
وزهراتك مُتفتّحة بين أشواك الوعر
أنت أطلقتهم ليُعطّروا الكون بأريج المحبّة الطاهر
فسَرَت رائحة الحبّ تقضّ مضاجع ساكنو مستنقعات الظلمة
رأوا وجهك في وجوههن.. هبّوا ليعيدوا مذبحة الجسثيمانيّة من جديد
قُم أيّها الربُّ الإله.. مِدّ يدك لانتشالهم من لُججِ الظلمة
من أجل دمائك التي خضّبت الكون
انهض لنصرة كنيستك.. ولتصِر ضيقتنا مجدًا لاسمك
أنت تسمع للقلوب الُمنكسرة
أنت تُنصِت للصرخات الدفينة تحت رمال الظلم
ليس لنا آخر نلتجِئ إليه سواك
أنت مالكُ مخارج الحياة
إلى مَنْ نذهب وكلمات الحياة في يمينك القادرة
إنْ أردت أنْ تحتضن فتياتك الصغيرات وتُلْبِسهم أرجوان الشهادة
فلتكُن مشيئتك
وإنْ أردت أنْ تُطلِقهم من بين قضبان السجن بمعجزةٍ باهرةٍ
فلتكُن مشيئتك
فقط نطلب السلام للقلوب الجريحة
السلام.. السلام.. أّيها الربّ مُخلّصنا
وليملأ روحك القدّوس جماعتك لتسير خلفك ولو إلى قبور الموت
فالموتُ معك معبرٌ للحياة وبدءٌ للقيامة
السلام والإيمان هما طلبتنا أيّها الربّ الإله
فاسمع لصلوات عبيدك
لك المجد إلى أبد الدهور.
آمين.
خرج إليوس من الكنيسة وهو مُنفطِرُ القلب، جريح الفؤاد، نسَى ما جرَى بينه وبين أبولّلونيا وأصبح غارقًا في دوّامات الضيق ممّا يجري في المدينة، وهنا تذكّر كلمات أبولّلونيا عن حريّة العقيدة والإيمان، شَعَرَ وقتها أنّ المدينة والوالي يُمارسون ضغوطًا غير شريفةٍ ضِدّ المسيحيّين، وأنّه لولا تلك الضغوط لصار الكثيرُ من أتباع سيرابيس أتباعًا للمصلوب!!
كانت الصورة الورديّة الحالمة التي طالما تجمّلت في الموسيون تتفسَّخ تحت شمس الحقيقة، وكذا مياه المعرفة التي اختزنها في بحيرات عقله تُهرَق وتنسكب وتسيل ندمًا على سنوات الخيال والحُلم..

رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

دخل الضابط مينوس إلى مجلس الوالي، وقال له: ما هذا الذي أسمع؟
ما الأمر يا مينوس؟ سأله الوالي.
- هل ستقتل الفتيات المسيحيّات لأنهن كُنّ يرعون الفقراء والمساكين؟!
- هوِّن عليك يا مينوس، فلقد كانت الرعاية هي الطُعم لاجتذاب الأتْباع.
- إنّ هذا ليس صحيحًا، فحينما سمعت بالأمر ذهبت وتحدّثت مع أحدهم في بيت المحبّة، ووجدت أنّه باقٌ على ولائه لسيرابيس، وحينما سألته إن كُنّ أغرينه بالطعام مقابل الإيمان، أجاب بالنفي، وأكّد لي أنّهم لا يتحدّثون بإيمانهم إلاّ حينما يُسألون، ويُجبن على قدر السؤال دون ممارسة أيّة ضغوط!!
كان مينوس من أشهر ضبّاط الفيلق الروماني المُرابِض على ميناء الإسكندريّة، وكان مشهودًا له بالشرفِ والأمانةِ والحقِّ بين الجميع. كانت بطولاته الحربيّة هي ما أكسبته هيبةً ووقارًا في أي مجلس يحلّ فيه. وكان الوالي يثق فيه بسبب تلك الخصال التي يندر وجودها وسط المطامح الشخصيّة والدسائس التي صدّرتها روما إلى باقي مُدنها.
- ما لك ثائرًا يا مينوس؟؟
- مولاي، لا أريدك أنْ تندفع وراء السيرابيوم والجمنزيوم والموسيون، فلكلٍّ مصالحه في المدينة وأنتَ تعلم هذا..
- ولكنّهم أصحاب كلمة ولهم مكانة عند شيوخ المجلس في روما والمتردّدين على الإسكندريّة.
- عُذرًا يا مولاي، إنّهم لا يبحثون إلاّ عن مصالحهم الخاصّة وتجارتهم ومكانتهم دون النظر إلى المدينة التي تتهاوى بسبب تعصُّبهم البغيض. هل تنس ما حدث مع اليهود وكيف دخلت البلاد في حالةِ فوضَى وهياج ومات جرّاء ذلك عشرات الآلاف لأنّهم أوغروا صدر الإمبراطور من جهتهم ومارسوا ضغوطهم على الوالي آنذاك. ولكن هذه المرّة ستهتز مكانتك في روما بشدّة إن سُمِعَ أنّك تنقاد إلى الموسيون والسيرابيوم.
قام الوالي من مجلسه وبدأ يتحرّك جيئةً وذهابًا وهو يُفكّر في كلمات مينوس، ثمّ قال: وماذا ترى؟
- أرى أنْ تُعاقِبهم وتُطلِقهم.
بدت على وجهه إمارات الموافقة، وقال: فليكُن، أصدِر الأمر بجلدهن ثلاثين جلدةٍ.
صدر القرار على الفتيات المسيحيّات بالجلدِ ثلاثين جلدةٍ وفي نفس الوقت على سارة بالجلدِ أربعين جلدة..
__________________
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الفصل الحادي عشر: ضريبة الحب

تدحرج المِزلاج الصَدِئ الذي يُوصِد بوابة السجن على الفتيات، وجاءهم صوتٌ أجش يُلقي عليهم بالقصاص ويُنبئهم بموعد الجلدات.
تجرّعت الفتيات المسيحيّات الحُكم بقلوبٍ هادئةٍ وكأنّه كأسُ سمٍّ قد ارتسمت عليه علامة الصليب فانتُزِعَ منه الأذَى. بينما سَمِعَت سارة بالقصاص فبدأت تبكي وتنتحب وكأنّها تستعطفُ الأقدار لتتركها وترفع عن كاهِلها لعنات الماضي. فما كان من ماريا إلاّ أنْ توجّهت نحوها واحتضنتها بقوّةٍ وهي تقول: لا تخافي فنحن معك.
بدت على وجه سارة نظرة حائرة ولكنّها استسلمت لحضنها الدافِئ بالحبّ الذي حُرِمَت منه منذ زمنٍ بعيد..
اقتاد الجنود الفتيات إلى الملعب حيث الحشود مُجتمعة. فقد كان اليوم ذكرى ميلاد الإمبراطور وكانت تجري الاحتفالات في المدينة. بدأت الألعاب في الملعب بإعلان ذكرى مولد الإمبراطور الأعظم، وسط تهليل وتصفيق المجتمعين. دخلت فرق العدو والمصارعة للنزال وحصد المكافآت. لم تكن تلك الألعاب لتستهوي الجموع الذين أرادوا إثارة الدماء، فقد درجت العادة على أنْ يُعَاقب بعض المُجرمين وسط الألعاب لإضفاء الإثارة. نَزَلَ أحد المُدانين (كان قد قام بقتل ثلاثة من الجنود الرومان) وهو يحمل خنجرًا في يده بينما حاصره عشرة جنودٍ عليه نزالهم، وقد باءت مُحاولاته بالفشلِ فكانت ضرباته العفويّة تُقابَل بطعناتٍ من سيوفهم، وكانت الدماء تسيل منه بغزارةٍ وهو لا يقوى على الوقوف على قدميه، حتّى ضربه أحدهم بسيفه ضربةً أودت بحياته وسط صيحات وهتاف الجموع. لم تكُن الجموع ترتاع أمام موت هؤلاء المُدانين، فموتهم ليس سوى سفكٍ لدماءٍ رخيصةٍ تجري في عروق العامّة والدهماء كما قال المؤرِّخ تاسيتس من قبل.
أخرجوا جسده بينما دخلت الفتيات ليُلاقين القصاص على مرأى ومشهد من الجموع. قرأ جندي ذو صوتٌ جهوري أسباب العقاب.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

تهيّأ الجنود للجلدِ بأنْ لوّحوا بسياطِهم يمينًا ويسارًا فأصدرت صفيرًا وكأنّه أنين الهواء. أوثقوا الفتيات، كلٌّ منهم على خشبتين متقاطعتين وبدأ الجلد..
كانت سارة تبكي وتصرخ من فرط الألم؛ آلامها لم تكن من لسعات السياط فقط، ولكن من قسوةِ الحياة عليها..
وفي المقابل كانت الفتيات المسيحيّات يتلقين الجلدات بتأوّهاتٍ مكبوتةٍ ولكنّ الإنهاك والألم بدا على وجوههن. نجحن في الحفاظ على رباطة الجأش ورسمن ابتسامة على ثغرهن بَدَت مُحيّرة للجموع التي كانت تهتف لتُحمِّس الجنود المُوكلين بالجلدِ.
كان الجنودُ أشبه بكواسرٍ انقضّت على فريسةٍ، وأنيابها هي السياطُ الذي تمزّق به ظهور الخراف الوديعة. كانت تنتفض ظهور الفتيات كما لطفلٍ لَسَبه عقربٍ على حين غرّةٍ.
وبالرغم من كون ماريا هي الصغرى، حتّى إنّ أخواتها كُنّ يخفن عليها بسبب جسدها الضعيف، إلاّ أنّها أبدت ثباتًا مُنقطِع النظير أمام وحشيّة الجلدات.. كانت تستجمع قواها لتنظر إلى سارة لتُهدّئ من روعها وتحاول أنْ تصرف تركيزها عن آلام الجسد..
كانت روحامه تقف بين الجموع مكلومة القلب وهي ترى ابنتها تلقَى هذا العذاب دون سببٍ أو جريرةٍ سوى الحفاظ على عفّتها. لم تُسمَع تأوهاتها وسط صيحات الجموع الوثنيّة الهائجة المُتعطّشة للدماء.. فضجيج العالم القاسي أعلى دائمًا من تأوّهات القلوب المنكسرة.
كان المسيحيّون واقفون وهم يُصلّون بأنْ يُعطي الربُّ القوةَ والعونَ للفتيات لتحمُّل آلامات السياط. كانت دموعهم السخينة لا تُلاقي شطوطًا على وجناتهم، بينما كلمات الكاهن كانت تتردّد في عقولهن:
إنْ ضُرِبَت ميلانيه تأوّهنا نحن، وإنْ توجّعت إيلارية بكينا نحن، وإنْ جُرحَت ماريا طُعنّا نحن..
كُنّ يشعرن بالجلداتِ تحفرُ أخاديدَ في قلوبِهم، ولكنّ الرجاء كان يُحوّلها إلى أودية خصبة يرعَى فيها الروح ليُثمر فرحًا وسلامًا ومعاينةً لجمال المجد الإلهي.
أنهَى الجنودُ الجلدَ على أحسن ما يكون، تاركين بركةً من الدماء حول الفتيات. أخرجوهن إلى الخارج وطرحوهن على قارعة الطريق.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

قَفَزَت جموع المسيحيّين يحملون الفتيات بهدوءٍ ورفقٍ وكأنّهم يتبرّكون من جراحاتهم، وفي المقابل لم تجد روحامه مَنْ يحمل معها سارة التي غابت عن الوعي.
أشارت ماريا بيدها المُنهكة إلى سارة، فوجّهت أعين الجموع إليها. قام جمعٌ منهم بحمل سارة وسط دموع الأم.
وفي الليل، اجتمع الكثيرُ من المسيحيّين الحاملين شموعًا، حول الأَسرّة التي كانت ترقد عليها الفتيات وسارة بجانبهن، وكأنّهم يستلهمون منهن إيمانًا، ويعاينون في وجوههن قبسًا من مواطني العالم الآخر. كانت الفتيات تجسيدًا حيًّا لذكريات الإيمان في تاريخ الكنيسة القريب -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- سَهَرَ الجميعُ على راحتهن بعد أنْ عَصَبن جروحهن الغائرة وأطعموهن قليلاً من الحساء ليتشدّدن بعد الصراع مع عماليق..
انطفأت السُرُج ليخلدن إلى النوم بعد يومٍ عاصف.
خرجت روحامه إلى خارج الغرفة. ذهبت لتشكر الجميع على ما أبدوه من رحمةٍ ورأفةٍ تجاه سارة. كانت الدموع تخنق الكلمات فلا تستطيع تمييزها. طمأنها الجميع بأنّ سارة ستلقَى نفس العناية والرعاية كالفتيات المسيحيّات. همّت روحامه بالرحيل، فسألوها أين تقطن؟ فأجابت أنّها ستذهب لتبيت ليلتها على أرصفة الأجورا حتّى الصباح ثمّ تعود لتطمئن على سارة. إلاّ أنّهم هيّأوا لها مكانًا للمبيت وألّحوا عليها حتّى قَبِلَت أنْ تبيت ليلتها بجوار سارة.
على الفراش استلقت روحامه وهي تُصلّي قائلة:
أيّها السيّد الربّ، هل تعاقب ابنتي بسبب خطيئتي؟
وهل تفتقد ذنوبي في وحيدتي؟؟
وهلّ من رحمةٍ وغفرانٍ لمَنْ هي مثلي؟؟
كانت كلماتها مُخضّبة بدموعٍ مدرارةٍ لا تتوقّف ولا تنتهي..
إلاّ أنّ الاستجابة كانت أقرب من طموحها ورجائها..
__________________
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الفصل الثاني عشر: خيوط الغفران الأولى

بدأ الصباحُ يُرسِل خيوط النور، الذي شكّل هالات على أوجه الفتيات النائمات، فأضفَى على وجوههن حُسنًا إلهيًّا. دلفت روحامه إلى الغرفة ووجدت أنّ سارة لا تزال نائمة. خرجت ووقفت في شرفة النَزْل المُطلّ على الأفق المُفْتَرَش ببناياتٍ صغيرةٍ.
جاءها صوتٌ من الخلف قائلاً: هل نمت جيّدًا؟
التفتَت وكأنّ شخصًا أيقظها من سُباتٍ عميق، وأجابت: أُبارك الربّ.
كان الكاهن قد عَلِمَ ممّن قضوا ليلتهم في الغرفة مع روحامه أنّها كانت تجهشُ بالبكاء طوال الليل. فما كان منه إلاّ أنْ ذهب ليطمئن عليها ويعرف سبب الحزن الذي يرتسم على وجهها وكأنّه جزءًا منه أو بالأحرى هي جزءٌ منه.
- أنا أعلم أنّ جراحَ الأبناءِ قاسيّةٌ على قلوب الأُمّهات، ولكن عليكِ أنْ تجتازي هذا الأمر.
- إنّ آلام ابنتي هي جزءٌ من مأساتي؛ فالمستقبل لا يُنبِئ سوى بالألم لي ولابنتي.
- لماذا هذا اليأس من الغد، فالغد في يدِّ الله ومنه نتلقَّى الخيرات حسب إرادته من جهتنا..
- ولكني صرت مرفوضة من الله، لقد حوّل وجهه عني، لذا فغدي هو إطلالةٌ من الشرّ الذي يتربّص بي منذ زمنٍ بعيد.
- إنّ الله لا يرفض مَنْ يأتون إليه، بل يحنو عليهم ويجتذبهم بكلمات محبّته وبعنايته الأبويّة. ألم تسمعي ما قاله إشعياء النبي: كإنسانٍ تُعزّيه أمّه هكذا أُعزّيكم أنا.
- إنّ الله يُعزّي شعبه، أمّا أنا فمرفوضة كلّ الرفض.. قالتها وهي تنظر إلى البحر في الأفق البعيد وكأنّها تلتمسه أنْ يُرسِل موجةً عاتيةً لتبتلعها وتُلقي بها في غياهب النسيان.
- لقد قال الربّ: مَنْ يُقبِل إليّ لا أُخرجه خارجًا..
- هذا الكلام الحَسن ليس لأمثالي من الخطاة.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

- يبدو أنّ هناك صخرةٌ جاثمةٌ على صدرك تقف عائقًا بينك وبين الله.
طرقت برأسها إلى أسفل وقالت: نعم.. إنّها صخرة لا تتحرّك، ويتفتّت عليها رجائي في غدٍ آمنٍ.
- يمكنك البوح بآلامك، فنحن نُشارِكُ بعضنا البعض في الضيق والفرح..
- نظرت إلى وجهه فرأت نظرات حانية صادقة آمنة، لن تنتهك حُرمة سِرَّها الأليم. أطرقت بعينيها إلى أسفل وهي تقول: لقد أسلمت جسدي للخطيئة من أجل المال بعد أنْ طُرِدتُ من بلدتي وعملي وأهلي، حتّى رجال المجمع لم يُلقوا عليَّ برداء الرحمة حينما تعرّيت من ثوب الطهارة بل رموني بحجارةِ الرفضِ..
ابتسم الكاهن في وجهها وكأنّه أضاء كَونها المُظْلِم بنورِ الحياة وقال: ألم أقل لكِ مَن يُقبِل إلى الآب يلقَى غفرانًا..
- إنّ الشريعة ترجم الزانية..
- ليست شريعة الربّ الإله الكلمة، يسوع المسيح.. هل تعرفين ماذا فعل حينما أتوا إليه بامرأةٍ زانيةٍ وهي مُمسكةٌ في إثمِها وألقوا بها عند أقدامه في طرقات أورشليم؟؟
- ماذا فعل؟!!
- قال للجموع: مَنْ كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجرٍ، ومال إلى الأرضِ وبدأ يُدوِّن خطاياهم بأصبعِه على التراب، فأخذهم الخزي والخوف من الفضيحة وتركوا الحجارة والساحة وانصرفوا جميعًا. لم يبق سواه والمرأة، فقال لها: أنا لا أدينك، اذهبي ولا تخطئي..
كانت روحامه مأخوذة بكلمات الكاهن وكأنّه ينسج ثوبًا من الرجاء ليستر به عري خطيئتها..
بَكَت حينما سمعت تلك الكلمات وكأنّ دموعها مياهٌ ألقت بها العناية الإلهيّة لغسل نفسها المُتدنِّسة باليأس، وقالت: لقد سمعت عنه كلامًا سيّئًا حينما كنت بين أقراني من اليهود.
- إنّ المسيح لاقَى من اليهود مقاومةً عنيفةً لأنّه جاءهم بالحبّ وبالفهم الكامل للآب ولوصاياه، بينما هم أرادوا موطِنًا أرضيًّا يُملِّكه إياهم ملكٌ قويٌّ ذو بأس في الحروب والقتال.
قالت روحامه: من فضلك حدّثني عن الربّ يسوع هذا، ما هي قصّته؟
جلسا يتجاذبان أطراف الحديث معًا عن الربّ يسوع المسيح سحابة النهار. كانت نسائم البحر تُرسِل رائحتها وكأنّها عطر الخليقة الجديدة التي بدأت تُعبّق قلبها الرطب المخنوق بزُّهْمِ (رائحة نتنة) اليأس، لخلق كينونة جديدة منطلقة بقوّة الرجاء.. كانت كلماته عن يسوع تلدها من جديد وكأنّ مجدليّة جديدة على وشك الانضمام لرَكْبِ المُخلِّص.
- إنّي أريد أنْ أصير مسيحيّة وأسير خلف هذا الإله الحاني.. قالتها بحسٍّ مشبوب بالفرح..
- إنّ الإيمان ليس شيئًا هيّنًا وتبعيّة المسيرة مع الربّ ليست بالشيء الميسور؛ فهناك ضريبة يدفعها كلّ مَنْ يعبُر من الظلمة إلى النور.. ولكنّ أتعاب العالم لا تضاهي لحظة تجلٍّ للمُخلِّص في أرجاء روح الإنسان.. عليكِ أولاً أنْ تتلقّني أساسيّات الإيمان المسيحي، وبعدها تُقرّرين ما يتوجّب عليك فعله.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

- وأين أتلقّنها؟
- عند المُعلِّم.. كليمندس..

رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي
إنّ الأيامَ كموج البحر كثيرًا ما تلفظ أسرارها التي غابت ليالٍ طويلةٍ في الأعماق. ولكن كثيرًا ما تبوح الأيام بأسرارها ولا تجد آذانًا لتأويها وتُحوِّلها إلى إعلانات.
جلس أبشالوم في الحانوت وهو واجمُ الفكرِ. كان عقله يتأرجح ما بين سارة التي اختفت فجأةً دون سابق إنذار، وبين ما حدث من قادة المجمع مع والدتها، وبين كلمات الرابي موشى المتشدّدة ورفضه الحديث مع المسيحيّين.
دخل إلى الحانوت، أبنير العامل، وهو يقول: هل سمعت ما حدث في الملعب اليوم.
- ما الجديد؟
- لقد جلدوا أربعة فتيات؛ منهم ثلاثة مسيحيّات لأنهنّ كن يُبشِّرن بالمصلوب للفقراء، والرابعة لأنّها ضربت جندي روماني.
- هل ضَرَبَت فتاة مسيحيّة جندي روماني؟!!
- لا، فالفتاة الرابعة ليست مسيحيّة، ولكنّها ضَرَبَت الجندي حينما حاول التعرُّض لها. هذا ما سمعته من صديقٍ لي كان مارًّا بالمكان ليلاً.
- إنّها حقًّا لجريئة!!
دخلت إلى الحانوت سيدّة تسأل عن قنينةٍ من الزجاج المُلوَّن لحفظ الخمور. قام أبنير بعرض عِدّة قطع عليها. حرّكتهن يمينًا ويسارًا، واستقرّت على إحداهن. دفعت المال لأبشالوم وخرجت.
قال أبنير: يُقال إنّ الفتاة الرابعة يهوديّة الأصل..
- يهوديّة!! وكيف لم نسمع بهذا الأمر لنرفع احتجاجنا إلى الوالي؟ فهل يستبحن فتياتنا ونحن صامتون!!..
- إنّها كانت تبيت في نزلٍ على الطرف الجنوبي من المدينة..
- وكيف تبيت فتياتنا هناك ولا يأتين إلى حيِّنا حيث يمكننا أنْ نوفّر لهن المأوى والغذاء بعيدًا عن مظال الفساد الوثنيّة؟
- لا أعلم..
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:27 AM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

- اذهب وتحرّى عن الأمر ولا تَعُد قبل أنْ تأتي لي بالأخبارِ الكاملةِ.
خرج أبنير مُسرِعًا متوجّهًا إلى الحي الغربي..
وبعد حوالي الساعة عاد إلى الحانوت وهو يقول بصوتٍ قطعته لهثاته المتواترة:
- إنّ الفتاة تُدعَى سارة وهي..
قاطعه أبشالوم وهو يقفز من مقعده ويقول: أتقول سارة..
- نعم.
- وأين هي الآن؟
- في نزل المحبّة الخاص بالمسيحيّين..
خرج أبشالوم مسرعًا متوجّهًا إلى هناك، لعلّه يجد عند المسيحيّين حُبَّه المفقود..
__________________
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا قليلي الإيمان الراهب سارافيم البرموسي
سماؤنا الراهب سارافيم البرموسي
وجهٌ من نور الراهب سارافيم البرموسي
مقالات أبونا الراهب سارافيم البرموسي
ميلاديات أبونا الراهب سارافيم البرموسي


الساعة الآن 10:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024