منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 06 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* لذلك يا أبنائي يجب أن لا نُكل، أو نحسب الزمن طويلًا، أو أننا نعمل أمرًا عظيمًا "لأن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا". كذلك يجب أن لا نظن ونحن ننظر إلى العالم إننا قد تركنا شيئًا ذا أهمية كبيرة، لأن كل الأرض تافهة جدًا إذا قيست بكل السماء. وحتى لو كنا أسيادًا على كل الأرض وتركناها كلها فإنها لا تقاس بالمرة بملكوت السماء. لأنه كما أن الإنسان يحتقر درهمًا من نحاس لكي يربح مائة درهم من ذهب هكذا لو كان سيدًا لكل الأرض وتركها فإن ما يتركه زهيد وينال مائة ضعف. إن كانت كل الأرض لا توازى السموات في قيمتها فأن من يترك أفدنة قليلة كأنه لم يترك شيئا. حتى إن كان قد ترك بيتًا أو ذهبًا وفيرًا وجب ألا يفتخر أو يكتئب.
* والأكثر من هذا يجب أن ندرك بأننا حتى إن لم نتركها من أجل الفضيلة فإننا فيما بعد حينما نموت سوف نتركها وراءنا -في غالب الأحيان- لمن لا نحب كما يقول الجامعة. إذن فلماذا لا نتركها من أجل الفضيلة لكي نرث ملكوتًا؟
* لهذا يجب أن لا تتملك على أي واحد رغبة الامتلاك، لأنه أي ربح نجنيه من الحصول على تلك الأشياء التي لا نستطيع أخذها معنا؟ ولماذا لا نحصل بالحري على تلك التي نستطيع أخذها معنا: الحكمة، والتعقل، العدل، الاعتدال والشجاعة والفهم والمحبة والرحمة على الفقراء والإيمان بالمسيح والتحرر من الغضب، وكرم الضيافة؟ إن امتلكنا هذه وجدناها من تلقاء ذاتها تعد لنا ترحيبًا هناك في أرض الودعاء.
الأنبا أنطونيوس الكبير
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* وهكذا على المرء أن يقنع نفسه من أمثال هذه الأمور بأن لا يستخف بها سيما إذا عرف أنه هو نفسه خادم الرب، ويجب أن يخدم سيده. وكما أن الخادم لا يتجاسر على القول، لم أعمل عملًا اليوم لأنني عملت بالأمس، ولم أعمل عملًا في المستقبل نظرًا لما عملته في الماضي، ولكنه كما هو مكتوب يظهر كل نفس الاستعداد لإرضاء سيده وتجنب الخطر، هكذا يجب علينا كل يوم أن نلبث ثابتين في نسكنا، عالمين بأننا إن تغافلنا يومًا واحدًا لا يغفر لنا الرب من أجل الماضي، بل يغضب علينا من أجل تغافلنا، كما سمعنا أيضًا في حزقيال، وكما أضاع يهوذا تعبه السابق بسبب ليلة واحدة
* لذلك يا أبنائي وجب أن نتمسك بنسكنا ولا نتغافل. لأن الله عمل معنا فيه، كما هو مكتوب "كل الذين يختارون الخير الله يعمل معهم الخير" ولكن لكي نتجنب حركة التراخي والإهمال يحسن بنا أن نتذكر كلمة الرسول "أموت كل يوم"،لأننا نحن أيضًا إن كنا نعيش كأنما نمات كل يوم يجب أن نعتبر بأننا سوف لا نقوم. لأن حياتنا غير مؤكدة بطبيعة الحال. والعناية الإلهية تهبها لنا كل يوم. إن رتبنا حياتنا اليومية على هذا المنوال فلن نسقط في الخطية، أو نشتهى أي شيء، أو نحقد على أحد، أو نكدس أي كنز على الأرض. بل -كأننا نتوقع الموت كل يوم- نكون بلا ثروة ونغفر كل شيء لكل الناس ولن تكون لنا على الإطلاق شهوة للنساء أو لأية لذة قذرة أخرى بل نتحول عنها كإننا قد عبرت وولت، ونجاهد دومًا متطلعين بصفة مستمرة إلى "يوم الدينونة" لأن الخوف من عذاب يخلنا من الشهوات ويدعم النفس إن كانت على وشك السقوط.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* وإذ قد بدأنا السير في طريق الفضيلة فعلًا، وسرنا فيه، وجب أن نزداد جهادًا للحصول على تلك الأمور التي أمامنا ويجب أن لا يلتفت أي امرئ إلى الأمور التي خلفه كامرأة لوط، سيما وقد قال الرب "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" وهذا الالتفات إلى الوراء ليس إلا الشعور بالندم والتفكير في العالم مرة أخرى لكن لا تخافوا من أن تسمعوا عن الفضيلة، ويدهشنكم اسمها، فهي ليست بعيده عنا ولا هي خارجة عنا، بل هي في داخلنا. وهى ميسورة لو إننا أردنا. لكي يحصل اليونانيون على المعرفة فإنهم يعيشون في الخارج ويعبرون البحار، أما نحن فلا داعي لكي نرتحل عن أوطاننا من أجل ملكوت السماء، أو نعبر البحار من أجل الفضيلة. لأن الرب سبق أن قال "ملكوت الله داخلكم".
* وطالما كانت الفضيلة فينا وتنشأ منا. لذلك فإنها لا تتطلب منا سوى الإرادة لأنه إذا أدت النفس وظيفتها الروحية في حالة طبيعته نشأت الفضيلة. وهى تكون في حالة طبيعية إذا لبثت كما أتت إلى الوجود كانت جميلة ومتزايدة في النيل لأجل هذا قال يشوع بن نون للشعب في نصحه "اجعلوا قلوبكم مستقيمة نحو الرب إله إسرائيل" وقال يوحنا "اصنعوا سبله مستقيمة، لأن تقويم النفس يتضمن جعل ناحيتها الروحية في حالتها كما خلقت. ولكنها من الناحية الأخرى إن انحرفت وتباعدت عن حالتها الطبيعية فهذا ما يدعى رذيلة النفس.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* وهكذا ترى أن المسألة ليست عسيرة فإننا إن لبثنا كما خلقنا صرنا في حالة الفضيلة أما إذا فكرنا في الأمور السالفة حسبنا أشرارًا ولذلك لو كان هذا الأمر لابد من الحصول عليه من الخارج لكان عسيرًا حقًا أما إن كان فينا فلنحفظ أنفسنا من الأفكار الدنسة، كما أننا قبلنا النفس وديعة فلنحفظها للرب لكي يدرك أن عمله هو بعينه كما خلقه.
* ولنحرص على أن لا يتملك علينا الغضب أو تغلبنا الشهوة لأنه مكتوب "إن غضب الإنسان لا يصنع بر الله. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتًا". وإذ نعيش هكذا فلنأخذ كل حذرنا، وكما هو مكتوب "لتحفظ قلوبنا بكل حرص، لأن لنا أعداء مروعين في غاية الدهاء -الأرواح الشريرة- ومصارعتنا معها كما قال الرسول، ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على هذه الظلمة مع أجناد الشر الروحية في السماويات". وما أكثر عددها في الهواء المحيط بنا وهى ليست بعيدة عنا. ويمكن ذكر الكثير عن طبيعتها والفوارق التي بينها على أن وصفا كهذا يترك لغيرنا ممن هم أقدر منا، أما في هذا الوقت فمن المحتم والضروري لنا أن نعرف فقط حيلها ضدنا.
* لذلك يجب أولًا أن نعرف هذا، أن الشياطين لم تخلق بالحالة التي نعنيها عندما ندعوها بذلك الاسم لأن الله لم يخلق شيئًا شريرًا، بل حتى هي خلقت صالحة، ولكنها إذ سقطة من الحكمة السماوية فإنها منذ ذاك الوقت تعيش في الأرض فسادًا، فهي قد أضلت الأمم بحبائلها المختلفة، ثم أنها بسبب حسدها لنا نحن المسيحيين تحرك كل الأشياء بحسب هوائها لصدنا عن دخول السماويات، لكي لا نصعد إلى المكان الذي منه سقطت. وهكذا تدعو الحاجة إلى الصلاة والنسك حتى - وإذا ما حصل المرء على موهبة تمييز الأرواح كانت له القدرة على معرفة مميزاتها، ليدرك أيها أقل شرًا وأيها أكثر. وما هي طبيعة جهاد كل منها وكيف يمكن دحض وطرح الفاسد منها خارجًا لأن خبثها وحيلها كثيرة ولقد عرف الرسول المغبوط أمثال هذه الأمور حينما قال "لأننا لا نجهل حيله" أما نحن فمهما قاسيناه على أيديها من التجارب وجب أن نصلح من شأن بعضنا بعضًا. ولذلك فإنني أتحدث كما إلى بنى عن أمور لدى البرهان عليها باختبارات عملية.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* ولذلك أن رأت الشياطين كل المسيحيين، سيما الرهبان، مجدين بابتهاج، متقدمين فإنها أولًا تهجم بالتجربة، وتضع الصعاب لعرقلة طريقها، وتحاول أن تنفث فينا الأفكار الشريرة ولكن لا مبرر للخوف من إغراءاتها لأن هجومها يرتد خائبًا في الحال بالصلاة والصوم والإيمان بالرب. ولكنه حتى إن ارتدت خائبة فإنها لا تسكت بل ترجع ثانية بمكر وخبث ودهاء. فهي إن عجزت عن خداع القلب بالذات الدنسة صراحة اقتربت في صور مختفية مختلفة، ومن ثم حاولت أن تبعث الرعب والفزع مغيرة أشكالها، ومتخذة صورًا متعددة متباينة ولكن حتى إذا ظهرت بهذه المظاهر لكم فإنها ليست شيئا، ولابد أن تختفي في الحال، سيما إن كان المرء قد سبق فحص نفسه بالإيمان وعلامة الصليب. ومع ذلك فإنها إن غلبت على أمرها هكذا هجمت بكيفية أخرى، وادعت التنبؤ بالمستقبل وذلك لكي تخدع بهذه المظاهر من لم ينخدع.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* ثم قال إنها كثيرًا ما ظهرت كما كشف الرب إبليس لأيوب قائلًا وعيناه كهدب الصبح. من فمه تخرج مصابيح، شرر نار تتطاير منه من منخريه يخرج دخان كأنه من قدر منفوخ أو من مرجل. نفسه يشعل جمرًا. "ولهيب يخرج من فيه" وعندما يظهر رئيس الشياطين على هذا المثال، فإن المحتال الكثير الدهاء - ينفث الرعب بالتكلم بعظائم كما استذنبه الرب قائلًا لأيوب "يحسب الحديد كالتبن والنحاس كالخشب النخر. يحسب البحر كقدر عطارة. وعمق الهاوية كأسير والهاوية كطريق مغطى" وقال النبي "قال العدو أتبع أدرك" وقال آخر أيضًا "أقبض على كل الأرض في يدي كعش وأجمعها كما يجمع بيض مهجور.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* وهكذا نرى بالإيجاز افتخارها وادعاءاتها لكي تخدع الأتقياء ولكن مع كل ذلك يجب علينا نحن المؤمنين أن لا نخاف مظاهره أو نأبه بكلماته. لأنه كذاب، ولا يتكلم كلمة واحدة صادقة على الإطلاق. ورغم تعظمه في تبججه بكلمات هذه كثرتها فإنه بلا شك اصطيد بشص كتنين بواسطة المخلص، وأوثقت خياشيمه بخِزامة كهارب. وثقبت شفتاه بمثقب وقد أوثقه الرب كعصفور لكي نهزأ به. وقد وضعت معه الشياطين رفقاءه كحيات وعقارب نطأها نحن المسيحيين تحت الأقدام. والدليل على هذا إننا نعيش الآن بالرغم منه. لأن ذاك الذي هدد بأن يجفف البحر ويقبض على العالم هوذا الآن لا يستطيع أن يثبت أمام نسك الأتقياء، ولا أمامي إذ أتكلم ضده. إذا فلا نأبه بكلماته لأنه كذاب. ولا نخش رؤياه إذ أنها في حد ذاتها خادعة. لأن ما يظهر فيها ليس نورًا حقيقيًا بل هي بالأحرى مقدمة وعينه للنار المعدة للشياطين التي تحاول إزعاج البشر بتلك اللهب التي سوف تحترق فيها. لا شك في أنها تظهر، ولكنها في لحظة تختفي ثانية دون أن تؤذى أحدًا من المؤمنين بل تحمل معها شبه تلك النار التي سوف تنالها هي نفسها، لأجل هذه الأسباب لا يليق بنا أن نخشاها، فكل محاولتها فاشلة بنعمة المسيح.
* ثم أيضًا هي مخادعة وهى مستعدة لتغيير نفسها في كل الأشكال واتخاذ كل المظاهر، وهى أيضًا دون أن تظهر -كثيرًا ما قلدت نغمات القيثار والصوت ورددت كلمات الكتاب المقدس. وفي وقت آخر تتخذ شكل الرهبان وتتظاهر بكلام القديسين لعلها بأشباههم تخدع فرائسها وتجرها حيث أرادت- ولكن يجب أن لا يؤيه لها حتى لا يوجد مشاقة إذا أوعزت إلينا أن لا نأكل على الإطلاق أو وبختنا وخجلتنا من أجل تلك الأمور التي أباحها لنا في الماضي. لأنها لا تفعل هذا من أجل التقوى والحق بل لكي تحمل البسطاء على اليأس ولكي تقول إن النسك لا فائدة منه. وتجعل الناس يكرهون حياة الوحدة كأمر شاق وحمل ثقيل، وتعطل أولئك الذين يسلكون فيها بالرغم منها.
* والرب نفسه، حتى مع تكلم الشياطين بالحق، لأنها بحق قالت "أنت ابن الله"، كمم أفواهها ولم يدعها تتكلم، لئلا تزرع شرها مع الحق، ولكي يعودنا أن لا نبالي بها على الإطلاق حتى إذا بدا أنها تتكلم بالحق، لأنه لا يليق بنا بعد الحصول على الأسفار المقدسة والحرية من المخلص أن نتعلم من إبليس الذي لم يحفظ رتبته بل انتقل من فكر إلى آخر. ولذلك فمع استعماله لغة الكتاب المقدس فقد منعه الرب قائلًا: "وللشرير قال الله مالك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك".
* قال المخلص " إبليس قتال للناس من البدء وأب الرذيلة " بالرغم من هذا فإننا نعيش ونقضى حياتنا متزايدين في مقاومته فمن الواضح أنها عديمة القوة، فهي تنظر إلينا كأصدقاء حتى تعفو عنا، ولا هي محبة للصلاح حتى تصلح من شأنها وتعدل عن رأيها، بل هي بالعكس شريرة ولا تسعى وراء شيء سوى جرح من يحبون الفضيلة ويتقون الله ولكن نظرًا لأنها لا قوة لها لعمل شيء، فإنها لا تفعل شيئًا سوى الوعيد. فلو كانت قادرة لما ترددت بل فعلت الشر في الحال (لأن كل رغبتها منصرفة ضدنا).
* هوذا نحن الآن مجتمعون معًا، ونتكلم ضدها، وهى تعرف بأننا كلما تقدمنا ازدادت ضعفًا. فلو كانت لديها قوة لما سمحت لأي واحد منا نحن المسيحيين أن يعيش، لأن التقوى مكرهة الخاطئ.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* لذلك أبكم الرب أفواه الشياطين، وخليق بنا إذ قد تعلمنا من القديسين أن نفعل مثلهم ونقتدي بشجاعتهم لأنهم عندما كانوا يرون هذه الأمور كانوا يقولون "ولكنى كنت كأصم لا أسمع وكأبكم لا يفتح فمه وصرت كإنسان لا يسمع".
* ومنذ افتقاد الرب للأرض سقط العدو وضعفت قوته - وإن الشيطان إذ لم يستطع أن يفعل شيئًا فإنه كطاغية لم يحتمل سقوطه بهدوء بل هدد، مع أن تهديداته لم تكن سوى كلمات "لأنه كذاب وأبو كل كذاب".
* ولكن إن قال واحد وهو يذكر قصة أيوب: لماذا إذًا خرج إبليس وتمم كل شيء ضده وجرده من كل ممتلكاته، وقتل بنيه، وضربه بقروح ردية؟ فليذكر مثل هذا من الناحية الأخرى إن إبليس لم يكن هو القوى بل الله الذي سمح له أن يستلم أيوب لامتحانه. يقينا أنه لم تكن لديه قوة لعمل شيء ولكنه طلب، وإذ أجيب إلى طلبه فعل ما فعل. وبهذا نفسه يكون ضعف العدو إذ أنه لم يقدر على شخص بار واحد. لأنه لو كانت له قوة لما طلب الإذن. أما وقد طلب لا مرة واحدة بل مرة أخرى أيضًا فقد بين شغفه وافتقاره إلى القوة وليس عجيبًا إن عجز عن أن يفعل شيئًا ضد أيوب إن كان الهلاك لم يحل حتى بمواشيه لو لم يكن الله سمح بذلك وليس لديه سلطان على الخنازير لأنه مكتوب في الإنجيل أن الشياطين طلبت من الرب قائلة " إئذن لنا أن ندخل الخنازير "فبالأولى جدًا ليس لها سلطان على البشر الذين قد تكونوا على صورة الله.
* إذ أوجب أن نخاف الله فقط، ونحتقر الشياطين ولا نرهبها إذ أنها تخشى الصوم والسهر والصلوات، والوداعة، والهدوء، واحتقار المال والمجد الباطل، ومحبة المساكين، والصداقة، وتحرر النساك من الغضب، وفوق الكل تقواهم نحو المسيح، لذلك فهي تفعل كل شيء لكي لا يكون هناك من يطؤها إذ تعرف النعمة المعطاة للمؤمنين ضدها بواسطة المخلص حينما قال " ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو".
الأنبا أنطونيوس الكبير
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* وإن ادعت التنبؤ بالمستقبل وجب أن لا يلتفت إليها أحد، فمثلًا قد تعلن مقدمًا أن الأخوة قادمون بعد بضعة أيام فيأتون فعلًا وعلى أي حال فإن الشياطين لا تفعل هذا لاهتمامها بالسامعين بل لكي تنال ثقتهم وبعد ذلك قد تهلكهم إذ تستحوذ عليهم في سلطتها لهذا يجب أن لا نصغي إليها. بل بالحري أن نخرسها إذ تتكلم، فنحن لسنا في حاجة إليها، بل أي عجب إن كانت وهى بأجسادها الأكثر دهاء من أجساد البشر عندما ترى الإخوة يبدأون أسفارهم تتقدم عنهم بسرعة وتعلن مجيئهم وكما أن راكب الحصان عندما يسبق السائر على قدميه يعلن مقدمًا قدومهم هذا الآخر، كذلك لا داعي للتعجب منها في هذا الصدد. لأنها لا تعرف شيئًا لم يوجد بعد في الوجود. ولكن الله وحده هو الذي يعرف كل الأشياء قبل ولادتها. أما هذه فإنها تركض أولًا وتعلن ما ترى. فقد أعلنت فعلًا خدمتنا للكثيرين، أعلنت أننا مجتمعين معًا نتناقش في بعض الإجراءات ضدها، وذلك قبل أن يستطيع أي واحد منا أن يذهب وينبئ بهذه الأمور. والواقع أن هذا ما يستطيع فعله أي فتى رشيق الحركة عندما يسبق شخصًا أقل حركة. ولكن ما أقصده هو هذا: أنه أن بدا شخص يسير من طيبه أو من أي منطقة أخرى فإنها قبل أن يبدأ المسير لا تستطيع معرفة اتجاه مسيره. ولكنها عندما تراه سائرًا تسرع وتعلن اقتراب وصوله قبل أن يصل. وهكذا يحدث أن يصل المسافرون بعد ذلك بضعة أيام. ولكن كثيرًا ما يحدث أن السائرين يرجعون فيتضح كذب الشياطين.
* هكذا أيضًا فيما يختص بمياه النهر، فالشياطين في بعض الأحيان تعطى بيانات خاطئة فإذ هي ترى أمطارًا كثيرًا في مناطق أثيوبيا، وهى تعرف أنها هي سبب فيضان النهر، فإنها تسرع وتعلن الأمر قبل وصول المياه إلى مصر. وهذا ما يستطيع البشر أن يخبروا به لو كانت لهم نفس قوة الركض كالشياطين.
* هكذا انتشرت في الأيام الماضية أقوال الوثنيين الذين أضلتهم الشياطين. على أن ضلالتهم قد وضعت عند حد بمجيء الرب الذي أبطل مكايدهم. لأنها لا تعرف شيئًا من تلقاء ذاتها، بل كلصوص تعرف ما يتصادف أن تعرفه ممن تمر بهم، وهى لا تتنبأ بالحوادث بل بالحري تتكهن.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 06 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا أنطونيوس الكبير

* ولذلك فإن تكلمت بالصدق أحيانًا وجب أن لا يتعجب أحد من هذا. فالأطباء المحنكون أيضًا إن رأوا مرضًا واحدًا في أشخاص مختلفين كثيرًا ما ينبئون به ويكشفون عنه بخبرتهم وربان السفن والملاحون لتعودهم على الجو يستطيعون بنظرة واحدة بسيطة أن يخبروا عن حالة الجو ويتنبأون إن الجو كان سيصير عاصفًا أو لطيفًا. ولن يستطيع أحد القول إنهم يفعلون هذا بوحي أو إلهام إنما من الاختبار والتمرين.
* وهكذا إن فعلت الشياطين نفس الأمر بالتكهن فلا يتعجب أحد من الأمر أو يصغى إليها. لأنه أية منفعة للسامعين أن يعرفوا منها قبل الوقت ما سوف يحدث؟ أو أية أهمية أن نعرف مثل هذه الأمور حتى ولو كانت المعرفة صحيحة؟ فهي ليست ثمرة الفضيلة، ولا هي أية علامة على الصلاح. لأنه لا يدان أحدًا بسبب ما لا يعرفه ولا يقال عن أحد أنه مبارك لأن لديه علمًا ومعرفة. بل يدعى كل واحد للدينونة في هذه الناحية: هل حفظ الإيمان وأتبع الوصايا بحق؟
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأنبا أنطونيوس كان من تلاميذه القديس الأنبا مكاريوس الكبير
الأنبا أنطونيوس الكبير أن الشياطين هي مخادعة
تمييز الأرواح _ الأنبا أنطونيوس الكبير
نصائح القديس الأنبا أنطونيوس الكبير
قال القديس الأنبا أنطونيوس الكبير


الساعة الآن 06:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024