الصليب وسر الشكر حضور الله في القداس الإلهي حضور المحبة المصلوبة، يقودنا من الصلاة إلى التسبيح ثم إلى عمق الشركة مع الله والاتحاد به، والثبوت في المسيح بالتناول من الجسد والدم الأقدسين. إن هدف القداس هو أن يستمر الصليب، ليسهل لنا أن نتحد بذبيحة الجلجثة، ونستطيع أن نخلص. إن القداس هو شركة لموت الرب كما قال معلمنا بولس الرسول: "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته" (فى3: 10). * رشم الصليب في تقدمة الحمل: يرشم الكاهن خبز الصعيدة عند وضعه على المذبح قائلًا: "باسم الآب والابن والروح القدس فهو يقدم بعد ذلك البركة للآب ضابط الكل وابنه يسوع المسيح ربنا والروح القدس المعزى". ثلاث رشومات تقال، وهو يخبر المؤمنين بدعوتهم السماوية قائلًا: " باسم الآب والابن والروح القدس". وبأن سر التبني الذي من الآب هو الذي يباركون الآب عليه قائلين: مبارك الآب ضابط الكل الذي أعطانا جديدًا سر التبني في الصعيدة الناطقة الروحانية. والكاهن يدعوهم معلنًا دعوتهم إلى وليمة الابن السماوية ويقول بعدها "مبارك الابن الوحيد يسوع المسيح ربنا" الذي خلع عليهم ملابس الوليمة وجعلهم أهلًا لحضور العرس السمائي أي القداس الإلهي. أما عند قولنا مبارك الروح القدس المعزى فإننا نعترف بأن الباراكليت الذي نلناه بعد اغتسالنا هو الذي سيعلن لنا سر جسد الرب ودمه. * رشم بعد تقدمة الحمل: يقول الكاهن "السلام لجميعكم" ويرشم رشمًا واحدًا معلنًا قبول الله للشعب بعد اعترافهم بقبول الدعوة السمائية. يجاوبه الشعب: "ولروحك أيضًا" لأن الوحدة الروحية قائمة بالسلام أي ربنا يسوع المسيح وصليبه. لأن بصليبه المحيى صار الصلح والسلام للبشر. * رشم أثناء صلاة الشكر: وعند تلاوة صلاة الشكر يقول الكاهن: "وعن سائر شعبك" لكي تبطل علامة الصليب المحيى أفعال الشياطين. ويرشم الكاهن الشعب داعيًا إياهم إلى اليقظة الروحية وأن يحفظوا ثوب معموديتهم غير دنس، بل نقى دائمًا يليق بأولاد الآب السماوي. * وعن هذه المائدة: يرشم الكاهن المذبح مؤكدًا أن الواقف أمام المذبح لا يمكنه أن يُحضر معه الخلافات الأرضية وأفعال الأرواح النجسة. ومن يُزمع أن يأكل من الصعيدة بعد تقديسها برشم الصليب وبالروح القدس ليس له قبول ولا استحقاق لهذه البركة السماوية إلا إذا كان قد تاب وعاد واتحد بالصليب وتصالح مع غيره، بمحبة قلبية خالصة أساسها محبة الله.