منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 11 - 06 - 2014, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 31 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


مادة الذبيحة
يقدم في القداس خبز "قربان" "خمر" (عصير كرمة) يتحولان بالصلاة إلى جسد ودم الرب الأقدسين، وذبيحة العهد الجديد، عند حلول الروح القدس عليها وبقوته وفعله
أ‌-الخبر يشترط فيه ما يأتي:
1. يصنع من دقيق القمح:
* لان المسيح شبه نفسه بحبة الحنطة " يو 12: 24 "
* لأنه كما أن القمح لكي يصلح للغذاء يطحن ويعجن ويقطع فالسيد المسيح خبز الحياة سحق بالحزن، واحتمل نار الآلام، ومزق جسده بالجراحات.
* 2- لا يضاف إليه ملح:
لان الملح يوضع في الطعام ليصلحه ويحفظه من الفساد وجسد الرب لا يحتاج إلى ملح يصلحه ويحفظه لأنه بطبيعته صالح وغير قابل للفساد.
2- ويكون مختمرا:
فالخمر يشير إلى الخطية، والمسيح البار حمل خطايا العالم كله على الصليب.
3- ويكون طازجا:
حيث لا يتغير ولا يصير يابسا، فالمسيح هو الله الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " يع 1: 17 "
4- وعلى شكل قرص مستدير:
· كقرص الشمس – إشارة للمسيح شمس البر" مل2:4"
· ومستدير ليس له بداية ولانهاية، فالمسيح أزلي أبدى (ليس له بداية أيام) " مى 5: 2 " (ولانهاية أيام) " مت 28: 20 "
5- ويختم:
صليب في الوسط الاسباديكون " كلمة عن اليونانية معناها السيدي وهو يشير إلى السيد المسيح يشير إلى جسد الرب المصلوب). و12 صليبا حول الصليب الأوسط: تمثل التلاميذ حول المسيح.
6- ويثقب بخمسة ثقوب
تشير إلى الثلاثة مسامير اثنين في يديه وواحد في رجليه والحربة وإكليل الشوك.
7- يقدم عددا فرديا:
* ثلاثة: إشارة إلى الثالوث القدوس.. واختيار واحد منها دلاله على تجسد الابن.
* أو خمسة: إشارة إلى ذبائح العهد القديم الخمس رمز ذبيحة المسيح ذبيحة المحرقة، وذبيحة الخطية وذبيحة الإثم، وذبيحة السلامة وتقدمة القربان وكانت تقدم من خمسة أنواع:
الغنم – البقر – الماعز – الحمام اليمام (لا3:1؛10؛14)
* أو سبعة: إشارة إلى الخمسة ذبائح السابقة، مضافا إليها العصفوران في شريعة تطهير الأبرص " لا 14: 4 "
ب‌-والخمر يشترط أن يكون من عصير الكرمة زبيب عنب عصر دون استخدام النيران، ولا يستخدم أي نبيذ مسكر.
* لان السيد المسيح دعا نفسه (الكرمة الحقيقية) "يو1:15"
* ولان عصير الكرمة بلون الدم تشير إلى دم المسيح.
* لأنه كما أن -العنب حتى يصير خمرًا- يعصر، فالسيد المسيح قال على لسان إشعياء (دست المعصرة) "معصرة الألم" وحدي" اش 63: 3 "
ج- وذبيحة العهد الجديد تكلم عنها:
1. إشعياء النبي تنبأ قائلا (ويعرف المصريون في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة) " اش 15: 1، 2 ".
2- والسيد المسيح: عندما قدم السر العظيم لتلاميذه قال (هذا هو جسدي … هذا هو دمى) مت26:26؛27"
2- وبولس الرسول
ذكر أن السيد المسيح سلم له هذا السر قائلا (هذا هو جسدي المكسور لأجلكم) " 1كو 11: 25 "
وتكلم عن كأس البركة.. شركة المسيح والخبز الذي نكسره.. شركة جسد المسيح " 1كو 10: 16 ".
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 32 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


التناول من ذبيحة القداس الإلهي
أن الرب يسوع المسيح نفسه سلمنا هذا السر وعلمنا وجوب التناول من الأسرار المقدسة كما يقول … عن الخبز: خذوا كلوا هذا هو جسدي. وعن الكأس: اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمى الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا (مت26:26-28) ثم أعطى رسله سلطانا لان يصنعوه لذكره كما صنع واخذ خبزا وشكر وكسر أعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكرى "لو19:22" وهكذا اقتضى جودة الإله وسخاؤه العميم وحبه العظيم ورحمته بنا نحن الخطاة أن يعطينا ذاته قوتا وغذاء خلاصيًا تحت شكل الخبز والخمر. وذلك لكي يجرئنا ويشجعنا على التناول منهما لأنه لو لم يحتجب تحت هذه الأعراض لما استطاع المؤمنون أن يتناولوا جسده ودمه الأقدسين بأعراضهم الظاهرة فكان عمله هذا وقوله في (يو 6) مبرهنا على أن جسده ودمه هو طعام النفوس وغذاء الأرواح. ولذلك أصبح من الواجب على كل مؤمن يريد حياة نفسه وتقوية روحه أن يتناول من جسد الرب ودمه ولا يهمل أمرا يتوقف عليه اتحاده مع الله وثباته فيه ونموه في الحياة الروحية.
# وإلا فان من يهمل هذا الواجب لا تكون نفسه حيه (قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم) " يو 6: 53 " ومن لا تكون له في نفسه حياة ليس مسيحيا لان المسيحي يجب أن يكون حيا ولقد وعد الرب يسوع تلاميذه قائلا: (أنا هو خبز الحياة آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن كل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. الخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم) " يو 6: 48– 51 ".
# وقد سار الرسل على الطريقة التي رسمها الرب يسوع نفسه (وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات) " اع 2: 42 "

#وبعدها (فأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد) لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد) "1كو17:10" و(لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا أن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها أخذا خبزًا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكرى كذلك الكأس أيضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء) " 1كو 11: 23 – 26 "

# ثم أننا إذا تأملنا في تاريخ الكنيسة نجد أن المؤمنين في القرون الأولى كانوا يتناولون الأسرار المقدسة في كل قداس كهنة وعلمانيين نساء وأولاد واثبت ذلك القديس اكليمنضس وقد جاء في أوامر الرسل وقوانين المجامع ما يؤيد ذلك حيث قيل وليتقرب الأسقف أولا وبعده القسوس والشمامسة وبعدهم سائر الشعب وبعد الذكور تتناول النساء وليرتل إلى أن يتناول القربان كافة المؤمنين لأجل هذا كانوا يقدمون قرابين كافية لمناولة الاكليروس أن المسيح أعطانا هذا السر لكي نتناول منه حياة لأنفسنا فواجب أن نتناوله لكي نحيا به.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 33 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


البخور ووجوب تقديمه في العبادة


مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج
تقدم الكنيسةالبخور أثناء العبادة الجمهورية امتثالا لأوامر صريحة في الكتاب المقدس نأتي علي بعضها:
*للبخور قيمة عملية في الصلاة لذلك أمر الرب موسى أن يقدم في العبادة اليومية بخورًا طيبًا يحرقه على مذبح من ذهب في مجمرة من ذهب " تصنع مذبحًا لإيقاد البخور.
* *لذلك صارت رائحة البخور دائمًا مقترنة بوجود الله توحي إلى الإنسان بحلوله. فبمجرد أن تفوح رائحة البخور تبتهج النفس وتتهلل الحواس الداخلية إيذانًا للشعور بالوجود في حضرة الله. وكأنما رائحة البخور الذكية هي رائحة الرب كما يقول سفر نشيد الإنشاد "ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته" (12: 1).
لذلك حينما يستنشق الإنسان رائحة البخور تمتد النفس في تأملها بحواسها الداخلية نحو الله لتنعم برائحة صفاء الأبدية.
هكذا الله بتحننه لم يحرم إنسان من استخدام حواسه الظاهرة في الامتداد بها لسبق تذوق أنعام الخلود.
وإن كانت العين الساذجة لا ترى في البخور إلا مجرد دخان طيب الرائحة تختفي حلقاته في الهواء إلا إن عين النفس المكشوفة التي وهبت روح التأمل تراه صاعدًا حتى السماء محملًا بصلوات القديسين ترفعه أيدي جماهير من الملائكة المقدسين بتهليل وتسبيح "جاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطى بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على المذبح الذي أمام العرش فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤ 8: 3، 4).
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 34 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


لمحة تاريخية عن استخدام البخور في العبادة

كان ترتيب الله لاستخدام البخور في العهد القديم مكانة أولى وعظمى في العبادة الطقسية، وكعمل روحي صميمي يشرح ويعبر عن روح الصلاة الانسكاب وتقديم أفخر ما لدى الإنسان لله بسرور وشكر ورضى. وتقدمة البخور لا ترمز في حد ذاتها إلا إلى الصلاة الشاكرة الراضية.
وبتحول العبادة من العهد القديم إلى العهد الجديد لم يتحول مفهوم تقديم البخور في الصلاة كصلاة بل بقى كما هو يعبر عن العلاقة الأساسية التي تربط الإنسان بالله. أما الذي دعا بعض علماء الطقوس ونقادها على الشك في استخدام البخور في الكنيسة في القرون الأربعة الأولى معتمدين في شكهم على عدم ورود أي تفصيلات في كتابات الآباء عن هذا الطقس أو أي ذكر واضح للبخور واستخدامه في العبادة فهذا الشك لا يبتنى على أساس للأسباب الآتية:
أولًا: لأن من الأمور المعروفة لدارسي التقليد الكنسي انه كان ممنوعًا بل محرومًا تحريمًا قاطعًا كتابة أي تفصيلات عن كافة الأسرار الكنسية حتى لا يطلع عليها الوثنيون ويتخذونها مجالًا للطعن والتشكيك حتى أن الموعوظين المتقدمين للمعمودية لم يكن يجوز أن يلقنوا شيء عن سر العماد حتى إلى ما قبل عمادهم بليلة واحدة.

مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج
وظل هذا التقليد ساريًا حتى القرن الرابع. لذلك من الطبيعي أن تخلو كتابات الآباء من ذكر البخور بالتفصيل. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.
ثانيًا: كل التفصيلات عن الأسرار وشرحها وممارستها كانت تدخل ضمن التقليد الشفاهي السري في الكنيسة وكان لا يجوز تسليمها إلا للمؤمنين فقط وكانت تلقن بالفم والممارسة تلقينًا فرديًا وليس جماعيًا. وكان يؤخذ عهد على المؤمن أن لا يبوح هذه الأسرار. لذلك ظل طقس البخور ساريًا ومستمرًا دون أن يكون للشعب أو العلمانيين على وجه العموم أي معرفة خاصة بتفصيلاته لأنها كانت لا تسلم إلا للكهنة فقط باعتبار أنه يدخل في سر الكهنوت.
ثالثًا: بخصوص ذكر استخدام البخور في العبادة داخل الكنيسة عثرنا على بعض شهادات آبائية واضحة من القرون الثلاثة الأولى تثبت إن البخور كان مستخدما في الكنيسة:
* عندما تولى القديس ديمتريوس الأول البطريرك الإسكندري الثاني عشر (191 224 م) الخلافة المرقسية تذمر الشعب لكونه متزوجًا فأوحى له الملاك أن يثبت بتوليته فأخذ المجمرة (الشورية) وهي متقدة نارًا وقلبها مع بخورها في كمه وكم زوجته وطاف البيعة كلها أمام المؤمنين دون أن يحترق قماشهما فهدأ الشعب...وفي هذه القصة المدونة في المخطوطات القديمة في (تاريخ البطاركة) ما يؤيد استخدام البخور في الطقس الكنسي.
* في الكتاب المعروف بتعاليم الرسل (من مدونات القرن الرابع) الذي يحتوي على جزء هام من مدونات القرن الثاني والمنسوب ليهود الإسكندرية المتنصرين تحتوي الترجمة العربية له على تعاليم الرسل مضافًا إليها ترتيب الخدمة الكنيسة في ذلك الوقت ويشرح بكل وضوح وتفصيل استخدام البخور في الكنيسة في أوقاته المعينة. وفيه بنص على انه كان على الأسقف أن يبخر الهيكل بنفسه أمام الكاهن فيبخر البيعة.
*مما لا شك فيه إن الكنائس لم تكن في درجة واحدة من النضوج الطقسي وترتيباته، فالكنائس القديمة، التي كانت نواتها كثرة من اليهود المتنصرين مثل مصر بدأ التقليد الطقسي فيها قويًا ناضجًا منذ اليوم الأول أم الكنائس التي كانت نواتها كثرة من الوثنين والفلاسفة مثل شمال أفريقيا فظل الطقس فيها بدائيًا ضعيفًا حتى القرن الرابع، أي زمن التحام الكنائس جميعها بواسطة قوانين المجامع.
*لذلك نجد أن غالبية الرجال الكنسيين الذين لم يهتموا بالبخور وانتقدوا استخدامه كانوا من الوثنيين والفلاسفة المتنصرين مثل أثيناغورس وكليمندس الإسكندري وترتليان وأغسطينوس... ولكن لا يفيد على الإطلاق إن كنائسهم لم يكن فيها بخور.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 35 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج

لمحة تاريخية عن استخدام البخور في العبادة

كان ترتيب الله لاستخدام البخور في العهد القديم مكانة أولى وعظمى في العبادة الطقسية، وكعمل روحي صميمي يشرح ويعبر عن روح الصلاة الانسكاب وتقديم أفخر ما لدى الإنسان لله بسرور وشكر ورضى. وتقدمة البخور لا ترمز في حد ذاتها إلا إلى الصلاة الشاكرة الراضية.
وبتحول العبادة من العهد القديم إلى العهد الجديد لم يتحول مفهوم تقديم البخور في الصلاة كصلاة بل بقى كما هو يعبر عن العلاقة الأساسية التي تربط الإنسان بالله. أما الذي دعا بعض علماء الطقوس ونقادها على الشك في استخدام البخور في الكنيسة في القرون الأربعة الأولى معتمدين في شكهم على عدم ورود أي تفصيلات في كتابات الآباء عن هذا الطقس أو أي ذكر واضح للبخور واستخدامه في العبادة فهذا الشك لا يبتنى على أساس للأسباب الآتية:
أولًا: لأن من الأمور المعروفة لدارسي التقليد الكنسي انه كان ممنوعًا بل محرومًا تحريمًا قاطعًا كتابة أي تفصيلات عن كافة الأسرار الكنسية حتى لا يطلع عليها الوثنيون ويتخذونها مجالًا للطعن والتشكيك حتى أن الموعوظين المتقدمين للمعمودية لم يكن يجوز أن يلقنوا شيء عن سر العماد حتى إلى ما قبل عمادهم بليلة واحدة.

مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج
وظل هذا التقليد ساريًا حتى القرن الرابع. لذلك من الطبيعي أن تخلو كتابات الآباء من ذكر البخور بالتفصيل.
ثانيًا: كل التفصيلات عن الأسرار وشرحها وممارستها كانت تدخل ضمن التقليد الشفاهي السري في الكنيسة وكان لا يجوز تسليمها إلا للمؤمنين فقط وكانت تلقن بالفم والممارسة تلقينًا فرديًا وليس جماعيًا. وكان يؤخذ عهد على المؤمن أن لا يبوح هذه الأسرار. لذلك ظل طقس البخور ساريًا ومستمرًا دون أن يكون للشعب أو العلمانيين على وجه العموم أي معرفة خاصة بتفصيلاته لأنها كانت لا تسلم إلا للكهنة فقط باعتبار أنه يدخل في سر الكهنوت.
ثالثًا: بخصوص ذكر استخدام البخور في العبادة داخل الكنيسة عثرنا على بعض شهادات آبائية واضحة من القرون الثلاثة الأولى تثبت إن البخور كان مستخدما في الكنيسة:
* عندما تولى القديس ديمتريوس الأول البطريرك الإسكندري الثاني عشر (191 224 م) الخلافة المرقسية تذمر الشعب لكونه متزوجًا فأوحى له الملاك أن يثبت بتوليته فأخذ المجمرة (الشورية) وهي متقدة نارًا وقلبها مع بخورها في كمه وكم زوجته وطاف البيعة كلها أمام المؤمنين دون أن يحترق قماشهما فهدأ الشعب...وفي هذه القصة المدونة في المخطوطات القديمة في (تاريخ البطاركة) ما يؤيد استخدام البخور في الطقس الكنسي.
* في الكتاب المعروف بتعاليم الرسل (من مدونات القرن الرابع) الذي يحتوي على جزء هام من مدونات القرن الثاني والمنسوب ليهود الإسكندرية المتنصرين تحتوي الترجمة العربية له على تعاليم الرسل مضافًا إليها ترتيب الخدمة الكنيسة في ذلك الوقت ويشرح بكل وضوح وتفصيل استخدام البخور في الكنيسة في أوقاته المعينة. وفيه بنص على انه كان على الأسقف أن يبخر الهيكل بنفسه أمام الكاهن فيبخر البيعة.
*مما لا شك فيه إن الكنائس لم تكن في درجة واحدة من النضوج الطقسي وترتيباته، فالكنائس القديمة، التي كانت نواتها كثرة من اليهود المتنصرين مثل مصر بدأ التقليد الطقسي فيها قويًا ناضجًا منذ اليوم الأول أم الكنائس التي كانت نواتها كثرة من الوثنين والفلاسفة مثل شمال أفريقيا فظل الطقس فيها بدائيًا ضعيفًا حتى القرن الرابع، أي زمن التحام الكنائس جميعها بواسطة قوانين المجامع.
*لذلك نجد أن غالبية الرجال الكنسيين الذين لم يهتموا بالبخور وانتقدوا استخدامه كانوا من الوثنيين والفلاسفة المتنصرين مثل أثيناغورس وكليمندس الإسكندري وترتليان وأغسطينوس... ولكن لا يفيد على الإطلاق إن كنائسهم لم يكن فيها بخور.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 36 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


أنواع البخور الجائز تقديمها

لا يجوز إن يقدم في المجمرة أي بخور من أصل حيواني مهما كان زكي الرائحة فالعنبر مثلًا لا يجوز تقديمه (لأنه يستخرج من حيوانات بحرية أو برية) لآن الذبائح الحيوانية قد بطل تقديمها في المسيحية وصار ذبيحنا الوحيد الرب يسوع المسيح، أما البخور الذي يجوز تقديمه:
· الصندروس: الذي يبخر به الكهنة الوثنيين لآلهتهم.
· لبان الجاوي
· العود
· حصى اللبان على الجاوي
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 37 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


البخور في صلوات الكنيسة و طقوسها

* تسمى صلوات عشية وباكر بصلاة "رفع البخور" لكثرة استعماله فيهما ويمكن رفع البخور بدون قداس لرفع الصلاة والتسبيح لله ويعتبر في حد ذاته ذبيحة صلاة وبخور عطر مقدمة لله ولكن لا يصح إقامة قداس بدون تسبحة ورفع بخور باكر على الأقل إلا قداسات أيام الصوم الكبير (دون أحاده) فليس لها بخور عشية لأن القداسات تخرج متأخرة.
* يعتبر رفع البخور كتمهيد أو مقدمة للقداس لأنه مجموعة من صلوات وابتهالات وتشكرات لطلب بركة الرب على هذه الخدمة السرائرية.

طقس رفع البخور:

*يفتح الكاهن الستر وهو يقول " أليسون إيماس... ويصلي أبانا الذي... ويسجد أمام الهيكل ويقول " نسجد لك أيها المسيح... ويعمل مطانية للكهنة والشعب وهو يقول باركوا على ها المطانية. اغفروا لي " ثم يقبل الكهنة الموجودين علامة على المصافحة والمحبة ثم يأخذ السماح من الشعب بقوله " أخطأت سامحوني " ثم يعود الكاهن فيقف أمام الهيكل بخشوع ويبسط يديه وبيده اليمنى الصليب ويقف الشماس خلفه يمينا ثم يبدأ بصلاة الشكر جهارا حتى عند " وكل قوة العدو.

* بعد صلاة الشكر يسجد الكاهن ويقبل عتبة الهيكل ثم يدخل الهيكل برجليه اليمنى ثم يسجد أمام عتبة المذبح ثم يقبل المذبح. يقرب له الشماس المجمرة وهو واقف بها وواقف عن يمين المذبح ويضع الكاهن خمس أيادي بخور بالرشومات الثلاثة المعروفة ثم يأخذ الكاهن المجمرة من الشماس ويبدأ التبخير على المذبح وهو يقول سر البخور أو عشية. بعد أن ينتهي الكاهن من تلاوة سر البخور وهو واقف أمام المذبح من الغرب ووجهه إلى الشرق يصلي أوشية الراقدين أما في رفع بخور باكر يصلى الكاهن أوشية المرضى والمسافرين في أيام الأسبوع وأوشية المرضى والقرابين في أيام الآحاد والأعياد السيدية وفي باكر السبوت يصلى الراقدين.
*بعد انتهاء الأواشي التي يصليها الكاهن أمام الهيكل يدخل إلى الهيكل وهو يقول الجزء الأخير من الأوشية ثم يبخر فوق المذبح ثلاثة أيادي بخور حول المذبح دورة واحدة بدون كلام ثم يقبل المذبح وينزل أمام باب الهيكل ويبدأ بدورة البخور، بعد انتهاء الذكصولوجيات يقال نعظمك يا أم النور ثم يمسك الكاهن الصليب وعليه ثلاث شمعات موقدة ويقف أمام الهيكل وقفة خاشعة ويقول صلاة أفنوتي ناي نان ثم يرد الشعب كيرياليسون 3 مرات ثم يقول الكاهن إشليل Slyl وأوشية الإنجيل ثم يقرأ الإنجيل قبطي وعربي ثم يصلي الكاهن الخمسة أواشي الصغار ثم يأخذ الصليب من الشماس ويصلي التحاليل الثلاثة ثم بعد ذلك يقول البركة ووجهه إلى الغرب ثم يصرف الكاهن الشعب إذا كان رفع بخور عشية أو رفع بخور باكر وكان القداس متأخرًا عن رفع البخور أما إذا كان القداس متصلًا برفع البخور فلا يعطى التسريح.
#يقول الكاهن في أوشية (صلاة) رفع بخور عشية:
" أيها المسيح إلهنا طيب مسكوب هو اسمك القدوس وفي كل مكان يقدمون بخورًا لاسمك القدوس (نش3:1ومل1)
*ويقول في رفع بخور باكر " اللهم الذي قبل إليه قربان هابيل الصديق وذبيحة نوح وإبراهيم وبخور هارون وزكريا اقبل هذا البخور منا نحن الخطاة رائحة بخور زكية غفرانًا لخطايانا وجهالات شعبك "
*وعند تلاوته لأوشية القرابين يقول الشماس: "اطلبوا عن المهتمين بالصعائد والقرابين والبكور والزيت والبخور".
* عند قراءة البولس يقول الكاهن: "أعطنا يا رب أن نصعد أمامك ذبائح ناطقة وصعائد بركة وبخورًا روحانيًا يدخل إلى الحجاب في موضع قدس قديسيك (عب 13:15). ثم يدور حول المذبح ثلاث دورات يبخر في أثنائها المذبح الذي يحمل القرابين ثم أيقونة السيدة العذراء ثم باقي القديسين والملائكة والشهداء ثم الشعب وفي كل جهة من لجهات الأربع إشارة إلى وجود الله في كل مكان ولا يطوف حول الشعب في الكاثوليكون بل يقف خاشعًا إلى جوار باب الهيكل تنفيذًا لوعد الرب لتلاميذه " لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب " (أع 1: 4 9 وأن الرسل في الفترة بين الصعود وحلول الروح القدس لم يباشروا خدمتهم ولا جالوا مبشرين.
*وعند قراءة الأبركسيس يقول الكاهن: " اللهم الذي قبل ذبيحة أبينا إبراهيم وبدلًا من اسحق أعددت له خروفًا اقبل منا نحن أيضًا يا ملكنا محرقة هذا البخور " ثم يرفع البخور للمذبح والأيقونات والآباء وهو يدور دورة رابعة في سر الرجعة ثم ثلاث دورات أخرى فيكون عدد الدورات سبع دورات وهي نفس الدورات التي دارها يشوع بن نون بتابوت العهد حول أسوار أريحا حتى سقطت. والمقصود بدورات الكاهن هو سقوط أسوار الخطية داخل قلوبنا التي هي مذابح روحية لسكنى الرب عند المؤمنين وحتى يسكن الرب فيها وتنهزم قوات الجحيم أمام شعب الله (1بط8:5) ويقول أحد الآباء أن الغرض من الطواف وسط الشعب والتبخير للمؤمنين فرديًا في كنيسة العهد الجديد هو:
1 لإنهاض الجالسين وإيقاظهم.
2 ولقبول نذور كل من أحضرها معه.
3 وللتأكد من حضور المؤمنين والصلاة من أجلهم في القداس (تس1؛2-رؤ1:9) وافتقادهم بعد انتهائها ويجب على الشعب عند مرور الكاهن للتبخير الوقوف وإحناء الرؤوس وأن يقول مل واحد منهم: "أسألك يا سيدي يسوع المسيح أنا عارف بذنبي مقر بحظيتي فأصفح عني " ثم يعود ويصعد إلى المذبح برجله اليمنى ويعطى البخور فوق المذبح وهو يقول سر اعتراف الشعب (سر الرجعة) إذا يقول فيه "اقبل اعتراف شعبك وخرافك أيها الراعي الصالح. واذكر يا رب كل من أمرنا أن نذكره في ملكوتك"
*ويبخر الكاهن وقت قراءة الإنجيل وأثناء أوشية الاجتماعات.
وفي أوشية الآباء يقول الكاهن "صلواتهم التي يرفعونها عنا وصلواتنا نحن أيضًا التي نرفعها عنهم اقبلها إليك على مذبحك المقدس الناطق السمائي رائحة بخور ذكية".
* وعند قوله تجسد وتأنس يضع الكاهن بخورًا في المجمرة إشارة إلى التجسد.
* وبعد أن يبخر يديه استعداد للمس الذبيحة يرفع البخور عنه تذكارًا للراقدين رمزًا إلى الحنوط التي كفن بها جسد السيد المسيح، وذلك عند مجمع الآباء القديسين عند صلاة الترحيم.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


البخور في القداسات الإلهية

إلى جانب ما تقدم من صلوات الكنيسة في قداس القديس باسليوس الكبير أسقف الكبادوك (القداس الباسيلي) وهو القداس الأكثر استعمالًا في الكنائس يصلى أيضًا:
* في قداس يعقوب الرسول الذي يعتبر أيضًا أصلًا لكل القداسات وأقدمها والذي يستعمله السريان حتى الآن في يوم 23 أكتوبر كل عام يقول الكاهن بعد تقديمه الذبيحة " تقدم لك يا رب هذه الذبيحة عن مدينتنا هذه المقدسة أورشليم التي مجدتها بحلولك فيها والتي عظمتها بانحدار روحك القدوس إليها يقول هذا وهو يرفع البخور رمزًا لرائحة الذبيح الأعظم الذكية.

مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج
* وفي قداس مرقس الرسول (القداس الكيرلسي): يضع الكاهن البخور في المجمرة قبل قراءة الإنجيل المقدس هو يقول "هذه الذبيحة الناطقة وهذه الخدمة غير الدموية التي تقربها لك كل الأمم" ثم يرشم بالمبخرة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب " ثم يتحول إلى الغرب ويعطي البخور لشعب مصر الذي خصه الرب ببركته (أش 19: 25) ويقول " أما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات".
* أما في قداس القديس أغريغوريوس الريتري (القداس الغريغوري) فبعد أن يخاطب الأب الكاهن فادي البشرية بقوله "أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب" يضع البخور في المجمرة ويقول "أقدم لك يا سيدي مشورة حريتي" واكتب أعمالي تبعًا لأقوالك أنت الذي أعطيتني هذه الخدمة المملوءة سرًا أعطيتني إصعاد جسدك بخبزًا وخمرًا.
* والتبخير فوق المذبح: يشير إلى عمل الروح القدس في تقديس الأماكن وحلول نعمة الله في هيكل قدسه وإلى التطهير الذي تم بواسطة الذبيح الأعظم للتنبيه إلى حلول الرب.
* والتبخير أمام الأيقونات: يشير إلى أن صلوات الملائكة والقديسين أصحاب الأيقونات قد صارت مقبولة أمام الرب وإلى شركتنا معهم والوحدة بين الكنيستين المجاهدة والمنتصرة وإلى طلب المجاهدين أن يذكرهم أمام الجالس على العرش وتكريمًا للروح القدس الذي عمل فيهم وقدسهم حتى أتموا جهادهم.
* والتبخير حول الشعب: هو لتقديس أفراده ولرفع غضب الله عنهم بسبب الخطية (عد 16:44 48) وحينما يضع الكاهن يده على رؤوس الشعب بالبخور فأنه يمنحهم بركة الكنيسة ليكفوا عن خطاياهم ويثبتوا في الكنيسة كأولاد في حضن أمهم، وفي مظهر الكاهن وهو يبخر شعبه وقد غطتهم سحابة البخور يصعد إلى العلاء هكذا صلوات المؤمنين الأبرار وكما أن للبخور رائحة زكية فأن الله يقبل صلواتهم رائحة زكية وكما أن البخور لا يظهر رائحته إلا بالنار هكذا أيضًا المؤمنين لا يظهر عطر سيرتهم إلا بالتجارب والآلام وكما أن البخور يطرد الروائح النتنة فهكذا الصلوات المقبولة تطرد الشر والأشرار وفي انتشار البخور في الكمان إشارة إلى انتشار المسيحية في كل مكان. وحينما يشم المؤمنين رائحة البخور الزكية تجتمع حواسهم وتأخذ نفوسهم نشوة روحية بتنسم رائحة الفضيلة والتقوى وحلاوة بيت الله فيتنهدون على خطاياهم المرة.
* وإعطاء البخور للكهنة أثناء الصلاة من المجمرة: هو لأخذ بركة صلواتهم … كما يقول يوحنا كاسيان أما حينما يبخر الكاهن أمام رئيس الكهنة أو أمام المطران أو الأسقف أو الخوري أبسكوبس فهو لا يبخر أمام إنسان عادي بل أمام إنسان فيه روح الله. ويعطيه للآخرين والبخور إنما يقدم لروح الله والسلطان الإلهي الذي يحمله. ومن مقابلة النصوص المقدسة نتبين أن طقس تقديم البخور يحمل في طياته أسمى المعاني الروحية بحلول الله وسط شعبه. وتقديسه لمكان العبادة وحيثما ترتفع سحابة البخور من مجمرة الكاهن في الكنيسة نشعر أننا نسير مع الشعب المختار تحت ظل عمود السحاب (خر 21:13، مز78: 14، 1 كو 10: 1) أو مع بطرس ويعقوب ويوحنا فوق جبل التجلي مشمولين بمجد المناظر الإلهية (مت 17: 5).
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


المبخرة (المجمرة)

ومادمنا بصدد الحديث عن البخور فلا بد أن نشير إلى (المبخرة) وهي الأداة التي يتم بها التبخير وتسمى أيضًا المجمرة (أي المكان الذي يوضع فيه الجمر) أو الشورية وهي كلمة مأخوذة عن القبطية ني شوري وسميت (صحنًا) (عد 7: 14) وسميت جام (رؤ8: 3) وتصنع أحيانًا من الذهب وغالبًا من الفضة أو المعدن. وشكلها معروف عند الأقباط الأرثوذكس:
*الخطاف: يشير إلى الرب يسوع الذي تنازل وهبط من السماء إلى الأرض بالتجسد.
*الثلاث سلاسل: التي تحملها فتصنع من معدن واحد وتشير إلى الثالوث القدوس وارتباطها معًا يشير إلى الوحدانية.
*جلاجل: هي لتنبيه المؤمنين إلى عمل الخير واليقظة أثناء الصلاة.
*القبة العليا: تشير إلى السماء التي نزل منها السيد المسيح إلى الأرض متجسدًا.
*التجويف: بشير إلى بطن السيدة العذراء وأحشائها الطاهرة كالعليقة المشتعلة نارًا.
*البخور: يشير إلى هدايا المجوس والحنوط والأطياب التي حفظ بها يوسف الرامي ونيقوديموس جسد السيد الرب.
*الجمر: يشير إلى جمر اللاهوت " لأن إلهنا نار آكلة " (عب 11: 29).
*الفحم: يشير إلى الجسد الذي هو طبيعتنا البشرية (ناسوت المسيح)
*إشعال الفحم بالنار: يشير إلى كمال اتحاد اللاهوت بالناسوت في طبيعة واحدة إذ " جعله واحد مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير " كما يقول الأب الكاهن في صلاة الاعتراف في القداس الإلهي.
كانت المبخرة قديمًا بغير سلاسل تحمل باليد بعد أن تملأ جمرًا من النار المضطرمة على مذبح التقدمة. ولا تزال هكذا المجمرة عند الكنيسة السريانية الشقيقة. وكانت توضع على المذبح. وأحيانًا على قبور الراقدين عند الصلاة على نفوسهم ويرش الكاهن البخور على النار فيتصاعد من الرائحة العطرية.
* درج (صندوق) البخور: هو الصندوق الصغير الذي يصنع من الذهب أحيانًا أو من الفضة أو المعدن أو الخشب المطعم بالصدف حاليًا ويرسم عليه رسوم بديعة ويوضع فوق المذبح المقدس وقت الخدمة وبه البخور لتزويد المجمرة به أثناء الصلاة.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 06 - 2014, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 40 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة في علم اللاهوت الطقسي - القمص إشعياء عبد السيد فرج


اعتراضات على استعمال البخور

انتقد عدد من الوثنيون والفلاسفة الذين دخلوا الأيمان المسيحي أمثال أثينا غورس (أثيناغورس) وترتليانوس وكليمنضس السكندري وأرنوبيوس ولاكتانتيوس وأغسطينوس استخدام البخور في العهد الجديد، ولكن لوحظ أن هؤلاء المنتقدين حاولوا أن يتساموا فوق الطقس الكنسي ليحولوه إلى روحيات مجردة تحت تأثير عقدة الطقس الوثني الذي رزحوا تحته قبل إيمانهم فقال اكليمنضس السكندري... أن المذبح المقدس الحقيقي هو النفس البارة والبخور الحقيقي هو الصلاة المقدسة " ولكن هذه الاعتراضات جمدت مع مرور الأيام وبقى الطقس الكنسي الرائع مستمرًا وعقيدتها عن البخور راسخة ثم ما لبثت هذه البدع الهرطقات أن حركت هذه الاعتراضات من جديد إذ قيل:
# أن الله ليس في حاجة إلى البخور لأنه عطر العطور:

وترد الكنيسة على ذلك: ولماذا إذن أمر الرب موسى بأن يقدس لاسمه البخور؟ (خر 3: 34 38).
# إنما البخور رجس لدى يقول الرب وان أكثرتم من الصلاة فلا اسمع لكم (أش11:1-16) وترد الكنيسة على ذلك بأنه لا البخور ولا الصلاة المرذولة إذ هو أمر برفع البخور والصلاة أما خطايا الشعب فهي المرذولة في عيني الرب إذ تصير فاصلًا بينهم وبين الرب لأن أيديهم مخضبة بالماء (أش15:1)
# وأن البخور لا يقدم لله بل للشيطان: وترد الكنيسة بأنه لو كان ذلك صحيحًا لكان محظورًا علينا أن نتقدم إلى مائدة الرب لوجود مائدة الشيطان وقد أشار إلى المائدتين بولس الرسول (1كو 14:10،20،21) ولوجب علينا أن نبطل الصوم والصلاة والفضائل لأن الوثنيين كانوا يقدمون أمثالهم لمعبوداتهم.
# وان البخور كان رمزًا من رموز العهد القديم: ضمن الذبائح والمحرقات وقد بطل ببطلانها جميعًا. وترد الكنيسة على ذلك بأن البخور وإن كان قد وجد مع الذبائح الرمزية وكان متمما لها إلا أنه كان يصعد مستقلًا عنها وفي غير أوقاتها (عد 46:16) ولم يكن رمزًا مثلها بل حقيقة خالية من كل رمز، حقيقة من الحقائق الثابتة الباقية ببقاء المؤمنين بالله إلى الأبد وأن نبوة ملاخي عن تقديم البخور إلى الله من الأمم الداخلة في الإيمان وكذا ذبائحها ونذورها. وأن الذبائح التي كانت تصحب بالبخور كانت تصحب أيضًا بالأصوام والصلوات والتسابيح والاعترافات ولو كان البخور في رمزًا قد بطل لوجب إبطال هذه الرموز المصاحبة أيضًا لقد كان رفع البخور ذاته ذبيحة مرفوعة لله بالصلاة خلوا من قرابين أو أنه تقدمة أخرى وهذا واضح منذ البدء أو أن الله أمر أن يسمي المكان الذي يرفع فيه البخور " مذبحًا " مع أنه لا يذبح عليه شيء البتة ودعاه " مذبح البخور " فكان البخور يقدم صباحًا ومساءً منفردًا عن الذبائح الدموية الأخرى.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ماهية علم اللاهوت الطقسي - مصادر الطقوس
علم اللاهوت الطقسي
اللاهوت الطقسى الكنسى
اللاهوت الطقسي
علم اللاهوت الطقسي(عيد الغطاس)


الساعة الآن 02:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024