رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقالات شخصيات من تاريخنا القس باسيليوس صبحي فضل الله الإبياري | فضل الله الدمرداشي في الورقة الثالثة "ظ" ترقيم حديث (=5 بالترقيم القديم الأصلي للمخطوط) من المخطوط رقم "283 عربي" بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس توجد حاشية طويلة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، تقدم لنا معلومات نادرة عن جزء هام من تاريخ كنيستنا، حيث تقدم معلومات عن مالك هذه المخطوطة "فضل الله الإبياري" كاتب بعض المدائح الكيهكية، وكذلك عن سميه "الدمرداشي" وعلاقته بالبابا مرقص الخامس البطريرك (الـ98) 1603-1619م. قد تكون هذه الحاشية غير ذات قيمة بالنسبة للكثيرين لو طالعوها للوهلة الأولى، ولكن إذا عرفنا أن لكلٍ من الشخصيتين السابقتين علامات مهمة في تاريخ كنيستنا في القرن السابع عشر الميلادي سواء بالسلب أو بالإيجاب، لذلك آثرتُ نشر نص هذه الحاشية من خلال هذا المقال مع كتابة بعض الملاحظات حول حياة كلًا منهما، راجيًا أن يجد القارئ الكريم شيئًا مفيدًا لحياته من خلال عبرة التاريخ، آملًا كذلك أن أُسهم ولو بقدر بسيط في إضافة أو إعادة كتابة جزء من تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية خلال القرن السابع عشر الميلادي. علمًا بأني حرصت على نشر نص الحاشية كما هو بأخطائه النحوية مع تصحيحها في الهوامش حسب ما هو متبع علميًا في مثل هذه النصوص (راجع صورة الحاشية في نهاية هذا المقال). أولًا: نص الحاشية: الجزء الأول من الحاشية: الشكر لله دًائما[1] وحدت[2] من طالع في هذ الكتاب لانى وجدت بعص[3] خطه في حواشى الكتاب مكتوب[4] بالحبر الاحمر وفي محلات خاتم سليمان[5] فعرفته وهو المرحوم فضل الله الابيارى الدى[6] رتب جانب كبير من المدايح[7] في عصرنا الماضى وهو كان مباشر وأنضّر[8] بصره في آخر زمانه وبطل المباشره ونور الله بصره لتشفعه بالست الحنونه في بيعة ناحيه الريدانيه بولاية الدقهليه ومن حين ذاك صار ترتيب المدايح فيها ويتساعل[9] بكتب القديسين وطلبات الرهبان إلى أن تنيح بسلام راضى الاله اعاننا برحمته على ما اعانه واحسن لنا الخلاص من هذا العام المظلم وانعم علينا بملكوته الابديه بشفاعة الست السيده والملايكه[10] والقديسين ومن ارضا[11] الرب باعماله الصالحه امين. الجزء الثاني من الحاشية: لان في عصرنا الماضى كان موجود شخصين يسموا[12] باسم فضل الله فواحد منهما الابيارى وكل اخرته صالحه وتنيح بسلام راضى ربه والتانى[13] الدمرداشى وهو الدى شهد على الاب البطريرك انبا مرقس التامن[14] والتسعين من الابآ[15] البطاركه بالكرسى المرقسى بانه يجلس على كرسى عالى ويلبس برنس أخضر[16] ويامر الناس بالسجود له ويعطوه البخور كالاه[17] ويحرّم اللحم واللبن ويحلل الخمر وبهذا الموصف[18] حصل للاب المشار اليه التقرير[19] فىديوان مصر زمان محمد باشا الوزير[20] ونفى الى برج الاسكندريه واقام فيه مده مستطيله[21] أكثر من عام وبعد انعرال[22] محمد باشاه [23]افرج عنه وتولى البطركيه[24] إلى حين توفا[25] وهذا الدمرداشى تبرص في عصره ومات وهو تحت الحروم وهذ كان حصل بسبب الاختلاف في عمل عيد القيامه المعظمه لانه كان مع فرقة حماعه[26] البحاروة[27] الذين انتبزوا[28] لدلك[29] ولم يزالوا في الخلاف هم واولادهم من مات منهم ومن عاس[30] إلى حين الجزء الثالث من الحاشية: ولاية الاب البطريرك انبا مرقس الواحد بعد المايه[31] من الابا[32] البطاركه قبل تكريزه[33] في الرتبه بعد وفاه[34] الاب انبا متى بسنه واحده اطاعو اولادهم جماعة السعب[35] المصريين والذين هم في القلبى وعملوا العيد بالسوا[36] في سنه [37] للشهداء الاطهار وكان ذلك ببركه هذا الاب قبل تكريزه بجمعه واحده[38] وصاروا تحت بركته ونسال الله اصلاح الرييس[39] والمرووس[40] آمين. ← ملاحظة: هذه المقالة سبق أن نُشرت في مجلة الكرمة الجديدة، العدد الأول (2004م)، ص 165- 174. _____ الحواشي والمراجع [1] دائمًا.[2] وجدت. [3] بعض. [4] مكتوبة. [5] المقصود بها نجمة داود المسدسة (A) وهى موجودة في الورقة 27ظ، 30ج،73ج، 76ظ، 84ظ، 85ج، 87ظ من المخطوطة السابقة الذكر ومكتوب تحتها "هذه الإشارة هى خط المرحوم فضل الله الإبياري"، وكذلك تعليقات باللون (الحبر) الأحمر مكتوب تحتها بالحبر الأسود "هدا خط المرحوم فضل الله الإبيارى". [6] الذي. [7] المدائح. [8] أُصيب في. [9] ويتشاغل - ينشغل بـ. [10] الملائكة. [11] أرضى. [12] تسموا. [13] الثاني [14] الثامن. [15] الآباء. [16] منذ عهد الدولة الأيوبية، وقد حُدد للقبط الزى الذي يجب أن يلبسوه مع لون كل قطعة، حتى وصل في عهد البابا يؤانس الرابع عشر الـ96 (1571-1586 م) أن حُدد للقبط اللون الأسود، كامل صالح نخله، سلسلة بابوات الكرسي الإسكندرى، ج4، ط 1، دير السريان سنة 1954، ص77. [17] كإله. [18] الوصف. [19] التعزيز. [20] وهو الوالي محمد باشا الوزير الذي تولى الحكم (1607-1611 م). [21] طويلة. [22] عُزل. [23] باشا. [24] البطريركية. [25] توفى. [26] جماعة. [27] أهالى وجه بحرى. [28] عزلوا أنفسهم. [29] لذلك. [30] عاش. [31] المائة. [32] الآباء. [33] رسامته - تكريسه. [34] وفاة - نياحة. [35]الشعب. [36] معًا. [37] 1362ش = 1646م. [38] أسبوع تقريبًا. [39] الرئيس. [40] المرؤوس. |
24 - 06 - 2014, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
فضل الله الإبياري أ. التعريف بشخصيته: كما هو واضح من اسمه، يبدو أنه كان أصلًا من أهالي بلدة إبيار - بمحافظة الغربية، ومما يدعم هذا الرأي، شهادته هو عن نفسه في إحدى مدائحه: "وأبومينا جاري[41]"، ومن المعروف جليًا أن بجوار بلدة إبيار وعلى بعد ثلاثة كيلومترات خارج البلدة وفي وسط الحقول يوجد كنيسة على اسم الشهيد مارمينا الحبيس. ومن خلال المعلومات التي تقدمها لنا الحاشية عنه عرفنا أنه كان يعمل مباشرًا، وأنه عاش في النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي وتنيح في نحو نهاية الربع الأول من القرن التالي، وقد استنتجت هذه المعلومات من خلال تاريخ المخطوطة (تمت يوم السبت 11 هاتور سنة 1363ش = 17 نوفمبر1646م الموافق 8 شوال 1056هـ) فإذا عرفنا أن أخر خبر ورد في هذه الحاشية قد وقع سنة 1362ش = 1646م، ويبدو أن كاتب الحاشية كان شخصًا معاصرًا للأحداث وقريبًا منها، بدليل أنه يذكر الكثير من التفاصيل مثل قوله: "فى عصرنا الماضي"، تفاصيل كلام الدمرداشي عن البابا "يجلس على كرسى عالى ويلبس.." بالتالي تكون الحاشية قد كُتبت في نحو منتصف القرن السابع عشر الميلادي، ويكون فضل الله الإبياري توفى قبل هذا الوقت بزمن ليس بعيدًا أي أنه تقريبًا من مواليد النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي كما سبق وأشرت. ب. تعرضه لتجربة المرض: لدينا شهادتين تقدما لنا تأكيد تعرض فضل الله الإبياري لتجربة المرض وبالتحديد (فقدان البصر) والشهادتين هما: 1. المديحة الكيهكية التي كتبها بيده مدحًا في السيدة العذراء، والتي سبق وأشرت إليها فيما سبق ومطلعها: أبدي باسم الله العالي وهي ابصالية آدام تقرأ على الهوس الأول في شهر كيهك المبارك (راجع الإبصلمودية الكيهكية ص 241-242). 2. هذه الحاشية والتي تضيف مدى تأثره بهذه التجربة التي جعلته يترك عمله وبطّل المباشرة، ثم تضيف كلًا من الشهادتين تشفعه بالسيدة العذراء وزيارته لبيعتها ببلدة الريدانية - دقهلية، حيث تمت المعجزة وعاد إليه بصره. ومن وقتها واعترافًا بالجميل بدأ في نظم بعض المدائح المريمية، منها المديحة السابقة الذكر، هذا غير التي ذكر فيها اسمه ونُشرتْ في كُتب المدائح[42]، وبعضها تُنسب له وتفتقر لدليل يُثبت نسبتها إليه[43]. والسؤال الآن الذي يطرح نفسه علينا: أين باقي مدائحه؟ هل فُقدت؟ أم هي محفوظة لدينا أيضًا ضمن عشرات المدائح التي لا تذكر اسم مؤلفها، لعل الغيرة الروحية تأخذ أحد المتخصصين في دراسة فن الشعر الشعبي العربي، ليقوم بدراسة هذا الكم الهائل من تراثنا الكنسي الشعري العربي، ليحدد شخصية كاتب كل مديحة من خلال أسلوبه أو منهجه الشعري. أو من خلال استخدامه التراكيب اللفظية والجمل.. كما تضيف هذه الحاشية: خبر شغفه بمطالعة "كتب سير القديسين وطلبات الرهبان"، وهذا ما يُفسر وجود عدد غير قليل من ممتلكاته المخطوطة والتي لا تزال محفوظة بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس[44]، أو بالمكتبة البطريركية بالقاهرة[45]. ج. آخر أيامه ونياحته: رغم أن كاتب هذه الحاشية لم يذكر بالتحديد زمن نياحة الإبياري لكنه اكتفى واهتم بذكر أن أواخر أيامه قضاها في مخافة الله "راضى الاله"، "آخرته صالحه"، وتنيح بسلام، ممهدًا بذلك إنهاء الجزء الأول من الحاشية للإنتقال للشخصية الثانية، التي كانت على النقيض تمامًا من شخصية "الإبياري"، وهي شخصية "فضل الله الدمرداشي".. _____ الحواشي والمراجع [41] راجع: الأبصلمودية الكيهكية، ط. إقلاديوس لبيب، ص 242. [42] راجع: جبران نعمة الله ويوحنا جرجس، اللؤلؤة البهية في المدائح الروحية، ص 105-108، وكذلك الإبصلمودية الكيهكية ص 270- 272، مديحة للعذراء تقال على تذاكية يوم الاثنين في شهر كيهك: مطلعها أم النور زين الأبكار... [43] يذكر عالم القبطولوجي الألماني الأب جورج جراف في مؤلفه المشهور تاريخ الأدب العربي المسيحي، فقرة 733: بعض المدائح التي تُنسب له (لفضل الله الإبياري) أو لأبي السعد الأبو تيجي، وهى مدائح لكلٍ من: القديس أبادير الأنطاكي، ولا يرالي وباسيليوس الهاربين لمصر، ولمارجرجس ولمار بقطر، وكذلك مدائح لعيد مجيء السيد المسيح إلى أرض مصر، وعن حياة أيوب وأولاد يعقوب الأثني عشر، وعن التوبة.... [44] فبالإضافة لهذه المخطوطة (283 عربي)، توجد مخطوطتين آخرتين تحملان توقيع الشماس يوسف بن عطية بن فضل الله الإبياري، وهما 16، 144 عربي، وكلتيهما تشمل الخمسة أسفار الأولى من العهد القديم، وعليهما تعليقات وعلامات استخدام قبطي، راجع الكتالوج المذكور ص 19، 108، كذلك المخطوطة 8 عربي والتي نُسخت بيد القس يوحنا (؟) لأجل عطية بن فضل الله الإبياري (الورقة 76ج، 181ظ)، راجع Gerard Troupeau , Catalogue des Manuscuts Arabes , Premiere Partie , Manuscrits Chretiens , tome I, Paris 1972 , p. 15. [45] راجع المخطوطة 347 لاهوت بالمكتبة البطريركية بالقاهرة بالورقة 86 ج ترقيم قديم (= 95 ج ترقيم حديث)، حاشية بخط فضل الله الإبياري نفسه تاريخها: طوبه 1267ش (يناير 1551م). |
||||
24 - 06 - 2014, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
فضل الله الدمرداشي أ. التعريف بشخصيته: على الرغم من أن كاتب الحاشية لم يذكر معلومات كثيرة عن شخصية "الدمرداشي"، إلا أننا من الممكن أن نستنتج من خلال مجمل الحاشية والمعلومات المشابهة التي جادت بها علينا كتب تاريخ الكنيسة المختلفة التي ذكرت هذه القصة "دون ذكر اسم الدمرداشي"، نستطيع تحديد موطنه بأنه كان من بلدة "الريدانية"، التي كانت بؤرة ثورة أقباط الوجه البحري ضد البابا مرقص الخامس الـ98 (1602-1619م)[46]. ب. علاقته بالبابا مرقص الخامس: ذكرت كتب تاريخ الكنيسة القبطية المختلفة[47]، خبر تعرض البابا مرقص الخامس لاضطهاد عنيف من أقباط الوجه البحري، ووصل الأمر إلى أنهم شكوه للوالي الذي عزله عن منصبه وأمر بحبسه في برج الإسكندرية، بل وسعوا لدى الوالي أيضًا في أمر تعيين بابا جديد، فصرح لهم بذلك فرسموا راهب من بلدة البياضية -وهى مسقط رأس البابا مرقص الخامس أيضًا- بطريركًا جديدًا، وقد انفرد كل كتاب من كتب التاريخ بسرد تفاصيل أكثر عن هذه القصة -كما سوف نأتى بالشرح- ولكن أحدًا منهم لم يذكر اسم الشخص الذي شهد على البابا بالزور عند الوالي، ومن هنا تأتى أهمية هذه الحاشية التي ذكرت بوضوح اسم الشخص الذي قبل على نفسه أن يتقمص دور يهوذا من جديد ضد البابا البطريرك، وكذلك جاءت الحاشية بلائحة التُهم التي نسبها "الدمرداشي" ضد البابا أمام الوالي محمد باشا. كما أن ثمة فائدة أخرى نجنيها من هذه الحاشية، هي أنها أتت على ذكر نهاية "الدمرادشي" بأنه "تبرص في عصره" أي أنه أصيب بمرض البرص في عهد البابا مرقص الخامس، "ومات تحت الحروم" أي مات قبل أن يتوب ويعتذر للبابا البطريرك، أي أنه مات قبل نياحة البابا، أي قبل سنة 1619م، الأمر الذي لم يذكره باقي المؤرخين أيضًا. ج. أسباب ثورة أقباط الوجه البحري حسب رأى المؤرخين: ذكر المؤرخ القبطي المرحوم كامل صالح نخله أن سبب ثورة أقباط الوجه البحري التي كانت في عهد البابا مرقص المذكور، كانت بسبب الأصوام، وأنه رفض طلب قُدم إليه بالتصريح بتعدد الزوجات[48]. أما الأسقف إيسيذورس، فيضيف أن الثورة كانت بدايتها من بلدة "الريدانية"، وبعد عزل البابا مرقص الخامس ورسامة آخر عوضًا عنه، هذا (أي البابا الجديد الدخيل) أذن بتعدد الزوجات وبالطلاق[49]. ولكن السيدة بوتشر الإنجليزية، فقد أضافت عدة تفاصيل أخرى، وقالت: "وقد ساند هذه الحركة مطران دمياط، بأن جاهر بأن تعدد الزوجات غير ممنوع في الإنجيل، فلما بلغ الأمر لمسامع البابا مرقص الخامس، أصدر أمره بحرم تعدد الزوجات وحرم مطران دمياط، الذي جاهر بهذا الرأى الفاسد. فمن ثم انضم المطران المحروم إلى أهالي الريدانية وشكوا البابا لدى الوالي، فقبض عليه الوالي وعزله عن منصبه وحبسه في برج الأسكندرية[50]..". ومما هو جدير بالذكر، أن الراهب الذي قبل البطريركية عوضًا عن البابا مرقص الخامس، حينما تسلم مقاليد الرئاسة، سولت له نفسه أن يفرض نفسه على كل الأقباط بطريركًا عليهم (حيث قبلوه أقباط الوجه البحري فقط)، فما كان من الأقباط الساكنين بالقاهرة "المصريين" وأقباط الوجه القبلي الأوفياء لبطريركهم الشرعي البابا مرقص الخامس، أن رفضوه بل وأهانوه بأن قطعوا ذيل حماره[51]. د. نهاية الأزمة وعودة البابا: وبعد أكثر من سنة على حبس البابا مرقص الخامس ببرج الأسكندرية، عُزل الوالي محمد باشا الوزير (كما جاء بالحاشية: السطر الـ12 من الجزء الثاني)، ولما جاء والي جديد، قادت الغيرة الروحية أقباط القاهرة والصعيد وشكلوا وفدًا وقصدوا الوالي ملتمسين منه عودة البابا مرقص إلى كرسيه وشارحين له أن الذي رُسم بواسطة أقباط الوجه البحري، كان لغرض في النفس للتصريح لهم بالطلاق وتعدد الزوجات، الأمر الذي ترفضه تعاليم الإنجيل، فعفا الوالي الجديد عن البابا ورده إلى مقر كرسيه مكرمًا[52] هـ. نتيجة من نتائج هذا الخلاف: غير أن بعد عودة البابا مرقس لكرسيه، ظل عدد غير قليل من أقباط الوجه البحري في عنادهم خارجين عن طاعته متزرعين بالإختلاف على تاريخ الإحتفال بعيد القيامة المجيد، وقد بقى هذا الخلاف المدة الباقية من خدمة البابا مرقص، وكذلك في كل عهد خليفتيه البابا يؤانس الخامس عشر الـ99 (1619-1629م)، والبابا متاؤس الثالث الـ100 (1631- 1646م)، ولم ينتهِ الخلاف إلا في بداية عهد البابا مرقص السادس الـ101 (1646-1656م)، وببركته كما أشارت الحاشية المشار إليها سابقًا، حيث كانت المرة الأولى التي تعاد فيها الوحدة بين أقباط الوجه البحري وباقي أقباط مصر، حينما عيدوا (احتفلوا) بعيد القيامة المجيد معًا يوم الأحد 3 برمودة سنة 1362ش الموافق 8 أبريل سنة 1646م، بعد نياحة البابا متاؤس الثالث بثمانية أيام، وقبل رسامة البابا مرقص السادس بأثني عشر يوم[53]. و. نهاية المخالفين: أما البطريرك الدخيل: بعد انحلال حزبه، عاد إلى بلدته البياضية بمركز ملوي، بمحافظة المنيا وأقام بها، عاملًا في كرم بالقرب من دير أبى يحنس القصير شرقي البلدة حتى مات[54]. وأما الذين كانوا السبب في حبس البابا مرقص الخامس: "فقد أبادهم الله سريعًا وأنقطع نسلهم وهُدمت منازلهم وصارت خرابًا"، هكذا شهد كاتب سيرة البابا مرقص في تاريخ البطاركة، بل وأضاف أنه رأى بنفسه هذه المنازل في الريدانية وهي "خراب وأحواش للقمامة بعد أن كانت دورًا عامرة وقصورًا مشيدة"[55]. _____ الحواشي والمراجع[46] كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ص 89-91. [47] بالإضافة لكامل نخلة " المرجع السابق " راجع كلًا من: السيدة بوتشر، تاريخ الأمة القبطية، ج4، ص148، الأسقف إيسيذوروس، الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة، ج2، ص471. [48] المرجع السابق، ص 89. [49] الخريدة النفيسة، ج2، ص 471. [50] تاريخ الأمة القبطية ج2، ص148. [51] كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ص89. * كان البابا غبريال الثامن الـ97 (1587-1603 م) قد أصدر أمرًا بتعديل الأصوام في الكنيسة القبطية سنة 1318ش-1602م، بمقتضاه: يكون صوم الرسل 15 يوم فقط (21بؤونة-5أبيب)، وصوم الميلاد 28 يوم (من أول شهر كيهك إلى يوم العيد 29 كيهك)، وصوم العذراء اختياريًا، صوم يونان فلا يُصام، ولكن البابا مرقص الخامس ألغى هذه القرارات حينما تسلم مقاليد الرئاسة، راجع: كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ص85. [52] المرجع السابق، ص 90. [53] المرجع السابق، ص 107، حيث تمت رسامته البابا مرقص السادس يوم الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة الموافق 15 برمودة الموافق 20 أبريل من السنة المذكورة. [54] المرجع السابق، ص 90. [55] المرجع السابق، ص91 نقلًا عن مخطوط " ذيل فوة ورقة 185ج". |
||||
24 - 06 - 2014, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص إرميا الناسخ | القس سركيس تَندُر الدراسات والأبحاث التي تتعرض لتاريخ طقوس الكنيسة القبطية، أو لأحوالها في القرن الخامس عشر الميلادي[1] أو فترة حكم دولة المماليك اﻠشراكسة[2] (أي دولة المماليك البرجية[3]) والتي دامت حوالي 134 سنة (748-923 هـ) (1382-1517م)، وذلك إما لقلة المصادر والمراجع التاريخية[4]، أو لظن البعض أن روح الإبداع والإلهام عند الأقباط قد توقفت وقتئذٍ، خصوصًا بعد انتهاء العصر الذهبي للإنتاج الأدبي عند القبط أي الفترة ما بين القرن الـ12 حتى الـ14 كما يسميها العلماء[5]. ولكن الدارس المدقق للتاريخ يستطيع أن يثبت غير ذلك، وربما العكس تمامًا. ولاسيما أن روح الإضافة والإبداع عند الأقباط كانت ولا تزال تتجدد حتى الآن يومًا بعد يوم، تتجدد حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات. حيث تعوّد الإنسان القبطي الأصيل أن يخرج من التجارب بقوة أعظم، محوِّلًا الضيقات إلي صلاة والاضطهادات إلي طلبة وشكر. وهذا ما تكشفه لنا عشرات الحواشي[6] والأخبار التاريخية التي لا تزال حبيسة كنوزنا المخطوطة سواء بمصر أو بالخارج. ومن خلال هذه الحواشي نستطيع إعادة كتابة بعض الفترات الهامة من تاريخ كنيستنا القبطية المجيدة، وفي هذا المقال أستعرض حياة شخصين برزا في هذه الفترة الحرجة والحساسة من تاريخ الكنيسة (أي فترة حكم المماليك)، وهما القمص إرميا الناسخ، والقس سركيس، حيث أثّرا إيجابيًا في حياة الكنيسة يومئذ ودفعا المسيرة التاريخية للإمنوغرافية[7] القبطية، وهذا ما سوف نأتي عليه بالشرح من خلال هذا المقال آملًا أن أضيف شيئًا جديدًا من خلاله وأن يجد القارئ الكريم فيه منفعةً. ← ملحوظة: هذه المقالة سبق أن نُشرت في مجلة الكرمة الجديدة، السنة الثانية (2005م)، ص 231- 248. _____ الحواشي والمراجع [1] من أهم الأبحاث عن هذه الفترة بحث الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني باللغة الإيطالية عن مخطوط الترتيب الطقسي للبابا غبريال الخامس، بعنوان L’ Ordinamento Liturgico di Gabriele V- 88° Patriarce Copto 1409-1427, Edizioni del centro francescano di studi orientali cristiani, Cairo 1962. [2] نسبة لبلاد اﻠﭼراكسة أو الشراكسة أي دولة ﭼورﭼيا الحالية (إحدى دول الإتحاد السوفيتي السابق). [3] نسبة إلي سكناهم بأبراج في القلعة. [4] من الجدير بالذكر أن في هذه الفترة عاش واحد من أشهر مؤرخي مصر الإسلامية في القرن التاسع الهجري وهو العلامة المقريزي، واسمه الكامل أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي، الذي ولد بحارة برجوان بالجمالية بالقاهرة سنة 766هـ (1364م). وامتد عمره لأكثر من ثمانين عامًا حيث توفي عصر يوم الخميس 16 رمضان سنة 845هـ (29/1 / 1442م). وقد وضع حوالي 200 مؤلَّف ومن أشهر مؤلفاته الخاصة بتاريخ مصر موسوعته المشهورة المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (طُبع ببولاق سنة 1270هـ) والتي ذكر فيها معلومات ليست بقليلة عن الكنيسة القبطية وقتئذ. وكذلك مؤلفه السلوك لمعرفة دول الملوك (نشره د. محمد مصطفى زيادة، ثم د. سعيد عاشور بواسطة دار الكتب المصرية سنة 1973م)، اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا (نشره د. محمد جمال الدين الشيال، القاهرة 1948م)، عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط، درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، وجميعها مؤلفات لا تخلو من الفائدة، كما كتب في السيرة والتاريخ العام وبعض القضايا التاريخية الخاصة (مثل النزاع بين بني أميه وبني هاشم)، راجع: فضل آل البيت للعلامة المقريزي، تحقيق وتعليق د. محمد أحمد عاشور صـ 5-7. [5] Orlandi T., Elementi di lingue e letteratura copta, Milano, 1970; Orlandi “Coptic Literature”, The Coptic Encyclopedia, vol. 5, New York, 1991; M. Krause, «Koptische Literatur», Lexikon der ؤgyptologie, band III, Wiesbaden, 1980. [6] الحواشي جمع حاشية، والحاشية هي كتابة ملاحظة أو شرح توضيحي أو تعليق خارج النص بالمخطوطات، تكتب إما على جوانب النص أو أسفله، وأحيانًا داخل النص ولكن بعلامة تظهر إنها حاشية، وقد تعود النُساخ الأقباط علي كتابة عشرات الحواشي التفسيرية والتاريخية الهامة على جوانب المخطوطات المختلفة. [7] علم الإمنوغرافية: من اليونانية Υμνογραφία ومنها دخلت إلى اللغات الأوربية مثل الإنجليزية Hymnography والفرنسية Hymnographque، هو ذلك العلم الذي يربط بين الدراسات اللاهوتية والعبادة، فهو العلم الذي ينشغل بدراسة الكتابات الشعرية الدينية التي تستخدم في العبادة والصلوات، وينقسم لعدة أقسام إما للتخصص في الدراسات الفيلولوغية (اللغوية) والتعليقات العلمية على المدائح ومنهج الشعراء كُتابها، أو للتخصص في فن الكتابة الشعرية موسيقيًا، ودراسة طريقة الكتابة الموسيقية للمدائح (التون)، وهو ما يعرف باسم الإمنولوغية Υμνολογία. علمًا بأن ذلك المصطلح عُرف أولًا في الكنيسة الأرثوذكسية بصفة خاصة، راجع: Γεώργιος Θ. Βεργωτή, Λεξικόν Λειτουργικών και Τελετουργικών Όρων, Γ ΄ έκδ., Θεσσαλονίκη 1995, σελ. 220. |
||||
24 - 06 - 2014, 02:31 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص إرميا الناسخ 1. اسمه: ورد اسمه إما بخط يده أو بخط الآخرين في العديد من المخطوطات هكذا: أ. بخط يده I. باللغة العربية: II. باللغة القبطية: - pihyki pikermi iermiac =u=c n`ugoumenoc v] nai naf (pi)lutourg(oc) =n=t anictacic `e=o=ti qen il=im[15]. - `pihyki pikermi `nrefernob iermiac =u=c `n`ug\menoc v] nai naf[16]. - pihyki iermiac =u=c `n`ugoumenoc v] nai na[17]. - القس المكرم ارميا ولد القمص العلم صَدقة أحد كهنة بيعة الشهدا الكرام ابوقير ويوحنا ببابلون مصر المحروسة[18]. جـ. بعد نياحته: - القمص ارمياء الناسخ العالم الفاضل رئيس القيامة المعظمة وكاهن بيعة الشهدآء الكرام ابوقير ويوحنا بالكيمان...[19] - الايغومانس المكرم ارميا...[20] - الاب المكرم القمص ارميا الناسخ...[21]. 2. زمان ومكان حياته ونشاطه: إن كنا للأسف لا نعرف بالتحديد تاريخ رسامته الكهنوتية أو سني حياته على الأرض، ولكن على الأقل نستطيع أن نفهم من خلال طريقة سرد اسمه بالمخطوطات المختلفة إنه كان كاهنًا أولًا بكنيسة الشهيدين المكرمين أبا كير ويوحنا بمصر القديمة وذلك حوالي في الفترة من 1421-1432م، حيث كان أيضًا والده القمص العلم صَدقه (كذا)[22]، ثم انتقل لخدمة المذبح القبطي بكنيسة القيامة بالقدس وذلك حوالي في الفترة 1444-1461م[23]، وأخيرًا استقر به الحال بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة (التي كانت المقر البطريركي يومئذ) وحتى نياحته في الفترة 1461م[24]- إلى سنة؟ ومما هو جدير بالذكر أن الانتقال الأخير هذا من القدس لحارة زويلة تم بواسطة الأرشيدياكون الشيخ ولي الدولة ميخائيل[25]، حينما حضر للقاهرة لحضور عملية تقديس الميرون (سنة 1461 م)،وربما كان ذلك نظرًا لظروفه الصحية وتقدمه في العمر كما سوف نأتي بالشرح. ومن الطريف أن القمص إرميا قد اشتراك في حادثتين كنسيتين هامتين، وبين هاتين الحادثتين تنحصر أخباره، وتلك الحادثتين هما: أ. رسامة البطريرك الأنطاكي مار أغناطيوس بهنام الأول بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة سنة 1138 ش (1421م)[26]، حيث صلى أواشي البطريركية الرومية جميعها في تلك الرسامة[27]. ب. اشترك وسجل خبر مطول لتقديس الميرون المقدس سنة1177 ش (1461م)[28]. أي أن سنوات عطائه وخدمته كانت حوالي أربعين سنة، تنحصر بين عامي 1138-1177 ش (1421-1461م). 3. أعماله: أ. نسخ المخطوطات: كما هو واضح من طريقة ذكر اسمه بالمخطوطات كان عمله النساخة. فقد نسخ بخط يده مجموعة كبيرة من المخطوطات توصلنا إلي بعضها، وهي كالتالي: * المخطوطة 156 مسلسل / 33 طقس بالمتحف القبطي (نُسخ في سنة1139ش)[29]. * المخطوطة 50 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، (نُسخ في سنة1141 ش). * المخطوطة 47 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، (نُسخ في سنة 1144ش) [30]. * المخطوطة 743 مسلسل/74 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة (نُسخ في سنة1161 ش). * المخطوطة 744 مسلسل/54 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة (نُسخ في سنة1165 ش). * المخطوطة745 مسلسل/107طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة (نُسخ في سنة1177 ش)[31]. كما نسخ مجموعة أخرى من المخطوطات إما فُقدت أو تَلِفَتْ لكثرة الاستخدام (حيث أن معظمها مخطوطات طقسية، وهذه النوعية من المخطوطات أسرعها للتلف)، ولكن حَفظت لنا بعض الحواشي بمخطوطات أخرى أخبار تفيد إنها منقولة عن مخطوطات أقدم بخط يده، توصلنا لبعضها، مثل: * المخطوطة 101 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس. * المخطوطة 159 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس[32]. * المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان. * المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان[33]. وقبل أن ننتقل لعمل آخر من أعماله لابد أن نسجل أن القمص إرميا لم يكن مجرد ناسخًا عاديًا للمخطوطات، لم يكن ناقلًا سلبي التأثير أو على الأقل مُحايدًا محترفًا للمهنة لمجرد كسب العيش، فمعظم مخطوطاته الباقية للآن، كان قد نسخها لنفسه ولابنه من بعده "ليطالع فيها وقت الاحتياج"[34]، ثم صارت وقف على بعض الكنائس عن طريق البيع أو الهبة. بل كان ناسخًا من طراز خاص جدًا، فحينما كان يريد إعادة نسخ طقس معين، كان يجمع أكبر عدد ممكن من المخطوطات التي تحوي ذلك الطقس ولو بترتيبات مختلفة محاولًا التوفيق فيما بينهم، مسجلًا الفروق وأحيانًا مؤرخًا لبعض الطقوس كلما أمكن ذلك[35]. فكان في الحقيقة عالم ليتورجي (بمقاييس زمانه) أكثر من كونه مجرد ناسخ. ب. دوره في ترتيب الطقوس:كما سبق وأشرنا لم يكن القمص إرميا مجرد ناسخًا ساذجًا للمخطوطات، بل كان موفقًا لترتيبات الطقوس المختلفة حتى تظهر في أجل صورها، أو في صورة موحدة. وهذا ما تشهد به بداية المخطوطة المنسوبة للبابا غبريال الخامس (الـ88) والمعروفة باسم الترتيب الطقسي، بقولها: "نقل هدا الترتيب من نسخه نقلها (...) من كراريس يدكر فيها انها بخط ارميا ابن القمص خادم القيامه الشريفه..."[36]. جـ. وضع بعض القطع (الصلوات):تحليل يُقال في نهاية طقس تكريز الهياكل الجدد والمعاميد (المعموديات) الجدد وثاني يوم تكريز البطريرك وفي تكاريز الأساقفة وعشية الفصح والعنصرة[37]، والذي يبدأ بعبارة "السيد الرب يسوع المسيح كلمة الآب رب الجميع..."، ولوضع هذا التحليل قصة لطيفة نختصرها فيما يلي: ذكر العلامة المقريزي ضمن أحداث سنة 755هـ (1354م) في عهد السلطان الناصر ناصرالدين أبوالمعالي الحسن (755-762هـ/ 1354-1361م): إن رفع إليه المسلمون رقاعًا يشرحون له مقدار أملاك الكنائس من الأطيان فأُحيلت على ديوان الأوقاف لفحصها ومعرفة ما تضمنت، ففحصها الديوان ووجد مقدار الأطيان 25 ألف فدان، فعقد السلطان والوزراء جلسةً وقرروا أن يُنعم بها على الأمراء[38]. على إثر ذلك قام الملك بطرس الأول لوزينا ملك مملكة قبرص اللاتينية بحملة على مدينة الإسكندرية في 20 محرم سنة 767هـ (7/10/1365م)، ونجح في احتلال المدينة بسهولة في يوم السبت 23 محرم[39]، ودام الاحتلال عدة أيام ارتكب خلاله جنود الحملة الكثير من الفظائع ضد المسلمين واليهود والأقباط والتجار الأجانب على حدٍ سواء، كما أسروا عدد وافر من سكان المدينة[40]. وعلى إثر ذلك قام السلطان الأشرف ناصر الدين شعبان الثاني (764-778هـ/ 1363-1377م) بموجة جديدة وعنيفة من الإضطهادات أسفرت عن تخريب معظم الأديرة (حوالي سنة 1365م وما بعدها)، وتقديم عدد غير قليل من الشهداء الجدد[41]، وإغلاق الكنائس[42]. مما أسفر عن ضياع العديد من كُتب ومخطوطات الكنائس والأديرة. فلما تحنن الله على شعبه وأُعيد فتح الكنائس، قام البابا غبريال الخامس (الـ88) في السنة الثانية لحبريته بإعادة تدشين هياكل كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة في يوم الأحد 8 بشنس سنة 1126ش (3/5/1410م)[43]. وفيما يبدو أنه لم يَعثُر على النص الكامل لطقس تدشين الكنائس (بعد الخراب السابق ذكره)، مما أضطره لوضع ترتيبًا طقسيًا للعديد من الخدمات الطقسية، ومن بينها ترتيب تدشين الكنائس الجديدة الذي نظمه القمص إرميا الناسخ واضعًا هذا التحليل، وكان أول مرة يُتلى بصورته الحالية في عهد البابا متاؤس الثاني البطريرك الـ90 في يوم سبت الفرح 9 برمودة سنة 1177ش (4أبريل1461م)[44]. ومما هو جدير بالذكر أن هذا التحليل قد نُشر سنة 1962م[45]، كذلك لابد أن أسجل أن هذا التحليل يشبه لحد كبير تحليل الكهنة الذي يُتلى في نهاية صلاة نصف الليل من كتاب الأجبية. د. كتابة موعظة القربان لباكر خميس العهد: أول من تلى هذه الموعظة كان البابا متاؤس الثاني البطريرك الـ90 في يوم خميس العهد 7 برمودة سنة 1177ش (2 أبريل1461م). [46]. هـ. تجميع أرجوزة[47] الأنبا أثناسيوس أسقف قوص[48]:تقال في المعمودية، تبدأ بـ أيها الحبر أمام الشريعة...، نُشرت سنة 1962م[49]. 4. تعرضه لتجربة وتوقف نشاطه: تعرض القمص أرميا لتجربة صحية وهي فقد البصر (أو على الأقل ضعفه الشديد) مما جعله بالتأكيد يتوقف عن عمله كناسخ وقد دامت هذه التجربة حوالي سبع سنوات، ثم عاد إليه بصره وعاد إلي لنشاطه في سنة 1177ش[50]، وعلى إثر هذه التجربة عاد من خدمته بالقدس ومن ثم اشترك في هذه السنة في عملية تقديس الميرون المقدس وسجل خبر مطول عنه كما سبق وأشرنا. 5. نياحته: على الرغم من أننا لا نعرف زمن نياحته بالتحديد ولكن لدينا شهادتين من سنة 1493م تؤكدان أنه قد رقد بالرب قبل هذه السنة بمدة. الشهادة الاولى: (... خامس برمهات سنة 1209ش[51]وذلك بعد نياحة القمص ارميا بمدة وكذلك ابنه سركيس...)[52]. الشهادة الثانية: (... ثم بعد نياحته (القمص ارميا) انتقل هذا الكتاب من ملك ولده الشماس المكرم...)[53]. وفي الختام: من خلال هذه المعلومات القليلة والمختصرة عن شخصية القمص إرميا الناسخ، نتسآءل: هل كان البابا غبريال الخامس (الـ88) هو فعلًا واضع الترتيب الطقسي المنسوب له؟ أم كان للقمص إرميا فضلًا كبيرًا في هذا العمل؟ خصوصًا إذا شهد ناسخ مخطوطة البابا غبريال نفسه بأن هذا العمل (الترتيب الطقسي) كان من خلال تجميع "كراريس يذكر فيها أنها بخط ارميا ابن القمص". إنها في الواقع أسئلة تحتاج لبحث كامل ليجاوب عليها... _____ الحواشي والمراجع[8] المخطوطة 713 مسلسل / 89 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 3ج، كذلك المخطوطة 729 مسلسل / 99 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 3ج. [9] المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 136 ج، راجع: Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, Codices Coptici Vaticani Barberiniani Borgiani Rossiani, tomus I, Vaticana 1937, p. 281. [10] المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 16ظ. [11] المخطوط السابق، الورقة 45ظ. [12] يقع هيكل الأقباط داخل كنيسة القيامة المقدسة بالقدس خلف القبر المقدس مباشرةً، لذلك يقول: "هيكل رأس القبر". Ὁ Ζωοποιός Τάφος [13]القبر الفائض الحياة أو المحيي: هو لقب يوناني تُطلقه الطوائف الأرثوذكسية البيزنطية على القبر المقدس، وليس في التقليد القبطي إشارة سابقه لهذا اللقب. [14] المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 48ظ. [15]ما ترجمته: "الحقير (المسكين) التراب (الرماد) إرميا بن القمص ليرحمه الله خادم القيامة الكائنة بأورشليم"، المخطوط 743 مسلسل⁄ 74 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 94ظ. [16] ما ترجمته: "الحقير (المسكين) التراب (الرماد) الخاطئ إرميا بن القمص ليرحمه الله"، المخطوط 744 مسلسل⁄ 54 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 99ج. [17] ما ترجمته: "الحقير (المسكين) إرميا بن القمص ليرحمه الله" سنة 1177ش (60-1461م)، المخطوط 745 مسلسل⁄ 107 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 77ج. [18] المخطوطة 741 مسلسل / 347 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 3ج. [19] المخطوطة 101 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، ورقة 1 ج. [20] المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. بهذه المناسبة لابد أن أذكر بالشكر محبة وتعب أستاذي الفاضل أ. نبيه كامل داود، مدرس تاريخ الكنيسة بالكلية الاكليريكية بالقاهرة، لأنه هو الذي أهداني هذه الحاشية من مذكراته وأبحاثه الخاصة، وكذلك أرشدني للكثير من الملاحظات العلمية والتاريخية الهامة، فله مني جزيل الشكر والثناء. [21] المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 69 ج- ظ، راجع: Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, op. cit., p. 319. [22] صدقه: اسم قبطي غير متداول كثيرًا بالمجتمع القبطي في العصور الوسطى، تسمى به عدة شخصيات مرموقة، وصلنا منها: يوحنا بن ميخائيل بن صدقة القليوبي، صاحب كتاب الكافية في أصول اللغة القبطية. أما عن أصل الاسم، فلعله اختصار لاسم صداكائيل (وبالقبطية سدا كيال Cedakiyl)، وهو اسم الرئيس الخامس من رؤساء الملائكة السبع حسب التقليد القبطي، راجع ذكصولوجية السمائيين كلهم بالأبصلمودية السنوية المقدسة، طبعة مطرانية بني سويف والبهنسا، ط. 3، سنة 1707ش-1991م، صـ 349-352. [23] إن كنا لا نعرف السبب الذي جعله ينتقل للخدمة بالقدس، إلا أن كل ما نملكه في هذا الصدد: إن في سنة 1400م استقر بالقدس عدد من الأقباط والأرمن وغيرهم، وقاموا بالخدمات الدينية فيها ويشتركون في دورات عيد أحد الشعانين والنور المقدس، راجع مجلة رابطة القدس، السنة الـ57، العدد 214، يوليو 2000، صـ 20. [24] (... فلما كان يوم الجمعه المبارك الاوله من الصوم المقدس تاسع عشر شهر أمشير سنة 1177 للشهداء الاطهار حضر المولى الاجل الارشى دياقن المكرم الشيخ ولى الدوله ميخاييل باكر نهار البيعة بحارة الروم وبعد فراغ صلاة باكر رسم للمسكين بخطاياه ارميا ابن القمص الغير مستحق ان يطلق عليه اسم الإنسانيه خادم هيكل رآس القبر فايض الحياه بالقيامه بيروشليم بغير استحقاق ان يكون في خدمته بحارة زويله أي عند الاب السيد البطريرك انبا متآؤس الرب يديم رياسته...) المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 48ظ. [25] الأرشيدياكون الشيخ ولي الدولة ميخائيل: كان ناظر أوقاف كنيسة القيامة بالقدس وكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم والمهتم بإعداد الميرون المقدس في عهد البابا متاؤس الثاني الـ90، (... وكان المهتم بهذا التذكار المقدس والبادى بذكر عمله أولًا الولى الأجل الأرخن الرييس المحب المحبوب الدين الارثوذكسى الارشى دياقن المكرم الشيخ ولى الدوله ميخاييل الناظر على كنيسة القيامه الشريفه بيروشليم وخادم بيعة الست السيده الطاهره البتول التااوطوكس مرتمريم بحارة الروم بالقاهرة المحروسه...)، المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 48ج. [26] للمزيد من التفاصيل حول هذه الرسامة، راجع مقالة للمؤلف بعنوان: "العلاقات القبطية السريانية عبر العصور"، بموسوعة من تراث القبط، ج 5، ط. 1 سنة 2004، صـ 154-155. [27] (... وقرى كاتبها المسكين المردول اواشى البطريركيه الرومى جميعها...) المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 22ظ؛ كذلك المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 15ج، 39ج. [28]المخطوطة السابقة، وهي تشمل تاريخ عمل الميرون المقدس مع ترتيب وتفصيل عمله بإسهاب على يد أنبا متاؤوس (الثاني) البطريرك (الـ90) في سنة 1177ش (=1461م) في بيعة الست السيدة بحارة الروم. وهو مؤلف هذه المخطوطة وللأسف بدون تاريخ، ولكن بالتأكيد ترجع لنفس سنة تقديس الميرون أو بعدها بسنوات قليلة. [29] مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، ج 1، القاهرة 1939، صـ 78-79. [30] كتالوج مخطوطات كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة، والموجودة حاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي (تحت الطبع)، إعداد د. رشدي واصف بهمان دوس، والسيدة سميحة عبد الشهيد. [31] مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، المرجع السابق، ج 2، القاهرة 1942، صـ 339-340. [32] Gerard Troupeau , Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chretiens, tome I, Paris 1972, pp. 78, 135. [33] Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, op. cit., pp. 257-306, 312-320. [34] ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني (الأب)، المرجع السابق، صـ 290، عن المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 136ج. [35] على سبيل المثال لا الحصر: (هذا ما وجد بخط الاب المكرم القمص ارمياء الناسخ... يذكر هكذا هذا ما عمل في زمننا هذا في رياسة الاب البطريرك انبا يونس 89 في عدد بطاركة الاسكندرية في شهر ابيب سنة 1154 للشهداء في تكريز الاب المطران انبا ميخائيل البوشي على البلاد الحبشية يعمل ترتيب الاب الاسقف في حال تكريزه كما شرح...)، المخطوط 101 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 1ج، انظر صورة هذه الورقة بنهاية هذا المقال. [36] ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني (الأب)، المرجع السابق. [37] مخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بالمكتبة البطريركية بالقاهرة، الورقة 168ظ. [38] المقريزي، السلوك، ج2، ق. 3، صـ 921. [39] كما يشهد بذلك متعجبًا المؤرخ النويري، وهو المؤرخ الوحيد الذي عاصر هذه الحملة وأرخ لها، راجع: النويري الإسكندراني، الإلمام بالإعلام بما جرت به الأحكام والأمور المفضية إلي وقعة الاسكندرية، مطبوعات دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الدكن، الهند، سنة 1388هـ (1968م). [40] للمزيد من التفاصيل حول هذه الحملة راجع: سعيد عبد الفتاح عاشور، قبرص والحروب الصليبية، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 1957م؛ ستيفن دنسيمان، تاريخ الحروب الصليبية، دار الثقافة بيروت، بيروت 1980م؛ محمد سهيل طقوش، تاريخ المماليك في مصر والشام، دار النفائس، بيروت سنة 1418هـ (1997م). [41] تعبير الشهداء الجدد باللغة العربية أو niberi ةmmarturoc بالقبطية، تعبير مُستخدم بكتب العبادة القبطية وخاصةً كتاب الإبصلمودية بنوعيها السنوي والكيهكي. يُقصد به مجموعة الشهداء الذين أكملوا السعي خلال موجات إضطهادات العصور الوسطى أي حكم الدول الإسلامية غير العربية مثل دولة المماليك بشقيها والدولة العثمانية. [42] يعقوب نخلة روفيلة، تاريخ الأمة القبطية، ط 2، مؤسسة القديس مرقص لدراسات التاريخ القبطي، 2000م، صـ 219 وما يليها. [43] المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 168ج. ولكن بحسب المخطوط 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان 8 بشنس سنة 1127ش (الموافق 3 /5/1411م)، الورقة 136ج، راجع: Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, op. cit., p. 281. و لكن هذا التاريخ خطأ، حيث أن يوم 8 بشنس سنة 1127ش (الموافق 3 /5/1411م) يوافق يوم الاثنين، بينما يوم 8 بشنس سنة 1126ش (الموافق 3 /5/1410م) يوافق يوم الأحد. [44] (...هذه الطلبه المباركه لتحليل الشعب... وهده الطلبه اول ما كتبت في ايام السيد البطريرك انبا غبريال التامن والتمنون من بطاركه الكرسي المرقسي وحلل بها الشعب في يوم الاحد المبارك التامن من شهر بشنس سنه 1126 قريت في بيعه القديس مرقوريوس في تكريز الهياكل الجدد نظمها مسطرها العاجز ارميا في خدمه الاب البطريرك المشار اليه (الأنبا متاؤس الثاني) الرب يرحمنا بصلاته...)، المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 168ج. [45] نشرها الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني في عمله المشار إليه سابقًا، صـ 311-315، عن المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 141ظ- 143ظ. [46] (... موعظة القربان قراها الاب البطريرك على باب الخورس كتبها التلميد مسطرها ارميا لان نسختها لم تكن بالبيعه تم دونت من تاريخه في كتاب البسخه العربي بالبيعه المدكورة...) المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 72ظ، في هذه المناسبة لابد أن أذكر بالشكر تعب ومحبة الفاضل د. رشدي واصف بهمان دوس، الذي لفت نظري لهذه المعلومة. [47] أرجوزة: كلمة عربية معناها مقالة مُقفاة (منثورة). [48] الأنبا أثناسيوس أسقف قوص: من أشهر رجالات الكنيسة القبطية في القرن الرابع عشر الميلادي. وُلد بنواحي بلدة قامولا (محافظة قنا) والده كان كاهنًا باسم القس صليب، ترهب بدير الشهيد بقطر بصحراء نقاده. كان ضليعًا في اللغة القبطية بلهجتيها الصعيدية والبحيرية، فوضع مؤلفًا هامًا يساعد على التعرف عليها دعاه: قلادة التحرير في علم التفسير، كما سجل خبرًا مطولًا لتقديس الميرون المقدس الذي أعده البابا غبريال الرابع (الـ86) بدير القديس أبي مقار سنة 1090 ش (1374 م)، ويبدو أنه كان شاعرًا مُلهمًا حيث احتفظت لنا المخطوطة 923 عربي بالفاتيكان مجموعة شعرية تُنسب له، هذا بالإضافة إلى هذه الأرجوزة، راجع Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, Città del Vaticano. (الترجمة العربية للأب د. كامل وليم، غير منشورة)، صـ281-282. [49] نشرها الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني في عمله المشار إليه سابقًا، صـ 128-130، عن المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 69ج-ظ. [50] "بعد ان اوهبه الرب برحمته نور نظره مده تانيه في سنة 1177ش"، المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) الورقة 179ظ. [51] 5برمهات 1209ش= الجمعة 1 مارس 1493م. [52] المخطوطة 886 مسلسل / 322 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 36ج. [53]المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. |
||||
24 - 06 - 2014, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القس سركيس 1. اسمه: ورد اسمه بعدة صور في المخطوطات، وهي كما يلي: - "الشماس المكرم الشيخ فخر الدولة صركيس"[55] - أو "النشو[56] الصالح الشماس فخر الدولة سركيس بن العبد الخاطي ارميا بن القمص صَدقه خدام بيعة الشهداء الكرام ابو قير ويوحنا اخيه ببابلون مصر"[57]. - أو كما ورد في مكان آخر "الشماس المكرم شركيس"[58]. 2. زمن حياته ونشاطه: رأى البعض أنه كان من رجالات القرن الرابع عشر أو بين القرنين الـ17-18، وأنه كان من أصل يوناني، وذلك لكونه وضع بعض الإبصاليات الرومي. ولكن من خلال دراسة العديد من حواشي المخطوطات نعرف أنه عاش ومات في غضون القرن الخامس عشر الميلادي، وأنه من أصل قبطي صِرف، ولكنه كان مُلم بالكثير من قِطَع الصلوات اليونانية وتأثر بها في كتابة إبصالياته، ولم يكن قويًا في قواعد الصرف والنحو الخاصة باللغة اليونانية كما هو واضح من ضعف أسلوبه فيها كما سوف نأتي بالشرح. قام بزيارة لدير القديس الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية حوالي سنة 1444م، وهي نفس سنة بداية علاقة القمص إرميا بالقدس[59]، ولا يُخفى على القارئ اللبيب مدى علاقة دير القديس الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية بالكرسي الأورشليمي منذ تأسيس هذا الكرسي سنة 1235م ولا يزال[60]. هذا وقد سُجل خبر هذه الزيارة على الحائط البحري بكنيسة الأنبا أنطونيوس الأثرية بالدير[61]. ولعل هذه السنة كانت سنة بداية سُكناه بالقدس حيث التأثير الثقافي اليوناني هو السائد هناك، ومن هنا بدأ نشاطه كواضع لبعض الإبصاليات. 3. أعماله: - إبصالية أولها "Ari'alin ةeةvyةetauasf..." تقال للثلاثة فتية القديسين، والتي كانت تُقال على الهوس الثالث في شهر كيهك فقط، ثم أصبحت تُرتل على مدار السنة كلها، وبدايات أرباعها مرتبة على الحروف الأبجدية اليونانية من a إلى w[62]. - قِطَع التفسير الرومي التي تُقال على ثيؤطوكية السبت في شهر كيهك والتي تبدأ بـ "Cun doxac;wmen ةymeran..."، وهي مرتبة بحيث يكون أول كل قِطْعَة من القِطَع التسع تبدأ بحرف من حروف اسم مؤلفها بالترتيب[63]. وهي قِطَع بها الكثير من الأخطاء اللغوية وتصريف الأفعال والصفات، وقد تدارك ذلك إقلاديوس بك لبيب عندما طبع هذه القِطَع ضمن الإبصلمودية الكيهكية واستعان بكلًا من الراهب القمص ميخائيل المقاري[64] والأب اسطفانوس المترجم الأول ببطريركية الروم الأرثوذكس بمصر لتصحيحها[65]. مما يدل على ضعف المعلم سركيس في قواعد اللغة اليونانية[66]. ومن الطريف أن إقلاديوس بك لبيب ينسبها (للمعلم سركيس) وليس (للقس سركيس)، فلعل هذا يعني أنه وضعها قبل رسامته قسًا؟ وهذا على عكس إبصالية الثلاثة فتية التي تُنسب للقس سركيس[67]. 4. سبب ترتيب هذه الإبصاليات: قد يتساءل البعض عن سبب كتابة أو إضافة هذا الكم من الإبصاليات أو التفاسير في ذلك الوقت بالذات، ألم يكن الكم الموجود وقتها كافيًا؟ وللرد على مثل هذا التساؤل لابد من استعراض كافة الآراء لمحاولة إيجاد إجابة مُقنعة. يرى البعض أن مُعظم الإبصاليات (الرومية والقبطية) والمدائح (العربية) الكيهكية قد وُضعت لتعزية وتشديد الشعب في الاضطهادات التي أصابتهم[68]، وسد الفراغ الوقتي الطويل الذي أصاب الشعب بسبب السياسة القمعية التي فرضتها الدول المتعاقبة منذ دولة المماليك البحرية (كما سبق وأشرنا). وأنا شخصيًا من أنصار هذا الرأي. بينما يُعْزي البعض الآخر أن سبب كتابة هذه الإبصاليات (ذات الكلمات الرومية مع القبطية) على سبيل الفكاهة والفرجة[69]. 5. رسامته قسًا ونياحته: رُسم قسًا علي البيع القبطية بالقدس بيد البابا يؤانس الثالث عشر (الـ94) (1200-1240 ش) (1484-1524 م)[70]، ولكن غير معلوم لدينا الآن تاريخ الرسامة بالتحديد، أما تاريخ نياحته فمعلوم لدينا: حيث تنيح في فصح سنة 1208 ش[71]، وإذا عرفنا تاريخ رسامة البابا المذكور (15 أمشير1200 ش= 10 فبراير 1484)، وتاريخ عيد القيامة في سنة 1208 ش (20 برمودة)، نستطيع أن نحدد تقريبًا فترة خدمته الكهنوتية، فهي كانت فترة قصيرة (1200-1208 ش= 1484-1492 م). كذلك لدينا شهادة أخري تؤكد هذا الكلام (زمن نياحته)، وهي جاءت عند ذكر تاريخ انتهاء نسخ إحدى المخطوطات[72]. 6. هل القس سركيس هذا كان أحد أبناء القمص إرميا؟ هنا تساؤل يستحق أن يُثار عن مدى صحة نسب القس سركيس هذا للقمص إرميا الناسخ بن القمص العلم صَدقه. وللرد على هذا التساؤل نستعرض كل الاحتمالات، ولابد أن نراعي قبل أن ندرس تلك الاحتمالات البيئة التي نشأ بها والجو المحيط بكاتب هذه الإبصاليات، بيئة فيها الكثير من التأثير الثقافي اليوناني (الرومي)، مثل مدينة أورشليم القدس التي كان يُسيطر عليها الإكليروس اليوناني (الروم الأرثوذكس) خصوصًا بعد سقوط القسطنطينية تحت الحكم العثماني سنة 1453م. I. الاحتمال القائل بأن القس سركيس هذا هو ابن القمص إرميا الناسخ:II. الاحتمال القائل بأن القس سركيس ليس ابن القمص إرميا الناسخ:
وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد بداية ومحاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصين كانت لهما أيادٍ بيضاء في مجال الإيمنوغرافية القبطية ومحاولة ترتيب الطقوس، فأثريا بذلك حقل الإبداع القبطي رغم صعوبة الظروف المحيطة بهما. قابلًا بكل صدر رحب أي تعليق بنَّاء لإكمال مشروع إلقاء الضوء على مثل هذه الشخصيات المؤثرة في تاريخنا. _____ الحواشي والمراجع[54] من أهم الدراسات السابقة حول هذه الشخصية: - Graf, op. cit.,.(الترجمة العربية، صـ 315) - Youhanna Nessim Youssef, "ةtudes d'Hymnographie Copte: Nicodème et Sarkis", Orientalia Christiana Periodica, 64, 1998, pp. 383-402. - القس شنودة ماهر اسحق، د. يوحنا نسيم يوسف، تراث الأدب القبطي تاريخ اللغة القبطية ولهجاتها مصادر الأدب القبطي ومبادئه، ط. 1، مؤسسة القديس مرقص لدراسات التاريخ القبطي، سنة 2003م، صـ 209-210. [55] المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. [56] اختصار لكلمة "نشؤ الرياسة" أو "نشؤ الخلافة". [57] المخطوطة 741 مسلسل / 347 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 274ظ. [58] المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 136 ج. [59] المخطوطة 743 مسلسل / 74 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 94ظ. [60] Otto F. A. Meinardus, The Copts in Jerusalem, Cairo 1960, p. 63-65. [61] خبر هذه الزيارة مسجل علي جزئين على يسار الباب الرئيسي القديم لكنيسة الأنبا أنطونيوس الأثرية بالدير، وهما على جانبي صليب مزخرف تحت أيقونة القديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس، على النحو التالي: I - اذكر يا رب عبدك - القمص صدقه والقس ارميا والديه - وعبد السيد و... - وصهيون... - امين II - اذكر يارب عبدك سركيس وخلصه من طربات (كذا، وصحتها: ضربات). - الشيطان واغفر له الماضية والمستانفة - بطلبات الابا(ء) والانبيا(ء) والرسل والشهدا(ء) والقديسين آمين - تاريخ هده... (1260 كذا، ولعلها 1160) للشهدا(ء) الأطهار بهذه المناسبة لابد أن أذكر بالشكر تعب ومحبة الأب الراهب بولس الأنطوني أثناء نقل هذا الخبر في مايو 2003م. [62] الأبصلمودية السنوية المقدسة، صـ56-63. [63] الأبصلمودية الكيهكية، طبعة إقلاديوس بك لبيب، سنة 1627ش-1911م، صـ33-147، وهي في الواقع عادة عند الكثير من واضعي ومؤلفي الإبصاليات القبطية. [64]كان هذا الرهب أحد الأربعة رهبان الأقباط الذين درسوا بالمدرسة اللاهوتية اليونانية بأثينا في بداية القرن العشرين، راجع مقالة للمؤلف "بعثة الرهبان الأقباط لبلاد اليونان (1900-1904م)"، أسبوع القبطيات الثامن بكنيسة السيدة العذراء بروض الفرج، سنة 1716ش- 1999م، صـ 262-269. [65] الأبصلمودية الكيهكية، صـ 33، هامش (1). [66]علمت أثناء إعداد هذه المقالة أن الأخ العزيز سامح فاروق حنين المعيد بكلية الآداب جامعة القاهرة، قد أعد بحثًا فيلولوجيًا حول هذه الإبصالية، لذلك سوف لا أتعرض لهذا الموضوع منعًا للتكرار. [67]المخطوطة 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 121ج [...وعند انتهاء الأرباع يرتل الشمامسة والموجودين بهذه الإبصالية تصنيف القس سركيس ولها طريقة معروف به...]. ومما هو جدير بالذكر أن ناسخ هذه المخطوطة هو القمص منصور بن القس اسحق كاهن كنيسة الأمير تادرس المشرقي بحرات بني وايل (وهي الكنيسة المجاورة لكنيسة الشهيدين أباكير ويوحنا)، وتاريخ نسخها يوم الأربعاء (عيد) النيروز سنة 1226 ش (29/8/1509م)، وبها كثير من الأحداث التي اشترك فيها الناسخ في الفترة بين عامي 1476-1509م، أي أنه كان معاصرًا للقس سركيس، بالتالي شهادته ثقة. كما يؤكد العالم الألماني الأب جورج جراف نفس المعلومة، راجع: Graf, op. cit. [68] [...هولاى طروحات مستجدة تقال في شهر كيهك على السبعة والأربعة خارجًا عن المدون في البيعة لأجل عزا الشعب الذي بالبيعة وقيام نظام البيعة الرب يديم تعميرها...] المخطوطة 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 23ظ، [...هولاى طروحات (عربي) تقال في شهر كيهك على السبعة والأربعة في صلاة نصف الليل زيادة عن المدون لأجل كثرة الشعب عزا للقاريين وبهجة لقيام نظام البيعة...] المخطوطة السابق، الورقة 71ج. [69] الأبصلمودية السنوية، صـ 63 (الحاشية). [70] (... وقد تنيح فخر الدولة صركيس المشار إليه بعد أن تكرز قساَ على البيع القبطية بالقدس الشريف وخدم في الكهنوت وتكريزه من يد الحقير مسطر هدا الحروف...)، والكلام هنا للبابا يوأنس نفسه، المخطوط 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. [71] (... وكانت نياحته في فصح سنة 1208 نيح الله نفسه ونور رمسه...) المخطوط السابق، علمًا بأن عيد القيامة سنتها كان موافقًا يوم الأحد 15/4/1492م. [72](... خامس برمهات سنة 1209ش وذلك بعد نياحة القمص ارميا بمدة وكذلك ابنه سركيس...)، المخطوط 886 مسلسل / 322 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة، وبالورقة 36ج. [73] راجع المخطوطات: 741 مسلسل / 347 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 274ظ، 46 عربي الفاتيكان، الورقة 136ج. [74] المخطوط 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. [75] على سبيل المثال لا الحصر: المخطوط رقم 3 قبطي بالمكتبة الوطنية النمساوية بفيينا، تاريخ نسخه يوم الجمعة العاشر من بشنس 1202 ش (5 مايو 1486 م)، وهو عبارة عن إبصلمودية وقف دير القديس الأنبا مقار ببرية شيهيت (الورقة 127ج). وهو لا يشمل أي من تلك الإبصاليات. [76] المخطوط 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 121ج [...وعند انتهاء الارباع يرتل الشمامسة والموجودين بهذه الإبصالية تصنيف القس سركيس ولها طريقة معروف به...]. والمقصود بهذه الإبصالية: إبصالية الثلاثة فتية. [77] الهامش السابق. |
||||
24 - 06 - 2014, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا يوأنس بن شنوده | الأنبا يوأنس ابن الأسقف في هذه المقالة[1] سوف نلقي الضوء على شخصيتين من أفاضل أحبار كنيستنا في القرن الخامس عشر الميلادي. أولهما الأنبا يوأنس بن شنوده الذي كُتب عنه فيما سبق بلغات أجنبية[2]، مما حَرَمَ قُراء العربية من التعرف على شخصيته المهمة. كما أنه خُلط بينه وبين أسقف آخر حمل نفس الاسم، وجُعلا شخصًا واحدًا وهو الأنبا يوأنس ابن الأسقف خرستوذولو وربما كان ذلك الخلط لاشتراكهما في نفس الاسم، وتعاقبهما على نفس الإيبارشية، بينما كان لكلًا منهما ملامحه الخاصة، وشخصيته المستقلة، كما سوف نأتي بالشرح. ومن ثم آثرت نشر هذه المقالة عنهما، ولاسيما أنَّ المكتوب عنهما لا يتناسب مع مقدارهما، وجهادهما في مجاليّ إكرام القديسين، والإمنوغرافيا القبطية. ومن خلال هذا المقال سوف تُنشر لأول مرة معلومات عنهما بلغة الضاد (لمنفعة قارئيها)، مع موجز سريع عن حياتهما حسب ما أُتيحت ليّ فرصة جمع معلومات عنهما. _____ الحواشي والمراجع(*) ملاحظة: هذه المقالة تم نشرها بمجلة الكرمة الجديدة، العدد الثالث (2006م)، ص 219- 230. [1] كان لما نُشرت المقالة السابقة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا"، والتي كانت بعنوان "القمص إرميا الناسخ والقس سركيس"، بمجلة الكرمة الجديدة، العدد الثاني 2005م، ص 231-247. قد لاقت استحسان وثناء الكثيرين، وخصوصًا مجموعة من المتخصصين في علم القبطيات بمصر والخارج. الأمر الذي شجعني وجعلني أستكمل نشر باقي مقالات هذه السلسلة رغم عدم إتمام إعدادها بالصورة الأكاديمية اللائقة، لذلك أقبل بكل صدر رحب أي نقد بنّاء، أو أي ملاحظة علمية تُضيف إليها جديدًا. [2] الدراسات السابقة عن هذه الشخصية، راجع: - Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, الترجمة العربية للأب د. كامل وليم، غير منشورة. Città del Vaticano. - Youhanna Nessim Youssef, "Jean ةvêque d'Assiut, de Manfalut et d'Abu Tig et ses activités littéraires", ةtudes Coptes VIII, Association Francophone de Coptologie, Lille- Paris, pp. 311-318. |
||||
24 - 06 - 2014, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
أنبا يوأنس بن شنودة (1430-1460م؟)
أولًا: أسمه ولقبه: من المخطوطات المختلفة نرى اسمه مسجل هكذا: + أنبا يونس أسقف أسيوط ومنفلوط [3]. + الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط والشرق وما أضيف إليه المعروف بابن شنوده[4]. + يونس خادم الشعب المسيحي الارتدكسى بكرسي مدينة سيوط ومنفلوط وبوتيج وشرق الخصوص وما أضيف إليهم[5]. + الأسقف أنبا يونس ابن شنوده أسقف كرسي سيوط وبوتيج ومنفلوط وشرق الخصوص[6]. + الأب الأسقف المكرم انبا يونس الاسيوطى[7]. + أنبا يونس الأسيوطي[8]. + الأب الأسقف أنبا يونس ابن شنودة المعروف بالخولى[9]. - أما ذكر اسمه بخط يده فكان هكذا: + أنا الحقير المخاطب لمحبتكم... خادم الشعب المسيحي بمدينة أسيوط[10]. ونفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي: أ. والده بالجسد كان يُدعى شنودة المعروف بالخولي. ب. غير أن البعض يرى أن لقب (ابن شنوده) يعني أنه كان أحد رهبان دير الأنبا شنودة بسوهاج[11]. ج. في البداية كانت إيبارشية الأنبا يوأنس تشمل أسيوط ومنفلوط فقط[12]. د. أضيفت إلى الإيبارشية في زمنٍ ما إيبارشية أو إيبارشيات أخرى لضعفها أو لقلة عدد المؤمنين، بدليل قوله: (وما أضيف إليهم)[13]. ثانيًا: تاريخه: تذكر المراجع التاريخية أنه وُلد بناحية طوخ بكريمة المعروفة الآن باسم (دوينة) مركز أبوتيج ‑ محافظة أسيوط، وبهذه البلدة كنيسة أثرية على اسم القديس يوحنا المعمدان [14]. أما عن تاريخ رسامته فهو غير معروف بالتحديد، ولكن من الثابت أنه رُسم بعد سنة 1138ش (1421م) لأن في هذه السنة كان أسقف كرسي أسيوط: أنبا غبريال الشهير بابن كاتب القوصية الذي كان رئيسًا لدير أبي مقار، وهو الذي اشترك مع أنبا ميخائيل الغمري أسقف سمنود في رسامة البطريرك السرياني الأنطاكي مار باسيليوس بهنام الأول بكنيسة الشهيد العظيم فليوباتير مرقوريوس الشهير بأبي سيفين، بحارة البطريرك بمصر القديمة[15]. St-Takla.org Image: Page 36g from Coptic manuscript #32 from the French National Library, Paris ومن مخطوط أخر نعرف خبر جديد عنه، وهو أنه عمل على نقل جسد الشهيد مار يوحنا الهرقلي إلى بيعتهُ (بقرية) أم القصور (بمركز منفلوط)، وذلك في يوم الخميس 19 أمشير سنة 1148ش (الموافق 14 فبراير 1432م)، وذلك من دير السيدة العذراء ومار مينا المعروف بمغارة شقلقيل (والمعروف الآن بالدير المعلق). وقد جعل هذا الأسقف سعيه لإتمام هذا العمل مكتومًا في قلبه سنتين من الزمان أو أكثر[16].صورة في موقع الأنبا تكلا: الورقة 36ج من المخطوط 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس. وبالتالي من هذا نفهم أن "أنبا يوأنس" كان أسقفًا من نحو سنة 1430م أو ما قبلها بقليل. علمًا بأن في عهده أستشهد الشهيد الجديد "بسطوروس"، يوم الجمعة الموافق 28 برمودة 1150ش (23 أبريل 1434م)[17]. بينما لم يكن حاضرًا طبخ الميرون المقدس الذي تم بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا متاؤس الثاني (الـ90) [1169-1182ش= 1452-1465م][18]. حيث يذكر كاتب مخطوط الميرون في هذه المرة ما يلي: "تم تسلم أبونا القس الأسعد ابرهيم البزار المعروف بابن عم الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط المعروف بن شنودة المتنيح نيح الله نفسه في الأحضان الإبراهيمية ويرحمنا بصلاته... "[19]. أي أن أخباره المعروفة لدينا حتى الآن، محصورة في الفترة بين سنتي 1430-1460م، وذلك كما سوف نأتي بالشرح. ثالثًا: أعماله: 1. إبصالية الأحد السنوي للسيدة العذراء: وضع إبصالية آدام للسيدة العذراء مطلعها: Aina\; eqbe vai > aicaji 'en oujom..، وتُقال على ثيؤطوكية يوم الأحد في شهر كيهك، وذلك بشهادة مخطوط ترتيب البيعة الذي يقول: "إبصالية تصنيف الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط والشرق وما أضيف إليه المعروف بابن شنوده" [20]. ثم صارت هذه الإبصالية تُرتل في اليوم الحادي والعشرين من شهر توت، وفي اليوم الحادي والعشرين من كل شهر قبطي[21]. وفي النهاية استقر بها المطاف كإبصالية أولى تُقال على ثيؤطوكية يوم الأحد على مدار السنة، وقبل الإبصالية الأساسية ليوم الأحد والتي تُرتل على اسم ربنا يسوع المسيح[22]، والتي تبدأ بعبارة Aikw; ~ncwk > 'en ~p]wk ~mpa\ht... علمًا بأن أقدم نسخة نعرفها الآن من إبصالية العذراء ترجع لسنة 1160ش- 1444م[23]، وهي موجودة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في قسم كلمات الألحان. ومن الطريف أن الطبعة الأولى لكتاب الإبصلمودية السنوية المقدسة والتي ظهرت بروما سنة 1764م بواسطة الأسقف القبطي الكاثوليكي روفائيل طوخي، لم تكن تحوي هذه الإبصالية. بينما نُشرت للمرة الأولى سنة 1624ش- 1908م مرتين في كتاب الإبصلمودية السنوية المقدسة، طبعة القس مينا البرموسي وكيل بطركخانة إسكندرية[24]، وطبعة إقلاديوس يوحنا لبيب[25]، مما يُثبت أن هذه الإبصالية قد تكون مضافة حديثًا في سياق تسبحة نصف الليل السنوية. ولكن الأمر المُلفت للنظر، أن إقلاديوس لبيب عندما طبع كتاب الإبصلمودية الكيهكية سنة 1627ش-1911م، لم يضع هذه الإبصالية بعد الهوس الرابع وقبل الإبصالية الآدام التي لربي يسوع المسيح على ثيؤطوكية يوم الأحد. التحليل النقدي لإبصالية الأحد (الأولى): أ- تتشابه مع الكثير من إبصاليات الأيام السنوية من حيث تركيبها الخارجي، فهي تتكون من 32 ربع، كل رُبع بها يبدأ بكلمة تبدأ بحرف من الحروف القبطية بالترتيب، من الـA إلى الـ:، وتتشابه في ذلك مع إبصاليتي السبت والأحد (الثانية) السنوية، ومعظم إبصاليات الأيام الكيهكية، مما قد يعني أنهم ينتمون لفترة زمنية متقاربة. ب- بها الكثير من الإقتباسات في المجال اللغوي، أي المفرادات والعبارات والتراكيب، من ثيؤطوكية يوم الأحد[26]. ولعل هذا يُفسر سبب انتساب هذه الإبصالية لتسبحة يوم الأحد السنوية كإبصالية أولى، دون غيره من الأيام. 2. اشتراكه في وضع قطع كيهكية: أ. وضع بعض قطع قبطية وهي: تفاسير واطس علي ثيؤطوكية يوم السبت }atywleb.. [27]، القطعة الأولي منها تبدأ بعبارة:Ic jen swrp sa rohi mm/ni..، والقطعة الثانية تبدأ بعبارة:.. Wou niben nem taio niben، والقطعة الثالثة تبدأ بعبارة: Al/ywc teoi nhukanoc..، وهكذا... أي أنها تبدأ كل قطعة بحرف من حروف اسمه باللغة القبطية Iwann/c بالترتيب. ومما هو جدير بالذكر أن هذه المعلومة وردت بوضوح بإحدى المخطوطات المعاصرة له[28]، بينما الأبصلمودية الكيهكية طبعة إقلاديوس لبيب تذكر اسم مؤلف هذه القطع المعلم يوحنا[29]، ومخطوط "ترتيب البيعة" السابق الذكر، ينسبها للمعلم يوحنا القليوبي[30]. ب. وضع سبع قطع تفسير على الثمانية الأجزاء الأولى فقط من ثيؤطوكية يوم الأحد Cemou]..، وأيضًا تبدأ كل قطعة بحرف من حروف اسمه بالترتيب Iwann/c، ولعل هذا ما يُفسر وضعه ثمانية قطع فقط (بعدد حروف اسمه قبطيًا) ولم يُكمل بوضع قطع على باقي أجزاء الثيؤطوكية عينها. ومن الطريف أيضًا أن إقلاديوس يوحنا لبيب ينسب تلك القطع الثمانية للمعلم يوحنا أيضًا[31]. أعمال غير ثابتة النسبة إليه: ينسب العالم الألماني المشهور الأب G. Graf، هذه الأعمال له دون أن يذكر المرجع الذي استمد منه تلك المعلومة. فيذكر تحت اسم "الأنبا يوحنا الأسقف" (دون تحديد زمان ولا مكان رئاسته) ما يلي: أ- تسع قطع مدائح عربي تُقال على ثيؤطوكية يوم السبت تُقال في عشية آحاد الصوم الكبير [32]، أولها: «الصوم والصلاة يُخرجان الشيطان والزهد يهزم طغيانه...». ب- كذلك مديح الأحد الخامس من الصوم الكبير[33]، أوله: «الصوم نوره مشرق دائم والملائكة تفرح بالصايم...»[34]. رابعًا: اشتراكه في أعمال كنسية أخرى: في تدشين هيكل الملاك غبريال بكنيسة الملاك ميخائيل بالخندق: اشترك مع البابا يؤنس الحادي عشر (الـ89) [1143-1168ش = 1427-1452م] في تدشين هيكل الملاك غبريال بحري بيعة الملاك ميخائيل بالخندق (المعروفة بدير الملاك البحري، بحدائق القبة الآن). وقد كتب هذا الأسقف ميمرًا مطولًا لهذا التكريز، ذكر فيه أسماء الآباء الأساقفة الحاضرين، وهم الأب البطريرك السابق الذكر وأنبا ميخائيل أسقف أطفيح وأهناس المدينة، والناسخ (أي أنبا يوأنس) في يوم 26 بؤونه. [35]، ولكن للأسف دون تحديد تاريخ التدشين بالكامل. ولما كان قد حدث لبث من أحد الباحثين إذ خلط بين شخصية الأنبا يوأنس بن شنوده السابق الذكر وبين شخصية سَميه الأنبا يوأنس ابن الأسقف خرستوذولو وكلاهما كانا أسقفًا على نفس الإيبارشية أي أسيوط ومنفلوط وشرق الخصوص وأبوتيج وما أضيف عليها، وفي الغالب كانا متعاقبان على هذا الكرسي. لذا آثرتُ ولإتمام الفائدة أن أستعرض بعض المعلومات عن شخصية الأنبا يوأنس ابن الأسقف. _____ الحواشي والمراجع[3] مخطوط 740 مسلسل/286 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، الورقة 46ظ. [4] مخطوط 742 مسلسل/ 73 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، علمًا بأن هذه المخطوطة تحوي ترتيب البيعة، وقد نشرها المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها بنفس العنوان سنة 2000م، راجع الكتاب المذكور، ص 54. [5] مخطوط 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 36 ج. [6] المخطوط السابق، الورقة 191ج. [7] مخطوط 98 مسلسل/23 تاريخ بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، الورقة 26ظ. [8] المخطوط 621مسلسل/80 تاريخ بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، الورقة 114ج. [9] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 64ج. [10] المخطوط 98 مسلسل/23 تاريخ بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، الورقة 26ظ. [11] Youhanna Nessim Youssef, op. cit., p. 316. [12] المخطوط 98مسلسل/23 تاريخ (السابق الذكر) ورقة 26 ظ؛ والمخطوط 621 مسلسل/80 تاريخ (السابق الذكر)؛ والمخطوط 302 مسلسل/298 لاهوت (السابق الذكر)، ورقة 62ج. [13] المخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، ورقة 46ظ، 127ظ. [14] دوينة: من البلاد القديمة كانت تتبع طوخ بكريمة التي تجاورها وقد وردت في كتاب قوانين الدواوين من الأعمال الأسيوطية باسم طوخ الخراب، وفي دليل سنة 1804م، ورد أن طوخ بكريمة تعرف بدونية. كان بها بيعة أثرية على اسم القديس يوحنا المعمدان، وردت قصة نشأتها بمخطوطة من القرن الثامن عشر، ونلخصها فيما يلي: كانت شابة عذراء ابنة أرخن غني في مدينة الإسكندرية وكانت وحيدة لوالديها، خُطبت لشاب غني مثلها وهُيأ لها العرس، وفي الليلة التي سبقت الزواج رأت القديس يوحنا المعمدان في رؤيا بمجد عظيم. ولما سافر البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ32 (385-412 م.) إلي الصعيد ورافقته العذراء وكانت تبني الكنائس علي اسم القديس يوحنا المعمدان من مالها الخاص ولما وصلت إلي غربي قرية بكريمة أعجبها المكان وشرعت في بناء كنيسة علي اسم يوحنا المعمدان، وتم البناء في اليوم الثاني من شهر توت. ولما أعلمت الأب البطريرك، فَرِحَ كثيرًا وباركها وأرسل الآباء الأساقفة المتاخمين لها لتكريزها، ولما تم التكريز يوم 2 كيهك قد أتخذتها كدير تنسكت فيه مع بعض العذارى، ولما خربت بكريمة عمر عوضها قرية تُدعى دوينة وتفسيرها الوحيدة. ولما تنيحت العذراء الناسكة دُفنت فيها. والكنيسة لا تزال قائمة حتى اليوم. هذه المعلومات نقلًا عن ميمر بمخطوط نسخة الشماس صليب بن معتوق بن مكر(م) الله المهندس ابن القمص يوحنا خادم كنيسة أبو سرجة بمصر المحروسة بخط قناطر السباع تاريخه 1479ش-1763م، راجع: مقالة القمص ميصائيل بحر، "تاريخ أبوتيج"، مجلة رسالة المحبة، العددان 9،10، نوفمبر وديسمبر 1983م- هاتور وكيهك 1700ش، السنة 49، ص 276-277، والمخطوط 109 مسلسل / 486 تاريخ، بالمتحف القبطي بالقاهرة، راجع، سميكه، فهرس المخطوطات القبطية والعربية، ص 58. ومن الطريف أن المؤرخ العّلامة المقريزي يذكر في مؤلفه الشهير المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، تحت اسم دوينة، ما يلي: "ناحية دوينة (بها) كنيسة على اسم بو يحنس القصير وهى قبة عظيمة وكان بها رجل يُقال له يونس عمل أسقفًا وأشتهر بمعرفة علوم عديدة فتعصبوا عليه حسدًا منهم له على علمه ودفنوه حيًا وقد توعك جسمه" كذا، راجع طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة الذخائر 54، ج 4، سنة 1999م، ص 519. وبالتأكيد المقريزي لا يقصد شخصية الأسقف الذي نحن بصدده الآن، حيث أنه (أي المقريزي) توفى سنة 845هـ (= 1442م)، بينما الأنبا يوأنس الذي نحن بصدده تنيح حوالي سنة 1460م. [15] مخطوطة 286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 16ج، 41ظ. [16] مخطوط 621 مسلسل/80 تاريخ (السابق الذكر)، الورقة 114ج. [17] مخطوط 621 مسلسل/80 تاريخ (السابق الذكر)، الميمر الرابع، الورقة، راجع: كتالوج سميكة، ص 280. [18] المخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 46ظ، 127ظ؛ المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر). [19] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 63ج، 64ج. [20] مخطوط 742 مسلسل/ 73 طقس (السابق الذكر). [21] كتاب الإبصاليات والطروحات الواطس والآدام المُستعمل تلاوتها في جميع كنائس الكرازة المرقسية، طبعة القمص فيلوثاوس المقاري، المعلم ميخائيل جرجس، مطبعة القديس مكاريوس بمصر القديمة، سنة 1630ش 1913م، صـ 66-70. [22] فالتقليد الأرثوذكسي يقضي أن تكون الإبصالية ترتيلة تًتلى لاسم ربنا يسوع المسيح كعبادة، بينما الثيؤطوكية تُرتل لوالدة الإله القديسة العذراء مريم كتمجيد وإكرام. [23] مخطوط 742 مسلسل/ 73 طقس (السابق الذكر). [24] راجع كتاب الإبصاليات السابق الذكر، ص 97-102. [25] المرجع السابق، صـ 93-98. Youhanna Nessim Youssef, op. cit., p. 316-317. [26] [27] الأبصلمودية الكيهكية، طبعة إقلاديوس يوحنا لبيب، سنة 1627ش-1911م، صـ 35، 51، 65، 78، 92، 106، 119، 133، 147. [28] المخطوط 32 قبطي باريس، (السابق الذكر)، الورقة 36ج. [29] الإبصلمودية الكيهكية، صـ 793-795، 802-804، 809-811، 817-819، 825-827، 832-834، 868-871. [30] من الطريف أن مخطوط ترتيب البيعة تنسب قطع تفاسير سامودي لليالي الأحاد للمعلم يوحنا القليوبي، راجع الكتاب المنشور لهذا المخطوط، ج2 صـ 52، وهي قطع منشورة بالإبصلمودية الكيهكية من صـ 793-832، وهي قطع شديدة الشبه بقطع الأنبا يوأنس، فلعل من هنا جاء الخلط. [31] الإبصلمودية الكيهكية، ص 793. [32] كتاب المدائح الروحية حسب طقوس الكنيسة القبطية جمع وتنقيح وتهذيب وترتيب المعلم فرج عبد المسيح مرتل كنيسة السيدة العذراء بروض الفرج والأرشيدياكون (كذا) جميل توفيق إبراهيم رئيس شباب مار جرجس بالقللي (القس إبراهيم فيما بعد، بكنيسة الأنبا بولا بأرض الجولف)، ط1 سنة1675ش=1959م، صـ311-317. [33] المرجع السابق، صـ353-ص356. [34] راجع، جراف، مرجع سابق. [35] داود، نبيه كامل، تاريخ كنيسة الملاك ميخائيل البحري، ص 33-34، وذلك نقلًا عن المخطوط 98 مسلسل/23 بكنيسة العذراء بحارة الروم، الورقة 26ظ ؛ والمخطوط 48 طقس بمكتبة المتحف القبطي بالقاهرة، راجع: Mohamed Fathy Khorshid, “Study of the Arabic manuscript (Maimar) in the Coptic Museum, Cairo: No. 48-Liturgy”, BSAC 39, 2000, pp. 149-156. |
||||
24 - 06 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
أنبا يونس ابن الأسقف (1461-1481 م؟) أولًا: أسمه ولقبه:من المخطوطات المختلفة نرى اسمه مسجل هكذا: + أنبا يونس ابن الأب الأسقف أنبا اخرستوذولوا بكرسي أسيوط[36]. + الأب الأسقف المكرم أنبا يونس ابن الأب الأسقف أنبا اخرستوذولوا أسقف مدينة سيوط ومنفلوط والشرق وابوتيج[37]. + أنبا يونس أسقف سيوط ومنفلوط وبوتيج[38]. - أما ذكر اسمه بخط يده فكان هكذا: + الحقير يونس خادم الشعب الارتدكسى بكرسي مدينة سيوط ومنفلوط وشرق الخصوص[39] وما أضيف إليه[40]. نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي: أ. كان أبنًا لأحد الآباء الأساقفة، الذي كان يحمل اسم خرستوذولوس (عبد المسيح)، غير أن مكان أسقفيته مجهول لدينا الآن. ب. من المحتمل أن يكون هذا الأسقف كان على إيبارشية إسنا مسقط رأس الأنبا يوأنس (كما سوف نأتي بالشرح). ج. كان خلفًا (في الغالب مُباشرًا) للأب الأسقف الأنبا يوأنس بن شنودة على نفس الإيبارشية الواسعة المترامية الأطراف، بما أًضيف إليها من إيبارشيات أُخرى. ثانيًا: نشاطه: 1. اشتراكه في تقديس الميرون المقدس سنة 1177ش: اشترك هذا الأب الأسقف ضمن ستة أساقفة معاصرين له في عمل الميرون المقدس بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا متاؤس الثاني الـ90 [1169-1182ش= 1452-1465م][41]، وقد وقع بخطه على مخطوط الميرون، وقد وقع بمخطوط الميرون قائلًا: "حضرت طبخ الميرون المقدس / (و) تكريزه بالكنيسة المذكورة في خدمة / (الأب) البطريرك المشار إليه في التاريخ / المدكور ظاهره وكتبه الحقير يونس / خادم الشعب الارتدكسى بكرسي / مدينه سيوط ومنفلوط وشرق الخصوص / وما أضيف إليه شاكرًا الرب سبحنه" كذا. وللآسف خلط البعض بينه وبين الأسقف السابق الذكر، ولكن الحقيقة أن المخطوطات التي دونت خبر طبخ الميرون في هذه المرة أوضحت ذلك، أي أنه غير أنبا يوأنس ابن شنودة، حيث يذكر كاتب المخطوط ما يلي: "تم تسلم أبونا القس الأسعد ابرهيم البزار المعروف بابن عم الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط المعروف بن شنودة المتنيح نيح الله نفسه في الأحضان الإبراهيمية ويرحمنا بصلاته... "[42]. 2. حضوره مجمع كنسي للنظر في بعض المسائل الكنسية: كذلك اشترك في مجمع الأساقفة الذي دعي إليه البابا غبريال السادس الغرباوي الشهير بابن قطاع العصفور الـ91 [1182-1191ش= 1466-1474م] بالقاهرة - - وذلك للنظر في مسائل وأجوبة في الأملاك والتزوج والتسري والميراث في أقوال الآباء القديسين معلمي البيعة. ومما هو جدير بالذكر أنه توجد بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة عدة نسخ لأعمال هذا المجمع، أقدمهم يرجع تاريخ نسخة ليوم 15 مسري 1410ش (= الأربعاء 18/8/1694م) [43]، وكان ترتيبه السادس بين السبعة الأساقفة الذين حضروا هذا المجمع[44]. 3. أحضر جسد الأمير تادرس للقاهرة: أحضر جسد الشهيد المكرم الأمير تادرس الإسفهسلار ابن يوحنا المصري من ديره بناحية بسرى (بُصره- شُطب)، صحبة أبونا إسحق رئيس الدير والتاج رشيد، إلى كنيسة الشهيد العظيم تادرس الإسفهسلار (المشرقي) ببابليون مصر بحرات بني وايل (خرطة الشيخ مبارك بمصر القديمة الآن)، وذلك على عهد القمص (جرجس) الشمس أبو المنصور بن القس التاج إسحق الحكيم المصري كاهن كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، وذلك كان ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1198ش (الموافق الأحد 16/11/1481م) [45]. 4. وضع سير بعض الشهداء القديسين: أ. وضع ميمر يشرح فيه سيرة وجهاد شهداء مدينة إسنا، وقد ورد هذا الميمر في خمس مخطوطات حسب علمنا حتى الآن، هم:- 1. المخطوطة 153 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 438ج-445ج، تاريخها 28 كيهك 1372 ش- 1655م[46]. 2. المخطوطة 780 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، تاريخهما 1236 ش-1520م[47]. 3. المخطوطة 638 مسلسل/ 44 تاريخ بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 55 ظ[48]. 4. مخطوطة محفوظة بكنيسة دير الشهداء بإسنا، وقد طُبعت في كتاب باسم "عظة الأحفاد في تاريخ الشهداء الأمجاد"، ولكن للآسف باسم أنبا بولس أسقف أسيوط، وهذا خطأ. ومما هو جدير بالذكر أنه في هذا الميمر بعض الإشارات على أن الأنبا يوأنس على دراية كاملة بالتقاليد المحلية المتبعة بمنطقة هؤلاء الشهداء القديسين (إسنا)، مما قد يُعني أن أصله كان من تلك المنطقة[49]. وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد محاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصين كانت لهما أيادٍ بيضاء في مجالي إكرام القديسين والإيمنوغرافية القبطية في القرن الخامس عشر الميلادي، فأثريا بذلك حقل الإبداع القبطي بصفة عامة، ومجال التسبيح في شهر كيهك بصفة خاصة. _____ الحواشي والمراجع[36] مخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 127ظ. [37] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 57ظ-58ج. [38] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 64ج. [39] "شرق الخصوص" أي المقصود به مدينة ومركز "أبنوب" بمحافظة أسيوط حاليًا. [40] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر). [41] المخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 46ظ، 127ظ؛ المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة، (السابق الذكر). [42] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 63ج، 64ج. [43] المخطوط 302 مسلسل/298 لاهوت بالمكتبة البطريركية بالقاهرة، الورقة 62ج. [44] وفيما يلي أسماءهم حسب ترتيب أقدمية الرسامة:1. أنبا ايساك المنياوى الكبير (أسقف منية القديس أبا فيس) 2. أنبا غبريال السوهاجى (أسقف ابصادي) 3. أنبا ايساك التلاوى (أسقف سندفا والمحلة) 4. أنبا غبريال النقادي (أسقف قفط) 5. أنبا ميخاييل المحرقي (أسقف القوصية) 6. أنبا يونس الاسيوطى (أسقف أسيوط ومنفلوط وشرق الخصوص وأبوتيج) 7. أنبا يونس الفيومى (أسقف الفيوم). [45] المخطوط 32 قبطي باريس، (السابق الذكر)، الورقة 191ج. [46] G. Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, les Manuscrits Chretiens, tome I, Paris 1972, pp. 124-127. ومما هو جدير بالذكر، أن العالم Paul Sbath أشار في مقال له بعنوان Monuscrits Arabesd, Auteurs Coptes، في مجلة جمعية الآثار القبطية،Bullin de la Societe l'Archeologie, vol. V, 1939, p. 170، غير أن العالم Sbath أخطأ حينما نسب الأنبا يوأنس إلي القرن الـ13 الميلادي، لكن الأصح أن الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها هو واحد من أشهر رجالات القبط في القرن الـ15 كما أثبتنا من خلال هذه المقالة. [47] Troupeau, op. cit. [48] وهى مخطوطة ترجع للقرن السابع عشر الميلادي، مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، ج 1، القاهرة 1939، غير أن الفهرس يذكر اسم واضع الميمر خطأً باسم الأنبا بولس أسقف أسيوط ولكن صحته، أنبا يوأنس، ص 289. [49] Youhanna Nessim Youssef, op. cit., p. 315. |
||||
24 - 06 - 2014, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا مرقس القليوبي | القس غبريال المتطبب من البديهي أن معظم سير الشهداء والقديسين الأوائل، كُتبت أولًا باللغات القديمة التي كانت متداولة وقتهم، سواء كانت اليونانية (الرومية) أو القبطية بمختلف لهجاتها. ثم قام مجموعة من ذوي المعرفة باللغات المختلفة بترجمتها إلى اللغة العربية، خصوصًا لما سادت تلك الأخيرة مقابل تقهقر اللغات الأخرى تدريجيًا. غير أن كتب التاريخ لم تَجُدْ علينا بذكر أسماء العدد الأكبر من هؤلاء المترجمين، إلا فيما ندر. حيث احتفظت لنا حنايا بعض المخطوطات باسم هذا الشخص أو ذاك من هؤلاء الجنود المجهولين. وفي مقالتنا هذه سوف نستعرض باختصار سيرة وأعمال اثنين من هؤلاء المترجمين، وهما أنبا مرقس أسقف المحلة وسخا المعروف بالقليوبي، والقس غبريال المتطبب أحد كهنة كنائس مدينة صِندفا الثلاثة. راجيًا أن يجد القارئ الكريم في هذه المقالة الشيء الجديد والمفيد، خصوصًا ولم يأتِ على ذكرهما أحد من قبل، سواء منفردين أو مجتمعين، لا في المراجع العربية ولا في الأجنبية. |
||||
|