|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«معركة التطهير» من الباعة الجائلين لأول مرة منذ ثورة يناير، بدأت الحملة فى تمام السادسة مساء أمس الأول بمرور أفراد شرطة المرافق على البائعين بالشارع ومطالبتهم بمغادرة المكان فوراً، تمهيداً لقدوم مدير أمن القاهرة، اللواء على الدمرداش، لتفقد الشارع، ما استجاب له بعض الباعة فى بداية الشارع ناحية مستشفى الجلاء للولادة، بينما رفضه البعض الآخر، فتدخلت قوات الشرطة وأزالت أكشاك الباعة والخيام بالقوة إلى نهاية سور مبنى شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، والتف أفراد الحراسة حول مدير الأمن وشكلوا حلقة دائرية من حوله، ومنعوا الجمهور من الوصول إليه، خوفاً من الاعتداء عليه، وشهد ميدان الإسعاف حالة استنفار أمنى مكثفة أثناء وجود مدير الأمن فى المنطقة. حملة أمنية على منطقة وكالة البلح لإزالة التعديات بالشوارع الرئيسية بجوار أكشاكهم وبضائعهم وقف الكثير من الباعة الجائلين لمتابعة ما ستسفر عنه زيارة مدير الأمن، بينما اضطر بعضهم إلى نقل الملابس إلى المخازن فى مدة تزيد على ساعة، حسب وصف عرفات محمد، 25 سنة، أحد الباعة الجائلين. ويقول عرفات: «عارفين إن شارع 26 يوليو ضيق، لكن دا أكل عيشنا ومهنتنا اللى ما نعرفش نشتغل غيرها، بقالى 17 سنة شغال فيها وببيع ملابس بالة من سنتين فى الشارع، أول مرة أشوف حملة أمنية كبيرة على الشارع منذ 3 سنوات، اللى ملحقش يشيل بضاعته شرطة المرافق كسرت خيمته وحاجته والبضاعة دى غالية جداً، وكلنا علينا فلوس بالدين وأمانات، أنا مثلاً مديون بـ170 ألف جنيه والبضاعة كلها فى السوق، عشان كدا أول ما بشوف الشرطة نازلة الشارع بحس إن عزرائيل هيقبض روحى وبدخل البضاعة بسرعة إلى المخزن، كل مرة كانوا بيقعدوا نص ساعة ويمشوا لكن المرة دى طولوا». ويتابع: «كل 10 ستاندات فاتحين 4 بيوت، 3 بيشتغلوا بالنهار وواحد بالليل، بيطلع لنا فى اليوم 50 جنيه أو 100 جنيه على حسب حركة البيع، هيا دى حياتنا، الشارع فيه أكتر من 500 بياع تحت كوبرى 15 مايو على مسافة لا تزيد عن 200 متر، الناس دى هتروح فين، إحنا بنحس إننا مظلومين لأننا اتعلمنا وطلعنا ملقناش وظايف فى الحكومة، ولو اتوظفنا هناخد 600 جنيه مش هيعملوا حاجة فى الظروف دى». عزة فتحى، 43 سنة، بائعة فاكهة بالشارع، تقول: «المرافق طلبت منى الرجوع للخلف حتى لا تتأثر حركة مرور الشارع ولو رجعت بتوع البالة هيطلعوا قدام منى، أنا وارثة الشغلانة دى عن أبويا وشغالة فيها عشان أصرف على بيتى وعيالى لأن جوزى تعبان، إحنا أصلاً صعايدة وبيع الفاكهة كل حاجة فى حياتنا، إحنا بنشتغل وبنصحى بدرى زى ما السيسى طلب من الشعب، أنا انتخبت السيسى ونزلت ميدان التحرير احتفالاً بفوزه فى الانتخابات، الشارع بيتأجر بـ50 أو 100 جنيه حسب المساحة». ويلتقط على حسين، 23 سنة، بائع متجول، طرف الحديث قائلاً: «أنا قارى فاتحة من سنة ومش عارف أجيب شبكة بـ5 آلاف جنيه، لما اشتغل بياع وآكل بعرق جبينى مش أحسن لما انحرف وأتاجر فى المخدرات ولو الحكومة وقفت قدام رزقنا هتعمل من الشباب بلطجية». بينما يقترح كريم عزت «قبل إزالة الأكشاك وتطهير الشارع من البائعين على الحكومة توفير بديل لنا، وطلبنا من محافظة القاهرة أكثر من مرة تخصيص جراج وابور الثلج واسع المساحة بالمنطقة للباعة، وطلبت المحافظة صور البطاقات الشخصية منا أكثر من مرة دون تقديم أى جديد، طلبنا من مدير الأمن سرعة تخصيص هذا الجراج المكشوف لنا وهذا هو البديل المناسب لكل الباعة، لأننا بنحارب عشان لقمة العيش وفاتحين بيوت وأقل إيجار شقة النهارده بـ500 جنيه». فى المقابل، يقف سكان المنطقة مرحبين بإخلاء الشارع من الباعة الجائلين، ويقول محمد: «نحن مع تطهير الشارع منهم، لأننا بقينا نشوف أشكال غريبة عن المنطقة، وما بنعرفش نمشى فى الشارع ومحدش بيعرف يتكلم معاهم، فيهم بلطجية كتيرة ومعظمهم صعايدة ليسوا من أبناء بولاق أبوالعلا، إلا وكل صاحب محل بيأجر المكان أمامه بالمتر وبحجم الملابس وبالاستاند، وبسبب وجودهم الكبير هنا يحدث الكثير من الخناقات اليومية ولا تستطيع الشرطة الدخول إلى هنا والإمساك بالمطلوبين بسبب كثافة البائعين، نحن فى مأساة حقيقية منذ ثورة يناير لأنهم فارشين بضاعتهم على جانبى الشارع وأسفل الكوبرى بالكاد تمر سيارة واحدة فى كل ناحية». بعد انتهاء الحملة فى منتصف الليل ومغادرة مدير الأمن للشارع أعاد الباعة بمنتصف الشارع إضاءة الأكشاك الكبيرة بالكهرباء المسروقة وقاموا بتشغيل أغنية «بشرة خير» وكأن شيئاً لم يكن، ووعد الكثير منهم بمعاودة ممارسة أعمالهم فى صباح اليوم التالى. |
|