رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهادة في المنظور الكنسي إنَّ الشُهداء تابِعون للمسيح ربنا الشهيد الأول الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، ووضع نفسه طواعية باختياره وإرادته ”لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخُذها أيضًا“. لذلك قَبَل الشُهداء الآلام بإرادتهم محبة فيمن مات من أجل خلاصِهِم فبكَّروا إلى ساحات العذاب باختيارِهِم وقبولهم ”التكريس والاختيار“، إنه التعبير عن المحبة الصادِقة المُكرسة والمُخصصة للمسيح، التي هي ركيزة حمل الشهادة لمُخلِّصنا الصَّالِح، إنه تقديس النَّفْس وتقديمها إيجابيًا بالموافقة والقبول الكامِل، لأنَّ الشهادة أولًا وقبل كل شيء مُشاركة واتحاد مع المسيح الذبيحة الكاملة الحقيقية والتي بدونها لن تُقبل أيَّة ذبيحة، إنه الاتحاد الكياني والصميمي بشخص المسيح ربنا وإلهنا ومُخلِّصنا ومَلِكنا كلنا. هؤلاء الشُهداء غلبوا الشيطان بدم الحمل وبكلمة شهادتهم ولم يحبُّوا حياتهم حتى الموت، وحفظوا لنا وديعة الإيمان مع كل سحابِة المُعترفين، وديعة نقية بلا عيب أو انحراف، لذلك لاقوا الكثير من الأهوال والأتعاب لأجل ثباتِهِم في الإيمان المُسلَّم مرَّة للقديسين.. وفي الوقت الذي كان فيه الوُلاة والحُكام يتفننون في تعذيبهم، كانت الكنيسة ثابتة صامدة غير مُتزعزِعة... وبالرغم من نهش الذئاب لها، كان الحِملان في السراديب تحت الأرض يصلُّون ويتقدمون للأسرار، ويصومون (جماعيًا) من أجل هذه الذئاب!!! فالكنيسة في مُستودع الشُهداء وأُم الشُّهداء جميعًا، التي أعدَّت من أولادها قديسين وجعلت من أعضائها شهود وشُهداء، غرست فيهم التلمذة على الإنجيل ورضَّعِتهم لبن العقيدة العديم الغِش، ودرَّبِتهم على النُسك والبتولية والأصوام، وعلَّمتهم المحبة والصلاة والسلوك بوداعِة الحِملان، وجعلتهم يُمارِسون الشَرِكَة والأغابي والتسبيح ورعايِة المُحتاجين ومُساندة الأعضاء الضعيفة والمُرتدَّة... لذلك اجتمع شعب إسنا كله مع أسقفه، وتناولوا من الأسرار الإلهية استعدادًا لمعركِة الاستشهاد، فدم يسوع المسيح هو الذي أعطى للشهادة قُوَّة وجسارة عجيبة، دم المسيح المسفوك في كأس التناول هو الذي يُعطي للشُّهداء القُدرة على سفك دمائِهِم، جسد المسيح المكسور على المذبح من أجل خلاصنا في الصينية، هو الذي يهِبهُم النعمة والقوَُّة والمعونة والغلبة وشَرِكَة الحياة الأبدية وعدم الفساد وغُفران الخطايا... |
|