ظهور الكهنة غير المتزوجين
ربما كان في سماح الكنيسة -بشكل غير رسمي- بجواز رسامة كهنة غير متزوجين، منفذًا لأولئك الذين لا يرغبون في الزواج ومع ذلك فهم مثقلون بخلاص نفوس الآخرين والبذل في العمل الرعوي ومن ثم فهم مرشحون كقادة في الكنيسة داخل إفطار الكهنوتي، ولما لم يكن من الضروري أن يلتحقوا بالأديرة كرهبان ومنها بالتالي إلي العمل الرعائي ثانية، فإن رسامتهم ككهنة متبتلين جاءت حلًا وسطًا، غير أن الفكرة ما تزال قيد الدراسة ولم تقنن أو تعمم بعد (يعطي الكهنوت للخادم مساحة أكبر وإمكانيات أكثر في الخدمة).
ولرهبنة بعدان خارجي وداخلي، أو بعبارة أخري لها شكل ومحتوي أو طقس وجوهر، فشكل الرهبنة أو ظاهرها هو الزي والاسم والانتماء لدير ما والالتزام بنظام ما، في حين أن محتواها هو فضائل الرهبنة أو الحياة الداخلية للراهب، وبالتالي فقد يمتلك شخص ما التركيب الخارجي للرهبنة بينما يفتقر إلي محتواها أو جوهرها، وفي المقابل قد يوجد شخص له مقومات الراهب ومحتوي الحياة الداخلية النسكية في حين لا يلتزم بهذا الطقس المألوف، ويحدث هذا كثيرًا عندما تمنع الظروف شخصًا ما له ميول رهبانية في ولوج هذا الطريق بينما يحتفظ بفكره النسكي واشتياقاته الرهبانية.