![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فرادة شخصية التلميذ The Disciple's Individuality ربما يظُن القارئ بعد كلّ ما أسلفناه عن إنكار الذات والطاعة والحياة النُّسكية التي يعيشها الراهب، أنَّ شخصية المُبتدئ تختفي وتُمحى تمامًا بيد أنَّ هذا الفِكْر ليس له أي أساس من الصحة كما سنرى، إذ لم ينسَ آباء البريَّة قط أنَّ ”الإنسان كيان مُتنوع للغاية له عديد من العادات“ كما يقول القديس إغريغوريوس النزينزي. ![]() وإذ كانوا مُربيين، حاول الآباء أن يستخدموا ما يُسمَّى اليوم باسم ”المنهج المُتفرِّد في التعليم individualized“ (49) وفي ”الأقوال - الأبوفثيجماتا“ ينعكس احترامهم الكبير لتنوُّع الدعوة من شخص لآخر، ولاختلاف المناهِج الشخصية، ولذلك لم يسعوا لوضع قوانين ثقيلة عامة على المُبتدئين بجُملتهم. فكان الآباء يُقدِّرون ويحترمون ”المناهِج“ المُختلفة و”تنوُّع العطايا“ إيمانًا منهم بأنَّ الروح الواحد هو هو يعمل ويقسم نصيبًا لكلّ إنسان حسبما شاء، وقد اتفق مُعظم الآباء على وجود الاختلافات الفردية بين الإنسان والآخر وعلى تنوُّع النِفوس، فوافق على ذلك كلِمنضُس (50) ويوحنَّا الدَّرجي وإيسيذروس الفرمي (من القرن الخامِس) الذي يقول: ”لا يُسَرْ الناس جميعهم بنفس الأمور، ولا يشفون جميعهم بنفس الأدوية“ (51). وكانت شخصية طالِب الرهبنة ونموه الروحي يُؤخذان في الاعتبار، عندما يساعده أبوه على اختيار أفضل طريق حياة يُناسبه، والقديس يوحنَّا الدَّرجي يُقدِّم لنا صورة للرؤية الناضجة التأمُلية للرهبنة الأولى ويكتُب في سُلَّمه: ”على الذين عزموا على خدمة المسيح حقيقةً أن يُعمَّدوا قبل كلّ شيء آخر إلى اختيار المكان والطريقة والسُّكنى والمُمارسات النُّسْكية التي تُلائِمهم، وذلك باستطلاعِهِم الشخصي ومعونة الآباء الروحيين، لأنَّ الأديُرة ذات المعيشة المُشتركة لا تُوافق كلّ الناس من جهة الشراهة، وكذلك فإنَّ مواضِع العُزلة والسكون ليست للجميع من جهة الغضب...“ (52). وأيضًا من بين العوامل الأخرى التي كانت تُدرس عند قبول المُبتدئ، كان عامِل السِنْ، ونقرأ في سُلَّم الدَّرجي أنَّ الرُّهبان يجب ألاَّ يعيشوا جميعًا في موضِع واحد، بل في أماكن مُختلفة بحسب سِنَّهم، ونفس هذا الكتاب يُخبرنا أيضًا أنَّ الأنبا أنطونيوس وضع قوانين أصوام مُتنوعة لتلاميذه حسب حالتهم (53)، وباخوميوس أيضًا قسَّم تلاميذه بحسب شخصياتِهِم (54). وبجانب السِنْ والاحتياجات الجسدية، والنمو، والشخصية، إلخ... كان الجنس أيضًا يُوضع في الاعتبار كما يتضح من كِتابات جناديوس إذ يقول في معرض حديثه عن إيڤاجريوس: ”وضع أيضًا عقيدة للحياة المُشتركة مُناسبة لرُهبان الشَرِكَة والمجمع، ووضَعْ للعذراء المُكرَّسة لله، كِتابًا صغيرًا مُناسبًا لدينها وجِنسها“ (55). إنَّ الدراسة المُدقِقة للماضي تُظهِر وتُثبِت أنَّ كثيرًا من ”الأفكار الحديثة“ مُتطابقة ومُتماثلة مع أفكار التُراث الكلاسيكي والمسيحي، ومن الجلي أنه في الرهبنة الأولى كان هناك تمييز واضح بين الآباء والتلاميذ، ويُؤكِد الأدب النُّسْكي على دلالة دور الأب ويُحدِّد صِفاته ومُقوماته وواجباته، والمُصطلحات العديدة التي كانت تُستخدم للإشارة إلى الأب تُوضِح أنَّ دوره كان بالدرجة الأولى تربويًا، وفي الوقت عينه، المُصطلحات الأخرى التي اُطلِقَت على المُبتدئ تدُل على أنَّ حياته يجِب أن تكون تلمذة وتعليم مُستمر، وكان للتلميذ حُريته التامة في أن يختار أباه، لكن كان من الضروري بالمِثْل أن يظل معه ويُطيعه في سائر الأمور، وفي مدرسة البريَّة، كانت شخصياته وفرادة كلّ مُبتدئ تجد كلّ رعاية واهتمام بها. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مراجع هذا القسم 1) D. Chitty , " Some Lexicographical Notes", Studia Patristica III (1962) p.263. 2) For the above terms see: Apophthegmata, P.G.65, 73, 137, 153, 177, 256, 257, AND 336. See also: Palladius, Historia Lausiaca, P.G. 37, 1043 and 1081. 3) Pachomius` Rule, P.G. 40, 952, AND 949. 4) Epiphanius of Cyprus, Contra Haereses. P.G. 42, 765. 5) __________________, Panarion, P.G. 41, 156. 6) Basil, Reg. Fus., XXXV, P.G. 31, 1005C and 988A. 7) Isidorus of Pelusium, Epistolarum Lib., P.G. 78, 345C. 8) Macarius of Egypt, Homily LVIII, V.H.P. XLII, 361. 9) John Climacus, Ladder I, p.51. 10) E. Budge, The Paradise of the Fathers, London, 1907, II.p.161. 11) Gregory of Naz., Oration LXXVII, 10, P.N.F. VII, 207. 12) Basil, Reg. Fus., P.G. 31, 1029A, 1032, 988. 13) H. Percival, The Seven Ecumenical Councils, N.P.F. XIV, 231. ![]() 14) Apophthegmata, P.G.65, 203. 15) Gregory of Naz., Oration XI, P.N.F., VII, 214 and 37. 16) Theodotus, Excerpts, A.N.F., VIII, 47. 17) John Climacus, Klimax XXXI, p.177. 18) Peri Pachomiou Kai Theodorou, V.H.P. XL, 193. 19) John Climacus, Klimax XXXI, p.176. 20) Varsanuphius and John, Question 23, tr. D. Chitty, P.OR. Tom 31, Fasc 3, p. 480. 21) John Climacus, Klimax XXXI, p.179 and 175. 22) Basil, Reg. Fus., XXX, P.G. 31, 992- 993. 23) Life of St. Pachomius, V.H.P., XL. 172. 24) John Moschus, Leimon VII, P.G. 87, pp. 111 and 2857. 25) Varsanuphius and John, Question 67, p. 539. 26) Basil, Reg. Fus., XXV, P.G. 31, 984C. 27) Vie d`Alexandre l`Acemete, p. 689. 28) E. Budge, Paradise II. P.3. 29) Apophthegmata, P.G.65,245. 30) Ibid. 31) Palladius, Vita Chrysostomi, P.G. 47, 29. 32) Athanasius of Alexandria, Vita Antonii , P.G. 26, 865, and Ephraem Syrus, Opera Omnia, ed. D.S.Assemani, Rome, 1732-1746, p. 315. 33) Basil, Epistula. P.G. 32, 225B. 34) E. Morrison, St. Basil and his Rule, London, 1912,p. 52. 35) I. Hausherr, John the Solitary (Rome:1939), p.32. 36) John Climacus, Ladder, p.19. 37) Nilus the Ascetic, De Monachorum Praestantia, P.G. 79, 1060A. 38) O. Sumner, "John Climacus", The Guid of Pastoral Psychology, No. 63, London, 1950, pp. 14-15. 39) W, Nigg, Warriors of God, London, 1939, p. 52. 40) L. Lefort, Saint Pachome, pp. 84-85. 41) John Cassian, Institution, IV, 3-7, P.N.F., XI, p. 219ff. 42) John Climacus, Ladder, p.19. 43) Ibid. p.69. 44) Clement of Alexandria, Stromata II, 23, P.G. 8, 1096. 45) E. Workman, The Evolution of Monastic Ideals, London, 1896, p.71. 46) Cary – Elwes, Law, Liberty and Love, p.61. 47) Cyril of Alexandria, Explanatio in Rom., P.G., 74, 789. 48) W. Crum, Varia Coptica, No. 6, p.9. 49) Histoire de St. Pachome. P.OR.IV, Fs. 5, No. 19, 434. 50) Clement of Alexandria, Stromata I, 1, A.N.F., II, 30. 51) Isidorus of Pelusium, Epistolarum Libr., P.G. 78, 1484. 52) John Climacus, Ladder, I, p. 56. 53) John Climacus, Klimax XXXI, p.117 and 180. 54) Pachomius` Rule, tr. G. Schodde. "The Rule of St. Pachomius" Presbyterian Review, 1885, p. 682. 55) Gennadius, Lives of Illustrious Men, P.N.F., III, 388. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الوسائل التعليمية في التربية الرهبانية Teaching Methods in Monastic Education
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الوسائل التعليمية
إنَّ الدراسة المُتأنية للأعمال التربوية الرَّهبانية كما تتضح في ”الأقوال“ وفي الأدب الرَّهباني بصفة عامة، تُظهِر أنَّ آباء البريَّة كانوا يُراعون للغاية ”فرادة individuality“ المُبتدئ، وهم في ذلك لم يستخدموا طريقة واحدة أو حتّى بضعة طُرُق، بل استخدموا تنوعًا غنيًا من المناهج والطُرُق، حسبما يتفق مع المُبتدئ الذي يُرشدونه (سِنُّه وحالته الروحية وشخصيته، إلخ..) واضعين في اعتبارهم مُجمل شخصية الإنسان الذي يتعاملون معه (المُتلقِّي)، وكذلك كان لنوع الحياة الرَّهبانية الذي اختاره المُبتدئ – سواء الوحدة أو الشَرِكَة – تأثيره على طريقة ومنهج التعليم، وفي مُقدمة كتاب ”برصنوفيوس ويوحنَّا“ (من القرن السَّادِس) نقرأ: ![]() وقبل هذا الكتاب بقرنين، شرح القديس إغريغوريوس النزينزي (330-390 م.) أحد مشاهير الآباء في الحياة الرَّهبانية أنَّ النِفوس المُختلفة لابد أن تُعطي تعليمًا وإرشادًا مُتنوعًا، فالبعض تقودهم العقيدة، والبعض ينفعهم التعليم البسيط، البعض يحتاجون للمِهماز، والبعض الآخر الشكيمة، البعض ينتفعون من المديح، والآخرون ينتفعون من التوبيخ، لكن كلا الأمران يجب أن يُستخدما في الوقت المُناسب، وإلاَّ إذا لم يُستخدما في وقت مُناسب أو استُخدِما بلا سبب صارا ضارين، ويقول: ”إلاَّ أنَّ هناك مَنْ يحتاجون للتشجيع، وآخرون يحتاجون للتوبيخ، علنًا أو سرًا بحسب الشخص“ ويشرح أيضًا أنه في بعض الأوقات يجب أن يُلاحظ الأب بتركيز حتّى أدق التفاصيل، وفي أوقات أخرى يجب ألاَّ يُلاحظها، بل بينما يرى، يظهر كأنه لا يرى، وبينما يسمع، يظهر كأنه لا يسمع وفي بعض الحالات يجب حتّى أن يغضب دون أن يشعُر بالغضب، بحسب طبيعة الفرد الذي يتلقّى الإرشاد، وأخيرًا، هناك آخرون ينالون أفضل معونة من مُعلِّم يسلُك باتضاع مُعامِلًا تلاميذه بمستوى مُناسب مُساعدًا إيَّاهم أن يقتنوا سريعًا رجاءً للأمور الأفضل (2). ويُمكننا أن نجد أفكار إغريغوريوس هذه في الكِتابات الآبائية الأولى، مثلًا في كِتاب ”المُربي“ للقديس كلِمنضُس السكندري حيث يقول أنَّ مُربي الإنسانية، أي المسيح، يُستخدم كلّ وسيلة مُمكنة، مثل اللوم والتأنيب والتعنيف والتوبيخ والوعيد والصفح والعفو و.... إلخ. (3) وكذلك القديس يوحنَّا الدَّرجي، وهو ينصح سميُّه رئيس دير رايثو Raithu، ينبهه أن يكون ذا تمييز وإفراز، وألاَّ يقول لكلٍّ من تلاميذه أنَّ طريق حياة الراهب ضيِّق وكرب، وألاَّ يُخبِرهم جميعهم أيضًا أنَّ النير سهل، لكن يختبرهم جميعًا ويعِظ كلّ واحد بما يُناسبه. (4) وهكذا لم يكُن العمل التربوي عند آباء البريَّة روتينًا سهلًا يُمكن استخدامه بنفس الطريقة مع جميع التلاميذ، بل كان عملية شاقة تتضمن العديد من المناهج والطُرُق التي كانت تُستخدم بأساليب مُتنوعة بحسب طبيعة التلاميذ. وهذا دليل جل واضح على أنَّ آباء البريَّة، بينما عاشوا في عصر كان الاهتمام فيه بالفرد ضئيلًا للغاية، أكَّدوا بكلماتِهِم وأعمالِهِم على ضرورة التربية المُتفردة، ويُعتبر تنوُّع المناهِج وطُرُق التعليم، بجانب التنظيم الذي استخدمه الرُّهبان، أهم سِمَتين من سِمات النظام التربوي الرَّهباني. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الطرق التعليمية وأكثرها انتشارًا
![]() St-Takla.org Image: The Egyptian Saint Anthony the First Monk, modern Coptic art icon صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أنبا أنطوني (الأنبا أنطونيوس المصري) الراهب الأول في العالم وفي هذا القسم سنتناول أهم الطُرُق التعليمية وأكثرها انتشارًا، وذلك تبعًا للترتيب التالي:1) التعليم بالوسائِل اللفظية أ) وسائِل عامَّة:2) التعليم بالوسائِل غير اللفظية1) الوعظب) وسائِل خاصة لحِفْظ الأفكار 1) رمزية الزي الرَّهباني3) اختبار النظام الرَّهباني 1) فحص الذَّات |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التعليم بالوسائل اللفظية الشفاهية والمكتوبة ![]() إنَّ أهمية وضرورة التعليم اللفظي لهي واضحة للغاية، إذ يُشكِّل ويُكوِّن الأساس الذي عليه يجب أن ينبني كلّ عمل في حياتنا بل وحياتنا كلّها نفسها، وفي العهد الجديد نجد تأكيدًا على أهمية التعليم اللفظي الذي نظر إليه آباء الكنيسة كخطوة أولى في طريق الخلاص، ولذلك كرَّسوا أنفسهم دومًا لعمل التعليم، فجاءت ثمرته ذلك الأدب الآبائي الغزير، وكان آباء البريَّة – على وجه الخصوص – يُؤمنون جدًا بقوة وعمل الكلمة، وفي ”الأقوال“ كان الطلب ”قُلْ لي كلمة“ شائعًا للغاية وكان يقوله المُبتدئون والشيوخ على السواء لمشاهير الآباء مُعلِّمي البريَّة. (5) وبحسب النصوص الآبائية، هناك مبدأن أساسيان لابد أن يُراعا تمامًا أثناء التعليم: الأول: مبدأ النمو التدريجي gradual progress الثَّاني: مبدأ تعليم الفرد individual instruction وقد أكَّد القديس باسيليوس الكبير على أهمية المبدأ الأوَّل، إذ ذَكَرْ أنَّ التعليم والتربية بصفة عامَّة لابد أن يتم بصورة مُتدرجة تبدأ من الدروس الأولى السهلة وتتدرَّج إلى الدروس المُتقدمة (6)، ونجد صدى هذا الفِكْر عند القديس إيسيذروس الفرمي (7) المُعاصِر للقديس باسيليوس، وأيضًا عند يوحنَّا الدَّرجي بعدهما بقرنين (8). أمَّا المبدأ الثَّاني فقد أكَّد على أهميته أخو باسيليوس أي القديس إغريغوريوس النيصي، وأيضًا صديق باسيليوس الحميم القديس إغريغوريوس النزينزي في عِظَته الكُبرى، ويُؤكِد الأوَّل أي النيصي على ضرورة التعليم لكن يذكُر في الوقت عينه أنه لا يُمكن استخدام نفس المنهج الواحد مع جميع الناس (9)، بينما كان سميُّه النزينزي أكثر تفصيلًا في هذا الصدد وكَتَبْ قائلًا أنَّ الرجال والنساء، الصِغار والكِبار، الأغنياء والفُقراء، الحُكَّام والمحكومين، الحكيم والجاهل، الناجحين والفاشلين، الجبان والشُّجاع، لا يحتاجون لنفس التعليم والتشجيع... (10) ومن هنا كان استخدام آباء البريَّة للعديد من وسائل التعليم وأهمها: الوعظ، الحوار، التوبيخ، النُّصح والإرشاد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الوسائل العامة General Methods
![]() St-Takla.org Image: Coptic monk teaching some youth, by Ghada Magued Beshara صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي يرشد بعض الشباب، المرشد، إرشاد - رسم غادة ماجد بشارة 1) الوعظ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العظة | الوعظ ![]() رغم أنَّ الوعظ كان شائعًا جدًا في الكنيسة الأولى، إلاَّ أنه لم يكُن مُستخدمًا في الدرجة الأولى من الرهبنة أي الوحدة، على الأقل بطريقة رسمية، لكنه دخل الرهبنة مع تأسيس رهبنة الشَرِكَة، ربما لأنَّ العدد الكبير لإخوة الشَرِكَة كان يتطلّب طريقة مُناسبة للتعليم الجماعي، وقد أمر القديس باخوميوس ”أب الشَرِكَة“ بأن يقوم ”الوُكلاء“ (11) داخل كلّ دير بإلقاء ثلاثة عِظات أسبوعيًا، واحدة يوم السبت واثنين يوم الأحد بجانب عِظتين أُخرتين يُلقيهُما رُؤساء المنازِل يومي الجُمعة والأربعاء، وكانت هذه العِظات شبيهة بتعليم الكنيسة الأولى وعِظاتها، فكان الإخوة يجتمعون حول المُعلِّم، يستمِعون له وهو يشرح الكتاب المُقدس ثم يرجع كلّ واحد إلى قلايته في سكون وصمت ليتأمَّل فيما سمعه وليحفظه عن ظهر قلب (12)، وكان لهذه العِظات سِمة العُمومية أي كانت للجميع، مُتناولة أمورًا عديدة مُتنوعة. أمَّا عن اسلوب الآباء في الوعظ، فقد حاولوا أن يكون بسيطًا قدر الإمكان حتّى يُمكن للجميع أن يفهموه، وبجانب العِظات الِشفاهية، كان هناك عِظات مكتوبة مأخوذة من كُتُب مُتنوعة، وأيضًا كان يتم تبادُل الرسائِل عندما كان يستحيل التعليم الشِفاهي، فمثلًا كِتاب ”السُّلَم“ ليوحنَّا الدَّرجي هو عبارة عن ”رسالة“ منه إلى سميُّه رئيس دير رايثو الذي سأله أن يكتُب شيئًا لمنفعة رُهبان ديره، ومثال آخر هو كِتاب ”برصنوفيوس إلى يوحنَّا“، وأخيرًا، هناك الألف رسالة التي خطَّها القديس إيسيذروس الفرمي أو البيلوزمي (انظُر كتابنا ”إيسيذروس الفرمي“ ضمن الذي سننشره هنا في موقع الأنبا تكلا من سلسلة آباء الكنيسة - إخثوس ΙΧΘΥΣ حيث تجد دراسة تفصيلية عن هذه الرسائِل) وهي نِتاج روح مُثقفة وقلب مُلتهِب... هذه جميعُها – بجانب أُخريات – أمثلة تُوضح كيف أدرك الرُّهبان أهمية التعليم المكتوب بجانب التعليم الشِفاهي. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الحوار | المحاورات ![]() كان الحوار منهجًا آخر استخدمه آباء البريَّة، وكان يتم بين الأب وأحد تلاميذه، ويختص بصفة عامَّة بالتساؤُلات الخاصة والمشاكل الشخصية التي يطرحها الراهب التلميذ أمام أبيه المُرشِد، وفي سيرة القديس باخوميوس يتضح أنه قبل الراحة في المساء، كان هناك وقت للتحدُّث والحوار الذي كان يدور حول موضوع التعليم الذي اُعطِيَ أثناء النهار، وفي ”الأقوال“ أيضًا نجد منهج الحوار، وفي أحيان كثيرة، كان الآباء بدلًا من أن يُقدِّموا إجابة عقيدية لأسئلة تلاميذهم، يبدأوا حوارًا معهم ويتبعون اسلُوب سُقراط وذلك بأن يسألونهم أسئلة أخرى تجعلهم يُقدِّمون إجابات لأسئلتهم نفسها (13). وهكذت، عندما سأل رجُل عسكري الأنبا ميوس Mios عمَّا إذا كانت هناك توبة للخاطئ أجابه: ”اخبرني، عندما تتمزَّق عباءتك هل ترميها؟“ فأجاب الرجُل: ”لا أنا أرقعها واستخدمها“ وعندئذٍ قال له الأنبا ميوس: ”إذا كُنت أنت لم تترُك عباءتك، فهل يترُك الله خليقته هو!!“. (14) لقد كان الحوار اسلوبًا بسيطًا مُؤثِرًا مِمّا جعل اليونانيين يستخدمونه قبل آباء الكنيسة بأمد طويل، ذلك أنه يجعل التلميذ واعيًا بجهله، ثم يقوده إلى الحقيقة العميقة، والتي لم تُقدَّم إليه في صورتها النهائية، بل استُخلِصَت واستُخرِجت من عقله هو، كذلك كان من نتائج هذا الاسلوب أن يتمسَّك التلميذ بهذه الحقيقة جدًا لأنه هو نفسه – بمُعاونة مُعلِّمه – الذي اكتشفها. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التوبيخ ![]() لم يكُن النُّسَاك الأُوَلْ يرغبون أن يُوبِخوا أو يلوموا المُخطئين من الإخوة إلاَّ إذا طلب منهم هؤلاء الإخوة النُّصْح والإرشاد، ونرى ذلك عندما وبخ القديس سيرابيون بأُبوَّة وصبر أحد الإخوة. (15) أمَّا رُهبان الشَرِكَة فكان لهم رُؤية ومنظور مُختلِف لهذا الأمر، إذ شعروا أنهم مسئولون عن إخوتهم ولذلك يجب أن يلوموهم عندما تكون هناك ضرورة لذلك، وقد ألقى القديس باسيليوس بمسئولية كبيرة على عاتِق الآباء المُرشدين الذين لا يلومون ولا يُوبخون الإخوة المُخطئين (16)، وهذه إحدى نِقاط الإختلاف بين رهبنة الوحدة ورهبنة الشَرِكَة. |
||||
![]() |
![]() |
|