04 - 06 - 2014, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
تأثير العظات: والعظات كان لها تأثير هائل على مدى التاريخ. ففي التقليد الروحي اليوناني كان لها أهمية كبيرة عن سمعان اللاهوتي الجديد وغريغوريوس بالاماس وهكذا امتدت هذه الأهمية إلى كل التقليد "الهدوئي" وحفظت أجزاء من العظات مع الخطاب الكبير أيضًا في الفيلوكاليا، وهى المجموعة التي صارت محورية بالنسبة للتقليد الروحي في روسيا. ولكن توجد أيضًا أمثلة لكتاب روحيين داخل البروتستانتية الغربية كانوا مدينين كثيرًا للعظات المقارية. وأهم هؤلاء الكُتَّاب هما: جوهان ارندت وجون وسلى. والمجلدات الأربعة التي وضعها جوهان أرندت مؤسس "الحركة التقوية" والتي تسمى "أربعة كتب حول المسيحية الحقيقة" هذه المجلدات مملوءة بإشارات لهذه العظات، ويقال إن "أرندت" حفظ هذه العظات عن ظهر قلب. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
ثالثًا: من أقواله وتعاليمه:
* سأل الأب إشعياء آبا مقاريوس قائلًا قل لي يا أبى كلمة، فأجاب الشيخ أهرب من الناس. فقال آبا إشعياء وماهر الحروب من الناس. فأجاب الشيخ هو جلوسك في قلايتك وبكاؤك على خطاياك. * سأل أخ الآنبا مقاريوس الكبير قائلًا قل لي كلمة للمنفعة فقال له أجلس في قلايتك ولا تكن بينك وبين أحد خُلطة وابك على خطاياك، وأنت تخلص. * كان الآبا مقاريوس يقول للإخوة إذا سُرحت الكنيسة فروا يا إخوة فروا. فقال أحد الآباء أيها الأب إلى أين نقر أكثر من هذه البرية، فضرب (الشيخ) بيده على فمه وقال من هذا فروا.. وكان إذ دخل القلاية أغلق الباب بوجهه وجلس. * وعندما سُئل الآبا مقاريوس ما هي الطريقة الصالحة التي يسلك بها أخ مبتدى يسكن في قلايته؟ أجاب يجب على الراهب -عند ما يكون في قلايته- أن يبعد عن عقله تذكار أي إنسان. لأنه لا ينتفع شيئًا من كبح جماح مشاعره عن محادثة الناس، ما لم يكن حريصًا في ضبط أفكاره عن المحادثة الخفية معهم (بفكره). هذا هو معنى كلمات أهرب وأصمت وتأمل في صمت. * أعتاد آبا مقاريوس أن يقول للإخوة بخصوص برية الإسقيط عندما ترون قلالي قد اتجهت نحو الغاية أعرفوا أن النهاية قريبة. وعندما ترون الأشجار قد غرست إلى جوار الأبواب اعلموا أن النهاية على الأبواب. وعندما ترون شبانًا يسكنون في الإسقيط، أحملوا أمتعتكم وارحلوا. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* وقال القديس بلاديوس عن القديس أبا مقاريوس:
*... وإذ كان تضايق لأن عددًا كبيرًا من الناس كانوا يأتون إليه ليتباركوا منه لذلك دُبر الخطة التالية: حفر سردابًا في قلايته... وصنع فيه مخبأ ذا طول مناسب، يمتد من قلايته إلى يُعد نصف ميل. وعند نهايته حفر مغارة صغيرة وعندما كانت تأتى إليه جموع كثيرة من الناس فتعكر وحدته، كان يترك قلايته سرًا، ويمر عابرًا في السرداب دون أن يراه أحد، ويختبئ في المغارة حيث لا يقدر أحد أن يجده. وقد أعتاد أن يفعل هذا كلما كان يرغب في الهروب من المجد الباطل الذي يأتي من الناس * وقد قال لنا واحد من تلاميذه الغيورين إنه في تركه القلاية إلى المغارة كان يتلو 24 ربعًا (استيخن)، وفي رجوعه 24 أخرى. وحينما كان يذهب من قلايته إلى الكنيسة كان يصلى 24 صلاة في عبوره إلى هناك و24 أخرى في رجوعه. * قال القديس مقاريوس: يجب على الراهب أن يكون في سكون كل حين، ولا يسمع لأفكاره التي توعز إليه بكثرة الكلام الذي يُضعف النفس. بل ليمُسك عن الكلام، حتى لو نظر أناسًا يضحكون أو يتحدثون بكلام لا منفعة له وذلك لجهلهم. لأن الراهب الحقيقي يجب أن يتحفظ من لسانه كما هو مكتوب في المزمور اللهم أجعل لنفسي حافظًا وعلى شفتي سترًا حصينًا فالراهب الذي يسلك هكذا لا يعثر أبدًا بلسانه |
||||
04 - 06 - 2014, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* وسأله أخ مرة قائلًا ماذا أصنع والأفكار توعز إلى بأن أمضى وأفتقد المرضى، فإن هذه هي الوصية؟ فأجابه الشيخ قائلًا: إن كلمة النبوة لا تسقط أبدًا، فإنه يقول حيد للرجل أن يحمل النير منذ صباه. يجلس وحده صامتًا (مر 26:31). أما قول ربنا يسوع المسيح كنت مريضًا فزرتموني، فقد قاله لعامة الناس. وإني أقول لك يا أخي إن الجلوس في القلاية أفضل من افتقاد المرضى لأنه يأتي زمان يُضحك فيه على سكان القلالي فتتم كلمة البار أنطونيوس يجئ زمانًا يُحن فيه جميع الناس وإذ أبصروا واحدًا لم يُحن يذيعون عنه أنه يحنون لأنه لا يشبههم. وإني أقول لك يا ولدى إن موسى النبي العظيم لو لم يبتعد عن مخالطة الناس ويدخل في الضباب وحده، لما تسلم لوحي العهد المكتوبين بإصبع الله.
* وقال... أحفظوا أسماعكم من كلام النميمة، لتكون السلامة والمحبة بينكم. * وقال.. فالآن يا رجل الله، إن وضعت في قلبك أن تفتني الوحدة، فهيئ ذاتك لها واصبر على المسكنة. فإن الوحدة والمسكنة عظيمتان، وليس شيء من المواهب يساومهما في القدر والكرامة لأنهما يقربان إلى الله، كما لا تحصى المواهب الموجودة داخلهما لأنهما تسودان جميع الفضائل. وهما في وسط جميع الفضائل تتلألآن لأنهما مصدر أعمال القديسين وجميع القديسين وحدوا الله فيهما، وكُشفت لهم الأفكار، فوهبهم الله قلوبًا نقية وهم في المسكنة والوحدة جياع عطاش. هؤلاء الذين لم يستحقهم العالم، تائهين في البراري والقفار والمغارات وشقوق الأرض. هؤلاء الذين لهم هذه الشهادة الجليلة، قد وحدوا الله في الوحدة وبالمسكنة والصبر. لأن مجد الوحدة غير محدود، وفرحها هو الله، وهى العزاء في الفقر والمسكنة. غذاؤها الصبر، وخدمتها الكاملة هي الطهارة، وفرحها هو الاتضاع. هي التي لا يفسدها سوس ولا يتدنس لها ثواب، لأنها ساكنة في الطهارة. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* سأل الأخ الآبا مقاريوس عن الوحدة فأجاب وقال: إن كنت حقًا تريد السُكنى في الوحدة، فأصبر لها، ولا تؤد عملك يومًا في الداخل ويومًا في الخارج. ولكن تصبر لها باتضاع، والله الصالح يؤازرك، لا تُوجد سببًا للخروج عن الوحدة حتى ولو ليوم واحد، بل أثبت في مسكنك لتذوق حلاوتها، ولا تبطئ خارج قلايتك لئلا أتعابك تقاومك عند رجوعك، فتتعب جدًا في حربك ويصعب انتصارك. يا رجل الله حتى متى تدوم لك هذه الأتعاب؟ أصبر للمسكنة وعزاء الوحدة بأتباعك من قبل الله. لا تُضيع يومًا واحدًا لك، ونعمة الوحدة وحلاوة المسكنة تصيران عزاء، ويعطيك الله سعادة في مسكنك.
* وقال... الوحدة هي حفظ العينين والأذنين واللسان والاشتغال بالقراءة والصلاة. والوحدة هي مرآه تبين للإنسان عيوبه. * وكان أبا بفنوتيوس (ببنوده) تلميذ أبا مقاريوس، يقول لقد رجوته قائلًا يا أبى قل لي كلمة فقال لي لا تؤذ أحد ولا تحكم على أحد احفظ هذه الكلمات وأنت تخلص. * قيل عن القديس مقاريوس إنه كان يوصى تلاميذه قائلًا أهربوا من كلام النساء المؤدى الهلاك. وكان يقول أحذروا ألا تكون بينكم وبين صبى دالة. لأن الصبي إذا رأيته صاعدا إلى السماء فهو سريع السقوط. فما عليكم إلا أن تطلبوا من المسيح إلهنا أن يعينه. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* وبصدد الابتعاد عن العالم، قال البار إشعياء إني في أحد الأوقات كنت جالسًا بقرب القديس مقاريوس الكبير حين تقدم إليه رهبان من الإسكندرية ليمتحنوه قائلين قل لنا كيف نخلص؟ فأخذت أنا دفترًا وجلست بمعزل عنهم لأكتب ما يتحاورون به. أما الشيخ فإنه تنهد وقال كل واحد منا يعرف كيف يخلص، ولكننا لا نريد الخلاص. فأجابوه كثيرًا ما أردنا الخلاص، إلا أن الأفكار الخبيثة لا تفارقنا. فماذا تعمل؟
* فأجابهم الشيخ إن كنتم رهبانا، فلماذا تطوفون مثل العلمانيين؟! إن الذي قد هجر العالم ولبس الزى الرهباني وهو في وسط العالم، فهو لنفسه يخادع. فمن كانت هذه حالة، فقد صار تعبه باطلًا. لأنهم ماذا يربحون من العلمانيين سوى نياح الجسد، وحيث نياح الجسد لا يوجد خوف الله. لاسيما إن كان راهبًا ممن يدعون متوحدين، لأنه ما دُعي متوحدًا إلا لكي ينفرد ليله ونهاره مناجاة الله. فالراهب بين العلمانيين هذه تصرفاته. * فلنقر نحن أيها الإخوة من العالم كما نقر من الحية، لأن الحية إذا نهشت فبالكاد تبرأ عضتها. كذلك نحن أيضًا إن شئنا أن نكون رهبانا فلنهرب من العالم، لأن الأوفق لنا أيها الإخوة أن تكون لنا حرب واحدة بدلًا من قتالات كثيرة. قولوا لي يا إخوتي ويا آبائي في أي موضع أقتنى آباؤنا الفضائل، أفي العالم أم في البراري؟ إذن. كيف نقتضى الفضائل ونحن في العالم؟ لن نستطيع ذلك ما لم نجع وما لم نعطش، وما لم نساكن الوحوش... |
||||
04 - 06 - 2014, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* ماذا يكون جوابنا أمام السيد المسيح، وقد هجرنا العالم وها نحن نعاود الطواف فيه؟! إن طقسنا ملائكي لكننا جعلناه علمانيًا. لا يكون هذا منا يا إخوتي. إيانا أن نعلمه بل لنهرب من العالم. لأنه إن كنا بالكاد نخلص في البرية، فكيف يكون حالنا بين العلمانيين؟!..
* أرأيتم عظم المنفعة من الهروب من العالم؟ لأنه نافع لنا جدًا وموافق لأن مجالس العلمانيين ليس فيها شيء سوى البيع والشراء وما يتعلق بالنساء والأولاد والزرع والدواب،فهذه المخالطة تفصل الراهب عن الله، فمؤاكلتهم ومشاربتهم تجلب الكثير من الضرر. ولسنا نعنى بهذا أن العلمانيين أنجاس. معاذ الله! لكنهم يسلكون في الخلاص طريقًا آخر غير طريقنا. فهروبنا هو هروب من مخالطتهم. فلتطلب سبهم فينا أكثر من مديحهم لنا. لأن سبهم لنا لن يُفقدنا شيئا، أما مديحهم فهو سبب عقوبتنا. فما منفعتي إذا أنا أرضيت الناس وأغضبت ربى وإلهي، لأنه يقول لو كنت أرضى الناس فلست عبدًا للمسيح. إذًا فلنبتهل أمام ربنا قائلين: يا يسوع إلهنا نجنا وافتقدنا من مخالطتهم. * قال القديس مقاريوس: أحفظوا ألسنتكم وذلك بألا تقولوا على أخوتكم شرًا. لأن الذي يقول على أخيه يغضب الله الساكن فيه. فإن ما يفعله كل واحد برفيقه، فبالله يفعله. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* وقال أيضًا: نفسي الإنسان الكامل في الفضائل تجدها نقية كالشمس من قبل أن تلحقه كلمة رديئة. فإذا سمع كلمة رديئة أو نميمة فللوقت تغطى الشياطين عقله، وتحجب عنه النور وتصيره شقيًا، وتكون نفسه متزعزعة وفضائله ناقصة.
روى بلاديوس القصتين الآتيتين: * قيل إنه في إحدى المرات كان الآبا مقاريوس عابرًا في الطريق عندما قابله الشيطان وأراد أن يقطعه بمنجل كان ممسكًا به في يده. ولمنه لم يستطيع أن يفعل هذا، وقال له يا مقاريوس إنك تطرحني على الأرض بقوة عظيمة، وأنا لا أستطيع أن أغلبك. لكن أنظر هوذا كل عمل تعمله أنت، أستطيع أنا أيضًا أن أعمله. أنت تصوم وأنا لا أكل أبدًا. أنت تسهر وأنا لا أنام مطلقًا. ولكن هناك شيئًا واحدًا به تغلبني حينئذ قال له مقاريوس وما هو هذا؟ فقال الشيطان إنه تواضعك لأنه من أجل هذا لا أقدر عليك. فبسط مقاريوس يديه للصلاة وحينئذ اختفى الشيطان. * وفي إحدى المرات أمسك الشيكان سكينًا، ووقف على الآبا مقاريوس مريدًا أن يقطع رجله. ولما لم يقدر أن يفعل هذا من أجل تواضع الشيخ، أجاب وقال له كل شيء تملكه، ونملكه نحن أيضًا ولكنك بالتواضع فقد تتفوق علينا، وبه وحده تغلبنا. * والقطعة الأولى من هاتين موجودة في بستان الرهبان باختصار. |
||||
04 - 06 - 2014, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* سئل الآبا مقاريوس أي الفضائل أعظم؟ فأجاب وقال إن كان التكبر يعتبر أشر الرذائل كلها حتى أنه طرح طائفة من الملائكة من علو السماء، فبلا شك يكون التواضع أكبر الفضائل كلها، لأنه قادر أن يرفع المتمسك به من الأعماق حتى لو كان خاطئًا. من أجل ذلك أعطى الرب الطوبى للمساكين بالروح.
* ومن أمثلة تواضع القديس استرشاده بمن هو أصغر منه كما يتضح من القصتين الآتيتين: * قال الآبا مقاريوس: ضجرت وقتًا وأنا في القلاية، فخرجت إلى البرية وعزمت على أن أسأل أي شخص أقابله من أجل المنفعة. وإذا بي أقابل صبيًا يرعى يقرأ، فقلت له ماذا أفعل أيها الولد فإني جائع؟ فقال لي كل فقلت له أكلت ولكنى جائع أيضًا. فقال لي كُلْ دفعة ثانية فقلت له إني أكلت دفعات كثيرة وما أزال جائعًا. فقال الصبي لست أشك في أنك حمار يا راهب، لأنك تحب أن تأكل دائمًا. فانصرفت منتفعًا ولم أرد له جوابًا. * قيل سأل الآبا مقاريوس الكبير مرة زكريا -وهو ما يزال في حداثة سنة- قائلًا أخبرني ما هو عمن الرهبان؟ فقال له زكريا أتسألني أنا يا أبي؟! فقال له الشيخ أتوسل إليك يا ابني زكريا فإن نفسي متيقنة بالروح القدس الذي فيك، أن هناك شيئًا ينقصني، يلزم أن أسألك عنه. فقال له الشاب يا أبى، أقول -حسب رأيي- إن عمل الرهبان هو أن يقمع الإنسان نفسه في كل شيء. * وقال بلاديوس: إن مقاريوس الطوباوي كان يتصرف مع جميع الإخوة بدون أي ظن سيئ. وقد سأله بعض الناس لماذا تتصرف هكذا؟ فأجابهم أنظروا، إنني ابتهلت إلى الرب مدة أثنى عشر سنة من أجل هذا الأمر أن يمنحني هذه الموهبة فهل تنصحونني بأن أتخلى عنها؟! |
||||
04 - 06 - 2014, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط
* قيل أن أبا مقاريوس المصري ذهب في إحدى المرات من الإسقيط إلى نتريا. ولما اقترب من مكان معين قال لتلميذه تقدمني قليلًا. ولما فعل (التلميذ) هذه قابله كاهن وثنى كان يجرى حاملًا بعض الخشب، وكان الوقت حوالي الظهر فصرخ نحوه الأخ قائلًا يا خادم الشياطين، إلى أين أنت تجرى فاستدار الكاهن وانهال عليه بضربات شديدة، وتركه ولم يُبق فيه سوى قليل نفس. ثم حمل ما معه من خشب وسار في طريقه.
* ولما ابتعد قليلًا، قابله الطوباوي مقاريوس في الطريق وقال له فلتصحبك المعونة يا رجل النشاط. فاندهش الكاهن واقبل نحوه وقال أي شيء حسن أريته في حتى حبيتني هكذا؟ فقال له الشيخ إني أرى إنك تكد وتسرع، وإن كنت لا تدرى لماذا. فأجاب الكاهن وأنا إذ تأثرت بتحيتك عرفت أنك تنتمي إلى الإله العظيم ولكن هناك راهبًا شريرًا صادفني قبلك ولعنى فضربته ضربة الموت. فعرف الشيخ أنه تلميذه. أما الكاهن فامسك بقدمي مقاريوس الطوباوي وقال له لي أدعك تمضى حتى تجعلني راهبًا. وإذا سار معًا وصلًا إلى المكان الذي كان فيه الأخ مطروحًا، وحملاه وأتيا به إلى كنيسة الجبل. ولكن الإخوة عندما رأوا الكاهن الوثني مع المغبوط مقاريوس تعجبوا كيف تحول عن الشر الذي كان فيه. وأخذه الآبا مقاريوس وجعله راهبًا، وعن طريقه صار كثيرون من الوثنيين مسيحيين. وكان مقاريوس الطوباوي يقول إن الكلمات الشريرة والمتكبرة تُحول الناس الأخيار إلى أشرار. ولكن الكلام الطيب المتواضع يحول الأشرار أخيارًا. |
||||
|