الاكتشاف المبكر وتوفير أفضل علاجات سرطان الثدي بوابة الوصول لأعلى نسب الشفاء
شارك أكبر خبراء طب الأورام في العالم بالمنتدى الطبي الذي نظمته شركة "ساندوز" التابعة لمجموعة "نوفارتس" فارما للأدوية، والتي تعد ثاني أكبر شركات الأدوية المثيلة والبدائل الحيوية في العالم. وقد انعقد المؤتمر في سالزبورج في النمسا في التاسع والعاشر من شهر أبريل، وشهد إطلاق برنامج شركة "ساندوز "في الشرق الأوسط للتعليم الطبي المستمر. وقد ألقى المؤتمر الضوء على أهم التطورات في مجال التعامل المبكر مع سرطان الثدي والدور المحوري لأدوية السرطان المثيلة والبدائل الحيوية المتاحة بأسعار في متناول المرضى.
يعد سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم، كما يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات، وقد بلغت حالات الإصابة 1.67 مليون في عام 2012. ويمثل سرطان الثدي حالة من كل أربع حالات سرطان بين السيدات. وفي الشرق الأوسط، تتزايد تحديات سرطان الثدي بشكل ملحوظ، حيث يقل متوسط العمر عند التشخيص بحوالي عشر سنوات مقارنة بأوروبا.
صرح الأستاذ الدكتور حمدي عبد العظيم، رئيس المؤتمر ورئيس قسم طب علاج الأورام بجامعة القاهرة: "بالرغم من ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي في العالم (يمثل قرابة 30-35 % من أنواع السرطان التي تصيب النساء)، هناك زيادة ملحوظة في معدلات الشفاء. ويعد الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي هو بوابة الوصول إلى أعلي نسب الشفاء والتي قد تتعدي 90%. وأضاف "وقد بذلت وزارة الصحة المصرية جهوداً كبيرة في هذا الصدد خاصة منذ إطلاق البرنامج القومي للاكتشاف المبكر والذي يتيح للسيدات فحص الماموجرام مجانا، ولكن تظل هناك حاجة ماسة لاستراتيجيات طويلة المدى لتوفير علاجات ما بعد الجراحة وهي ضرورية لمنع تكرار الإصابة بالمرض. كما شهدت السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في مجال العلاجات الكيميائية والبيولوجية التي أدت إلى ارتفاع ملحوظ في نسب الشفاء، ولكن يعد ارتفاع تكاليف علاجات السرطان الحديثة سبباً رئيسياً في عدم حصول عدد كبير من المرضي علي العلاج".
"في ظل تزايد الأعباء والقيود المادية على أنظمة الرعاية الصحية، ومع قرب انتهاء فترات حقوق الملكية الخاصة بمجموعة من الأدوية البيولوجية الهامة المستخدمة في علاج الأورام، تمثل البدائل الحيوية فرصة كبيرة لطرح علاجات حديثة فعالة مقابل تكلفة مادية أقل بكثير". وأضاف: “ومع الضوابط الصارمة التي تنتهجها بالفعل وزارة الصحة المصرية، يساعد استخدام البدائل الحيوية، ذات الجودة العالية والأسعار الأقل، على الحد من الأعباء المالية الكبيرة مما يساعد أكبر عدد من المرضى للحصول على أفضل العلاجات التي تنقذ حياتهم، ويعد ذلك شرطاً أساسياً لنجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان".
صرح الدكتور ماتي آبرو، رئيس المؤتمر بالمشاركة وعميد معهد الأورام متعدد التخصصات في جينولير،: "في ظل عدم قدرة ملايين المرضى الحصول على أدوية السرطان لارتفاع أسعارها، تؤدي شركة "ساندوز" دوراً هاماً ومحوريا من خلال تقديم علاجات عالية الجودة بأسعار أقل وفي متناول المرضى"، وأضاف "إن البدائل الحيوية المعتمدة من وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) آمنة وفعالة، وتساعد على تقليل التكاليف التي تتحملها الهيئات الصحية".
وتشير أحد الدراسات الخاصة بسوق البدائل الحيوية الأوروبية أن حجم التوفير الذي تمثله هذه الأدوية ضخم للغاية، فطبقاً للدراسة يساهم تخفيض 20% من أسعار 6 منتجات دوائية بيولوجية، والتي انتهت فترة حقوق الملكية الخاصة بها، في توفير 1.6 مليار يورو في أوروبا كل عام.
ومن جانبها نوهت الدكتورة سناء السخن، استشاري أمراض الدم والأورام بالأردن "اليوم لا تعد الإصابة بسرطان الثدي بمثابة الحكم بالإعدام، ففي معظم الحالات تحصل السيدات على العلاج اللازم ويعشن حياةً صحية ومنتجة". وأشارت أن معدلات الإصابة بالسرطان في الشرق الأوسط أقل بكثير مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة، "تتراوح معدلات الإصابة في 9 دول بالشرق الأوسط ما بين 35 و175 حالة بين كل 100 ألف شخص. ولكن للأسف انتشار الإصابة في عمر مبكر من أكبر التحديات التي نواجها، حيث يتم تشخيص المرضى في الوقت الذي تعتمد عائلاتهم ومجتمعاتهم عليهم".
وأكدت الدكتورة سناء أن تكاليف علاج السرطان مازالت ضخمة، موضحةً أن متوسط تكاليف علاج كل حالة سرطان في 6 دول بالشرق الأوسط (البحرين -الكويت -عمان -قطر -السعودية -الإمارات) تبلغ حوالي 34 ألف يورو، ويتم إنفاق حوالي 30% من هذا المبلغ (10 آلاف يورو) على الأدوية فقط. ومن ناحية أخرى، فنصيب الفرد من نفقات الرعاية الصحية في مصر منخفض جداً، حيث يقدر بحوالي 1000 يورو لكل حالة سرطان، وتصل تكاليف الأدوية لكل حالة 250 يورو. ومع الأدوية البيولوجية التي تم تطويرها مؤخرا والتي حققت تحسناً ملحوظاً في نجاة المرضى، ارتفعت تكاليف العلاج 10 مرات على الأقل، مما يؤكد شدة الحاجة لبدائل حيوية فعالة".