يجب أن تكون قوى اتخاذ القرار متناسقة ومترابطة وهكذا تكون هذه القوى سيمفونية متناسقة ومترابطة، ليس فيها نشاز. والنشاز هنا هو أن تنفرد قوة أو تبرز بحيث تتوارى خلفها باقي القوى... مثال: 1- يهتم الإنسان بالجانب الروحي في شريكة الحياة، ويتناسى بقية الجوانب، فقد تكبره سنا، أو يكون هناك عدم ارتياح في المشاعر، أو عدم إمكانية تنفيذ عملي للمشروع. 2- أو أن يهتم الإنسان بالمشاعر فقط، فيولع بمن يختارها بطريقة متطرفة تعمى عينيه عن أمور اجتماعية أو روحية أو عملية، فيدخل في صراع مع الأسرة، أو مخالفة روحية، أو يكتشف بعد ذلك صعوبة الاستمرار العملي في الحياة، خصوصا بعد أن تخبو نار العاطفة المتأججة، لتحل محلها المسئولية العاقلة. 3- او ان يركز الشاب على زاوية الجمال الجسدي متجاهلًا جمال الروح، فيسقط في غيبوبة عقلية وروحية، إذ يتوقف العقل عن التفكير، والروح عن العمل. وربما ينسى الشاب أن الجمال الصارخ كثيرا ما يخفي وراءه غرورا خطيرا، أو بلاهة عقلية، نتيجة التركيز على الحسيات دون المعنويات . بل كثيرا ما يكون الجمال الصارخ سبب غيرة وتشكك لدى الزوج، يحول الحياة إلى جحيم مقيم. 4- أو قد يهتم الشاب بنسب الأسرة ومالها، وما يمكن أن يحصل عليه من مقابل مادي في هذا الزواج، فيتحول الزواج إلى صفقة تجارية سرعان ما تنفض عنها غبار العواطف التمثيلية، ليبقى منها الصراع على التراب والنقود. وإن كنا قد ركزنا الأمثلة في إطار اختيار شريك الحياة -من الطرفين طبعًا- إلا أن هذا ينطبق قطعا على كل قرارات الحياة... مثال: + اختيار نوع الدراسة: يحتاج إلى صلاة، وتفكير، وسؤال آخرين قادرين على إعطاء المشورة، ودراسة للإمكانيات العقلية والنفسية وظروف المجتمع... + اختيار نوع العمل واختيار خط الحياة: بتولية أم زواج؟... نفس القوى تشترك في هذا الأمر أيضًا... وهكذا تتناغم تلك القوى، لنحصل في النهاية على ترنيمة عذبة وقرار مريح.