كان شيخًا وقورًا ورئيسا لدير الأنبا مقاريوس الكبير، وهو الذي استقبل في الدير الشاب إيساك، الذي صار فيما بعد الأنبا إيساك، البابا السكندري الحادي والأربعون، وساعده في تحقيق اشتياقه إلى الحياة النسكية. انتخب بعد ذلك أسقفًا لكرسي سايس (التي ورد ذكرها في سيرة القديس زكريا الأسقف)، وظل يخدم شعبه إلى أن أصيب بمرض أدرك معه أن نهايته قد اقتربت، فذهب إلى الدير بينما ظن أبناء إيبارشيته أنه قصد إلى الصحراء ليسترجع صحته ويعود إليهم. وفي الدير خدمه إيساك خدمة الابن البار لأبيه الحبيب، وحين دنت ساعة انتقال الأنبا زكريا إلى بيعة الأبكار جمع الرهبان حوله وأخذ يحثهم على التمسك بالمحبة التي هي رباط الكمال. ثم التفت إلى الأنبا إيساك وقال له: "يا بني، إذا ما نلت الكرامة فاذكر اخوتك الرهبان"، وكان الأسقف يشير بكلماته هذه إلى أن تلميذه الذي سينال كرامة البابوية المرقسية. وبعد أن أكمل وصيته لأبنائه الرهبان استودع روحه في يدي الآب السماوي.