الخروج من العالم
ثمة خطوة أخرى يصعب مواجهتها، ألا وهي (النقلة) الأخيرة من منزله إلى القلاية بالدير، فكيف يترك مسكنه ويتخذ آخر، يترك اسمه إلى اسم آخر، أسرته إلى أسرة أخرى، ملابسه وشكله إلى ملابس وشكل آخر..
وقد يوافق على بعضها فيما بينه وبين نفسه، ويجد صعوبة في قبول البعض الآخر، ولكن إذا كان الهدف نقيًا زالت هذه المخاوف سريعًا، ويجد الشاب نفسه وقد انخرط وذاب في المناخ الجديد.
وقد لوحظ أن هذه النقلة من العالم إلى الدير، تتم بطريقة معجزية، يشترك فيها الله بأكبر نسبة (ملموسة) إلى الحد الذي يجعل الشاب – فور وصوله إلى الدير – يشعر وكأنه أفاق من حلم، لم تكن إرادته كاملة في أحداثه مائه في المائة.
وهذا اختبار تسمعه من أي راهب، إذا تذكر أمامك اليوم الذي خرج فيه من العالم قاصدًا الدير.