رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«داعش»عن الجريمة المشتركة » الوطن «كنا فى البداية بضع مئات فقط.. ولكننا بفضل الحرب المزعومة للرئيس الأمريكى جورج بوش على الإرهاب فى العراق تحوّلنا إلى عشرات الآلاف».. هكذا يقول أحد عناصر التنظيم المعروف باسم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، الذى يعرف اختصاراً باسم «داعش»، لصحيفة «إلموندو» الإسبانية؛ فقد كان الظهور المفاجئ للتنظيم كقوة إقليمية خلال العامين الماضيين مفاجئاً بما فيه الكفاية، ولافتاً لأنظار المحللين والصحفيين فى أنحاء العالم، لمحاولة الوصول إلى أصل التنظيم وجذوره. يقول المحلل الأمريكى بيتر بيرجين، محلل شئون الأمن القومى بشبكة «سى إن إن» الأمريكية: إن تنظيم «داعش» هو أحد أسوأ مكونات تراث «بوش» فى العراق وأكثرها سمية؛ حيث إنه السبب فى نشأة جماعة «التوحيد والجهاد» فى العراق بزعامة أبومصعب الزرقاوى، الذى يعد النواة الأولى لـ«داعش» فى البلاد. ويضيف: «إن لم يكن ما حدث مأساوياً بما فيه الكفاية، فإنه مثير للسخرية؛ فمستشارو (بوش)، الذين أصروا على أن نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين يعمل على تدريب عناصر تنظيم القاعدة فى العراق، لم يجدوا ورقة واحدة أو دليلاً يثبت مزاعمهم، على الرغم من أنه بعد مرور 3 أعوام فقط على الغزو الأمريكى للعراق، كانت الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع قد ترجمتا ما يزيد على 34 مليون وثيقة تعود لعهد (صدام)، عثر على بعضها فى خزائنه السرية، ولكنها جميعاً جاءت بالنتيجة نفسها: (لا دليل على أى شراكة ممكنة بين القاعدة وصدام حسين)». حين خرج «الزرقاوى» فى البداية عام 2004، أعلن مبايعته لتنظيم القاعدة وزعيمه آنذاك أسامة بن لادن، وبعد مقتله فى 2006، تولى أبوحمزة المهاجر زعامة التنظيم، وظل الوضع على ما هو عليه حتى تولى أبوعمر البغدادى زعامة التنظيم وحوّله إلى «دولة العراق الإسلامية». قتل بعدها «المهاجر» و«البغدادى»، فتسلم أبوبكر البغدادى زعامة التنظيم منذ عام 2010، ويرى محللون أن التنظيم تلقى ضربة قوية بعد مقتل «الزرقاوى» كادت تنهى وجوده من الأساس، لولا أن الانسحاب الأمريكى الذى جاء بشكل سريع تسبب فى انحسار المعلومات الاستخباراتية لدى السلطات العراقية عن تلك الجماعات. «بيرجين» يرى الأمر كالتالى: «الولايات المتحدة أرادت أن تقطع أى علاقات محتملة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة، بحسب مزاعم مستشارى بوش، ولكن ما حدث فعلا هو أن حرب بوش على العراق تسببت فى تعجيل وصول تنظيم القاعدة إلى العراق، إضافة إلى جماعات متطرفة أخرى تنضوى تحت لوائه.. وبعبارات أخرى، فإن إدارة بوش أشرفت على نشأة التنظيمات التى قالت إن القضاء عليها هو أحد الأهداف الأساسية من الحرب على العراق». فى حين ترى صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن «السبب الأساسى فى ظهور داعش هو ما ارتكبه بوش ونائبه آنذاك ديك تشينى، من أخطاء فادحة». ومن جانبهم اعتبر عدد من الخبراء العسكريين أن انتشار ميليشيات مسلحة وجيوش غير نظامية فى الدول العربية ينذر بكارثة، حيث يعمل على تنفيذ المخطط الغربى والأمريكى بتقسيم الدول العربية، ملكية وجمهورية، إلى دويلات بعد إنهاك جيوشها بتوريطها فى اضطرابات داخلية وتهديدات خارجية، وتردى الحالة الاقتصادية. وقال اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن «ظهور هذه الجماعات الإرهابية وأجنداتها يشكل تهديداً مباشراً لجميع الدول العربية، ويهدد بتقسيمها إلى دويلات، ولن ينجو من هذا السيناريو الدول الملكية أو الجمهورية أو من قامت فيها ثورات، أو التى لم تشهد ثورات بعد. وبالتالى يوجد خطر مشترك يواجه كل الدول العربية، ألا وهو مقاومة الإرهاب والجماعات التكفيرية، ومن ورائها المصالح الأمريكية والغربية التى تسعى لتقسيم الدول العربية لدويلات والاستيلاء على مصادر الثروة المختلفة فيها، وإخضاعها للهيمنة والسيطرة الغربية، ومن ثم إعلاء شأن إسرائيل لتكون هى الدولة المهيمنة فى المنطقة». وأضاف «موسى» أن تشابه ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، وهى الدول التى تشهد محاولات غربية شرسة لتقسيمها، يثبت وجهة نظره، موضحاً أن الدول المستهدفة هى الدول الفاعلة فى المنطقة التى تمتلك إرادة التأثير فى الشأن الإقليمى. وأشار إلى أن ما يدور فى العراق ومنذ عام 2003 بعد سقوط الرئيس العراقى السابق صدام حسين وجلاء القوات الأمريكية عنها ووصول رئيس الحكومة الحالى نورى المالكى للسلطة، بدأت بعده الصراعات الطائفية؛ فالأكراد فى الشمال والشيعة فى الجنوب والسنة فى الوسط، وجاء «المالكى» فهمش السنة والأكراد، ما أثار حفيظتهما، وأطلق عنان جماعات متطرفة فى العراق مثل «التوحيد والهجرة» التكفيرية، التى توجد أيضاً فى سوريا. وأوضح الخبير الاستراتيجى أن تنظيم «داعش» السنى اتحد مع جماعات متطرفة أخرى لمحاربة الحكم الشيعى فى العراق، ونجحوا فى الاستيلاء على عدة مدن هناك، ولأنهم يُعملون القتل وأحياناً الإبادة مع خصومهم، كان الأهالى يفرون من بيوتهم حين يعلمون بقدومهم إلى أى منطقة، فـ«داعش» لا تعرف إلا القتل ولا تبقى على أسرى، وهذا ما وجدناه فى الأيام الماضية، حيث هرب من أهل «الموصل»، وهى أكبر مدن العراق بعد بغداد، ما يقرب من نصف مليون عراقى بعد دخول داعش، وبالتالى فالرعب المعنوى الذى خلقته هذه الجماعة هو السبب فى هروب قوات الجيش والشرطة هناك. وأكد «موسى» أن الإرهابيين يعيدون تنظيم أنفسهم، ويخططون لاتخاذ ليبيا مركزاً عالمياً لأنشطة الإرهاب العالمى بسبب المساحات الشاسعة من الصحراء ووجود البترول بها، وبالتالى هناك مناخ مناسب لتجميع الإرهابيين خاصة بعد هروبهم من سيناء بسبب نجاح ضربات الجيش المتوالية لهم وهدم الأنفاق. لافتاً إلى أن تلك الجماعات تُمول من قبل تركيا وإيران وقطر، ويجرى تدريبهم وتصديرهم إلى مصر وباقى دول المنطقة، وأن هناك دولاً بعينها تعد مراكز لتصدير الإرهابيين، أهمها باكستان والهند وبنجلاديش والسودان وليبيا واليمن والعراق وكوسوفو والشيشان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا. مؤكداً أن هؤلاء المرتزقة يشكلون خطراً لكونهم محترفين ولديهم خبرات قتالية اكتسبوها من تجاربهم فى أماكن صراعات وحروب مختلفة حول العالم. وأضاف أن المنطقة تستعيد توازنها الآن بتحالفات جديدة، بعد اكتشافها للمخطط الأمريكى الهادف لتقسيم الدول العربية إلى دويلات، ومخطط تنظيم الإخوان للاستيلاء على السلطة فى هذه الدول. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى، إن «انتشار الميليشيات المسلحة ببعض الدول العربية كالعراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان، له تأثير واضح على عدم استقرار الدول وإضعافها، إلا إذا كانت تحت إشراف الدولة كحزب الله فى لبنان، فهو حزب مسلح للدفاع عن الدولة وليس ضد النظام مثل بعض الحركات والجماعات بليبيا والعراق وسوريا». وأضاف أن بعض الدول قد تصنع ميليشيات كما يحدث فى سوريا كـ«الدفاع الوطنى» التى تساند الجيش السورى النظامى فى حربه على «الجيش السورى الحر». وتؤثر الحركات والمجموعات المسلحة على العلاقة بين الدولة التى تنشط فيها هذه الجماعات والدول الأخرى، وبصفة عامة قد تستفيد الدولة من رعاية بعض الميليشيات المسلحة، لكن الأضرار فى النهاية تكون أكبر بكثير من أى نفع. وأشار الخبير الاستراتيجى إلى أن ما يحدث فى العراق من ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» تهديد واضح على الدول المجاورة للعراق، خاصة بعدما ترك الجيش والشرطة العراقيان أسلحتهما ومعداتهما لهذا التنظيم وفرا هاربَين، مؤكداً أن استمرار توغل الميليشيات المسلحة ووجودها على أراضى عدد من دول المنطقة سيؤثر بصورة مباشرة على المشهد السياسى مستقبلاً، بالقدر الذى تهيمن فيه هذه الميليشيات المسلحة على الأرض وتؤثر فى مجريات الأمور، بينما سيؤدى تحجيمها وتسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى تراجع أثرها السلبى فى التحولات السياسية، ولا بد من بسط الدولة سيادتها على كل شبر من أراضيها. وأكد «مسلم» أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة لإرسال قواتها مجدداً للعراق، بعدما تكبدت خسائر فادحة فى حروبها فى أفغانستان والعراق نفسها، مشيراً إلى أن واشنطن تنظر إلى المشهد من بعيد وتستفيد الآن من إضعاف الدول بعضها لبعض دون تدخل منها، لافتاً إلى أن أجهزة مخابرات دولية تستفيد بلا شك استفادة كبيرة من هذه الأحداث، لاختراق الدول الضعيفة أمنياً، وجمع ما تريده من معلومات بكل سهولة ويسر، واستخدام هذه المعلومات لصالحها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصلاة هي الصفة المشتركة بين القديسين |
الإغوانا المشتركة |
استفد من المَسحة المشتركة |
الجبهة السلفية ترفض الضربة الجوية ضد داعش وتصفها بـ«الجريمة المبيتة» |
تيطس والخدمة المشتركة |