منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 04 - 2014, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

مزمور 131 (130 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
الفرح بالصليب واهب النضوج



هذا هو المزمور الأخير من المجموعة الرابعة من مزامير المصاعد التي تمثل سفر العدد. فإن كان سفر العدد قد خُتم بالتهيئة لدخول أرض الموعد، فإن المرتل يشعر أنه يتمتع بأرض الموعد لا من أجل برِّه ولا قدراته وإمكانياته، إنما كهبةٍ يقدمها الله كأبٍ لابنه الطفل الفطيم.
هذا وإن كانت الرحلة في البرية تمثل الصلب مع السيد المسيح، وقد رأينا في المزمور 129 الدعوة للصلب مع المسيح، وفي المزمور 130 بالصليب ينفتح لنا باب الرجاء وننعم ببهجة القيامة وقوتها، ففي هذا المزمور نرى المرتل وقد أدرك أنه بالفرح بالصليب ينعم بالنضوج والنمو المستمر.
يكشف هذا المزمور الصغير عن روح التواضع الذي اتسم به داود النبي، الذي قلبه مثل قلب الله.
يرى البعض أن هذا المزمور جاء كرد فعل لتصرف ميكال ابنة شاول حين رقص أمام تابوت العهد. قالت: "ما كان أكرم ملك إسرائيل اليوم حيث تكشف اليوم في أعين إماء عبيده كما يتكشف أحد السفهاء" (2 صم 6: 20). جاءت إجابته له: "إني أتصاغر دون ذلك، وأكون وضيعا في عيني نفسي، وأما عند الإماء التي ذكرت فأتمجد" (2 صم 6: 22).
جاء هذا المزمور يقاوم تشامخ أصحاب السلاطين، فقد قيل للكاروب الساقط: "قد ارتفع قلبك لبهجتك، أفسدت حكمتك لأجل بهائك، سأطرحك إلي الأرض" (حز 28: 16-17) "مكرهة الرب كل متشامخ القلب، يدا ليد لا يتبرأ" (أم 16: 5).
إن كان آدم وحواء قد طمحا أن يصيرا كالله (3: 5) وذلك بروح الكبرياء، فإن المرتل داود اشتهي أن يكون كالفطيم على صدر الله. اشتهى أن يكون كل شعب الله أو كنيسته كالرضع الصغار يتكئون على الله ويثقون فيه، متشبهين بداود نفسه.
مزمور 131 (130 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الفرح بالصليب واهب النضوج
مناسبته

1. تغنى داود النبي بهذا المزمور متذكرًا أنه عاش كصبي يرعى الغنم، ولم يطمح يومًا ما في الجلوس على عرش المملكة. لقد اتهمه أخوه الأكبر أليآب بالكبرياء ظلمًا، حين قال له: "لماذا نزلت؟ وعلى من تركت تلك الغنيمات القليلة في البرية. أنا علمت كبرياءك وشر قلبك، إنما نزلت لكي ترى الحرب" (1 صم 17: 28).
2. يظن البعض أنه تغنى به دفاعًا عن نفسه عندما اتهمه البعض من حاشية شاول الملك أنه كان يطمع في نوال تاج المُلك، وأنه يخطط لذلك[1].
3. يظن آخرون أن وُضع في أرض السبي، حين كان اليهود يعلنون خضوعهم للذين أخذوهم أسرى في بابل.

1. فطيم نحو أمه
1-2.
2. الرجاء الدائم
3.
من وحي المزمور 131
مزمور 131 (130 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الفرح بالصليب واهب النضوج
1. فطيم نحو أمه

تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ
يَا رَبُّ لَمْ يَرْتَفِعْ قَلْبِي،
وَلَمْ تَسْتَعْلِ عَيْنَايَ،
وَلَمْ أَسْلُكْ فِي الْعَظَائِمِ،
وَلاَ فِي عَجَائِبَ فَوْقِي [1].
يقدم المرتل هذه التسبحة للرب، معلنًا عطية التواضع النابعة من أعماق قلبه، كعطيةٍ قدمها الله له. وفي نفس الوقت أضرم هذه الموهبة بعدم رفع عينيه متطلعًا إلى نوال مركز أكبر، ولا التصق بالعظماء لهدفٍ أرضي زمني، ولا سلك في أمور فوق قدراته أو مواهبه.
قدم المرتل هذه التسبحة لا للافتخار وإنما للشكر، فإذ كانت التجارب تلاحقه منذ صباه، فخلالها تمتع بروح التواضع. إنه يعتز بالصليب الذي يسمح الله له به لأجل بنيانه ونموه الروحي.
يدهش القديس يوحنا الذهبي الفم كيف يفتخر المرتل، ليس أمام شخص أو اثنين أو عشرة أشخاص بل أمام العالم كله، قائلًا إنه وديع ومتواضع وبسيط كالفطيم نحو أمه [2]. فإنه أحيانًا يلتزم الإنسان بالافتخار كما فعل الرسول بولس.
* "وأما من افتخر فليفتخر بالرب" (2 كو 10: 17؛ راجع إر 9: 24). من لا يفتخر بالصليب يكون غبيًا تمامًا ومخالفًا للناموس (المسيحي). من لا يفتخر بالإيمان يكون أكثر بؤسًا من الجميع. من لا يفتخر ويتكلم علانية عن هذه الأمور يكون في طريق الدمار. لهذا كان الرسول واثقًا بما فيه الكفاية، ليقول: "وأما من جهتي، فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غل 6: 14). وبطريقةٍ مماثلةٍ: "لا يفتخر الغني بثروته، ولا الحكيم بحكمته، وإنما ليفتخر بفهمه ومعرفته للرب" (راجع إر 9: 23-24).
الآن، رفضه للتشامخ وبغضه للمظاهر الطنانة، وتجنبه لهذا وبغضه لها، إنجاز ليس بقليل. إنه الأمان القوي للغاية للفضيلة، والحماية العظيمة للتواضع[2].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يتكلم الرسول عن هذه الروح.. وكذلك داود الطوباوي، بالرغم من أنه كان شديد الحرص على مخازن قلبه لدرجة أنه تجرأ أن يخاطب الله الذي لا يُخفي عنه أسرار ضمائره (أسراره الداخلية) كما في مز 130 (131): 1-2؛ مز 100 (101): 1-2. مع هذا لكونه عرف صعوبة السهر حتى بالنسبة للكاملين لم يعتمد على مجهوداته الخاصة، بل صلى إلى الله وطلب معونته، حتى يمكنه أن يخرج منتصرًا من ضربات عدوه قائلًا: "خاصم يا رب مخاصميّ، امسك مجنًا وترسًا وانهض إلى معونتي" (مز 1:35، 2). ولأنه خاف وارتعب أن يسقط فيما قيل عن الكبرياء لذلك يقول: "يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعين فيعطيهم نعمًة" (يع 6:4)، "مكرهة الرب كل متشامخ القلب، يدًا ليدٍ لا يتبرّأُ" (أم 5:16)[3].
القديس يوحنا كاسيان
* "يا رب لم يرتفع قلبي" [1]. إنه يقدم ذبيحة. كيف نبرهن أنه يقدم ذبيحة؟ لأن تواضع القلب هو ذبيحة...
إذ لا توجد ذبيحة لا يوجد كاهن. ولكن إن كان لنا رئيس كهنة في السماوات يشفع لدى الآب عنا (إذ يدخل إلى قدس الأقداس داخل الحجاب)...
نحن في أمان، إذ لنا كاهن؛ لنقدم ذبيحتنا هناك. لنضع في اعتبارنا أية ذبيحة يلزمنا أن نقدمها، لأن الله لا يُسر بالمحرقات، كما تسمعون في المزامير (مز 51: 16). ولكن في ذات الموضع يُظهر ما يقدمه: "ذبائح الله في روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز 51: 17).
القديس أغسطينوس
بَلْ هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ.
نَفْسِي نَحْوِي كَفَطِيمٍ [2].
يذكر معلمنا متى البشير: فدعا يسوع إليه ولدًا وأقامه في وسطهم، وقال: الحق أقول لكم، إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (مت 18: 1-4).
يؤكّد السيِّد لطالبي الملكوت التزامهم بالرجوع ليصيروا مثل الأولاد، فيدخلوا ملكوت السماوات. إنه ليس تراجعًا إلى الوراء، لكنّه نمو نحو الطفولة المتواضعة البسيطة. فالإنسان خلال خبراته على الأرض تنتفخ ذاته جدًا، ولا يستطيع الدخول من الباب الضيق. لهذا يليق به أن يتخلّى عن كل كبرياء لكي تصغر ذاته جدًا وتُصلب تمامًا، فيعبر خلال سيّده المصلوب من باب التواضع، الذي هو الباب الملوكي والمدخل الوحيد للملكوت السماوي.
أجمل زينة وأعظمها في عيني الله الوداعة. وكما يقول الرسول بطرس: "إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن" (1 بط 3: 4).
يرى القديس أغسطينوسأنه يليق بالمؤمن أن يحرص على تواضعه، فكلما وُهبت له عطايا ومواهب من قِبَل الله لا ينتفخ بل بالأكثر يتواضع، وكما يقول ابن سيراخ: "ازدد تواضعًا ما ازددت عظمة، فتنال حظوة لدى الرب" (سي 3: 18).
* لست متكبرًا: لا أود أن أكون معروفًا بين الناس بقواتٍ عجيبة، ولا أطلب شيئًا فوق قدرتي، أفتخر بها بين الجهال. وذلك مثل سيمون الساحر الذي أراد أن يتقدم في العجائب فوق قدراته، ولهذا سُر بالأكثر بسلطان الرسل عن برّ المسيحيين[4].
القديس أغسطينوس
* ليكن سموِّنا في تواضعنا، ومجدنا في عدم محبّتنا للمجد، وليكن اشتياقنا منصبًّا فيما يُسِر الله، واضعين في ذهننا ما يقوله لنا الحكيم: "إذ تصيرون عظماء تتّضعون بالأكثر، فتجدون نعمة لدى الرب" (ابن سيراخ 3: 18). فإن الله يحتقر المتعجرفين، ويحسب المتكبّرين كأعداء له، لكنّه يكلِّل الودعاء ومتواضعي الذهن بالكرامات[5].
القديس كيرلس الكبير
* من هو هذا الطفل الذي يليق بتلاميذ المسيح أن يتمثلوا به إلا الذي قال عنه إشعياء: "يُولد لنا ولد ونعطَى ابنًا..." (إش 9: 6)، هذا الذي قال: "اِحمل صليبك واتبعني" (مت 16: 24). هذا الذي تميّز بأنه "إذ شُتم لم يكن يُشتم عوضًا، وإذ تألّم لم يكن يهدّد" (1 بط 2: 23). هنا الفضيلة الكاملة في الطفولة حيث تحمل الأمور القديمة المكرّمة، كما تحمل الشيخوخة براءة الطفولة[6]".
القديس أمبروسيوس
* لقد اخترت الفضيلة التي ضدها المبالغة، اخترت التواضع والاعتدال والندم. هذا هو ذات الوصية التي أعطاها المسيح لتلاميذه بالقول: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد، فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (مت 18: 3). يقول المرتل: مارست تواضعًا مثل هذا، مثل رضيع على الصدر، كما يلتصق بأمه في تواضعٍ، بعيدًا عن أي تشامخٍ، يحيا في بساطة وبراءة، هكذا أنا في علاقتي بالله، التصق به دون توقفٍ[7].
القديس يوحنا الذهبي الفم
يقدم لنا القديس أغسطينوس عدة آراء بخصوص تشبيه المرتل نفسه بالفطم نحو أمه، من بينها أن الله يريد منا أن نكون متواضعين، فلا نطلب عجائب فوق قدراتنا، وأن نرتفع ونسمو بفطمنا عن اللبن وأكل الطعام القوي. [أوضح يا إخوتي أن الله يريدنا أن نعرف متى نكون متواضعين ومتى نرتفع. نكون متواضعين لكي نصد الكبرياء، ونرتفع لكي نكون في الحكمة. نقتات باللبن لكي ما ننتعش، وننتعش لكي ننمو، وننمو لكي نأكل خبزًا. ولكن حين نأكل خبزًا نُُفطم فلا نتغذى باللبن بل بالطعام القوي. هذا ما عناه... إذ لا أكون طفلًا في الذهن، أكون طفلًا في الشر[8].]
في طريق البرية، تتجه أنظار الشعب إلى أرض كنعان لكنهم كثيرًا ما كانوا يعانون من الحرمان من رائحة اللحم الذي في مصر، والشبت والكمون الخ. هذا الفطيم مما كانوا يظنون أنه مباهج مصر في نظرهم حرمان وصلب، ولم يدركوا أنها بداية عملية للتمتع بأرض الموعد.
مزمور 131 (130 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الفرح بالصليب واهب النضوج
2. الرجاء الدائم

لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ،
مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ [3].
تبقى الكنيسة (إسرائيل الجديد) تترجى الرب حتى تبلغ الأبدية، حيث ينتهي الرجاء، وتنعم بالحقيقة ذاتها.
* إلى أن نصل إلى الأبدية لنتكل على الرب الإله؛ لأنه عندما نبلغ الأبدية لا يعود بعد رجاء، بل تصير الحقيقة ذاتها لنا[9].
القديس أغسطينوس
* إنه يذكر انجازاته لكي يريح المستمع ويتمثل به، لذلك يقول: "ليَرجُ إسرائيل الرب، من الآن وإلى الدهر" [3][10].
القديس يوحنا الذهبي الفم
مزمور 131 (130 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الفرح بالصليب واهب النضوج
من وحي المزمور 131

لتفطمني عن محبة الله

بعذوبة صليبك


* كثيرًا ما اجتذبتني مغريات العالم،
لكن صليبك فيه عذوبة الحب الفائق.
صليبك يفطمني عن الملذات الزمنية،
إذ يدخل به إلى الخيرات السماوية!
* ضمني إلى صدرك الحنون،
فتطمئن نفسي تمامًا،
وأصير كطفل صغير، ينمو بغنى نعمتك!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 122 (121 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الفرح ببيت الرب
مزمور 107 - تفسير سفر المزامير - كلمة الله واهب الشفاء
مزمور 127 (126 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
مزمور 126 (125 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
مزمور 25 (24 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024