آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 6/10
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ. كَكَثْرَةِ مَرَاحِمِكَ الْتَفِتْ إِلَيَّ.} (مز16:69)
قول لقديس..
( كل الذين اقتربوا من النعمة وتعلموا من الروح القدس قد عرفوا أنفسهم حسب جوهرهم العقلي. وفي معرفتهم لأنفسهم صرخوا قائلين "لأننا لم نأخذ روح العبودية للخوف ولكن روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب" {رو 8: 15} حتى نعرف ماذا اعطانا الله "اذا كنا أبناء فإننا ورثة ايضاً، ورثة الله، ووارثون مع القديسين" {رو 8: 17}.)
القديس الأنبا أنطونيوس
حكمة للحياة ..
+ بعدلك نجني وانقذني امل الي اذنك وخلصني (مز 71 : 2)
Deliver me in Your righteousness, and cause me to escape; Incline Your ear to me, and save me (Psa 71 : 2)
صلاة..
" روحك القدوس يارب الذى ارسلته على رسلك القديسين، هذا لا تنزعه منا من أجل دنس خطايانا، بل ليعمل فينا ويحرق فينا كل شهوة غريبة عن طهرك ويلهب قلوبنا وأرواحنا بمحبتك وينير عقولنا لنحيا كأناس الله القديسين، هب لنا يا غنى بالمراحم روح الحكمة والبنوة والفهم والمشورة وأفض علينا رعاة ورعية بثمار روحك القدوس لننمو فى المحبة ونتقوى فى الإيمان ويثبت رجائنا فيك ونفرح بعمل نعمتك ونذداد فى الصلاح اللطف والتعفف ونأتى بثمر ويدوم ثمرنا لمجد أسمك القدوس، أمين"
من الشعر والادب
"لا يخزى منتظروك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
فى ضيقى أدعوك ياربى
أنظر لضعفى وحزن قلبي
جازت من فوقى التيارات
غرقنى القلق والضيقات
يارب لا يخزى منتظروك
وتنجى الذين يعرفوك
ليس لنا معين سواك
أنت تنجي المساكين
وتخلص من بك وأثقين
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 6/10
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ
مز 1:69-36
1 خَلِّصْنِي يَا اللهُ لأَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ دَخَلَتْ إِلَى نَفْسِي. 2غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ عَمِيقَةٍ وَلَيْسَ مَقَرٌّ. دَخَلْتُ إِلَى أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ وَالسَّيْلُ غَمَرَنِي. 3تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي. يَبِسَ حَلْقِي. كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنِ انْتِظَارِ إِلَهِي. 4أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ. اعْتَزَّ مُسْتَهْلِكِيَّ أَعْدَائِي ظُلْماً. حِينَئِذٍ رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ. 5يَا اللهُ أَنْتَ عَرَفْتَ حَمَاقَتِي وَذُنُوبِي عَنْكَ لَمْ تَخْفَ. 6لاَ يَخْزَ بِي مُنْتَظِرُوكَ يَا سَيِّدُ رَبَّ الْجُنُودِ. لاَ يَخْجَلْ بِي مُلْتَمِسُوكَ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ. 7لأَنِّي مِنْ أَجْلِكَ احْتَمَلْتُ الْعَارَ. غَطَّى الْخَجَلُ وَجْهِي. 8صِرْتُ أَجْنَبِيّاً عِنْدَ إِخْوَتِي وَغَرِيباً عِنْدَ بَنِي أُمِّي. 9لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ. 10وَأَبْكَيْتُ بِصَوْمٍ نَفْسِي فَصَارَ ذَلِكَ عَاراً عَلَيَّ. 11جَعَلْتُ لِبَاسِي مِسْحاً وَصِرْتُ لَهُمْ مَثَلاً. 12يَتَكَلَّمُ فِيَّ الْجَالِسُونَ فِي الْبَابِ وَأَغَانِيُّ شَرَّابِي الْمُسْكِرِ. 13أَمَّا أَنَا فَلَكَ صَلاَتِي يَا رَبُّ فِي وَقْتِ رِضًى. يَا اللهُ بِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ اسْتَجِبْ لِي بِحَقِّ خَلاَصِكَ.14نَجِّنِي مِنَ الطِّينِ فَلاَ أَغْرَقَ. نَجِّنِي مِنْ مُبْغِضِيَّ وَمِنْ أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ. 15لاَ يَغْمُرَنِّي سَيْلُ الْمِيَاهِ وَلاَ يَبْتَلِعَنِّي الْعُمْقُ وَلاَ تُطْبِقِ الْهَاوِيَةُ عَلَيَّ فَاهَا. 16اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ. كَكَثْرَةِ مَرَاحِمِكَ الْتَفِتْ إِلَيَّ. 17وَلاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنْ عَبْدِكَ لأَنَّ لِي ضِيقاً. اسْتَجِبْ لِي سَرِيعاً. 18اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي. فُكَّهَا. بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي. 19أَنْتَ عَرَفْتَ عَارِي وَخِزْيِي وَخَجَلِي. قُدَّامَكَ جَمِيعُ مُضَايِقِيَّ. 20الْعَارُ قَدْ كَسَرَ قَلْبِي فَمَرِضْتُ. انْتَظَرْتُ رِقَّةً فَلَمْ تَكُنْ وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَجِدْ. 21وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَماً وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ. 22لِتَصِرْ مَائِدَتُهُمْ قُدَّامَهُمْ فَخّاً وَلِلآمِنِينَ شَرَكاً. 23لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ وَقَلْقِلْ مُتُونَهُمْ دَائِماً. 24صُبَّ عَلَيْهِمْ سَخَطَكَ وَلْيُدْرِكْهُمْ حُمُوُّ غَضَبِكَ. 25لِتَصِرْ دَارُهُمْ خَرَاباً وَفِي خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ. 26لأَنَّ الَّذِي ضَرَبْتَهُ أَنْتَ هُمْ طَرَدُوهُ وَبِوَجَعِ الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ. 27اِجْعَلْ إِثْماً عَلَى إِثْمِهِمْ وَلاَ يَدْخُلُوا فِي بِرِّكَ. 28لِيُمْحَوْا مِنْ سِفْرِ الأَحْيَاءِ وَمَعَ الصِّدِّيقِينَ لاَ يُكْتَبُوا. 29أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَكَئِيبٌ. خَلاَصُكَ يَا اللهُ فَلْيُرَفِّعْنِي. 30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ. 32يَرَى ذَلِكَ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ وَتَحْيَا قُلُوبُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ. 33لأَنَّ الرَّبَّ سَامِعٌ لِلْمَسَاكِينِ وَلاَ يَحْتَقِرُ أَسْرَاهُ. 34تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْبِحَارُ وَكُلُّ مَا يَدِبُّ فِيهَا. 35لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا فَيَسْكُنُونَ هُنَاكَ وَيَرِثُونَهَا. 36وَنَسْلُ عَبِيدِهِ يَمْلِكُونَهَا وَمُحِبُّو اسْمِهِ يَسْكُنُونَ فِيهَا.
تأمل..
+ الصلاة طلبا للنجاة..
كتب داود النبى هذا المزمور وهو في ضيقة عظيمة، فكان كمن يصرخ لله ليخلصه. وكان داود في هذا رمزاً للمسيح، وهناك آيات كثيرة من هذا المزمور طبقها العهد الجديد على السيد المسيح والمزمور يبدأ بآلام المسيح وينتهي بمجده وهو ايضا يشير الي ما تعانيه الكنيسة كجسد المسيح من أضطهاد وظلم. وتستخدم الكنيسة في صلوات التجنيز للمنتقلين من أبنائها آيات كثيرة من هذا المزمور وكأنها ترى أنهم ماتوا مع المسيح ليكون لهم قيامة مع المسيح في مجده. ويصور داود الأحزان والبلايا والهموم بمياه أحاطت به وستغرقه (يون5:2) ويقول {اكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب} وقد طبقها المسيح على نفسه "(يو25:15). وهكذا أعداء الكنيسة جسد المسيح. والأعداء كثيرين وهم يظلمونه بلا سبب وظلماً وهذا ما فعله إبليس بآدم وحواء، ثم بداود وبالمسيح وبالتالي كنيسته. ومن قوة الأعداء يقول داود حينئذ رددت الذي لم أخذه منهم فهو لم يأخذ منهم شئ ولم يظلمهم، ولكنهم جعلوه يعاني كل هذه المعاناة بلا سبب جناه، وربما هو أعطاهم ما يهدئ من غيظهم ليهدأوا. وهكذا المسيح تحمل عقوبة كان يجب أن أتحملها أنا، هو دفع ديوننا، عانى بسبب تعدياتنا. لقد ضاع من الإنسان سلامه ومجده وفرحه، ولم يكن المسيح هو الذي أخذهم، لكنه هو الذي ردهم لنا.
+ الله الأمين لا يخزى منتظريه..
داود يطلب أن يخلصه الله حتى لا يرى الأتقياء أن الله لم يتدخل لينقذه ويكون هذا سبباً في يأسهم واحباطهم، ويكون هذا سبباً في أن أعدائه يشمخون على الله وعليه. لقد أحتمل الرب يسوع المسيح عار الصليب عنا لرفع عنا عار الخطية ويقول {غيرة بيتك أكلتني وتعييرات معيّريك وقعت عليّ} هنا نرى داود يغار على بيت الله، وهؤلاء الأشرار الموجودين الآن في بيت الله بحكم مراكزهم وبخطاياهم يعيرون الله سببوا لداود ألاماً شديدة وكأن كل تعييراتهم لله قد وقعت على داود. لقد كانت التعييرات ضد الله أشد قسوة على داود من الآلام الشخصية التي ألحقوها به. ولقد طبقت الآية على المسيح حين طرد الباعة من الهيكل (يو17:2) وارتد هذا عليه فقد أهانوه بسبب ذلك وداود حين صام وصلى عيّره هؤلاء الأشرار لثقته في الله وأنه مازال مؤمناً به. وهو لبس المسوح ليريهم كيف أنه يلجأ لله فزادوا من سخريتهم. لقد أخلى داود ذاته بهذا ليصير رمزاً للمسيح الذي أخلى ذاته فعلاً وصار إنساناً فسخر منه الجميع، وحين صام وصلى وجربه إبليس (رو3:8). ويصلى داود قائلا استجب لي يا رب لان رحمتك صالحة. ككثرة مراحمك التفت إليّ. ولا تحجب وجهك عن عبدك.
+ نبؤات عن الآم السيد المسيح..
أن الكتاب المقدس بعهده القديم الذي كان مملوءاً نبوات عن السيد المسيح، ولم يفهمها اليهود، فصارت شاهداً عليهم، هم قدموا المسيح كذبيحة وفرحوا بأن قدموه كما يقدمون ذبيحة على مائدتهم وابتهجوا بقوتهم وحكمة تدبيرهم وصار هذا لهم فخاً، فهم تصوَّروا في نشوة قوتهم أنهم قادرين أيضاً على الرومان فثاروا عليهم وكان هذا سبباً لأن يحطم الرومان أورشليم. وكانت خطاياهم كثيرة وزادت بل كملت بصلب للمسيح ومن يرفض المسيح الإله يعدم الحياة التي هي هبة للمؤمنين. يصرخ داود {أما أنا فمسكين وكئيب. خلاصك يا الله فليرفعني.} مقارنا بين ضعف الإنسان ونعمة الله التي تخلص وترفع من أجل هذا يسبح ويشكر الله ويرى الودعاء فيفرحون لان الرب يسمع صلاة المساكين ويخلصهم.