07 - 06 - 2014, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس إيلاريون الكبير، أب رهبان فلسطين
تعاليم القديس وإرشاداته كان القديس يركز في تعاليمه لتلاميذه على الهدف المستقيم، فبدون هدف حقيقي يصعب أن يكون للصلاة حرارة وقوة، إذ أن الهدف يستطيع أن يحفظ الدافع من الانحراف، وكان القديس يطعم تعاليمه بأمثلة حية الترسخ هذه التعاليم في ذهن مستمعيه وليستمدوا منها عبرة ودرساً في ميزة جهادهم. والتدليل على ذلك، نورد هنا وهذا الحديث للقديس إيلاريون: سئل القديس إيلاريون رئيس رهبنة فلسطين عن تعليل رجوع بعض الأخوة إلى العالم بعد أن يكونوا قد ساروا في الحياة الرهبانية، وكيف يتحاشى الإنسان المجاهد التأثر بهم؟ فقال لهم: (إنه يليق بنا أن نأخذ مثلًا لذلك من كلاب الصيد التي تنطلق وراء الأرانب البرية، فأنه يحدث أن أحد الكلاب يلحظ أرنباً بعيداً فينطلق وراءه، وإذ ترى الكلاب الأخرى التي معه أنه يجرى فإنها تنطلق تجرى معه – دون أن تكون قد رأت الأرانب- فتظل تجرى معه ولكن إلى فترة ما، حتى يثنيها التعب والجهد عن تكميل مشواره الطويل، أما هو فيستميت في تقدمه لا يعطى لنفسه راحة ولا يجرى حتى يفوز بما كان يراه غير عابئ لا بالعثرات التي تصادفه في طريقه، هكذا الإنسان الذي يتبع محبة المسيح، ينبغي عليه أن يثبت نظره على الصليب إلى أن يفوز بالمصلوب الذي صلب عليه، حتى ولو رأى الكل قد تخلفوا ورجعوا إلى الوراء). |
||||
07 - 06 - 2014, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس إيلاريون الكبير، أب رهبان فلسطين
نياحته ونقل جسده مكث القديس إيلاريون بمغارته بقبرص والتي كانت على صخرة، زهاء خمس سنوات، حتى بلغ الثمانين من عمره فاعترته حمى شديدة، وعرف بالروح أن وقت إنطلاقه قد حان وكان يشدد نفسه ويردد بإيمان هذه الصلاة (اخرجى أيتها النفس للقاء العريس، لماذا تخافينه بعد أن خدنته هذه السنين الطويلة؟). وكتب بيده خطاباً إلى تلميذه هيزيكيوس الذي كان وقتذاك في جولة تفقديه لأديرة فلسطين، تاركاً له ثوبه والإنجيل المقدس والاسكيم الجلد الذي كان يلبسه والذي كان الأنبا انطونيوس الكبير قد أعطاه اياه، وهذا هو كل ما كان يملكه. فلما علم أهل جزيرة قبرص بخبر نياحته اقبلوا مسرعين لنوال بركة جسده الطاهر، ودفنوه عندهم وبقى تلميذه عشرة أشهر متنسكاً في هذا الموضع الذي دفن فيه معلمه. نقل جسده عزم هيزيكيوس تلميذه ورفيق غربته على نقل رفاته إلى بلاده فلسطين، ولما كان يعلم مدى محبة سكان جزيرة قبرص ورغبتهم في الاحتفاظ بجسده، حمل الجسد سراً وأبحر به إلى بلاد فلسطين، حيث أودعه ديره الأول في (ماجوما) فاستقبله الرهبان بحفاوة وإكرام في ديره القديم، وأجرى الرب من جسده عجائب باهرة، فتحقق القول الإلهى (إنى أكرم الذين يكرموننى) (1صم 2: 30). |
||||
07 - 06 - 2014, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس إيلاريون الكبير، أب رهبان فلسطين
شهادة التاريخ له وتكريمه يشهد المؤرخ جيروم أنه أول من سلك في طريق الرهبنة في بلاد الشام وفلسطين، فإذا كان القديس مكاريوس الكبير هو الذي خلف القديس أنطونيوس في رهبنة برية شيهيت، فإن إيلاريون هو خليفته في بلاد فلسطين والشام، وقد قدر عدد الذين تتلمذوا له من المتوحدين بحوالي أربعة ألاف متوحد، إذ أنه المؤسس الحقيقي لرهبنة غزة وفلسطين وسوريا. ويشهد جيروم -كاتب سيرته- أن البعض يتعجبون من نسك هذا القديس وتدبيره، والبعض الآخر تدهشه الآيات والعجائب بحكمته، وآخرون يتكلمون عن فضائله... كان يأتي إليه عدد غفير من الشعب بكافة طبقاته من علمانيين وإكليروس بكل رتبهم، ومن عاملة الشعب ومن القضاء والولاة والمتقدمين... كان يجتهد في أن يخفى ذاته تاركاً موضعه، مسافراً من الشرق إلى الغرب، باحثاً عن خلاص نفسه محتقراً الأباطيل والمجد الباطل. تكريمه تحتفل به كنيستنا القبطية في اليوم الرابع والعشرين من شهر بابه، وتحتفل به الكنيسة اليونانية والرومانية في ذكرى نياحته في اليوم الواحد والعشرين من شهر تشرين الأول (أكتوبر). بركة صلاته تكون معنا آمين. |
||||
|