24 - 06 - 2014, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص جرجس الشنراوي كان القمص جرجس الشنراوي من رجال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر، وذلك بحسب شهادة العلامة إقلاديوس يوحنا لبيب الميري (بك) (+ 9 مايو 1918م)، حيث قال عنه في هامش بكتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية المطبوع من مائة سنة (1911م) أنه عاش من نحو مائة وعشرين سنة تقريبًا، أي أنه عاش قبل نحو 220 سنة تقريبًا من يوم تسطير هذه السطور. وعلى ذلك كان القمص جرجس معاصرًا لكلًا من البابا يؤانس الثامن عشر الـ 107 (1769-1796م)، والبابا مرقس الثامن الـ 108 (1796- 1809م) ، والبابا بطرس السابع الـ 109 (1809- 1852م)(4). ومن المهم جدًا أن نُشير هنا إلى أن القمص جرجس الشنراوي كان معاصرًا للبابا مرقس الثامن، الذي كان من بين شعراء ذلك العصر، ومن ثم كان أحد الذين أسهموا بشكل كبير في كتابة عدد لا يُسهان به من مدائح وقطع الصلوات المحفوظة بكتاب الإبصلمودية الكيهكية المقدسة بالإضافة إلى مدائح تُقال في توزيع الصوم المقدس(5). الأمر الذي يدفعنا للتفكير مليًا في سبب ظهور هذا الكم من المدائح التي ملئت مخطوطات كتاب الأبصلمودية الكيهكية المقدسة المتنوعة، ولماذا شهر كيهك بالذات الذي يحظى بهذا الإهتمام البالغ من الشعراء؟ فهل حفظت لنا المخطوطات الباقية من ذلك الزمن بمدائح لسهرة مشابهه لسهرة 7و 4 بشهر كيهك في موسم طقسي أخر؟ فقد كانت مفاجأة لىّ شخصيًا حينما عثرت على مخطوطة لإبصلمودية مقدسة تخدم فترة الصوم المقدس (الكبير) تشتمل على كم لا يُستهان به من الإبصاليات القبطية والمدائح العربية بالإضافة للهوس الصيامي التي تكفي لسهرة تشبه السهرة الكيهكية، في ليالي آحاد الصوم المقدس، ستكون محل دراستنا في العدد القادم إن أحب الرب وعشنا. كما عاصر من أساقفة البهنسا كلًا من: الأنبا ميخائيل أسقف البهنسا والجيزة والفيوم (1781- 1786)(6)، والأنبا كيرلس أسقف البهنسا (1796م)(7)، والأنبا متاؤوس أسقف البهنسا وبني سويف والفيوم والجيزة (1798 ـ 1820م)(8). وكذلك عاصر الأرخن الكبير المعلم ابراهيم الجوهري (1725-1795م). اسمه: ذُكر اسم القمص جرجس الشنراوي بأكثر من طريقة في المصادر والمراجع المختلفة، مثل: - الايغومانوس جرجس عبد الله خادم بيعة الملاك الجليل ميخاييل بناحية شنرى بولاية البهنساوية(9). - القمص جرجس الشنراوي(10) الكبير(11). تاريخه: رُسم القمص جرجس كاهنًا على الكنيسة المذكورة أعلاه، وهى كنيسة أثرية ذكرها أبو المكارم (1209م)، والمبنى الحالى بُنى سنة 1592 ش (75/1876م)، وأدخلت عليه تجديدات أكثر من مرة. والكنيسة تابعة اليوم إداريًا لمركز الفشن محافظة بني سويف، وكنسيًا لإيبارشية ببا وسمسطا والفشن. بينما قديمًا كانت إداريًا تابعة لمركز مغاغة، بمديرية المنيا، وكنسيًا لإيبارشية البهنسا، التي صارت تُعرف فيما بعد باسم إيبارشية بني سويف والبهنسا، والتي كانت تخدم محافظة بني سويف كاملة بالإضافة لأربعة جهات أو مناطق (مراكز) من مديرية (محافظة) المنيا، وهي: مغاغة والعدوة وبني مزار ومطاي وبعض القرى التابعة لمركز سمالوط. كان يتقن اللغتين العربية والقبطية وقد وضع بهما عدد من المدائح الكنائسية. وكان متزوجًا من سيدة فاضلة كانت تُدعى الست دميانه متعددت المواهب، حيث أشتهرت بنساخة الكتب (المخطوطات)، علاوة على مهارتها في مهنة تركيب الأحبار والألوان اللازمة لهذه الحرفة، بالإضافة إلى حرفة نسج الحرير ورمي التلي(12). عرفنا من أولاده أثنين من الكهنة أحدهما: مكسي الذي كان شاعرًا مغرمًا بعمل المدائح الكنائسية مثل والده، والثاني كان يُدعى القمص حنا، لم يصلنا من نشاطه شئ، وهو والد القمص جرجس وكيل شريعة الأقباط الأرثوذكس بشنرى، وهذا الأخير هو الذي أهتم بطباعة أعمال جده القمص جرجس الشنراوي الكبير. أما الابن الثالث لهذا الأب (القمص جرجس الكبير) والذي وصلتنا أخباره، فكان يُدعى سُليمان الذي كان يعمل وكيلًا لأحد الشفاليك بالمديرية وقتها، وهو والد القمص بطرس سليمان كاهن كنيستي السيدة العذراء بالفجالة ورئيس الملائكة الجليل ميخائيل بحدائق القبة المعروفة باسم الدير البحري بحدائق القبة بالقاهرة (+ 1907م)(13). أعماله: I الموجودة بكتاب الأبصلمودية الكيهكية: 1- ذكر العلامة إقلاديوس لبيب، بكتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية أن القمص جرجس الشنراوي هو مؤلف المديحة الواطس العربي للثلاثة فتية القديسين التي تُقال على Ariyalin، وطلعها: "الله الأزلي قبل الأدهار. أرسل ملاكه المختار..."(14). 2- وكذلك ذكر أنه مؤلف مديحة عربي للثلاثة فتية القديسين تُقال على Ariyalin، وطلعها: "التسبيح للمسيح الذي انصف وزاح الظلام والعتام وكشف"(15). بينما لم يذكر باقي أعماله التي تشغل حيز لا يُستهان به من كتاب الأبصلمودية الكيهكية بوضعها الحالي. فبالإضافة للمديحتين السابقتي الذكر، فالقمص جرجس الشنراوي الكبير وضع كلًا من المدائح التالية: 3- مديحة آدام على الهوس الأول، مطلعها: " قال الرب لموسى. قل لشعبك هو رحل. واضرب البحر بالعصا (كذا). ينفتح لك فيه مدخل..."(16). 4- مديحة آدام على الهوس الثاني، مطلعها: "فلنرتل مع داود. ونشكر فضل الله. لأنه رحوم وودود..."(17). 5- مديحة آدام لأبوينا الروميين مكسيموس ودوماديوس، مطلعها: "ابدي باسم الله القدوس. سيدنا بخرستوس..."(18). 6- مديحة آدام على aikw;، مطلعها: "افتح فاي بالتسابيح. واقول بقلب جريح..."(19)، وهي موجودة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ومما هو جدير بالذكر أن القمص جرجس حنا حفيد المؤلف يذكر في كتابه المذكر سابقًا (الوزن الصحيح) أن هذه المديحة على الهوس الرابع(20)، كما أنها أطول مما أورده العلامة إقلاديوس لبيب، بكتاب الأبصلمودية الكيهكية(21)، ويختمها بالربعين الآتيين: "أشكرك يا إله اسرايل (كذا، وصحتها: إسرائيل). سيدنا بخرستوس. عبدك خاطي وذليل. جاورجيوس بي هيغومانوس"(22) "أشكر يا إله اسرايل (كذا). اصفح عن ذلاتي. بحق الملاك الجليل ميخايل. لا تذكر سيأتي" مما يُثبت صحة نسب هذه المديحة للقمص جرجس (جاورجيوس بي هيغومانوس). II تسابيح ومدائح أخرى: 1- تسبحه (مديحه) تقال بعد صلاة باكر، مطلعها: "اسجد لاسم الثالوث. الرب الاله العظيم. الواحد في اللاهوت. المثلث بالاقانيم..."(23). 2- مديحه تقال للص يوم الخميس خميس العهد، مطلعها: "يوداس(24) يوداس ملعون يوداس. باع المسيح بفلوس نحاس. بثلاثين فضه. لليهود الانجاس..."(25). 3- مديحه مطلعها: "السجود يليق للثالوث الاقدس. الآب والابن والروح القدس. نسجد ونسبح ونقدس لاله. واحد خالق الانفس..."(26). III تماجيد الملائكة والشهداء والقديسين: 1- مديحة للملاك الجليل ميخائيل رئيس الملايكة (كذا)، مطلعها: "السلام لك يا ميخائيل. رئيس جند السموات. ملاك السلام والتهليل. خادم رب القوات..."(27). 2- مديحة للشهيد مارقوريوس (كذا)، مطلعها: "افتح فاي بالتسبيح. وامجد لاسم يسوع. واصيح بلسان فصيح. بي اثواب مارقوريوس (كذا)..."(28). _____ الحواشي والمراجع :(4) كتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية، مطبعة عين شمس بمصر، ط. 1، سنة 1627 للشهداء (1911 للميلاد)، ص 506. (5) من الطريف أن المؤرخة الراحة إيريس المصري، تنسب هذه المدائح للبابا مرقس السابع الـ 106 (1745- 1769م)، مستندة في رأيها هذا على مخطوط قبطي عربي وجدته بين مخلفات والدتها، راجع: إيريس حبيب المصري، قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الرابع، ط. 2، 1981م،ص 142- 147. (6) لعله هو الأسقف الذي سامه قسًا. أخباره المعروفة محصورة بين عامي (1781- 1786م). حيث أن أقدم خبر ذكر عن هذا الأب جاء بوثيقة له بتاريخ السبت 6 بشنس 1497ش (12 مايو1781م)، على بيعة الملاك ميخائيل بدير الخندق البحري. وجاء اسمه على إحدى المخطوطات التي قام بنسخها "أنبا ميخائيل أسقف البهنسا"، وقد نسخها للمعلم جرجس الجوهري في منزله بتاريخ الثلاثاء 20 بؤونة عام 1498ش، الموافق 25 يونيو 1782م. كما كان الأنبا ميخائيل ضمن المشاركين في عمل الميرون المقدس في يوم الخميس 14برمودة 1502ش (20 أبريل 1786م)، بحارة الروم حيث ذكر اسمه أنبا ميخائيل أسقف البهنسا والجيزة والفيوم. (7) ورد اسمه بالمخطوط 132 مسلسل / 105 مقدسة بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، على أن هذا المخطوط برسم هذا الأسقف. والمخطوط عبارة عن بشارتا لوقا ويوحنا، بخط يوحنا بن ميخائيل شماس بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، وتاريخ نسخها في نهاية إنجيل يوحنا (ج) 20 بؤونة 1512ش (1796م)، راجع: مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، ج 2، المجلد الأول، القاهرة 1942، ص 59. (8) رسم أسقفًا للفيوم في عهد البابا مرقس الثامن الـ 108 سنة 1798م لكرسي البهنسا وبني سويف والفيوم والجيزة. وكان مقر كرسيه بمدينة الفيوم. وكان مهتمًا بنسخ المخطوطات على نفقته الخاصة. وقد تنيح في عهد البابا بطرس السابع الـ 109 في شهر أمشير عام 1536 ش الموافق فبراير عام 1820م. وأوفد البابا بطرس الأنبا صرابامون أسقف المنوفية والبحيرة المعروف باسم أبي طرحة لتعزية الشعب وعمل الترتيبات اللازمة، كامل صالح نخلة، تاريخ باباوات الكرسي السكندري، ج 5، ص. (9) المخطوط 13 (25مسلسل / 25 طقس) بمكتبة كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير، وهو عبارة عن قطمارس يخدم من شهر بشنس الى شهر مسرى والنسئ والاحد الخامس من كل شهر؛ بالقبطية فقط. تاريخ النسخ بالورقة 35: الاحد الاول (6) بؤونه سنة 1547 ش (= 12 يونيو 1831م)، وقف على كنيسة الست السيدة والدة الاله مرتمريم بالدير المعروف بجبل الطير الذي قبالت سمالوط شرق البحر، الناسخ الايغومانس خادم بيعة الملاك الجليل ميخاييل بناحية شنرى جرجس عبد الله بالاسم يدعا قمص ناحية شنره بولاية البهنساوية. (10) الأبصلمودية الكيهكية، ص 506. (11) القمص (جرجس) ابن القمص (حنا) ابن القمص (جرجس الكبير الشنراوي)، الوزن الصحيح في التسبيح والمديح من نظم وترتيب القمص جرجس الشنراوي، مطبعة جرجس مليكه بمغاغة، ب د، ص 9، 18، 20، 24. (12) الأبصلمودية الكيهكية، ص 506. (13) نبيه كامل داود، تاريخ كنيسة الملاك ميخائيل البحري بحدائق القبة- القاهرة، ط. 1، القاهرة نوفمبر2003 م، ص 93- 94. (14) الأبصلمودية الكيهكية، ص 506- 508، القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 77- 79. (15) الأبصلمودية الكيهكية، ص 509- 510. (16) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 20- 24؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 252- 255. (17) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 24- 26؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 366- 368. (18) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 50- 55؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 559- 562. (19) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 28- 33؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 775- 777. (20) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 28. (21) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 31- 33. (22) جاورجيوس بي هيغومانوس: تعريب للعبارة القبطية "Georgioc pi\hgoumenoc" أي: جرجس القمص. (23) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 9- 13. (24) يوداس، صحتها باليونانية والقبطية: (25) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 18- 20. (26) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 62- 64. (27) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 16- 17. (28) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 66- 68. |
||||
24 - 06 - 2014, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص مكس (مكسي) الشنراوي اسمه وتاريخه: تسمى هذا الاسم على اسم شهيد من القرن الرابع الميلادي ابن هذه القريه، وهو الشهيد القس مكسي الشنراوي، والذي استشهد يوم 10 بؤونه سنة 20 للشهداء (الموافق يوم الأحد 5 يونيه سنة 304 م)[29]. أما عن سميه القس مكس (مكسي) بن القمص جرجس الشنراوي الكبير، فهو شاعر شعبي قبطي مغمور، وإن كنا لا نعرف أي شئ عن تواريخ رسامته ونياحته، إلا أن لابد أن يكون من رجال مطلع القرن التاسع عشر الميلادي. وصلتنا أعماله من خلال عمل القمص جرجس حنا، بن شقيقه (الوزن الصحيح) المشار إليه أنفًا. أعماله: 1- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) واطس على تذاكية يوم السبت، مطلعها: "الغير دنسه فخر الاجيال. اقريها السلام بفرح ووداد. واصيح قايل مع غبريال. السلام لك يا مريم..."[30]. 2- مديحة مطلعها "ابدي باسم الهي. ثم اصرخ واقول. مراحمك يا الهي. تفوق كل العقول..."[31]. 3- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) آدام على تذاكية يوم الثلاثاء، مطلعها: "ابدي باسم الله القدوس. خالق كل امم. ومحى كل نفوس. السلام لكي يا مريم..."[32]. 4- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) آدام على الهوس الرابع، مطلعها: "ابدي باسم الآب والابن. وروحه القدوس. واصيح قائل كواب[33]. ذكساسي اوساؤوس[34]..."[35]. 5- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) آدام على تذاكية الاحد، مطلعها: "انشى وزننا موزون دق الناقوس. وامدح في ابنة صهيون. مريم العذراء. بمعونة رب كريم..."[36]. الخلاصة: من خلال الدراسة النقدية لأعمال كلًا منهما يتضح لنا الآتي: 1- معظم هذه المدائح مرتبة على ترتيب الحروف الهجائية العربية من الألف إلى الياء، وهذا يرجع لتأثير الأدب والشعر البيزنطي منذ القرن الخامس عشر الميلادي على الثقافية الكنسية الشرقية منذ تلك الآونة[37]. ومن الملفت للنظر أن هذه الطريقة في تأليف المدائح والقطع القبطية والعربية قد انتشرت منذ ذلك الحين وحتى الآن، دون أن يعرف مؤلفو هذه القطع أصل هذه العادة أو سبب التأليف بها، ومن ثم، لم يعرفوا مَن هو أول من أدخلها في الشعر الكنسي، أو حتى من هو أشهر من أستخدمها في أعماله، مثل: أندراوس الكريتي ويوحنا الدمشقي وقزماس المرنم ويوسف التسالونيكي...[38]. ومع احترامنا لهم جميعًا، لم يكونوا من الأقباط. 2- اللغة العربية التي كُتبت بها مثل هذه المدائح، لغة شعبية بسيطة naïf تميل للعامية أكثر منها للفصحى. لا تراعي قواعد النحو والصرف في كثير من الأحيان، معتمدة على السجع والقافية أكثر من مراعاتها للمعنى والمضمون. 3- الأمر الذي أنتج عنه في النهاية مجموعة من المدائح الشعبية الفلكلورية، فلعل مؤلفو مثل هذه المدائح قصدوا بكتابتها نوع من التسلية، كما شهد بذلك إقلاديوس لبيب نفسه[39] وسد وقت الفراغ ولم يرقى فكرهم لتكون هذه المدائح في مستوى النصوص الليتورجية الرصينة. 4- عندما أراد المرحوم إقلاديوس يوحنا لبيب الميري طبع كتاب الأبصلمودية الكيهكية سنة 1911م، جمع ما أتيحت له فرصة تجميعه من مخطوطات هذا الكتاب الطقسي، فجمع عدد من المخطوطات وقارن فيما بينها تارة[40]، وقارن بينها وبين مخطوطة ابصلمودية البابا بطرس السابع الـ 109 الشهير باسم "الجاولي" (1809- 1852م) تارة أخرى[41]. كما أخذ عدد من المدائح العربية من أحد مُرتلي أسيوط[42]، ومن شخص من بلدة طنط الجزيرة[43]، ومن مخطوطات كنائس مقار البطريركية القديمة بالقاهرة مثل: الكنيسة المرقسية (بالأزبكية) و(كنيسة السيدة العذراء) بحارة الروم[44]. كما أستفاد بالكثير من مخطوطات كهنة أو كنائس بإيبارشية بني سويف والبهنسا[45] وكنيسة الأمير تادرس بناحيتي أم الأمير (كذا وصحتها منا الأمير) وأم خنان[46]. بينما الطروحات فقد نقلها من مخطوط بكنيسة الشهيد العظيم فليوثاوس (؟) الكائنة فوق كنيسة القديس انبا شنوده بمصر القديمة بعد تصحيح بعض أغلاطه تاريخه سنة 1139 للشهداء (1422/ 1423م)[47]. 5- وبهذا يكون قد نقل إقلاديوس لبيب أكثر من تقليد منطقة مُعينة مثل إيبارشية بني سويف والبهنسا أو أسيوط أو غيرهما وعمم هذا التقليد أو ذاك على سائر كنائس الكرازة المرقسية بطبعته هذه دون أن يقصد هذا بالفعل. 6- هذا بالإضافة لشهادة إقلاديوس لبيب نفسه بأنه وجد بعض قطع الإبصلمودية الكهيكية المقدسة غير مرتبة فأعاد هو ترتيبها عند الطبع،على سبيل المثال الهوس الكيهكي، الذي رتبه بالإتفاق مع معنى الأربعة طروحات الواردة في العشية[48]. 7- كما أني سبقت وأشرت في بدايات هذا المقال إلى أني عثرت على واحدة من مخطوطات كتاب الإبصلمودية المقدسة التي تخدم فترة الصوم المقدس (الكبير)، تشتمل على كم لا يُستهان به من الإبصاليات القبطية والمدائح العربية -هذا بالإضافة للهوس الصيامي المعروف والذي يشبه إلى حد كبير الهوس الكيهكي من حيث فكرته وطريقة تكوينه- التي تكفي لسهرة تشبه السهرة الكيهكية، في ليالي آحاد الصوم المقدس ستكون محل دراستنا في العدد القادم إن أحب الرب وعشنا. وفي الختام قد أُثبت بالبحث العلمي أن كتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية حتى مطلع القرن الثامن عشر كان له شكل وطابع مختلف تمامًا عن ذلك الذي نعرفه به الآن، متمنيًا أن تُسهم دراستي هذه المتواضعة في تشكيل صورة شبه مكتمله عن تاريخ السهر والتسبيح في شهر كيهك المبارك. _____ الحواشي والمراجع :[29] جاء عنه في السنكسار أنه كان رحومًا محبا للفقراء والمساكين ولما رأوا فضائله رسموه قسًا على كنيسة بلدة شنرا وكان أمينا في خدمته ومثالا حسنا للكاهن الخادم، سمع بأوامر دقلديانوس التي تأمر بعبادة الأوثان فجمع شعبه ووعظهم أن يثبتوا على الإيمان بالسيد المسيح وفيما هو مع الشعب في الكنيسة أتى اليه أعوان الوالي وقيدوه وأتوا به إلى الوالي فأمره الوالي بالتبخير للأوثان فرفض فغضب الوالي غضبا شديدا وأمر أن يغلي زيت في مرجل ويلقوه فيه فبسط القديس يديه وصلى وللوقت انطفأ لهيب النار وصار المرجل كالماء البارد ورآه كثيرون فأمنوا بالسيد المسيح فقطع الوالي رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة وطرح القديس مكسى في السجن. وظهر له ملاك الرب وشجعه ثم أحضره وعذبه عذابات شديدة احتملها بصبر وبسبب ذلك آمن كثيرون واعترفوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة. ولما تحير الوالي في أمره أرسله إلى ارمانيوس والي الإسكندرية فعذبه كثيرا ثم ضعه في السجن فظهر له ملاك الرب وعزاه وفيما هو يخاطبه استودع روحه الطاهرة بيد الرب الذي أحبه واحتمل من اجله وهكذا أكمل جهاده المقدس ونال إكليل الشهادة. للأسف لم ترد هذه السيرة في طبعة السنكسار اليعقوبي الواردة في موسوعة الآباء الشرقيين Patrologia Orientalis للعالم René Basset، ولا سواها من طبعات كتاب السنكسار، ولكن وردت بالسنكسارات المحلية المخطوطة لتلك الكنيسة وبعض الكنائس المحيطة، وعنها نقل بعض آباء المجمع المقدس المكلفين بإعداد نسخة السنكسار المنقح تمهيدًا لطبعة وتعميم استخدامه بالكنيسة القبطية، وعن هذه النسخة أخذت هذه المعلومات. [30] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 42- 45. [31] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 55- 58. [32] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 59- 61. [33] كواب: صحتها بالقبطية ة<ouab"إكواب"، أي: "قدوس". [34] ذكساسي اوساؤوس: صحتها باليونانية Δόξα σοι ὁ Θεός "ذوكصا صي أو ثيؤس" أي: "المجد لك يا الله". [35] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 68- 71. [36] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 71- 75. [37] W. Weyh, Η Ακροστιχίδα στη Βυζαντινή ποιήση των Κανόνων, Εκδόσεις Επέκταση, Κατερίνη 2005. وهو ترجمة للمقال الألماني: "Die Akrostichis in der byzantinischen Kanonesdichtung", Byzantinische Zeitschrift 17 (1908), p. 1-69. [38] P. Perdrizet, “Isopsephie”, Révue des études greques, 17 (1904), p. 351. [39] الأبصلمودية السنوية المقدسة، طبعة مطرانية بني سويف والبهنسا، ط. 3، سنة 1707ش-1991م، الهامش ص 63. [40] الأبصلمودية الكيهكية، راجع على سبيل المثال لا الحصر الهوامش ص 296- 344. [41] الأبصلمودية الكيهكية، راجع الهوامش ص 234، 260، 267، 269، 296، 658، 688، 690. [42] المعلم عبد السيد اقلوديوس طُبَّل معلم الكنيسة القبطية بأسيوط، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 226، 390. [43] حيث قدم كلًا من المعلم عبد السيد اقلوديوس طُبَّل معلم الكنيسة القبطية بأسيوط وعوض أفندي سرور من طنط الجزيرة مديحة تقال بعد قراءة الهوس الكيهكي، مطلعها: " أجيوس أوثيؤس... " لإقلاديوس لبيب، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 226. [44] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 628. [45] مثل ابصلمودية القمص عبد المسيح البردنوهي بابروشية نبي سويف المنسوخة عما في دير(ي) أنبا بولا وأنبا أنطونيوس، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 21. [46] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 21. [47] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 517، وفي مكان أخر يقول أن معظم ترجمة الطروحات القبطية هي منقوله عن كتاب طروحات قديم خط (مخطوط) تاريخه 1139 للشهداء بكنيسة مرقوريوس ابو سيفين بأعلى كنيسة الشهيد (كذا؟) انبا شنوده الارشيمندريتس بدرب البحر بفسطاط مصر المحروسة، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 683. [48] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 214. |
||||
|