كيف أحفظ طهارتي في علاقتي وصداقتي مع الغير، خاصة من الجنس الآخر؟
إنهم ليسوا بالجنس الآخر أو الجنس المضاد، لأننا نسير معًا في طريق الحق، كجنسين متكاملين؛ طريقنا الواحد هو ربنا يسوع المسيح، القائل للجنسين: "أنا هو الطريق".
حينما أكون بين أصدقائي يلزمني أن أحفظ علاقتي بهم طاهرة، وتكون لنا الأحاديث الطاهرة، ونقضى حتى أوقات تسليتنا في المسيح يسوع ربنا، أي القدوس!
يلزمنا أن نضع في اعتبارنا الآتي:
أ- حين أصادق إنسانًا ما، هل أشعر أن هذه العلاقة هي في المسيح يسوع، أي هل يباركها ربنا يسوع المسيح؟
هل أحيا ناميًا في النعمة والإيمان، أم أنني أخسر روحيًا وأتناقص بسبب الصداقة الشريرة؟
يقدم لنا آباؤنا القديسون خبرتهم في الصداقة موضحين أثرها على حياة المؤمن، فالصديق الصالح يسندك في نموك الروحي، أما الشرير فيعرضك للسقوط وينجرف بك إلى أسفل.
ب- احذر أن تخفى تصرفاتك، لأنك بهذا لا تسلك في طريق النور الواضح، بل في طريق الظلمة الخفي. كن صريحًا مع نفسك، ومع والديك، ومع أب اعترافك وقبل كل شيء مع الله.
جـ- لا تحد صداقتك بشخصٍ واحد واسأل نفسك: ما هو الغرض من هذه الصداقة؟ هل هي لمجد الله؟
مصاحبة أكثر من صديق تعطيك الفرصة أن تكتسب صفات جيدة من كثيرين، وذلك إن كنت كالنحلة التي تمتص الرحيق من زهور كثيرة.
د- تطلع إلى كل فتى وفتاة كأخ وأخت لك. أتقبل أن تكون لأختك علاقة دنسة مع فتى؟
أروى لكم قصة واقعية: جاءني شاب يشتكى لي الكهنة لأنهم يعارضون في استمرار علاقاته مع الفتيات، وطلب منى أكون له أب اعتراف مشترطًا أن أسمح له بهذه العلاقات. فابتسمت وطلبت منه أن يتحدث معي في شيء من الصراحة. بدأ يحدثني عن فتاة مُعجب بها. قال لي إنها فتاة روحية ملتصقة بالكنيسة، محبة لله... وصار يمتدحها كثيرًا، فسألته: "وما هي نهاية علاقتك بها؟ أتريد الزواج منها؟" فأجاب بالإيجاب. طلبت منه أن يصارح عائلتها وأب اعترافها وأيضًا أسرته... فوافق. عاد ليتحدث عن فتاة أخرى، سألته عن غاية علاقاته، فقال إنه يتمنى الزواج منها. ولم أعلق على ذلك. فتحدث عن ثالثة وتكرر الأمر ذاته... إنه ببساطة يريد أن يشبع عواطفه تحت ستار "الحب"، خادعًا نفسه، مشتهيًا أن يتزوج هذه وتلك!! لهذا أود منك أن تتحدث بصراحة مع نفسك، ومع والديك، ومع أب اعترافك، ومع الله أولًا كما سبق فقلت.
بهذا تستطيع أن تقدم لنفسك الإجابة على تساؤلك إن كانت هذه الصداقة صحيحة أم لا،لا تنتظر الإجابة من إنسان ما، فإنك أنت وحدك تعرف ما هو لخيرك ونموك الروحي، وما هو الذي يحطم حياتك الروحية أو يجددها.